الأحد، 14 أكتوبر 2012

تباً لكلمات لا تعبر عن أوجاعنا


كتبها : وفقي فكري

------------------

كل يوم وكل دقيقه وكل لحظة يتحرك لساننا لنعبر به عما بداخلنا من إنفعالات وعواطف ، ولكن هذا اللسان أحياناً يعجز أن يعبر عن الأحاسيس التي تتراطم بجسور أحشائنا مثل الموج الهائج لتؤلمنا وتزيد عذابنا ، ثم نحاول أن نفتح أفواهنا لنعبر عن ذلك فيتحرك لسان عاجز عن التعبير وقادر فقط علي الكلام بأي حروف واي تفاهات، أين ذهبت العبارات المنمقه لتعبر عن حالنا ، لقد ذهبت مع الريح ، أين اسلوبنا المزين بأساليب الإطراء والإمتنان ، ذهب هو الأخر مع أدراج الرياح ، ويبقي فقط الألم والحسره علي كبت لحزن اصبح دفين قلوبنا نحلم بأن نعبر عنه باي أسلوب ، ولكن اساليبنا التقليديه لا تستطيع التعبير عنه ، في هذه الحالة نرجوا أن نعيش منعزلين بعيداً عن عيون الناس ولو للحظات داخل غرفة مغلقة لنظهر بأسلوبنا المختلف والغريب والذي لا يألفه الأخرون ممن حولنا ، هذا الأسلوب لابد أن يلجأ إليه كل إنسان ليفرغ شحنة الألم التي بداخله بمنتهي الحرية والتلقائية وإلا مات من الحزن ، دعونا إذاً من التنميق في الحديث والتهذيب في السلوك ، ولننطلق إلي العشوائية وترك العاطفة هي التي تحركنا حتي نهدأ ونصبح قادرين علي أن نعيد تجميع شتاتنا مرة أخري ، ثم نمسح دموعنا ونجفف مقلاة عيوننا ونمسك بمرأه ومشط لنعيد ترتيب مظهرنا ونهندم ملابسنا ونظهر علي الناس بأفضل مما كنا عليه ونبدأ جولة جديدة في الحياه مع المجاملة والإخفاء.

ليس كل وجه نراه مبتسم سعيد ، وليس كل وجه حزين صادق في حزنه ، وجوه الناس تتلون وتتغير علي حسب مصالحهم ورغباتهم ، فأينما وجدت المصلحة وجدت سعادة الوجوه ، وأينما فقدت طالعنا العبوس والحزن عليها ، فهناك من إبتسم من شدة الألم والناس لا تعلم وقلبة يعتصر حزناً  ، وهناك من يبكي نفاقاً ورياءاً حتي يواري عن الناس حقيقته أو ليحصل مكسب يرجوه .

لن تجد يوماً وجهاً تبكي ملامحه يروي بصدق عن ألمه إلا لصديق غاية في القرب أو حبيب يثق فيه وهم قله ، ليغوث في الأعماق ينتزع قبضة القلب ووجوم الملامح ويجلب معه شهيق طويل وزفير قوي يلقي معه كل همومه واشجانه ويشعر معه بالراحه ويشاركة في التعبير عن آلامه ، فالصديق والحبيب الوفي هم خير معين علي تجاوز المحن النفسية للإنسان .

ولكن تبقي كلماتنا عاجزه عن أن تعبر عن أحاسيسنا وأهاتنا ، فتباً لكلمات لا يمكنها أن تقف بجانبنا ونحن في أمس الإحتياج لها ، وتباً للسان يخشي أن يتحرك بتلقائية ليرسم صورة أوجاعنا ، ونبقي دائماً في إحتياج لركن منعزل ننظر فيه للأرض ونراجع كل ما إعتدنا علي إعتناقه من أفكار وخواطر فربما كانت جميعها خاطئة ونحن لا نعلم ، وربما سرقنا الزمن بين أهات كاذبة وضحكات مزيفه ونحن كنا نصدقها حتي مر الزمن ونحن نعيش في الأوهام والوجوه المستعاره ، ولكنها الحياه تستمر بين الأهات والأوجاع وبين الإبتسامات والضحكات ونبقي حائرين من منها الصادق ومن منها المزيف .


الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

إحترس من فضلك مصر ترجع إلي الخلف

إضرابات ... إعتصامات ، وقفات إحتجاجية ... مظاهرات 
هذا سمة وشكل الحياة اليومية بالمجتمع المصري الأن ، لايمر يوم إلا ونستيقظ بدلاً من أن نقول أصبحنا واصبح الملك لله نقول اصبحنا وسبقتنا أخر الأخبار عن من سيضرب اليوم ، فكل يوم ننتظر إضراب جديد من نوع جديد ومن فئة مختلفة عن من قبلها في اليوم السابق ، بل وأصبحت الإضرابات والوقفات الإحتجاجية والإعتصامات حدث مألوف نمر عليه في كل شارع ومنطقة بمصر ، فأول أمس كان إضراب المعلمين وأمس كان الأطباء واليوم إضراب سائقي الميكروباص واتوبيس النقل العام .
وماذا بعد كل ذلك ؟ هل سنظل هكذا نعيش في نفس الدائرة المغلقة التي لا تنتهي أم أنها أصبحت سمة لازمة للشعب المصري مثل أكل الفول والطعمية لايمكن أن نعيش من دونها
الأكيد أن الكثير من الذين يضربون عندهم كل الحق فيما يقومون به من إضرابات من أجل تحسين حالتهم المعيشية فليس من المعقول أن يظل حتي الأن الأجر الشهري للطبيب هو 130 جنية  ولا يصح أن يبقي دخل المعلم لا يتعدي المائتان والخمسون جنيهاً وهو يربي أجيال ، كما لا يمكن أن يظل يدفع أصحاب الميكروباصات غرامات ومخالفات بالألاف والذي يقوم بتلك المخالفات هم السائقين وليس المالكين ، ولو نظرنا بعين منصفة لوجدنا أننا جميعاً لنا مطالب ولنا حقوق متأخرة ولكن هل هذا يعطي الحق في إصابة الوطن بالشلل التام في كل المجالات ؟
هل سأتحمل أنا عدم ذهاب أولادي إلي المدرسة من أجل متابعة دروسهم ؟ وهل إن ذهبت بهم إلي المدرسة لا أجد من المعلمين من يقوم بتعليمهم ؟ وهل سأنتظر حين أجد إبني أو إبنتي وهو يتألم بسبب المرض ولا أجد طبيب ليعالجه ؟
إن الإحتجاجات والإعتصامات تضرب الوطن في مقتل وتشل إقتصادنا وتحوله إلي الإنهيار التدريجي ، ألا يكفي أنه لا يوجد أيدي تنتج وتحول جُل الشعب المصري إلي الإنتاج بإلسنتهم فقط ، فمنذ الثورة والأفواه لم تتوقف عن الكلام ولم تسكت الحناجر عن الهتاف بالمعارضه ، وكلنا نسير عكس إتجاه مصلحة الوطن ، فعلي عكس ما كنا نتوقع من الثورة أن يعمل كل فرد من أجل سرعة النهضة للوطن وأن نسخر كل جهودنا وإمكانياتنا إلي العمل حدث العكس تماماً وتوقف العمل والإنتاج وأصبح الكل يريد وزادت الأعباء علي ميزان الوارد لخزينة الدولة الذي تأثر وبشدة مقابل زيادة هائلة في المتطلبات علي ميزان المدفوعات وزادت الفجوة بينهما ، واصبحت الحكومة الحالية كما المطاط كل طرف يشدها إلي جانبة يريد أن يحصل علي منفعته الخاصه والحكومة حائرة بين هؤلاء وهؤلاء .
إحذروا ياساده فأنتم لا تحرصون علي مصلحة الوطن فمن يقف أمام قطار الوطن يدفعه إلي الإتجاه المعاكس للتنمية فأحترسوا يامن تقفوا وراء الوطن فإنه يرجع إلا الخلف وإذا إستمر رجوعه للخلف فحتماً ستقعون تحت عجلاته التي لا ترحم ، وستعودون لتندمون علي دفعكم له نحو الوقوع في الهاويه .
بالتأكيد للكل الحقوق والمطالبات المشروعه ولكن علينا أن نؤجلها قليلاً حتي تدور عجلة التنمية لتسير نحو الأمام لنقف خلفها ندفعها بكل قوتنا ونحذر من يقف أمامها قائلين إنتبه من فضلك الوطن يسير إلي الأمام وبالتأكيد الكل سيستفيد من ذلك وسيعم الخير علينا جميعاً .
صبراً أهل مصر فإن موعدكم تلبية مطالبكم ولكن لا تستعجلون فإن في العجله الندامة ، والصبر من شيم اهل مصر ، فكما صبرتم ثلاثون عاماً أو ربما أكثر بكثير فهل يصعب عليكم أن تصبروا شهوراً ؟!!
كما نرجوا من الحكومة المصرية أن تسرع في فتح حوارات واسعة مع كافة طوائف الشعب حتي تضعهم في وضع مصر الراهن وأن تجعلهم شركاء في التنمية وليسوا متفرجين حتي تحولوهم إلي داعمين لدفع عجلة سير الوطن نحو الأمام ، فكما يعلم الجميع فإن شعب مصر شعب عاطفي يتعاطف مع الحق ولدية أيضاً شهامة وصلابة لن نجدهم في اي شعب أخر وإن أحسنا محاورتهم فإننا سنجد فيهم خيراً لن نصدقه .
أيها المواطنون نريد أن نوقف عجلة الرجوع إلي الخلف ونجعلها تتجه نحو التقدم إلي الأمام فهل سنستطيع ؟