الأربعاء، 1 مايو 2013

كيف تصبح علي القمة




يكتبها : وفقي فكري
ماذا يحتاج الإنسان ليكون في المقدمة ، وماذا يمكنه أن يفعل ليكون ممن يؤثر في الأخرين لا أن يصبح تابعاً لهم ؟ ، هل خلق لكل منا مميزات تفرقه عن الأخر وتجعل منه زعيماً ، ونزعت من أخرين ليصبحوا لاحول لهم ولا قوة ؟ .
لقد حاولت أن أسأل نفسي هذه الأسئلة لأقف علي أنماط البشر ، فلقد شدني الفضول وقلة الخبرة لأتساءل ، لماذا أجد شخصاً ناجحاً وأخر فاشل ، لماذا أجد شخصاً جاد وأخر تافه ، لماذا يعجبني من الناس صاحب الرأي السديد والمؤثر ، وأري بجواره أخر لايفقه من القول حديثاً .
أليس خالقنا واحد ، والأرض تحملنا جميعاً ، والسماء تظلنا جميعاً ؟ ، إذا لما أجد هذا الإختلاف بين الناس ، لماذا يختلف حتي التوأم في النجاح والفشل .
لقد أعجبت بشخص حدد هدفه وأصر علي الوصول إليه حين قرأت سيرته ، فقلت ربما هو تحديد الهدف والإصرار عليه هو ما يبلغنا آمالنا ويوصلنا إلي طموحنا ، ثم رأيت أخر جعله المال ذو صيت وسطوه ومكانة ، فقلت ربما المال هو من يجعل الإنسان علي القمة ، ورأيت إنساناً يملك الموهبة ويحترفها فقلت لنفسي بالتأكيد الموهبة هي الوسيلة للوصول إلي غاياتنا ، ورأيت من جعله القدر يجني به من الطموح ما أراد ، فاعتقدت أن القدر هو وحده من يسندنا لنختلف عن غيرنا ، ثم وجدت أخر يصادق صديق يكون سبباً في تغير حاله ويبرزه عن أقرانه فقلت ربما يكون إختيار الصديق المناسب هو ما يساعدنا علي تحقيق أحلامنا ، وعرفت أن هناك نمط يمتلك الذكاء فأحسن إستخدامه فأصبح من ذوي المكانة .
ولكن الأشياء السابقة يمكن أن تكون ضدك قبل أن تصبح في صالحك إذا استخدمتها بالشكل الخاطئ ، فالهدف يمكن أن يكون غير سامي وربما الإصرار عليه يدفعك للهلاك ، وكذلك المال ربما هو الأخر يدمرك إن غرك ودفعك للكسل والتراخي والتكبر علي الناس ، أما الموهبة فمنها مايمكن أن يجعلك تسيئ إستخدامها فتنقلب إلي نقمة ، والقدر يوماً يأتيك بمطباته السيئة وأخري بالحسنة فالإعتماد عليه ليس شرطاً للإستمرار في النجاح ، أما الصديق فمنه هو أيضاً من يأخذ بيدك إلي النجاح ومنه من يهوي بك إلي كهوف الظلام ، أما الذكاء فمنه مايدمرك ومنه ما يقفز بك إلي لقمة .
إذاً ليست تلك الصفات أو غيرها هي السبب وحدها في أن تجعلك في القمة ، ولكني أعتقد أن هناك دعامات أساسية هي من تجعل من تلك الوسائل والصفات سبباً في أن تجعلك في المقدمة ، وأعتقد أن حسن الإختيار والثقة في النفس هما تلك الدعامتان ، فاختيارك للهدف الصحيح هو الذي يجعلك حين الوصول إليه في القمة ، وعليك أن تثق في قدراتك لتصل بإصرارك عليها إلي ماتحلم به ، والمال عليك أن تختار له السبل الطيبة ليؤثر في الأخرين بالخير لا أن تستعبد به الناس وتحولهم إلي عبيد ، فتخسرهم يوم أن تخسر مالك ، وكن علي يقين أن المال يذهب ويبقي لك حسن المعاملة وطيب العلاقات مع الناس ، فالثقة في الرجال لا يخيب أما الثقة في المال فوهم كبير ، وإذا وهبك الله الموهبة فعليك أن تختار لها الإستعمال الصحيح وأن تثق بها وأن تثق هي بك لتجد نفسك بسببها في الصفوف الأولي بين المميزين ، وحين تثق في الله وتختار طريقه فحتماً سيرزقك الله خير الوسائل لتصبح من خير الناس فقدر الله كله خير لمن أمن وصدق ، ومن اختار صديقاً للسوء فلا يلومن إلا نفسه ، ومن عرف كيف يختار الصديق عرف حسن الطريق ووثق في أنه سيصل بصحبته إلي كل الخير ، فكم صادقنا من لا يستحق وكم تركنا من هم خير الصحبة وخير المعين ، والذكاء هو السلاح الذي قد يقتل صاحبه إن لم يحسن إختيار السبل ليستثمره فيه وعليه أن يثق في ذكاءه الذي يسخره لخير الأعمال فإن ذلك حتماً سيجعلة في الصفوف الأولي .
إن الحياه إختيار وثقه في الإختيار فلا تتكل علي تحديد الهدف دون أن تختار له الوسائل وتصر علي الوصول إليه ولا تعتمد علي موهبة أو قدر أو مال أو صديق أو ذكاء ، فقط أحسن الإختيار وأصر علي أن تصل إلي إختيارك بكل قوة وعزيمة وستجد نفسك في القمة وفي المقدمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق