السبت، 27 يوليو 2013

دماء رابعة العدوية دماء مصرية وليسوا يهود


يكتبها : وفقي فكري
أنا ممن نزلت أمس الجمعة ميدان التحرير لأفوض الجيش المصري والشرطة في مجابهة الإرهاب والعنف ، ولم أنزل أمس من أجل أن أفوض الجيش والشرطة لقتل إخوتي من المصريين المعارضين لعزل مرسي والمؤيدين لشرعيته ، ولكني نزلت من أجل حماية المعارضين قبل المؤيدين ، ولأني أخاف علي الدم المصري فإني أخشي أن تنتشر خفافيش الظلام من الجهاديين والجماعات التنظيمية المنتشرة في سيناء وممن يتقنون صناعة القنابل والتقجيرات ومن يساعدهم من الميلشيات المسلحة التي تتبع حماس وكتائب القسام وغيرهم ، كما أني ضد الإخوان شكلاً وموضوعاً وأقصد بالإخوان القيادات الحالية التي تلهب صدور المؤيدين لهم من أجل الزج بهم نحو تعرية صدورهم في مواجهة الرصاص وقتلهم بغير ذنب .
ولكني أستيقظت صباح اليوم علي كارثة مروعة حين طالعت مشاهد المجزرة التي حدثت فجر اليوم بمنطقة النصب التذكاري بطريق النصر لأجد عشرات القتلي ومئات المصابين ، وأياً كان المتسبب فيها أو من أجج الفتنة لتحدث تلك المجزرة وبغض النظرعمن تحرك نحو الأخر ، الشرطة أم مسيرة الإخوان ، فإني لينتابني الحزن الشديد علي ماحدث ، فمن مات مصري مثلي وشريكي في الوطن ، ربما يكون جاري أو قريبي أو حتي أخي أو أختي ، هؤلاء ليسوا نكره ليموتوا هكذا دون أدني شعور بالذنب ، لقد أذهلني التجاهل التام للقنوات التليفزيونية والوسائط الإعلامية التي تجاهلت الحدث تجاهلاً تاماً واستمرت في بث المسلسلات والأفلام والبرامج الرمضانية دون أدني مشاركة وجدانية علي من ماتوا من إخواننا من المصريين ، لقد كنت أعتقد أن الإعلام سيحزن عليهم ويشاطر أهلهم المصيبة والعزاء ، ولكن لم يحدث وكأن من ماتوا جرذان لاقيمة لهم ، أو أنهم ليسوا مصريين ، بل ربما يهود .
ياساده أليس هؤلاء مصريين مثلنا ، وهل إختلافنا معهم يجعلنا نتجاهل مصيبة قتلهم ؟!! ، لقد كنا نحزن ونبكي بدل الدموع دم حين يموت بضع أشخاص من إخواننا في محمد محمود أو مجلس الوزراء أو أي مكان علي الأرض المصرية أو حتي حين مات أطفالنا تحت عجلات قطار أسيوط ، فماذا حدث اليوم حين مات العشرات في لحظات ؟!! .
أنا مختلف مع جماعة الإخوان المسلمين ومع قادتهم ومن ناصرهم من الجماعات ولكني لست ضد أهلي وابناء وطني ممن هم موجودون في رابعة العدوية أو ميدان النهضة أو في أي مكان ، ولن يصل الإختلاف إلي حد أن أقتل من يخالفني أو أسمح لأي بلطجي أن يمسه بسوء ، فأختي وزوجها ممن يخالفوني الرأي ويدعمون شرعية مرسي فهل أستطيع أن أقتل أختي وزوجها ؟!! .
وأنا ضد تجاهل الإعلام لمصيبة مقتل المصريين وأعتبر أن تجاهلهم شماته أو تهميش خطير ينبأ بخطورة إعتبارهم نكره لاقيمة لهم ، هم مواطنون مصريون مثلي ولهم حق أن يعبروا عن رأيهم ولهم الحق أن ينعموا بالأمان مثلي ومن يتظاهر أو يعتصم منهم الكثير ممن يعتقدون أنهم ينصرون الإسلام بذلك ومنهم رجال أفاضل ونساء محترمات ، ولكني أطالب بمحاسبة قادة الإخوان ومن معهم من قيادات أخري تشحن الجو العام لتشعل روح الصراع والتقاتل من أجل مكاسب سياسية لهم وحسابات إقليمية ربما لاتعني المواطن الذي يتظاهر من أجل الدين في رابعة العدوية ولا يعرفون عنها شيئاً .
ياأصحاب الإعلام الخاص والإعلام الحكومي من مات فجر اليوم مصريين تدمي لهم قلوبنا ولهم حق في أن نسود لهم الشاشات ولو ليوم واحد أو حتي نضع شريط أسود للعزاء وليس أن نستمر في إذاعة المسلسلات والبرامج وكأن شئ لم يحدث .
إني أتقدم لكل أسرة فقدت اليوم أحد أفرادها بخالص العزاء وإن قلبي ليحزن علي إخوتي وأهلي من المصريين الذين نقدهم كل يوم أياً كانت إنتمائهم أو أرائهم لأنهم مصريين ومايمسهم يمسني وما يحزنهم يحزني ، وإني أدعوا الله أن يحمي شعب مصر من أعتاب فتنة أصبحنا الأن نحطوا بداخلها ولن ينقذنا منها إلا الله تعالي .

السبت، 6 يوليو 2013

تمرد الشباب من أجل مصر الشابه


يكتبها : وفقي فكري
الأمة المصرية أمة شابه ، وليست كالدول التي أصابتها الشيخوخة والعجز ، فمصر تمتلك قوة شبابية هائلة لا تملكها دولة أخري ، حيث كشف تقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في شهر سبتمبر 2012 أن عدد سكان مصر وصل إلي 91 مليون نسمة بالداخل والخارج وأن الفئة العمرية بين 25 و49 سنة تشكل 32.3 في المائة من مجموع السكان، والفئة العمرية بين يوم واحد و14 عاما نسبة 31.7 في المائة ، أي أن نسبة الشباب في تلك الفئات تمثل نسبة 64% من اجمالي التعداد السكاني لمصر كلها .
وبالتالي فإن مصر تملك قوة شابة هائلة وثروة عملاقة من العقول الشابة التي تحسدنا عليها كافة الدول التي أصابها الهرم والشيخوخة وتتمني وجود هؤلاء الشباب علي أرضها ، ولكن ليس العمر وحده هو مايميز المواطن المصري ، فالمصريون معروفون بذكائهم وقدرتهم علي العطاء والإبتكار والإبداع في كافة المجالات ، ومايلزمهم من الوقود هو التشجيع والثقة فيهم وفي تلك القدرات من أجل الوصول إلي صناعة الإعجاز الذي لايملكه إلا المصريين .
والمتأمل لموجات الثورة المصرية في عام 2011 وحتي الأن سيجد أن الشباب هم من قادوا لوائها وتصدروا المشاهد الصراعية بينهم وبين الأنظمة الفاسدة ، فخالد سعيد الشرارة الأولي كان شاباً تحدي الظلم فمات قهراً وعدواناً ، وقبل خالد سعيد كان انتفاضة عمال الغزل والنسيج بمدينة الصناعة المحلة الكبري ، الذي خرجوا عن صمتهم وتحدوا الجميع ونظموا أول نوع من الإضرابات المنظمة ضد الظلم والفساد وكان أغلبية هؤلاء العمال من الفئات العمرية العاملة والتي يتراوح متوسط أعمارها في مرحلة الشباب .
ومن خرجوا في يوم 25 يناير تراوحت أعمارهم بين الـ16 إلي الـ25 عام ، ومن قتلوا بميادين المواجهات خلال الثورة أغلبهم شباب ، ومن خرج ضد المجلس العسكري حتي سلم الحكم للمدنيين هم الشباب ، ومن قام بالموجة الثالثة من ثورة 25 يناير كانوا هم من تبنوا حملة تمرد من الشباب في العقد الثاني والثالث من أعمارهم بعد فشل كل المرتزقة من عواجيز الثورة والإنتهازيين من الشيوخ الذي رسبوا بدرجة ممتاز في قيادة الثورة بعد أن سلمها لهم الشباب .
لذلك فإن الشباب أثبتوا أنهم هم الأحق في الريادة ولكن يبدوا أن قادة مصر حتي الأن لم يدركوا أن الشباب هم الملاذ ولم يؤمنوا بقدراتهم رغم أنهم أبهروا العالم ، ولكننا للأسف نجد اقصاء متعمد لهم في كافة الهيئات والمؤسسات بالدولة مما يجعلنا نسير في دائرة مغلقة ، يصحح الشباب الثورة ويسلموها للقادة فيتنازعوا فيما بينهم علي السلطة ويفكرون فلا يأتوا بأي جديد ، فلا يوجد لديهم ابتكار أو فرصة للتطوير ، ثم تشب النار ويتدخل الشباب مرة أخري ليصححوا المسار وهكذا .
إن كنتم تريدون التطوير والغد المشرق فعلي القادة أن يستعينوا بالشباب ، وعليهم أن يغيروا افكارهم المريضة نحو الشباب ، فالشباب ليس بالضعيف ولا بالتافه وإنما هم أجيال فاقت التصور في التكنولوجيا والعطاء ووصلوا واطلعوا علي مالم يطلع عليه أهل الخبره ، فمن عاش عمره يجني الخبرة فإن الشباب اختصرها في وقت قصير جداً بفضل التقدم العلمي والتكنولوجي الرهيب .
علي مصر وعلي كافة مؤسساتها وهيئاتها الكبري أن تعتمد علي الشباب وأن تعطي لهم الفرصة ليعبروا بمصر نحو الخروج من الدائرة المغلقة والسير نحو المستقبل بخطي سريعة .
مصر دولة شابة فلا تجبروها علي الشيخوخة قبل الأوان ، قدموا كل صاحب فكر وكفاءة ولا تقصوهم خوفاً علي كراسيكم فمصر أكبر من كل الكراسي والمناصب ومصيرها أن يبنيها شبابها في ظل خبرة المخلصين من أهل الفهم والمعرفة .