الأربعاء، 30 أبريل 2014

في عيد العمال..أين حق عمالك يامحلب




 
سنظل نكتب حتى تنكسر أقلامنا أو يسمعنا أحد
بمناسبة عيد العمال وبما أن سيادة رئيس الوزراء اجتمع يوم الإثنين بمجلس إدارة الإتحاد العام لنقابات عمال مصر وأعلن أنه دائماً يقف في صف العمال ومع مصلحتهم ، وبما أن سيادته قرر وقف أي ملاحقات أمنية أو إدارية للعمال الذين يعملون في حقل العمل النقابي والدفاع عن حقوق العمال فإني سأستغل هذا القرار في أن أنقد معالي رئيس الوزراء في مجال العمل النقابي ونقدي أرجو أن يكون مقبولاً وألا أتعرض بسببه للملاحقة الأمنية أو الإدارية فأنا اليوم أتكلم بصفتي عامل مصري أعمل في أهم مؤسسة في مصر وهى المقاولون العرب ، المقاولون العرب التي يشهد تاريخها على عراقة رجالها وأعمالها ولكن في نفس الوقت الجور على حقوق العمال في ممارسة العمل النقابي بها وعدم السماح بمثل هذا النوع داخلها ، والعجيب أن يقول رجل المقاولون العرب الأسبق هذه الشعارات الرنانة من حب العمال ودعم العمل النقابي رغم أن العمل النقابي في عهد سيادته في شركة المقاولون العرب لم تقم له قائمة ولم يشعر به العمال في أي لحظة ، وأتحدى أي مسئول أن يستطيع أن يجري استطلاعاً للرأي بين هؤلاء العمال الغلابه ، ليس في المكاتب ولكن في المواقع مع العجان والبناء والنجار والميكانيكي والكهربائي والنحات والفورمجي والسائق ويسألهم هل تعرفون أن بشركة المقاولون العرب لجنة نقابية تهتم بحقوق العمال ، وسيكون الرد عليك لذيذاً وعجيباً ، ستجد أفواه مفتوحة وعيون مسبهلة من غرابة ما يسمعون ، وأول إجابة ستأتي لك بصيغة سؤال "يعني أيه نقابة يابيه" ، ياسيادة رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب الأسبق العمال لايعرفون في الأساس أنه توجد بالشركة نقابة لها مقر مستقل يقع في12 شارع عرابي بوسط القاهرة ولها مجلس إدارة مكون من 21 عضواً ويحق لأي عامل أن يتوجه بشكواه لهم ليحلوها ، لن تجد بعد كل تلك المعلومات إلا إندهاشات مما أقول ، في النصف الأول من عام 2012 وبعد مغادرة المهندس ابراهيم محلب منصب رئاسة المقاولون العرب وبعد ضغوط بسبب الثورة ومن رئيس مجلس الإدارة الجديد الدكتور أسامة الحسيني اضطر مجلس إدارة اللجنة النقابية للظهور من أسفل طاقية الإخفاء التي كانوا يستترون ورائها ليعلنوا عن تنظيم دورات تثقيفية في مجال العمل النقابي وطل علينا لأول مرة هؤلاء الأعضاء وكانت المفاجأة ، المفاجأة أن كافة أعضاء مجلس إدارة اللجنة النقابية إما من قيادات الموارد البشرية أو رؤساء قطاعات أو مديري إدارات ، ياسلام ، هل هؤلاء من سيدافعون عن حق العمال الغلابة ، وبغض النظر عن أن أغلبهم كانوا مخالفين لقوانين العمل النقابي في شأن عضوية مجلس الإدارة فإنهم كانوا معينين وليسوا بالإنتخاب ولا يمثلون عموم العمال ، وأثناء أولى الندوات التثقيفية وفي رد على سؤال لرئيسة النقابة التي هى في الأساس رئيس قطاع بالشركة وليست من صفوف العمال المطحونين عن أسباب عدم ظهور النقابة خلال السنوات الكثيرة الماضية كان ردها أن شركة المقاولون العرب بفضل جهود مؤسسها عثمان أحمد عثمان قامت على تقديم وتوفير كافة الخدمات للعاملين دون الإنتظار لخدمات النقابات ، ياسلام مرة ثانية ، إذاً لماذا سمحتم بوجود لجنة نقابية بالشركة أصلاً ، ماهو إما أن نكون باحتياج للعمل النقابي فتنشأ اللجنة النقابية بالشركة وتقدم خدماتها العمالية أو لا يسمح بوجودها في الأساس بالشركة لأننا لسنا بحاجة إليها –على حد قول رئيسة النقابة-، وبما أنها وجُدت فهذا إقرار باحتياجنا إليها فلماذا سيطرتم عليها ياسادة ومازلتم تسيطرون عليها ؟!!!، لماذا لم يشعر بها العامل منذ سنين طويلة ، لماذ تركتم العامل فريسة للصراخ والعويل وحيداً بين يدي الظلم والإستغلال والإستعباد ،أين كنتم في أوقات اضرابات عمال الشركة وماذا فعلتم لتتفادوا حدوث تعطيل للعمل الذي كلف الشركة الملايين ، وكما يقولون "أسمع كلامك اصدقك أشوف أمورك استعجب" ، نعود مرة ثانية إلى سيادة رئيس الوزراء ، هذه النقابة يامعالي رئيس الوزراء تم تشكيلها في وجود معاليك بشركة المقاولون العرب ، ولعلك تتساءل الآن وتقول وماعلاقتي بتشكيل مجلس إدارة لجنة نقابية ليس لي عليها سلطة ، واقول لمعاليك ، حين يكون تشكيل اللجنة غالبيتها من قيادات الموارد البشرية ورؤساء القطاعات ومديري الإدارات وهؤلاء يعملون من خلال سيادتك فلابد من وجود علاقة ، حين يُقضى على العمل النقابي في الشركة ويختفي في طي النسيان أو نقول الكتمان بسبب هذا التشكيل فلابد من وجود علاقة وإلا كنت طالبت بوجود انتخابات نقابية داخل شركتك إعمالاً بمبدأ العدالة وحرية الإختيار والتمثيل الحقيقي للعمال وماكنت سمحت لهؤلاء بالتخلي عن حقوق العمال ، إني أدعو كل عامل لا يستفيد من هذه النقابة التي بشركة المقاولون العرب أن يتقدم بطلب للنقابة العامة للإنسحاب من هذا التنظيم النقابي الذي لا تعرف عنه شئ وتدفع له كل شهر بشريط مرتبك جنيهان ونصف الجنيه من مالك ومال أولادك لتدعم مجلس إدارة نقابي لايمثلك ، قد يكون ما افصحت به الآن من خلال هذا المقال جزء من كثير تعرفت عليه من خلال عملي النقابي وتعرضي لمواقف خلافية كثيرة أثرت علي وعلى زملائي ممن حاولوا اختراق الجدار العازل لهذا الصندوق الأسود ولكن ما خفى كان أعظم ، ومازلت أذكر معالي رئيس الوزراء بقراره بوقف الملاحقات الأمنية والإدارية لكل من يشتغل بالعمل النقابي أو يدافع عن حقوق العمال فأنا أقدم هنا نقداً إيجابياً لسيادته أثناء تقلده مجلس إدارة شركة المقاولون العرب مفاده أن ما أعلن عنه سيادته خلال إجتماعه يوم الإثنين مع قيادات العمل النقابي يخالف تجربته في المقاولون العرب ولعل وعسى أن يكون الفكر قد تغير ويتحول حلم العمال إلى واقع ونرى تمثيلاً عمالياً حقيقياً داخل الشركة التي يعمل بها 80 ألف عامل وهذا تحدي أطلب من سيادة رئيس الوزراء أن يتبناه ويساعده لتكون التجربة الحقيقية التي تحول قناعات سيادته إلى حقيقة أمام الجميع .
وفقي فكري 

الخميس، 24 أبريل 2014

فلاح تحت القبة (9)


سنظل نكتب حتى تنكسر أقلامنا أو يسمعنا أحد


المشهد التاسع : تبرعوا لأخوكم المسروق
الشهر ده صاحبنا على الحديدة ، معهوش غير 10 جنيه يكمل بيهم الشهر اللي إحنا لسه في أوله ، بيني وبينكم هو حرم من موضوع الرهانات دي ، مش هيعملها تاني ، وخصوصاً بعد ما سمع من زملاءه إن الرهان حرام ، بس يكمل الشهر ازاي ، مفيش غير شلته ، راح ليهم يتسول منهم بعض الفلوس سلف وأهو شهر ويعدي وحرمت وتوبه من دي النوبه ، صاحبنا لف على أصحابه واحد واحد إنه يلاقي مع واحد منهم جنيه ، أبداً ، مقشفرين وحالتهم كرب ، الله يولع فيكم شله فقر صحيح ، الواحد ميعرفش يتركن عليكم وقت الشده ، كاتكم الأرف ، ماعلينا ، تعمل أيه يا صاحبنا تعمل أيه ياوله ، أه مفيش غير أصحابنا بتوع شيلة الصيع اللي وكر تجمعهم في الأوضه اللي في أخر الطرقة ، فيهم واحد حبيبي اسمه حسين وأكيد هلاقي معاه فلوس سلف ، راحله ابن الفلاحين يطلب منه السلف لكن برضه الأخ حسين هو كمان مقضيها على قفا أصحابه وجبتك يا عبد المعين تعين لقيتك عايز اللي يعينك ، طب أيه الحل ، صاحبنا رجع لأوضته وقعد وسط شلته يفكر واليأس ماسكه ، وبعد شوية الباب خبط ، مين ، أنا ، إنت مين ، أنا حسين ، الله حسين ، اتفضل ياحسين خير ياباشا فيه حاجه ولا أيه ، أيوه مش انت كنت بتدور على حد يسلفك ، ابسط ياعم أنا جاتلي فكره حلوه أوي ، خير ياحسين قول بسرعة الله لا يسيئك ، بص ياسيدي إحنا نعمل مجموعتين مننا ، ونلف على أوض الطلبة نلم ليك فلوس ، ونقول ليهم إن واحد زميلنا اتسرقت فلوسه في الأتوبيس وهو جي من البلد وبكده هنلملك فلوسك وزيادة كمان ، بس على شرط ، اشرط يا حسين ، لما نلخص لم الفلوس ، إنت تاخد الخمسين جنيه بتاعتك والباقي تسيبهولنا ، اتفقنا يا برنس ، موافق بس أهم حاجه اطلع من الموقف اللي أنا فيه ، بس أنا خايف ليكون في الموضوع ده مشكلة ولا حاجه ، لأ متخافش الموضوع ده متجرب قبل كده من ناس تانية وبعدين هو احنا هنكذب ما انت فعلاً كان معاك خمسين جنيه وخسرتهم وهنلمهم ليك ، يلا تعالي إنت تلف معايا ، واتنين تانيين من زمايلك يمسكوا مبنى تاني ولما نخلص نتقابل هنا ، فعلاً قام ابن الفلاحين مع حسين لفوا على الأوض ، أوضه أوضه ، تخبيط بعدها الباب يتفتح فيقول حسين لو سمحت ده زميلنا فلان من كلية كذا وفلوسه اتسرقت منه وهو جي من البلد في الأتوبيس وبنلم ليه أي حاجه علشان يكمل الشهر ولو تساهم معانا بحاجه يبقى كتر خيرك ، لحظة ، يدخل الضحية يجيب اللي فيه النصيب ، ربع جنيه ، نص جنيه ، جنيه ، كله ماشي ، ياخده أصحابنا ويشوفوا غيره ، وفي النهاية اتجمعوا في أوضة شلة الفلاحيين بتاعة صاحبنا ، لموا كتير ، لموا 150 جنيه ، خد صاحبنا 50 والميه الباقية خدها حسين وخلع وعيون شلة الفقر هتطلع من مكانها ، يعني إحنا نلم باسمك 150 جنيه وفي الأخر حسين يلهف ميت جنيه ، ده حرام ، بس برضه أهو حل لينا مشكله ، بصراحه أخوانا شلة الفلاحيين عجبتهم الفكرة ، تاني يوم قالوا نعمل نفس الفكرة تاني وأهو يلموا بيها قرشين يتفسحوا بيهم وياكوا لقمة حلوه من نفسهم ، بس اصحابنا علشان فلاحيين وهُبل نفذوا الفكرة بالنَص ، لدرجة إنهم عدوا على نفس الأوض اللي راحوها امبارح ونفس الكلام وطبعاً من هبلهم الطلبة فهموا الفولة وعرفوا إنها نصبايه ، ياهُبل طب غيروا المباني ، شوفوا مباني تانية وطلبة تانيين علشان الموضوع يعدي ، صدق من قال فلاحيين ، أهو علشان كده الطلبة اشتكوا إخوانا لإدارة المدينة وجُم المشرفين وعملوا مشكلة للشلة وكانوا هيروحوا في أبو نكله بس الحمد لله ربنا ستر والموضوع عدى لما المشرفين حسوا إنهم هُبل ودي أول مره يعملوا كده ، واكتفوا بتحذيرهم بس ، طب والله كويس أهو الهبل بينفع برضه ، المره دي ربنا ستر وكالعادة أخونا ابن الفلاحين بيطلع من حفرة يقع في دوحديره ، ياكابتن لما تحب تنصب ابقى شوف مستشارين ليهم في النصب علشان متتكلبش زي أخونا حسين كده ، وبلاش طمع ، إنت كنت من شوية مش عارف ازاي تكمل الشهر دلوقتي عايز تتفسح تاني وتاكل لقمة حلوة ، صحيح بني أدم طماع ، احمد ربنا وقوم صليلك ركعتين لله إنه نجاك من الكارثة اللي كنت هتقع فيها واسهر للصبح ادعي ربنا على رحمته بيك ، سلام يافتك يا مدقدق.
وفقي فكري  

الأربعاء، 23 أبريل 2014

رفع أسعار الطاقة الضربة القاضية لحكومة محلب




من الذي أشار على سيادة رئيس الوزراء برفع أسعار الطاقة من غاز طبيعي وبنزين وسولار في هذا الوقت الحساس ، بالتأكيد من أشار عليه بذلك يكرهه ولا يحب له الخير ، ففي هذا القرار قنبلة ستنفجر في وجه محلب قبل الشعب ، هل بالوزارة الجديدة من مستيقظ مطلع على وضع الشعب المصري الحالي لينصح المهندس ابراهيم محلب بأن قراره الأخير هذا يكتب به ورقة نهاية حكومته ، أم أن هؤلاء ينتمون لكوكب أخر غير كوكبنا ودولة أخرى غير بلدنا مصر ، ألا يعلم سيادة رئيس الوزراء أن الشعب المصري يطفو على محيط من الغضب والتحفز ولا ينقصه إلا حجر صغير لينفجر ، ألا يشعر سيادة رئيس الوزراء بأن الشعب المصري كان قبل الثورة فقرائه يمثلون 90% وبعد الثورة وعلى مدار أكثر من ثلاثة سنوات تحولت النسبة إلى 99% - وطبعاً أنتم تعلمون من هم نسبة الواحد بالمائة الذين يقعون خارج نطاق الفقر المصري - ، هل نفذت كل موارد تحسين الموازنة العامة للبلد إلا من جيوب الفقراء ، هل اضمحلت عقول المفكرون عن البحث عن طرق لسد العجز فلم يجدوا إلا جيوب الفقراء ليجبوا منها ضريبة إضافية ، ألا يعلم رئيس الوزراء أن أسعار كل شئ سترتفع إرتفاعاً شنيعاً ولن يجد الغلابه لقمة عيش تسد رمقهم ، فالزيادة ليست قرشاً أو قرشان ولكنها بالجنيهات ، كيف سيدفع المواطن الميت منذ عهود كل تلك الأعباء ومن أين سيدبر تكاليف تلك الزيادة التي نزلت على رأسه كفاجعة الموت المفاجئ ، ماذا فعلتم في قضايا استيلاء شركات خارجية على الأرض المصرية بقروش وهى تساوي مليارات ، يبدوا أنكم غير قادرين عليها ولكنكم تملكون المواطن المغلوب على أمره ملك يمين ، ماذا فعلتم في نهب مواردنا الطبيعية وثرواتنا الخام وتهريبها إلى الخارج بملاليم ، كيف هى أحوال أسعار طاقة الشعب التي تُعطى للمصانع والمستثمرين ببلاش وتبيعونها للشعب بملايين ، من أنتم ، هل أنتم حكومة وطنية أم حكومة جباة الضرائب ، كيف تفعل حكومة انتقالية مكلفة من رئيس انتقالي مثل هذه الخطيئة التي تقتلون بها الشعب ، حكومة غير قادرة على تدبير الحد الأدنى للأجور الذي هو أصلاً تحت خط الفقر ، وغير قادرة على وضع حد لنهب أموال الشعب من خلال المرتبات الفلكية لكبار المسئولين –أقصد كبار الحرامية- فعجزتم عن وضع حد أقصى للأجور فأظهرتم عضلاتكم على الشعب المسكين ، نحن الشعب المصري المغلوب على مره لم يعد بجسدنا موضع لتلقي طعنة جديدة من بين آلاف الطعنات المتتالية له ، نرجوكم أن تنزلوا من ابراجكم العالية وتعايشوا الفقراء في حياتهم لتعرفوا أن الشعب لم يعد معه مليم ليدفعه فقد تمزق الجيب وملأته الثقوب وهجرته الأموال بلا رجعه ، ياسيادة رئيس مجلس الوزراء الضرب في الميت حرام وشعب مصر أماته الفقر منذ زمان بعيد .
وفقي فكري  

الاثنين، 21 أبريل 2014

فلاح تحت القبه (8)



سنظل نكتب حتى تنكسر أقلامنا أو يسمعنا أحد

المشهد الثامن : ماراثون الخمسين جنيه
أهلاً وسهلاً بيكم ، رجعنالكم بعد أسبوع على ما صاحبنا خف من تمزق العضلات اللي جاله بسبب التهور في التمرين بصالة الجمانيزيوم ، عامل أيه دلوقتي يا باشا يارب تكون بقيت أحسن ، حمد الله على السلامه ، قوم روح الكلية تلاقيها وحشاك بقالك كتير مروحتش ولا شوفت زملاء الدفعة ومحبوس ياعين أمك في المدينة بتكلم نفسك ، صاحبنا وبعد طول غياب نزل راح الجامعة وقابل زملاءه وأصدقائه ووقف مع شلته قدام المبنى الرئيسي للكلية وهما واقفين دخل عليهم واحد مش غريب ، لا علينا ولا على ابن الفلاحين ، تعرفوا هو مين ، هو نفس الشخص اللي عمل فيه صاحبنا مقلب الملبوس بجن لما النور قطع ، هو اسمه فريد محمد ، فريد محمد منظره ميديش على أي بني أدم رياضي خالص ، يعني مش زي صاحبنا بتاع الجيم ، تخين وكرشه قدامه مترين ، لما بيمشي تحس إن عنده كساح ، بس الواد فريد ده كلب فلوس ، يعني يعمل أي حاجه مقابل الفلوس ، ابن الفلاحين طقت في دماغه وبعد التسخين من الشله إن يراهن فريد على عمل حاجه ، وبما إن فريد منظره ميديش على أي حاجه فيها نشاط وحيوية فصاحبنا كان مطمن إنه يراهنه على رهان بخمسين جنيه لو قدر يلف تراك ملعب كرة القدم القانوني بتاع استاد جامعة القاهرة 25 لفه متواصله بدون راحه ، وفريد لأنه دايماً بيأكد إنه رياضي قبل الرهان ، ولأن فريد لا يملك أي فلوس معاه خلع الساعة بتاعته الكاسيو وراهن بيها وصاحبنا كان لسه راجع من البلد ومعاه 60 جنيه وبما إنه واثق من إنه هيكسب الرهان فطلع الخمسين جنيه بكل ثقه وبدون تردد وراهن بيها ، بصراحه الموضوع سخن والتحدي بقى ملهلب والجماعة المسخنتيه واللي عايزين يتفرجوا كتير ، تم إختيار لجنة تحكيم من الزملاء وخدوا بعضهم وطلعوا على الإستاد في عز الضهر والشمس مولعة نار ، قعدت اللجنة في المدرجات وواحد من الحكام استلم الرهانات ، الساعة الكاسيو والخمسين جنيه ، وبدأ التحدي ، صاحبنا ابن الفلاحين مبطلش تريقه على فريد أبو كرش ، وأبو كرش مبيتكلمش كتير ، أعطت لجنة التحكيم إشارة البدء وأول لما بدأ فريد يجري تقريباً أغلب اللي حضروا نزلوا يجروا معاه في التراك وأهو كل واحد يشوف نفسه هيكمل لحد اللفه الكام ، ومنهم صاحبنا ابن الفلاحين ، الكل بيجري جنب فريد ، بعد أول لفه كل اللي بيشربوا سجاير ركنوا على جنب ، بعد اللفه التانية الباقيين هما كمان ركنوا على الجنب التاني ، مفضلش إلا فريد وصاحبنا في اللفة التالتة ، بيجروا جنب بعض ، ابن الفلاحين بعد اللفه الرابعة بدأ يحس بالتعب ولكنه كمل اللفه الخامسة بصعوبة طلع بعدها من التراك وطلع للمدرجات يكمل المتابعة كمتفرج أحسن ، فريد لف اللفه العاشرة ولسه متعبش ، أكيد هيوقع من طوله دلوقتي ، عدت نص ساعة وفريد مكمل ، خلاص بدأ التعب يخلي وشه يحمر ويخضر والعرق نازل يشر ، خلاص كلها كام خطوة وهيقع أهوه ، الله ليه موقعش ، ده لسه مكمل ، اللفة الخمستاشر واللي وراها واللي وراها ولسه مكمل ، أيه ده الواد ده مركب حجارة انيرجيزر ولا أيه ، يابني اتهد بقى واقع ، بدأ اللي في المدرجات يهتفوا ، شقع بقع يارب تقع ، وفريد ولا هو هنا ، الظاهر معدش شايف قدامه إلا الخمسين جنيه بتلعلط  قدامه ولازم ياخدها ، عدت ساعة وأكتر وبقينا في اللفة العشرين وصاحبنا بدأ يقلق فعلاً ، الخمسين جنيه بقت في خطر و الواد فريد ده شكل كرشه فوتوشوب والكساح اللي عنده بقى قطر بيفرم التراك ، يخرب بيت أم كرشك يا فريد ، بصراحه بطل ، الواد مكمل وسط ذهول الكل ، حتى اللي كانوا بالصدفه في الملاعب خدوا بالهم وبدأوا يشجعوه ، هتدخل موسوعة جينس يابن المحظوظه ، طبعاً ابن الفلاحين دلوقتي افتكر شكله وهو مشلول في صالة الجمانيزيوم من اللعب الغلط وكان فاكر نفسه ياما هنا ياما هناك ، أهو فريد أبوكرش عريض هيخسرك الخمسين جنيه اللي حلتك ، مالها الدنيا ملخبطة معاك كده يا كابتن ، ليه الدنيا مش ناويه تظبطها معاك وتيجي على هواك ، بقالك حوالي سنتين ولسه بتاخد من القاهرة الأفا وراه الأفا يا أفا ، خلاص فريد في أخر لفه ومع الأمتار الأخيرة ليه صاحبنا ودع الخمسين جنيه للأبد وفعلاً خسر الرهان ، عملها فريد ، عمل المعجزة ، الواحد مكنش يعرف إن الفلوس بتجيب الإرادة دي كلها ، أمال أيه يابني إنت فاكر القاهرة دي كلها أيه ، كل اللي بيحرك الناس اللي فيها الفلوس ، الفلوس وبس ، ولو معاك جنيه تساوي جنيه ، معكش ميلزمكش ، نزلوا الناس شالوا فريد على الأكتاف وكان باين عليه الإرهاق والعب الشديد وبصراحة 25 لفه في التراك مش هينه ، بس برافوا عليه ، على الأقل عزيمته وصلته للفوز بالخمسين جنيه ، لكن رجليه معدش قادر يمشى عليها فشالوه اصحابه وودوه لأوضته ، تمام زي اللي حصل مع صاحبنا في المشهد السابق بس الفرق إنه كسب تحدي وبقى بطل لماراثون الخمسين جنيه ، وانت بقى يامعلم شوف بقى هتقضي أيامك السودا اللي جايه منين ، قضيها بقى سلف وربنا يكرمك وتلاقي حد يحن عليك بكام جنيه لحد الشهر الجاي ، أصل إنت فقري أخر حاجه والفقر هو توبك ونصيبك ، شد حيلك وفكر هتكمل الشهر دلوقتي ازاي بصراحه مشكلة ربنا يعينك .

وفقي فكري