الاثنين، 23 مارس 2015

نحن نتنفس فساد


علشان أؤكد لكم اننا شعب بنتنفس فساد وأنا أولكم شوفوا كده أي قانون جديد بيصدر بيتم التحايل عليه ازاي.
يعني مثلاً قانون المرور الجديد اللي أول ما نزل من كام شهر الدنيا اتقلبت والكل قال إن الناس هتمشي على العجين مش هتلخبطه ونزل تحذيرات كتيره وحصل نقاش مجتمعي ملوش أول من أخر والقنوات التلفزيونية جابت خبراء وقعدوا يهروا ليل نهار ويملوا ساعات هوا علشان الإعلانات وفي الأخر أيه؟ هل حصل تغيير،طبعاً لأ ومش هيحصل،ليه بقى،لأن فيه ناس قاعدة مهمتها تبوظ القوانين،حتى لو قانون جاي من جهنم برضه هيلفوا ويدوروا عليه وربنا يخلينا سعادة الباشا اللي واقف على تطبيق قانون المرور الجديد اللي كل اللي عمله إنه زود فزيتة الرشوة والأخ أمين الشرطة اللي حظه العسر وقعه في شوية شباب صوروه وهو بياخد رشوه واتحال للمحاكمة واحد من كتير أوي،يبقى أزاي عايزينا نطبق أي قانون للمرور.
طب خد التانية،أكيد الكل عارف إنه دلوقتي محدش هيقدر يتجوز من غير شهادة طبية تفيد قيام الزوجين بالكشف الطبي على العروسين لسلامة حياتهم بعد كده من الناحية الطبية،الشهادة دي بتضرب وبتطلع بدون حتى ما أي واحد من العروسين يروحوا لأي مركز للفحص أو يشوفه دكتور وكله ماشي بالفلوس وبقت تجاره،عايز الشهادة ولو حتى فيك أمراض الدنيا فـ "ابجني تجدني" ولو مأبجتنيش متلأنيش حتى لو صحتك صحة حصان هتلف ويطلع ميتين أهلك علشان تطلع الشهادة يبقى الأحسن ادفع بالتي هى أحسن.
نخش على الثالثة بقى،الدولة وجعت دماغنا بموضوع تطبيق نظم الجودة العالمية في المدارس والجامعات وقالوا إن ده خطوة للمستقبل علشان تعليمنا يبقى متطابق للنظم العالمية وأنشأوا هيئة للرقابة على الجودة وبدأت المدارس والجامعات تعد نفسها للتأهل علشان تحصل على شهادة التوافق مع نظام جودة التعليم طبقاً للمعايير العالمية وهتلاقي مدارس وجامعات فعلاً بدأت عليها المراجعات وإن تقاريرها زي الفل وبتاخد الجودة وفي نفس ذات اللحظة يا أخي تلاقي المدرسة من غير أبواب ولا شبابيك والزجاج يقع على رقبة العيال يدبحهم وكل يوم والتاني فيه كارثه جديدة في مدرسة من أطفال وتلاميذ بيموتوا والتعليم راجع لورا،طب فين نظم الجوده اللي طبقتوها متلاقيش، إنت هتلاقي بس تظبيط علشان اللجنة اللي جايه،دايماً هتلاقي في كل مدرسة واحد عامل نفسه أبو العريف مهمته يكون عارف اللجنة اللي جايه تفتش عايزه ايه ويعمله،يعني مثلاً -وبقول مثلاً- عدد الطلبة المفروض يكون 40 طالب في الفصل يقوم يجيلك يوم الزيارة ويدي لنص المدرسة اجازة ويلعب في الكشوف وهكذا وأهي الدنيا ماشيه.
في النهاية نرجع بقى لموضوع المرور لأنه واجعني أوي بس المره دي هنرجعله من ناحية تانية،ناحية تربط الصحة بالداخلية في نفس ذات اللحظة،يعني لو سيادتك عايز تطلع رخصة قيادة خاصة بيك لازم تجيب شهادة باطنة وشهادة نظر،ودي كمان تجارة وليها تسعيرتها المعروفة للي عايزين يطلعوها،يعني سيادتك تميل على أي دكتور حبيبك أو حتى تمرجي مش فارقه كتير وتطلب منه الشهادة وتحلي بقه بورقه بخمسين جنيه أو اقل أو أكثر وهتلاقيها في أيديك في أقل من 5 دقايق من غير لا كشف ولا دياوله حتى لو كان نظرك شيش بيش برضه سيادتك إحنا هنفرحك ونركبك عربية وتسوق وتموت في الناس عادي،وده يخليك تعرف ليه مسكوا قبل كده سواقين نقل بدراع واحد أو واحد شبه أعمى سايق عربية وهو مش شايف قدامه وده كمان يخليك تعرف بكل سهولة ليه الحوادث عندنا ليل نهار،لأنه سيادتك لو مش حابب حتى تطلع الشهادة الطبية هتلاقي قدام المرور من البلطجية اللي يخلصهالك وكله بتمنه.
والبلاوي والنماذج كتير ملهاش حصل ودي بس مجرد نقطة في بحر من الأمثلة اللي بنعاني منها في بلدنا.
يا اخوانا المشكلة مش في القوانين،المشكلة فينا إحنا،إحنا عندنا تقريبا لكل مواطن مصري قانون،لكن مين بيطبق،مين بيراقب،مين بيحاسب؟
الحل إننا بدل ما نحط قانون فوق قانون وبعدين نرميه ع الرف ونشتغل بالواسطة والرشاوى والثغرات إننا نفعل القانون ونأهل هيئة للرقابة،يا اخوانا الأهم من القانون اللي هيراقبوه،لأن لو اللي هيراقبه فاسد فالقانون ملوش أي لازمه،لازم الدولة دي لو عايزة بجد تقضي على الفساد والرشوة والمحسوبية تعمل على تكوين هيئة رقابية من الصفر مبنيه على النزاهة والإلتزام وتطبيق القانون حتى لو على الرئيس نفسه وساعتها هنلاقي البلد دي ماشية صح.

وفقي فكري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق