السبت، 29 أكتوبر 2011

فإني قريب

مازال يقبع في ركن الغرفه المظلمه ، لا يري أي بصيص لنور ، لا يسمع إلا صوت أنفاسه ودقات قلبه ، دقات قلبه تحولت إلي ميكرفون كبير يعلو صوته ، لأول مره يسمع صوت دقات قلبه بوضوح تام ، بل يكاد ينزعج من إرتفاع صوتها ، ولكن علي الرغم من ذلك يعتبر هذا الصوت بالإضافه إلي صوت أنفاسه هما الأنيسان الوحيدان له في هذا العالم المظلم ، هو لايتذكر أخر مره رأي فيها النور ولا يعلم هل سيري ضوء الشمس مره أخري أم لا ، ولكن دقاته تبعث له الأمل ، وصوت أنفاسه ترسل له رساله علي وجوده علي قيد الحياه ، يبتسم ولكنه لايري كيف يبتسم ، يحاول أن ينظر ولكنه لايعرف هل مازالت عيناه مبصره أم أن الظلام حولهما إلي حجران ، يبكي فيشعر بدمعاته تجري علي وجه ، يشعر بها فقط ولا يراها ، يرفع يداه ليلمسها فتبتل أصابعه ، يبتهج قلبه مره أخري ويصرخ بداخله مازلت أحيا مازلت أشعر بدموعي ، إني أحرك يداي إني أعيش ، لم أمت لم أنتهي ، يضحك بعد البكاء ويشعر بفمه وعيناه ويرسل يده اليمني تتحس رأسه وشعره ، تلمس عيناه وخدوده تعبر علي أنحاء جسده ، كل شئ سليم ، والجسد مازال يعيش.
كم أن الصمت رهيب ، كم أن الظلام مخيف ، كم أن الحبس مؤلم ، هل يشعر به أحد ، هل يتذكره أحد ، هل سيبحث عنه أحد ، من سيسأل عنه ، ومن سيهتم بأمره ، لابد أن أحداً لم يشعر بغيابه ، وبعد قليل سينساه الجميع ، وسيموت هنا في وحدته وفي ظلامه.
النوم هنا يساوي الإستيقاظ كلاهما فيهما ظلام وسكون تام ، إنه يخاف أن ينام لعله لايستيقظ ، ويريد أن ينام ليستيقظ من هذا الكابوس ، ماذا يفعل ، يرفع رأسه في الظلام ويدعوا ويقول ياااااااااااارب ، يقولها ولأول مره من كل أعماقه وبكل صدق ، ينظر إلي أعلي ويرجو ربه ولا ينطق سوي بكلمة يااااااااااااارب ، ينطقها خافته ضعيفه لعلها تلاقي إجابه ، هي المره الأولي التي يشعر فيها بوجود أنيس بعد نطقه بالرجاء ، لأول مره يثق بنفسه ويستريح قلبه ، أين ذهب الخوف ؟ أين ذهب الصمت ؟ ، لقد ملئت الحجره بضوء يشعر به ولكن لايراه ، هل هذا ضوء حقيقي أم بياض عيناه التي لم تعد تري ؟ ، يضطرب مره أخري ويتحسس عيناه ثم يغمضها ويفتحها فيري نفس الضوء ، ولكنه ليس ضوء عادي ، ولكنه ضوء يشعر معه بالراحه ، لم تعد أذناه تصفر من السكون ، وكأنه يرقد في غرفته بالمنزل ، يسمع صوت جميل ولكنه ليس بصوت ، ماهذا؟ هل هذا صوت حقيقي وماهذه اللغه ؟ ، يعتقد أنه نام ويحلم ، ويري في أحلامه أشياء من نسج عقله الباطن ، يرسل يده مره أخري تلطم خديه في هدوء ليستيقظ ، يلمس الأرض ، لا لا لم أنام ، إني مستيقظ ، لست أحلم ، ينادي بخوف هل جاء أحد ؟ هل يوجد أحد هنا ؟ ولا مجيب ولا مردد لصوته إلا الصدي ، لقدعاد الصدي مره أخري وسكنت الغرفه مره أخري وذهب الضوء وتلاشي الصوت ، ماذا كان هذا؟ ولماذا ذهب ؟
يضع رأسه مره أخري بين رجليه ويحيطهما بيداه في يأس ويعود فيبكي ، يبكي هذه المره بشده ويكاد قلبه يقف من البكاء والحزن ، ويعود فيتذكر أنه في الغرفه المظلمه ، فيزيد بكاءه ويعود فترتفع دقات قلبه ، ويعود الصمت الرهيب يحوم حول أذنيه.
يقطع شوطاً أخر من السكون التام وهو مازال قابع برأسه بين رجليه ومازالت يداه تلتف حول رأسه وكأنه نعامه دست رأسها في الرمال وهي مذعوره ، ولا تريد أن تري الخطر وهو يقترب منها ، تنتظر أن يهاجمها مجهول ولا تريد أن تراه .
لقد جفت الدموع ولم تعد تنزل علي خديه ، لقد انخفضت دقات قلبه ، هل مات ، هل فارق الحياه ؟ لا لم يمت ولكنه يأس أن ينجو فلم تعد تفرق معه الدموع ، لم يعد يهتم بدقات قلبه ، إنه يتمني الموت الآن ، الآن وليس بعد قليل ، فلماذا ينتظر؟!! ، ومن ينتظر؟!! ، لأول مره يشعر بألفه مع الظلام ولأول مره يتغني بصفير الصمت.
يعود ثانية فيفكر فيما رآه من قليل ويسأل نفسه لماذا ذهب وتركني هنا وحدي ؟ ، لماذا لم يبقي معي ؟، هل تخلي عني الجميع ؟ ، ألا يوجد أحد يتذكرني ، يرفع رأسه ثانية إلي أعلي وينادي هل هناك من يسمعني ؟ هل يشعر الأن أحد بوجودي؟ ، يشعر أنه يريد أن يناجي ربه مرة أخري فينادي يااااااااااااااارب ‘ ياااااااااااااارب ، يااااااااااااااااااااااااارب أنت أعلم بحالي ولا أحد يعرف مكاني إلا أنت وحدك ، يارب لاتتركني لنفسي فأهلك ، يامنجي يونس من بطن الحوت ، يامنقذ أبراهيم من النار ، ياملهم نوح بركوب الفلك ، إنقذني من الضياع وألهمني الصبر علي البلاء ، ونجني من كل الكروب ، يااااااااااااااااااارب أنت أعلم بحالي ومطلع علي سجني ، صبرني علي محبسي مثلما صبرت يوسف في السجن ، إنك قادر علي كل شئ ولا يقدر عليك شئ ، ياخالق الظلام هب لي من لدنك ضوء من الأمل وأنر قلبي بحبك وقربك ، ياخالق الصوت والصمت ، أعلم أنك تسمعني وتطلع علي قلبي وعلي حالي ، وأنت يااااااااااارب أرحم الراحمين ومجير المتلهفين ، فأجرني يااااااااارب مما أنا فيه وأرضني وأرضي عني وكفر بهذا ذنوبي ، إن كان بي سخط منك فإن عفوك أقرب ، ورحمتك أوسع.
ماهذا ؟ ماهذا؟ ، ماذا أري أنا لا أري الظلام ، لا أري الصمت ، هل قبضني الله إليه ، هل فاضت روحي إلي جوار خالقها ، لكم أشعر الآن بالراحه الشديده ، راحه لا يشعر بها إلا من مات وفارق متاعب الحياه ، يااااااااه كم للذه التي أعيشها الأن ، لقد تحول السجن إلي جنه ، أنا لست أنا ، بل أنا هو أنا ولكني أنا الحقيقي ، أنا الذي تخلص من كل هموم الدنيا ، وألقي بها وسارع يهرول نحو ربه ، ياربي لا تخرجني من هنا فإني أشعر أني مستأنس بك ، ومطمئن إلي جوارك .
نظر إلي الحجره فوجد عامود من النور يتسلل من مكان قريب فرفع يده يلسمه وهو مبتهج ، سار نحوه وإذا به ضوء يأتي من باب الحجره ، أول مره يراه ، أول مره يشعر به ويلفت نظره ، هل كان موجودا من قبل ، أم أنه تسلل الأن؟ ،  ولماذا لم يراه من قبل ؟ ، عجباً هذا الخيط الرفيع من الضوء يكاد ينير كل الغرفه ، لقد إنقشع الظلام ، أين ذهب وأين تلاشي ؟ ، هب واقفاً وسار نحو باب الغرفه وطل بعينيه من خلال الثقب ، ولاقت عينه لأول مره الضوء ورأي طريق طويل مضئ بالخارج ، ياااااااااه لقد رأي الضوء مرة أخري وتنفس الهواء وملئ رئتيه ، ولكنه تراجع للخلف وعاد يرجع إلي ركنه ولكن عجباً هو لا يري الركن المظلم ولا يكاد يحدد في أي ركن كان يقبع ، ينظر إلي كل أركان الحجره فلا يستطيع أن يحدد أين كان يجلس ، لقد كان يجلس في ركن مظلم ولا يوجد الآن أي ركن مظلم ، ولكنه يشعر أنه يريد أن يعود إليه ليناجي ربه ثانية وحده ، يناجيه دون أن يشاركه فيه أحد ، أين الركن المظلم ؟ توقف قدماه وتوقفت عيناه عن البحث وعاد مرة أخري إلي مصدر الضوء ، وعاد ينظر من خلال الثقب وهو يقول الحمد لله الذي أبصرني بعد أن عميت ، الحمد لله الذي رزقني الأمل بعد أن يأست ، الحمد لله الذي أنقذني من وحدتي إلي جواره .
عاد ينظر من الثقب فرأي رجلاً يتجه نحو الثقب وهو يمسك بمفتاح ، ياربي ماهذا؟ هل هو مفتاح الفرج ؟، هل هو مفتاح الأمل؟ ، ولكني لا أريد أن أخرج ، أريد أن أبقي بجوار ربي ، أريد أن أعود إلي ركني ، إني مستأنس بمالا يعرفه السجان ، وسعيد بمالا يستطيع أن يمنعه عني المستبد ، مهلاً ياسجان فلا تخرجني فلست في سجن ، مهلاً ايها المفتاح لا تفتح فإن الباب ليس مغلق .
يقطع صوت المفتاح وهو يجبر الباب علي الفتح رجاءه وينهي أمله في البقاء ، وينفتح الباب فيري نهر من النور يغمر جنبات الغرفه ، ويشاهد في الأركان نفسه وقد كان يناجي ربه في الظلام ، فيبتسم في وجه السجان ويقول " إذا لاقتك الهموم وضاقت بك الأركان وزحف عليك الظلام فقل ياااااااااااارب فإنه موجود قبل كل الوجود " ويخرج يمشي في طريق النور الطويل.

______________كتبها_________وفقي فكري______________









الجمعة، 28 أكتوبر 2011

لقد مر الزمان من هنا يوماً وكنت سعيداً

ابتسم فإن الإبتسامه تدفع الكثير من الألام وتقهرها ، حينما تشعر أنك في ضباب وفي كثير من الأحيان ظلام كالح فأبتسم ، وتغلب علي معاناتك وقل أن بعد الضيق فرجاً وبعد الكروبات دائماً ما ننتظر الفروجات ، قل لليأس إن كان لك عندي نقطة ضعف لتهاجمني بها وإن كان قلبي هو آفة جسدي فأستحداك بملامح وجهي ، سأتحداك بفمي وتجاعيد وجهي وإتساع حدقة عيني ، سأجند كل ملامح وجهي لأرسم بها التفاؤل والسعاده ، وسأطردك من أوردة وشرايين قلبي ، وسأجعلك يا يأس تيأس من قتلي ، وسأنتصر لقلبي وأحرره من عبوديتك ولن أخضع مهما حاولت أن تخضعني ، يقولون أن الإبتسامه تقهر الحزن وأن العبوس يولد الكآبه ، فلتهزم حزنك ولتحارب عبوسك ولتتغلب علي يأسك ولتقف أمام مرآه وأنت بمفردك ولتنظر إلي وجهك ولتتأمل وتدقق في ملامحك وترثي هذا الوجه كم سيكون قبيحاًَ إن تركته للحزن ، وكم سيكون جميلاً إن غمرته بالسرور .
قف أمام مرآتك ، قف أمام مرآة نفسك وحدك وقيم وجهك في الحالتين وقل لنفسك كم ستكون السعاده مفتاح لكل من حولك ، أهلك ، أحبتك ، أصدقائك ، رفقائك ، كيف ستملأ الدنيا بالسعاده وكيف ستسعد العشرات ، فقط بإبتسامه بسيطه تكسر بها جمود يومك ، وتصحح بها مسارك.
ساعد نفسك أن تنطلق وتحلق في آفاق المرح ، ليس عليك إلا أن تقرر أن تبتسم ، أنظر إلي الدنيا بنظره مختلفه ، ركز علي الألوان المبهجه وفكر في المواقف المضحكه ، أمسك بقلم وأكتب في ورقه بيضاء  "إني سعيد" ، كررها وأملئ بها كل سطور الورقه وأستخدم الحبر الأخضر وأرسم به شجره مثمره ، أكثر من أوراقها الخضراء وثمارها الخضراء ، ظلل كل المكان بالخضره ، وأكتب تحتها " أيامنا المشرقه " .
إن حن قلبك في تلك اللحظات إلي ذكريات جميله عشتها في الماضي ، فأنصحك بأن تستمع إلي الموسيقي ، هل لديك قطعه موسيقيه أو أغنيه تحبها ؟ إستمع وأستمتع بها وطوف معا وبها في مواقف ذكرياتك وتبسم ولو نزلت من عيناك دمعه فأتركها فإنها ليست دمعة حزن ولكنها دمعة ذكري جميله إشتقت إليها وحنيت لأيامها فنزلت علي إثر ذلك الدمعه لتشق الحاضر بلحظات من الماضي ، وأبتسم وتنهد وأخرج همومك في زفير طويل يريح قلبك ويقذف بمعاناتك إلي الفراغ.
لعلك في ماضيك أو حاضرك قابلت السيئ من الناس الذين عرفتهم وقابلت الجيد منهم ، لا تتذكر القبيح وعش مع الجميل من الناس ، عش مع من أحببت أن تجلس معهم وتحكي لهم ويحكوا لك ، أكنس السيئ منهم بمقشة النسيان ، وتواصل بأفكارك مع أحبائك ولو حتي كانت تفصلك بينهم وبينك بلاد أو حواجز ، تذكر لهم ذكري جميله وجمل معهوده وتبسم عندما تعرضها علي شريط ذكرياتك ، هل معك أرقام هواتفهم ، إبحث عنها في إشتياق لأن تسمع صوتهم وأن تتواصل معهم ، إرفع سماعة التليفون وتحدث مع أحبهم إلي قلبك وأبتسم وقل له " كم افتقدتك " ثم إنهي المكالمه وابتسم .
لا تتواني للحظه أن تعبر لمن تحبه عن حبك له ، ولا تتذكر من أساء إليك ، حوله من عدو إلي صديق وألتمس له العذر وقل لنفسك ربما لا يقصد ، ربما خانه التعبير .
هل تحب طعاماً معيناً وتبتهج لتناوله؟ أطلب من زوجتك ، من أختك ، من أمك ، أن يجهزوه لك ، وتذكر لماذا أحببت هذا الطعام ومع من كنت تحب أن تتناوله ، وابتسم وأنت تأكله .
إن صناعة السعاده بسيطه ولا نحتاج لصناعتها إلي تكلفه ، كل خاماتها ومعداتها أنت تملكها ، شارك أيامك ، أحلامك ، أمنياتك ، مع حبيب أو قريب وفضفض معه وقص عليه ما بداخلك ولا تستحي وأطلب منه العون .
كن تلقائياً في الإستجابه إلي الإبتسامه إن إستدعيتها وأرسم بملامح وجهك أحلي وأجمل لوحه من كل المعاني الجميله ، إن الحياه مبهجه وفيها الحلو والمر ، إن تجرعت المر فأتبعه بالحلو وتلذذ بمذاقه وتناسي مرارة المر وقل لولا المر ما أحسسنا بروعة الحلو وطعمه.
حتي الزهور الرائعة اللون والذكية الرائحه أحياناً ونحن نقطفها تصيبنا أشواكها ولكننا لا نتوقف عن الإستمتاع بها ،فبين الزهور تتربص بنا الأشواك ورغم علمنا بها وتفادينا لسهامها إلا أننا نخطئ أحياناً وتجرح أيدينا ولا نمتنع عن زراعتها وجني أزهارها.
من قال لك أن الدنيا كلها سعاده ولكنك أنت وحدك الذي خلقك الله بكل هذه المآسي والألام فهو مضلل ، فكل ربوع الدنيا منثوره بالتناقض والإختلاف ، وكل إنسان يعيش عليها يمر بالخير والشر والضيق والفرج والحزن والسعاده ، ولكن القوي من يعي هذا ويحول السلبي منها إلي إيجابي ، أنا لا أطلب منك المستحيل ، ولا أجبرك علي فعل شئ مشين ، أنا فقط أطلب منك أن تستدعي الإبتسامه وأن ترسمها علي وجهك بصبغه من الخضار ولتغمض عينك قليلاً وأنت تبتسم ثم إفتحها وأنت تبتسم أيضاً لتجد أن الدنيا تحولت في عينك فجأه إلي واحة خضراء مبهجه وألحان الحب تملؤ ربوعها .
إعلم أن الدنيا شئت أم أبيت ماضية في طريقها ولن تتوقف فعش لحظاتها بسعاده قبل أن تمر عليك بحزنها ، وتلذذ بقرب أحبتك قبل أن تمضي في سجنك ووحدتك ، وأكتب علي صفحات الدهر هذه الجمله " لقد مر من هنا الزمان يوماً وكنت سعيداً " 

______________كتبها ____________وفقي فكري












الاثنين، 17 أكتوبر 2011

قلب يحبك يساوي حياه

من منا لم يحب ، من منا لم يعشق ، من منا لم يدق قلبه لحب ملئ قلبه ، وأخذ وجدانه ، وعاش وهام معه في بحور الأحلام وتمني أن يغمض عينيه في لحظه ليجتمع مع قلب حبيبه في مكان خالي من كل البشر ، دنيا لا يعيشها إلا قلبين يرفرفان في سماء الهيام والعشق ، قلوب كثيره اكتوت بالحب وآهاته وعاشت علي الحب ودقاته ، وذاقت حلاوته وعذابه ، وهكذا تمر أيام المحبين ، لحظات تمر كالسنين لفراق قلب الحبيب ، وساعات تمر كالبرهه لمتعة القرب من غذاء الروح .
الحب وقود القلوب وملهبها ومشعل بركان المستحيل داخلها ، الحب هو السحر الذي يتمني المحب ألا يشفي منه والقيد الموجع للقلب ولا يرجوا منه فكاً ، الأسر لعيون الحبيب يهون ، والألم لرضاء نور العين متعه ، فالحب يجمع بداخله المتناقضات ، تري البكاء من شدة الحب ، والإبتسامه في وجود الحزن ، والبعد مع رجاء القرب ، والخصام للإستمتاع بالصلح .
إن كنت أحببت يوماً فقد عشت حياه خاليه من أي أحقاد ، وتأكد أنك لأول مره ولأخر مره سيخلو قلبك من كل شئ في العالم إلا من الحب ، فالحب مصفاة القلوب ومطهرها ، وباعث الأمل في المستقبل وزارع حدائقها ، فالمستقبل القريب هو بيت حبهم وجامع شملهم.
اللون الأخضر هو لون عين الأحبه ، لا يرون بعيونهم إلا الخضار والأشجار والورود والأزهار ، واللون الأحمر هو شعور لهيب قلوبهم ودفء مشاعرهم ولهفة إحتياجهم إلي قرب القلوب .
واللون الأصفر هو لون الغيره علي الحبيب من عيون الناس ، ولو يستطيع لقضي علي كل البشر إلا حبيبه أو وضعه في قلعة شامخه فلا يستطيع أن يصل لأسوارها إلا هو.
أما اللون الأسود فلا تتعرف عليه قلوب الأحبه ولا مكان له داخل ضلوعهم ، وحتي لو عاني القلب من الجفاء وطول أمد البعاد فلن يستطيع اللون الأسود أن يغطي علي اللون الأحمر لأنه اللون الاساسي للأحبه.
حقد ، انتقام ، كره ، لامجال لتلك الصفات في قاموس القلوب الوالهه ولا تعريف لمصطلحاتها في عرفهم ، فواحة الحب دائماً خضراء مزهره بالرجاء والتوسل للوصال ، ومثمرة بالتمني والأحلام ، وحاصده للتفاؤل والإقبال .
فإن دارت بك الدنيا دورتها وغرقت في دوامتها فأبحث عن قلب يحبك فإنه سيكون لك بمثابة طوق النجاه وسيهب لك حياه ، وسيمدك بالأمل وسيعينك علي مجابهة الغرق في الهموم والأحزان .
قلب المحب أمان ولن تجد به إلا كل الحنان ، ستجده قريب منك مهما بعد ، لأنه سيعيش بداخلك وبجوار قلبك ولن يتركك تضيع ولن يسمح بأحد أن يؤذيك ، وسيقف حارس همام في وجه الألام .  
إستعن بقلب حبيبك وأتخذه عوناً لك في دنيا قل منها الحب وزاد فيها الكره ، وأخلق لنفسك فيه واحه من الحب وعش أنت فيها ، وأترك ورائك كل الهموم وألقها علي حافة نهر حبيبك ليغسلها لك ويعيدها ناصعة بيضاء كما لو كنت تحيا أول أنفاسك علي الدنيا .
من تاه في الدنيا وجارت عليه دروبها فليبحث عن قلب يدق مع دقات قلبه ، قلب يحبه ، قلب يحرص عليه ، قلب يتلهف علي اللقاء ، وليعلم أنه إنما يبحث عن من يهبه حياه جديده لأنك إن وجدت قلب يحبك فأعلم أنك بدأت حياه. 

الجمعة، 14 أكتوبر 2011

رسالة وطن

لن أنهار ، ولن يكتم صوتي ، ولن أخضع للحصار ، لن يعبر اليأس إلي أعماقي ، ولن يغزوني الدمار ، لن أترك العابثين يحطموا الأسوار ، لن ينتصروا ويحدث الإنحسار ، الهزيمه عندي هي نفسها الموت ، واليأس عندي هو نفسه التلاشي .
من وصوفوني بالضعف هم الضعفاء ، ومن تهكموا علي وضعي هم الخاسرون ، من قال أني أصبحت في عداد الموتي خاطئون ، ومن قالوا أني ذبحت داخل الميدان هم المنهزمون ، لن أضيع أبداً طالما عاش لي ولد من صلبي ، يحميني ويحمي الميدان ، أنا أنجبت رجالاً صامتون قليلاً، صامدون أكثر ، قابعون قليلاً شامخون أطول ، أولادي قد ينعسون ولكنهم لا ينامون ، أولادي قد يغادرون ولكنهم لا يرحلون ، أنا أرضعتهم من صدري الحنان والإيمان ، ومن ربيته علي الإحسان رد لي إحساني بطوفان من الدفاع والزود في الأزمات ، ياظالمون لا تركنوا إلي ظلمكم ، فأنتم لستم أولادي ولن تصبحوا يوماً عيالي ، أنا ما عرفت ملامحكم وما عهدت هذه الوجوه ، أولادي لايهينوني ولا يعقوني ، أنتم لستم من صلبي ، أنتم من نبت نبت خارج رحمي وشب علي غير صدري ، وعاش علي غير مبادئ ، لا تصدقوا كذباتكم ولا تعيشوا في وهمكم ، أولادي رجعوا إلي أحضاني وأنا مالومتهم علي طول الغياب ، وهل تكره الأم أبنائها ، وهل ترفض الأرض نباتها ، وهل يظل الشوك يغرز أنيابه في طينها ولا يسمع الإبن الأنين ، ويهب يقتلع الخبث من جذوره ، أنا أم ما ناحت يوماً علي وليدها ، ولكنني كتمت بكاء قلبي عن العيون وباركت دماء الشهيد حين سال يروي ربوعي ، ودعت بالفخر ولدي الذي مات من أجلي ، ونظرت إلي إخوته فوجدت فيهم شروق الشمس وهدير الماء العذب ، لمحت في توديعهم لأخيهم لمعة الإصرار علي حمايتي ، فرفعت رأسي ووضعت التاج الذهبي عليه شامخة بعزهم ، ومتشرفة بقربهم ، أنا أم مات لها الكثير ولكني أملك من الأبناء الملايين ، من قدم روحه فداءً لي ، منحته الفخر والعزه ، ورفعته بين الشهداء مباهياً بروحه العنان ، لن يضيرني الفاشلون ولن ينهكني العابثون ، سأظل دوماً أماً خصبه تنجب الرجال وتجود بهم ، تربي الشباب وتمنحهم شرف الإنتساب لها ، أنا من طاف حولي الحاقدون وماتوا بحقدهم ، أنا من حاربني المجرمون وذلوا بعد عزهم ، أنا لا تثنيني الدهور ولا يرهقني المستغلون ، من عاش في ظلي غذيته بالأمل ، وأبعدت عنه الفشل ، وبسطت الدنيا بين يديه ، وما خاف يوماً معي علي مستقبل قريب أو حلم بعيد ، فمعي أحقق له أمنياته وأصنع له مستقبله .
لقد وقفت دوماً أفتخر ببناء مجدي الذي بناه ولدي ، في سالف الدهر ، وتساءل عنه الدني والقصي ، ولما التعجب وأنا أولادي خير الأولاد ، ونباتي خير النبات ، من تعجب من أمري فهو لا يعرفني ، وما عرف يوماً سيرة ولدي عبر الدهر ، الصمت عندي عزه والقول عندي فخر ، والفخر هو ولدي الذي تغذي من أرضي وشب علي حبي وحب من يحبني وكره من ظلمني ، ولدي ما رأني يوماً أبكي في عزلتي إلا ومسح دمعتي وقطع يد من أهانني .
الويل لمن ظن أني  أمرض ، وجاء ينهش في لحمي وظن أنه سائغ ، أنا لحمي سم يقتل من يأكله ، وغصه في حلق من يستصيغه.
منحتي لا أعطيها إلا لناصر محنتي ، وجودي أجود به علي من جاد من أجلي ، خضاري أطعم به من زرع في أرضي بذور الخير وحصد حبات الأمل .
لن تستطيعوا أن تقضوا علي لأني لست وحدي ، معي من نبت رحمي الأسود ، ومن صلب ظهري الفهود.
ماضارني يوماً نوائب الزمان وما وقفت ضاحكة علي أشجاري الغربان ، زرعت دوحي بالأغصان فرقصت البلابل تغني  للأبطال ، تنشيدهم نشيد الإنتصار ، وتوارت من علي شجري هوائم الظلام ، وأنار أبنائي طرقاتي بالأزهار ، وعدت اليوم شابة يافعة علي طول الزمان ، أفتخر بدماء شهيدي وأذكي كفاح ولدي ، أحنوا علي الطيبين وأضرب بيد من حديد علي يد المعتدين.
فالويل لمن بتربص بي الدوائر فإن ولدي بأسه شديد وطبعه عنيد ونفسه مديد ، وقلبه حديد ، فأنجوا بأنفسكم بعيد ، وخافوا علي أرواحكم من الوعيد ، ولا تظنوا أنكم بفعلكم هذا قد تنجحون ، أبداً لن تستطيعون ، وسأبقي علي مر العصور عزيزة ، وسأنجب المزيد من الرجال الذين سيصنعون الآمال ، ويحطمون الأسوار ويفكون الحصار وسيقفون الدمار بفضل الواحد القهار

________________كتبها_________وفقي فكري________________

قبضة قلب

متي تشعر بقبضة قلب عندك ، سؤال أسأله لكل واحد يقرأ هذه المدونه ، إجلس مع نفسك قليلاً ثم فكر ملياً متي شعرت أن قلبك موجوع أو شعرت بدقاته تهفو إلي السرعه او البطئ ، وكيف تشعر بين ضلوعك ، وحاول أن تستشعر كم يكون الأمر فعلاً مؤلماً.
بالتأكيد مررت يوماً بموقف جعل قلبك مقبوض ، ربما قبض قلبك لفراق حبيب أو لغربه عن بلدك أو لشعور بقرب مصيبه _لاقدر الله_أو لوحده قاتله أو حتي لرؤية مشهد مخيف أو رأيت حادث عابر أو غيره من المواقف التي قد تمر بها في حياتك.
أنا مثلاً أصعب مره قبض فيها قلبي كان حينما ذهبت لأول مره إلي المدرسه وأدخلني أبي الفصل ثم تركني وذهب وأنا أجلس في مكان أراه لأول مره وشعرت أنا الغربه بمعناها الحقيقي تغمرني وفعلاً أحسست ببروده شديده رغم أن الفصل الدراسي يبدأ في الصيف ، ولكني لم أكن أري إلا الخوف من هذا المكان وأني وحيد وسط ناس لا أعرفهم ولا يعرفونني فلم استطع التمالك وظللت أبكي حتي نهاية اليوم الدراسي وبمجرد أن انتهي اليوم رجعت إلي منزلنا وأنا في غاية التلهف إلي رغبة الشعوربالأمان ، في أشد الحاجه إلي أن أري اخوتي وأمي وكل أهلي ، لقد شعرت في هذا اليوم الأول أنه مر علي كدهر من الهموم ولم أعش في حياتي يوماً قبض فيه قلبي مثل هذا اليوم ، وكنت أتخيل أنني لن أمر بيوم مثل هذا ، ولكن سرعان ما شعرت بيوم أصعب منه حينما فوجئت بأبي يموت فجأه أمام عيني دون سابقة مرض أو ألم وإنما مات فجأة دون أي مقدمات وتحول البيت السعيد إلي سواد وازدحم بالأحزان فجأه وتحولنا بلا سند حقيقي واصابنا جميعاً الذهول وقلت لنفسي أن هذا اليوم اصعب يوم قبض فيه قلبي ولم ولن أمر بيوم أصعب من ذلك اليوم ، ومرت الأيام وجاء يوم أخر قبض فيه قلبي قبضة شديده حينما دخلت زوجتي غرفة العمليات لتضع إبنتي الأولي وانزعجت كثيراً وشعرت للمره الثالثه أن هذا اليوم هو أشد يوماً قبض فيه قلبي خوفاً علي زوجتي .
وأستمرت الحياه وجاءت القبضه التاليه وكانت أخر قبضات قلبي ، قبضة قلبي هذه المره كانت علي وطني ، وطني اللي عشت فيه ومعاه كل القبضات ، وطني اللي عشت فيه تعليمي لحد مابقيت إنسان ، وطني اللي عاش فيه والدي لحد مامات ، وطني اللي عاشت فيه زوجتي لحد لحظة وضع البنات ، وطني اللي عشت فيه قبضات وخفقات قلبي علي مر السنين وجات لحظة الخوف عليه وإترعبت لما شوفت الثوره وإنقبض قلبي علي الشباب اللي مات ، ولكن قبضة قلبي هذه المره لم تنتهي لأن الخوف مازال مستمر وحزني علي كل الأحداث التي مازالت تحدث مستمره .
ولكن كل تلك الأيام مرت وتعلمت منها شيئاً مهماً أن الحياه تسير رغم كل القبضات ويستمر القلب ينبض ، ينقبض تارة ويخفق تارة أخري وطالما أن الله أراد له الحياه فسيستمر يدق ، وأن الله تعالي جعلنا نمر بكل تلك اللحظات العصيبه لنتعلم منها الحكم والعبر.
من قبض قلبه يوماً فلا يتوقع أنها أخر قبضه ، ومن لم يقبض قلبه فلم يتعلم شيئاً من حياته ، ومن مر بيوم صعب فليعلم أنه ربما يكون هناك في المستقبل أصعب منه وأن الله رزقه  الأقل ليتحمل فيما بعد الأكثر والأقوي.
والقلوب القويه هي التي مرت بالأهوال والصعاب ومرت بالفرح والسعاده وذاقت الدنيا حلوها ومرها ،وأستطاعت أن تعبر الجسور رغم الألآم والأحزان.
حاول أن تتذكر كم  مره قبض قلبك وكنت تتخيل أنها القبضه الأقوي والأشد في حياتك ثم جاء بعدها ما هو أشد منها ومع ذلك أستمرت الحياه ، ومازال داخل الضلوع قلب ينبض .




____________كتبها_________وفقي فكري____________________









الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

اسلمي يامصر إنني الفدا

اسلمي يامصر إنني الفدا .........ذي يدي إن مدت الدنيا يدا.
ابدً لن تستكيني أبدا       .........إنني أرجوا مع اليوم غدا .
هذه كلمات النشيد الوطني القديم الذي كتبه مصطفي صادق الرافعي ، تلك الكلمات الرائعه التي لايكاد يسمعها أي مصري غيور علي وطنه إلا ويرفرف قلبه حباً له ، كلمات تحرك الحجر وتبعث الأمل في قلوب المصريين ، وتحثهم علي الحرص علي وطنهم.
من منا الأن بعد ثورة 25 يناير قال لنفسه " اسلمي يامصر إنني الفدا " ، من منا قالها بالفعل وشعر من اعماقه أنه بالفعل يستطيع أن يقدم روحه فداءاً لحماية وطنه مثلما فعل من قبلنا من أبناء هذا الوطن الذين قدموا أرواحهم رخيصه من أجل عيون مصر الغاليه. من منا مد يده دفاعاً عن أرضه وهي الأن يتربص بها المتربصون ، أم أننا الأن جميعاً قطعت أيدينا وتطاولت ألسنتنا بالتفاهات والمهاترات التي لاتمد يد العون لأحد بل تقتلع كل خير وتزرع مكانه الشوك الذي يدمي أقدامنا .
من كان الأن مؤمناً حقاً ومصدقاً انا مصرنا كما يقول الرافعي " أبداً لن تستسلم أبداً" لأي محاوله لإختراق أمنها وأمانها ، ومن لديه منا الأن أمل قوي بمستقبل وغد مشرق لهذا الوطن .
أنا أشعر وأؤكد أن بلدي لن تستسلم أبداً وسيشرق صباحها الجديد بكل الفخر والعزه وستعلو في عنان السماء شامخة متألقه ، وليكن دور كلاً منا كمصري يعيش علي أرضها أن يبعث في نفس الأخر هذا الشعور .
إننا اليوم أحوج مانكون إلي دعوه للتفاؤل والوطنيه من أجل مصلحة وطن قدم لنا الكثير وينتظر أن نرد له ولو جزء بسيط من حقه علينا ، ألم يوفر لك هذا الوطن الحريه والرخاء ، ألم يوفر لك هذا الوطن سياده علي ترابه .
إني اتذكر الأن هذا المشهد الذي قال فيه عبدالمنعم مدبولي لهاني رمزي في فيلم عايز حقي حينما أراد أن يبيع حقه في المال العام ليوفر الشقه ليتزوج فيها فقال له " بيع ارضك ياعواد، وروح دور علي وطن غير ده ، وشوف هتعرف تلاقي وطن زيه في الدنيا كلها " وأنا بقول لكل مصري إن لم نحافظ علي وطننا فمن أين نأتي بوطن نعيش فيه ، وهل سيكفينا مال العالم لنجد وطن مثل وطننا لنعيش فيه، أم أننا سنصبح مثل عواد حينما باع أرضه ولم يجد له بعدها أرض ، وكما يقولون الأرض مثل العرض ومن باعها فقد باع عرضه ، بل أقول الوطن مثل الحياه التي وهبك الله اياها ومن اضاعه فقد أضاع حياته واستحق أن نترحم عليه لأنه أصبح بين الأموات .
ارجوكم دافعوا عن عرضكم وعن حياتكم بكل ماأتاكم الله من قوه ، وأعلموا أن الجهاد من أجل الدفاع عن الوطن من أعظم الأعمال التي يحبها الله .
إن من سبقونا في حروب الدفاع عن تراب مصر ليصل إلينا بهذه العزه ، ومن سالت دمائهم لتروي أرضها من أجل أن تحيا حرة مستقله ينظرون الأن من هناك ليروا ماذا سنقدم نحن له ، فلقد جاء دورنا في الزود عنه والدفاع عن مصالحه لنوصله نحن أيضاً كما فعلوا إلي أجيال المستقبل كما تسلمناه ، وحان دورنا لأن نتحمل المسئوليه حيال هذا الوطن.
إن الحرب التي نخوضها الأن هي حرب نفسيه تستوجب الكثير من الحكمه ولنتقي بصدورنا كل ألوان الفتن والمكائد التي تحاك لهذا الوطن .
يامن بنيتم الأهرامات ،
يافراعنة مصر ، 
يا أهل النيل ،
ياأهل الأرض السوداء ، 
يا أبناء الكنانه ،
يا أبناء المحروسه ،
يا أحفاد صلاح الدين ،
يا قاهري الصلبين ،
يا مفرقي المغول ،
يامبيدي الهكسوس ،
يا أصحاب نصر أكتوبر ،
نريد عبوراً جديداً إلي أفاق المستقبل الذي نريده مشرقاً ونأمل منه كل الخير لأولادنا وأهلنا وأجيالنا القادمه .
نريد أن نهزم بداخلنا شعور التخوين وأن نسعي للوقوف في صف واحد أمام المخاطر والأحقاد والفتن .
نريد أن نؤمن بالوحده التي تولد الإستقرار والأمن والأمان لكل مواطن يعيش علي أرض وطننا.
......................................................................................................................
من منا استمع إلي تلك الأغنيه وشعر فعلاً انه فداء لمصر ،
من منا تأمل في معانيها وشعر فعلاً ان يده تدفع عن مصر كل العدا ،
من منا قال من قلبه وبكل صدق " اسلمي يامصر إنني الفدا"

____________كتبها____________وفقي فكري______________________




الاثنين، 10 أكتوبر 2011

منهم لله

منهم لله كل من قاد الشعب المصري لكل هذا الكبت والشعور بالظلم ، من جعل الحقد والغل يتراكم بداخل كل بيت من الإستبداد والتحكم والتسلط ، من حول الديمقراطيه إلي كلمه واهيه لا ننتفع بها إلا الكبار وعلية القوم ، من جعل رأس المال للصفوه وبقية الشعب يتلظي من أسي الجوع وجحيم الفقر منهم لله.
إن الذي نراه الأن بمصرنا هو نتيجه لكل ممارسات الأنظمه الرئاسيه السابقه والتي لم نري منها تطبيق حقيقي للديمقراطيه وأختتمت بنظام سارق لكل احلام المصريين ، سرق لقمة عيشهم ووجهم إلي مقالب الزباله يبحثون فيها عن كسرة خبز ، سرق وظائفهم وأعطاها لمن يملك دفع الرشوه ومن يملك كارت وساطه وألقي بالباقين إلي القهاوي والغرز والتسكع علي نواصي الطرقات.
نظام مبارك المنقضي استطاع أن يقتل كل الأحلام والطموح داخل كل شباب الشعب وحولهم إلي مسوخ لو سألت واحداً منهم عن أقصي طموحه فسيجيب عليك فوراً "الشغل" وأخر سيجيب"الشقه" وأخر "الزواج" وغيرها من الواجبات التي تعتبر من أساسيات الحياه وليست من الأمنيات أو الأحلام.
إني حزين علي ما وصلت به الحال الأن بالشارع المصري ، فكل يوم اعتصام واضراب ومظاهره وتوقفت عجلة الإنتاج وأصبح الكل يتحدث في السياسه  والكل يعترض ويسب ويتهم ، وتفرق الجمع وأصبح شتات بعد النظام .
اني اتحدث الأن كمصري ابكي حينما اري كل مايحدث بشوارعنا الأن وأجد أن الأمن قد ضاع والفرقه قد سادت وتحزب الشعب وانطلقت الشائعات والفتن واصبحنا نتحدث عن مسلمين وأقباط ، اسلاميون وعلمانيون، وزاد اللغط وحول دوله مدنيه ودوله اسلاميه وغير ذلك من القضايا التي لن تصل بنا إلا إلي مزيد من التفرق والأنقسام .
انا شاب لم اعيش فترة حرب اكتوبر ولكن حكي لي عنها والدي وسمعت عنها من وسائل الإعلام وتابعت وصف حال الشعب وقتها من المعاصرين ، ونحن الأن في ذكري نصر اكتوبر الذي انتصر فيه الشعب المصري قبل الجيش علي هزيمته وتغلب علي مرارة الذل التي لحقت بنا ، وعبر الشعب قبل أن يعبر الجيش الحاجز النفسي الذي أراه في وقتها كان أقوي مما نحن الأن فيه فأستطاعت مصر أن تعبر بذلك العبور العظيم وبدأنا بسبب التكاتف الحقيقي ، ليس بالقول ولكن بالواقع ، إلي أفاق الإستقلال والعزه والكرامه وكما يقولون دائما ضربنا مثلاً يحتذي به في الصبر حتي وصلنا إلي بر الأمان وشاهد العالم بناة الأهرامات يسطروا في صفحات التاريخ صفحات من النور .
أين تلك الأيام ، إننا الأن احوج ما يكون إلي أن نعيش هذا الشعور وأن نتغلب علي كل الأحقاد والكبت الذي ورثناه من نظام ظالم وأن نطوي صفحة الماضي القريب لنعبر إلي أفاق المستقبل المديد وأن نحافظ علي أرضنا ووطننا وترابه من المتربصين .
أنا مع الجميع وخصوصاً الشباب الذين عانوا أشد المعاناه من كل ممارسات حاشية مبارك ولكننا لن نقف نبكي علي اللبن المسكوب ونظل نحارب في صفحة فساد طواها الشباب انفسهم بثورة 25 يناير ، يجب أن نعلم جيداً ان نار الإنتقام من هذا النظام ستلسعنا نحن اولاً قبلهم وستأخرنا في أنقاذ الوضع وسيحوله من السيئ إلي الأسوء ولن نحصد من وراءه إلا إعطاء فرصه لمن يتحين الفرصه ليقتنص الفرصه من أجل أن يضع قدمه علي تراب وطن شريف لم ولن تلوثه أقدام أعداء أو تدخلات خارجيه.
لينظر الشباب الأن إلي وضع غالبية الدول العربيه التي حاولت وتحاول الأن أن تطيح بأنظمتها المستبده وكيف أن القوي المستغله أصبحت تحتلها بنية الدفاع عن أقليات أو مدنين وهي في الأساس تسعي وراء مصالحها من بترول ونهب لثروات وغيرها ، هل شاهدتم العراق وماحدث بها والسودان واليمن وليبيا وسوريا في الطريق والبقيه تأتي.
ياشباب أنا لا أخوفكم كما كان يفعل النظام السابق ويستغل خطر التدخلات الخارجيه ليبرر ممارساته القمعيه والأمنيه ، وإنما هذا الأن اصبح واقع وجيشنا تحول من الجبهه الخارجيه إلي الجبهه الداخليه ، بل وازداد الأمر خطوره بسبب تخوين الجيش والتشكيك في دوره وهذا هو الأخر سيذهب بالوطن إلي طريق خطير ، لن ينجو أحداً من ناره .
عفي الله عما سلف ، وأمرهم إلي الله ، أدعوا الجميع أن يتكاتف ويتراص من أجل عبور المرحله الدقيقه التي تمر به مصرنا ، وليس هذا معناه أن نترك حقوقنا ولكن هناك قضاء يحاسب وإن شعرتم بالإعوجاج فهناك الميدان لتصحيح المسار في مليونيات سلميه رائعه ، تقول لمن يسيرون الأمور أن الشعب مستيقظ وفاطن ولن يسمح إلا بالحق ، نريد أن نتغلب علي سواد قلوبنا وأحقادنا ومظالمنا ولننحيها جانباً من أجل الصالح العام.
ياشعب مصر نريد أن نعبر إلي انتخاب قياده مدنيه شرعيه تحكم البلاد وتقود المرحله الدقيقه بدلاً من الوضع المتخبط الأن وليكن هذا هو هدفنا جميعاً ، إنجاح مسيرة الإنتخابات التشريعيه والدستور والرئاسه ، فهذه هي ركائز أي دوله مستقره .
ليس من مصلحة أحد أن يساعد فتنة الدين علي الإشتعال وفتنة التخوين علي اللهيب ، لأننا سنجني نحن الدمار والخراب ، فهل هناك شعب أخر يعيش علي هذه الأرض إلا نحن؟ من سيكتوي بنارها إلا انا وأنت والجميع.
دعوه إلي ضبط النفس ، والقليل من الكلام الأن يفي  بالغرض ، ليتجه الجميع إلي مباشرة عمله ومستقبله وليترك من يتولون الدفه في العمل هم أيضاً ، ولنراقب في صمت قليلاً مجريات الأمور ونتدخل أحياناً إن راينا مسار معوج لنقومه في سلميه وهدوء.
إن الكل الأن يتحدث ويخون ويعارض ويطعن في نزاهة الأخر والمصالح الشخصيه هي التي أصبحت سائدة بين الجميع ، الكل يريد أن يقتسم جزءاً من التورته .
مصر ليست تورته تقطعونها إلي أجزاء ، مصر وحده واحده ولن تكون يوماً اشلاء، ولقد عبرنا أصعب من كل هذا فيما قبل ولن يستعصي علينا عبور محنه ستتحول بفضل الجماعه إلي منحه وسيتبدل الحال وسنضرب للمره الثانيه للعالم أن شعب مصر شعب اصيل لا تثنيه المحن ولا تضعفه المكائد والدسائس وسنخرج من هذا اقوي واصلب .
فقط اطلب من الجميع أن يلتزم الهدوء والصمت قليلاً حتي نقلل الفتن ونعبر بإقتصادنا إلي أفاق مشرقه.

___________كتبها________وفقي فكري_________




















 

الأحد، 9 أكتوبر 2011

حافيه علي جسر من السمك

الدلوعه بتفضل طول عمرها دلوعه............................
دي هي الجمله اللي اتعودت بنت بحري انها تسمعها كل يوم الصبح وهي ماشيه حافيه علي صخور شط اسكندريه، وكمان هتلاقي معاكسات تانيه اتعودت برضه عليها زي "بين شطين وميه عشقت بنت اسكندريه" و"اتمخطر ياجميل مين ادك" وغيره وغيره كتير من اللي اتعودت دايماً انها تسمعه كل يوم وهي بتتمشي علي البحر وبتحط رجليها في الميه المالحه ولكن ولا تفرق معاها خالص ، اهم حاجه عندها تنزل كل يوم تتمشي شويه وهي حافيه وتلمس كعوبها الميه اللي بتعشقها وبتقول أنها بتشفي كل حاجه فيها وبترمي فيها همومها وبتشكي للبحر كل مشاكلها ودايما بتلاقي حل ، وبتموت في شم نسيم البحر وياسلام لو كان الصبح بدري اوي طبعاً يكون عندها أحس بكتير.
بنت بحري زيها مش زي كل بنات بحري اللي الدنيا خدتهم وتاهوا في دوامة الشغل والشعبطه في المواصلات والجري علشان يلحقوا مصالحهم_ده لو كان عندهم اصلاً شغل_ فهي مهما عدت وتغيرت الظروف لازم تروح تمشي علي البحر كل يوم وخصوصاً الصبح ولازم تكون حافيه ، هو ده طبعها ، اعتبره انت بقي جنون ، عاده ، أي حاجه أو أي مسمي المهم أنها عاجبها حالها وخلاص.
اللي سموها بنت بحري مش علشان ساكنه في بحري ، لأ ، ده علشان بتحب تتمشي في بحري ، مع أنها ساكنه قريب منه، بس إسم بنت بحري علشان كل يوم بيشوفوها ماشيه علي البحر في بحري فطلع عليها اسم بنت بحري.
بنت بحري فعلاً هتلاقي فيها كل مواصفات بنات بحري اللي شوفناهم في الفيلم العربي "بنات بحري" فهي فعلاً دلوعه بس لنفسها وبس ،يعني لو قرب منها أي حد أو حاول يتكلم معاها هتلاقيها قلبت وحش وبقت بميت راجل ، واثقه من نفسها ودايماً مبتسمه وتحس في وشها بطيبة المصريين والظاهر أنها من كتر شم هوا البحر كل يوم تلاقي خدودها زي القمر وعيونها زي عيون الغزلان وعودها زي غصن البان ، أما مشيتها فهي سبب مشكلتها لأنها بتعشق البحر وأول لما تشوفه مبتقدرش تمنع نفسها انها تجري علي شطه وتخلع شبشبها وتتمشي في دلع علي ميته ، ممكن كده تقول مجنونة البحر ، ده حتي من كتر مابتترد عليه بقي مجموعه من الشباب كل لما يشوفوها بيقولوا عليها جنية البحر الجميله.
بنت بحري مفيش يوم يعدي إلا وتلاقيها علي شط البحر حتي في الأجازات والأعياد والمواسم ، ولا يوم ممكن يعدي إلا لما تشوفها علي البحر ، ده حتي لو مرضت بتقول ان هوي البحر بيخففها ، تعمل أيه بقي مجنونة بحر، البحر بيجري في عروقها بدل الدم.
وعلي غير العاده جه يوم وبنت بحري مظهرتش علي البحر والشباب واقفين مستنين لما تعدي علشان يعكسوها ولم تأتي، ياتري فين بنت بحري ، ده مفيش حاجه تمنعها عن البحر إلا الموت!!! ، يمكن تكون شافت لها شط تاني وسابت الشط ده، مين عارف ايه اللي حصل ، بس يارب يكون خير.
(عين السمكه) ، بتسألوني مالها عين السمكه ، اقولكم أنا ، أخر يوم ظهرت فيه بنت بحري علي البحر حست بوجع في رجلها لما لمست كعوبها الميه المالحه ولما رجعت البيت لقت فيه حاجه غامقه في رجلها وبتوجعها أوي، ولأول مره تلاقي جنية البحر وجع لما بتحط رجلها في الميه ، بس قالت يمكن حاجه دخلت فيها وهتخف لما تروح بكره تتمشي علي البحر كعادتها ، ولكن الوجع زاد واضطرت تروح للدكتور تشوف أيه الحكايه ، وكانت دي أول مره تروح للدكتور من فتره وأول مره دكتور يعالجها مش البحر ، ولكن تعمل أيه الوجع صعب والألم زاد ، وراحت للدكتور وقالها إن دي عين سمكه في رجلك وقالها انها كمان انتشرت في أماكن تانيه لأنها بقالها فتره ، وسألها إن كانت بتحط رجلها في الميه كتير فردت عليه في فخر طبعاً كل يوم ، فحذرها الدكتور من ذلك لأن التعرض للميه بيزود انتشار عين السمكه ، فأحست بحزن ولأول مره تلاقي سبب عشقها هو سبب اصابتها. واضطرت لأن تقاطع عشقها وتبعد لمدة اسبوع هي فترة العلاج وزالت عين السمكه.
وبعد اسبوع رجعت تاني للشط ورجعت تتمشي عليه بس المره دي من غير دلع ومن غير ماتمشي حافيه ولأول مره يشوفها الناس اللي قاعده علي البحر وهي ماشيه بعيد عن الميه شويه ولابسه شبشبها ، وبصراحه كده ده لفت انتباه ست قاعده علي البحر وعارفه بنت بحري كويس ومستغربه وعايزه تعرف أيه اللي غير حالها وراحت تسألها ودار الحوار :
الست : مالك ياحلوه يعني مش شايفاكي نازله البحر حافيه زي كل يوم وماشيه بعيد ؟!!
بنت بحري: والله ياحاجه السمك ابن الحرام مخلاش لبنات الحلال حاجه ، الظاهر من كتر دلعي علي البحر السمك رشق عينه في رجلي وطلعلي عين سمكه .
الست : بصراحه تستاهلي انتي جننتي الشباب مش هتجنني السمك ، كفايه عليه انه شاف الكعوب القهرمان دي ورشق عينه فيها.
بنت بحري : بس انا جيت تاني
الست :بس من غير ماتمشي حافيه لأنك خايفه من عين السمكه.
بصت بنت بحري للست في عصبيه ثم خلعت الشبشب ورمته علي طول إيدها وجرت علي الميه وبلت رجليها في الميه المالحه وقالت للست : وخلي بقي السمك يرشق عينه في رجلي تاني ، ده لو جسر من السمك واقف علي شط البحر هدوس عليه علشان عيون البحر ، دا البحر هو عشقي وجنوني ولا سمك المحيط يقدر منعني من عشقي
ثم جلست علي الرمال المبتله ورسمت الرسمه التقليديه لعاشقين ، قلب يخترقه سهم وكتبت علي احد الطرفين "تغور عيون السمك" وكتبت علي الطرف الثاني "علشان عيون البحر" فجاء الموج وأكل الرسمه وساوي حبات الرمل فقالت لها الست وهي مبتسمه :ده هو حال اللي يحب البحر ، يشتري والبحر يبيع ، يقرب والبحر يبعد ، يحلم والبحر يخطف الأحلام ، يشوف أمال والبحر يبيع الأوهام "
فردت عليها بنت بحري وهي مبتسمه "البحر اشتري عيون السمك وساب عيوني ،بس هفضل كده علي طول بحب هواه واحلامه وامانيه وعايشه علشان تلمس كعوبي ميته المالحه .
فأبتعدت الست وهي تسأل نفسها كم من بنت تعشق البحر رغم المخاطر!!!!


__________كتبها________وفقي فكري_________________

جائزة نوبل للعرب

جائزة نويل للسلام والتي حصلت عليها الناشطه السياسيه توكل كيرمان اليمنيه والتي لا يتعدي عمرها ال32 عاماً هو انتصار لجميع الثورات العربيه وانتصار للشباب لإعتراف العالم بأسره انهم هم من حرروا اوطانهم من كل مظاهر الإحتلال الفكري والإستبداد.
توكل كيرمان ام وناشطه وكاتبه ومازالت في مقتبل العمر وهي تعتبر اول من قال في اليمن وهتفت بجملة "يسقط النظام" وكان عندها الشجاعه في الوقوف بجسدها النحيل امام طغاة السلطه في اليمن وسارت وسط الرجال وهي ترفع يداها ملوحه بطلب الديمقراطيه والعداله.
لو نظرت إلي وجه كيرمان ستجد الملامح العربيه المسلمه تتجسد في كل ملامحها، فهي امرأه عاديه جداً لم تظهر علي الساحه ولم يتداول اسمها بين وسائل الإعلام إلا بعد الإعلان عن فوزها، حتي أنها تلقت خبر فوزها بالجائزه وهي قابعه بخيمتها وسط الثوار ، حينما تنظر إليها ستجد جسد نحيل ووجه عربي خالص يلتزم باللباس الإسلامي والحجاب ويبدوا علي ملامح وجهها شقي السنين وخطوط الكفاح، حينما تنظر إلي وجهها فستلاحظ الإصرار والإلتزام والتواضع ، ولا أقول ذلك لأنها حصلت علي جائزة نوبل ولكن للجائزه الفضل في أن العالم شاهد عبر شاشاته وجه عربي نسائي جاء من قلب العالم العربي ليقول ان نساء العرب لسن مضطهدات ولسن يقبعن في البيوت تحت سخرة الرجل كما يدعي الغرب ، لقد كان للنساء في ثورات الربيع العربي _كما يطلقون عليها_ دور وخصوصاً في مصر متمثله في اسراء عبدالفتاح واسماء محفوظ الناشطتين السياسيتين _حتي وإن اختلف معهما البعض في الكثير من الأمور_ إلا ان دورهم كان موجود وسط زخم الأحداث التي مرات بها الأحداث في مصر، ثم جاء التكريم الدولي إلي ثالثه وهي كيرمان بنت اليمن والتي لم تخفي تقديرها للشعب المصري وميدان التحرير الذي كان له الفضل في انطلاق الثوره اليمنيه فقالت في تواضع وتلقائيه أنها تهدي فوزها بجائزة نوبل إلي الشعب اليمني لأنه هو الفائز الحقيقي وإلي الشعب المصري وميدان التحرير الذي تتمني أن تقبل ترابه.
أنا أشعر بالفخر لأن التي حصلت علي الجائزه هي شابه من عمري فرضت نفسها علي الساحه الدوليه وحجزت لنفسها مكان ومكانه وسط مشاهير العالم الذين حصلوا علي تلك الجائزه وأصبحت كيرمان هي اول سيده عربيه أو قل اول شابه عربيه تحصل علي جائزة نوبل للسلام وتبعث روح الشباب ألي كل الشعوب العربيه ولتقول لكل من استهزء بالشباب وتفكيرهم أن الشباب العربي يستطيع أن يصل بشعوبه إلي مصاف الدول المتقدمة ولكن فقط أتركوا لهم المجال ولا تقللوا من خبراتهم ودورهم.
نداء إلي كل الشباب الذي حقق الأمل في جميع الدول العربيه ، لقد شاهدتم شابه عربيه تخترق أذان العالم وتفرض اسمها  علي الساحات الدوليه وتحصد أرقي الجوائز العالميه وليس لها من ميزه أو شهره إلا انها نادت بما تؤمن به دون انتظار مقابل فجاء المقابل سريعاً وقوياً ورفع اسم وطنها خفاقاً بين دول العالم.
اني اوجه رساله إلي كل شاب وشابه مصريه من يريد أن يخدم وطنه لاينتظر المقابل أو المكافأه ومن يريد التأثير يجب أن يؤمن بما ينادي به من أجل أن ينجح ، كما أن خدمة الوطن لا يعوقها سن أو خبره فقط اترك عقلك وايمانك بقضيتك يقودك وهو سيصل بك إلي النجاح وخدمة وطنك.
نريد أن نغير الفكر المحبط الذي كان دائماً يقول هؤلاء شباب ليس لهم خبره في الحياه وأن العقلاء هم فقط الكبار والشيوخ واصحاب المال والسلطه ، شاهدوا هذا الوجه العربي الشاب النسائي الذي شرفنا وشرف كل ارجاء العالم العربي وضرب مثلا في العمل والكفاح دون النظر إلي الشكل او اللون أو الجنس أو العقيده او حتي العمر وكان التقييم النهائي فقط إلي الكفاح .

____________كتبها___________وفقي فكري

الاثنين، 3 أكتوبر 2011

إني ذاهبه وسأعود فأنتظرني.......

تحجرت عيناه وتجمد الدم في عروقه ، سري في جسده رعشه وعقبها احساس بالبروده الشديده ، وصار يدلك يديه ببعضهما وفي نفس اللحظه يتصبب العرق من جبينه وتنهطل حبيباته من علي وجهه وتتساقط علي الأرض السوداء لترويها ، يحرك شفاته يميناً ويساراً ويعضها بأسنانه ، يحاول أن يتكلم فلا يخرج الكلام ويحاول أن يتحرك فلا يحرك ساكناً ، لقد أصابته الصاعقه واحترقت كل الأمنيات الجميله والأحلام الورديه ، لم يعد يري أمام عينيه إلا هطول العرق من علي وجهه إلي الأرض السوداء التي تعكس لون شعوره الأن ، انعزل العالم من حوله وصار لا يري في الدنيا إلا الأرض السوداء ، لقد كان يحب المطر وهو يسقي حبات التراب الأسود ليخرج منها الخضار ويبعث فيه الأمل والبهجه ، هو هو نفس المطر ونفس الأرض ولكنه مطر جبينه وعرق أحلامه وقطرات يأسه تتساقط من أمام عينيه لتروي السواد وتشبع الإحباط  لينبت الهشيم والعقم والضحاله.
مرت عليه اللحظات لأول مره كدهور والثواني كعمر كامل وتمثل أمام عينيه شريط الماضي وفصول الأعوام التي كانت كلها فصول ربيع وتوقفت الساعه علي فصل خريف أوراقه صفراء باهته وغصونه سوداء قاتمه.
مازال العرق يتصبب من كل مكان في جسده والدنيا تلف به دورات متلاحقه والعينان جاحظتان والبروده تزيد والرعشه تتملك منه وزاد عليها جفاف شديد بشفتيه وهو لايبالي فكل الأنهار جفت في داخله وتصخرت منابعها وتوقف نهر الحب عن الجريان وبدأ نهر الحسره في الفيضان ، وفاض النهر بشده وأغرق مجراه وغطي كل أرضه وسقاها حزناً ويأساً.
القلب لم يعد يتحمل ودقاته التي كانت تدق للحب ومن أجله ،وقفت للحظه ثم عادت لتدق ألماً ، لقد أعلن القلب العصيان وأنقلب علي صاحبه وتمرد وقال لأول مره لا ، لن أستطيع أن أدق ألماً وحسره ، لن يمكنني أن أترك الحلم يمر من أمامي وأنا أدق ، صرخ القلب بين الضلوع ونادي عليها ، خذيني معكي ، لا تتركيني وحدي اقاوم فيضان الحسره ، اخلعيني من بين تلك الضلوع اليائسه واحضنيني بين ضلوعك الدافئه، لم يعد هذا الجسد يناسب دقاتي ولم يعد به أنهار لأضخ فيها أنهار حبي وحناني وشوقي ، أنا القلب الربيعي لا أقوي علي فصل الخريف ولا اتحمل العطش ، سأموت إن ذهبتي وتركتيني مع هذا الرجل ، لقد كان ينجب أطفالاً من الأحلام والأمنيات وتحول الأن إلي عقيم لن ينجب أبداً ، هذا الجسد أطفئ كل مصابيح النور بداخله وأنا لن استطيع العيش في ظلام ، ألا تترأفي بحالي وتصطحبي هذا القلب المسكين من هذا السجن الأبدي.
رفعت يدها في هدوء وقالت " إني ذاهبه وسأعود فأنتظرني" فرد عليها القلب " ومن أين لي بالأمل لأنتظر ، وإلي متي سأنتظر ، أنا ماتعودت الإنتظار، وبعد قلبك عن قلبي دمار، ولن أعيش بعد هذا للأحزان ، لقد قررت الذهاب أنا أيضاً ولكني لن أعود فلا تنتظريني ، ثم سكت القلب عن الخفقان وتوقفت الدماء في العروق وأزرق الجلد ولكن مازال نهر العرق يتدفق في هدوء ليسقي الأرض السوداء ويعلن نهاية قلب لم يقوي علي الإنتظار ولم يتحمل الفراق فكانت الكلمات من الذهاب إلي الرحيل والعوده إلي اللاعوده .
كان ذهابها رحيل رحل معه حياة قلب ضعيف ، يأس من الأمل فيأس الأمل منه ، قلب تعود علي دقات الإشراق ولم يدق يوماً في غيوم الإحباط فكان مصيره الموت والرحيل.
من كان لا يملك قلباً قوياً ليدق رغم الظروف والصعاب فيستحق الرحيل ولا عاش يوماً قلباً فقد الإحساس وتاه مع اليأس وعاش في الظلام، فليمت قلباً عاش من أجل الرحيل ودق من أجل السكون ، قلباً مات قبل أن يحيي وفارق قبل أن يجتمع.
أيها القلب الرقيق لست رقيقاً بل غليظاً، ولست محباً بل كارهاً ، ولست قوياً بل واهناً.
لقد ظلمت قلباً تركته وحيداً وفقدت أملاً في عودته ورضيت بالرحيل قبل عودته.
من يحب يثق بالعوده بعد الفراق والخضار بعد الجفاف ، والفرحه بعد الحزن ، والأمل بعد اليأس.
فكهذا علمنا الحب..................................


______________كتبها___________وفقي فكري_____________