الأربعاء، 25 مايو 2011

لا تسألني عن اسمي


كانت النهاية قبل البداية ، وأختفت في الضباب وأصبحت كالسراب ، لاوجود لها ولا علامة علي وجودها ، جميع أماكنها التي اعتادت أن تجلس فيها أو تنتظرني بها لم تعد موجودة ، لقد أزالوها ومحوها من الوجود ، أو ربما هي طلبت منهم أن يزيلوها عن قصد وعمد ، لا أدري ماذا حدث ولم تعطني الفرصة أن أسألها لماذا ستختفي فجأه ، وما السبب الذي دفعها لإرتكاب هذا الجرم في حقي وماذا فعلت أنا.
قد يكون جلوسها علي مقعد محطة الأتوبيس هو علامة علي رحيلها يوماً ، أو ربما جاءت الحافلة التي أرادت أن تستقلها ، قد لا يكون اختفاء ربما يكون إنسحاب أو ملل من حديثي ، فأنا بالفعل كثير الكلام ، ولكن ليس ذنبي ، لقد وجدت طفلة تجلس علي مقعد لمحطة الحافلات ، تنتظرها وتنكمش في رعب وكأنها خائفة من شئ ما ، لا أدري ماهو ذلك الشئ الذي يرعبها ، اقتربت منها ودفعتني تعبيراتها المتناقضة أن أسألها ، ماذا تنتظرين ياصغيرتي ، فأجابتني أنتظر الحافلة ولكني خائفة ، وجدت وجهها له إشراقة الأطفال وبشارة المستقبل المضئ ، فضولي دفعني أن استوضح منها مما تخاف ، فلا داعي للخوف المكان أمن وملئ بالناس ، وضوء النهار يسطع في كل مكان ، فمما الخوف ، فجاوبتني بدهشة ، لا أعرف ، ولكني أشعر دائماً بالخوف ، ولا تسألني لماذا ، فهذا طبعي أن أخاف من كل شئ وأي شئ.
عجباً لها وعجباً لشعورها ، ولكنها مميزة ، وكما أن شعورها غريب ، فشعوري أنا أيضاً غريب اتجاهها ، وهذا شدني إلي أن أتحدث معها ، ربما لأبعد عنها هذا الخوف ، أو قد يكون لأني اعجبت بملامح وجهها وشعورها الغريب .
يبدو أن هذه الصغيرة غريبة الأطوار ، وتلك ميزة أخري ولا يفهمها الكثير ، وأنا أيضاً قد أكون مثلها ، وتلاقت أرواحنا في هذه النقطة ، فأنا لم أقصد حين قابلتها أن تشعر معي بالملل في النهاية ، حتي وإن طالت أوقصرت مدة مكوثي معها ، فقد بقيت لأيام أمر بهذا المكان وتلك المحطة ، فأجدها تجلس نفس الجلسة وتنتظر ، فأجلس بجوارها لأتحدث معها ، وشعرت بالصغيرة تستمتع بحديثي ، أو أنني بهذه الطريقه أبعد عنها شعور الخوف ، ولعلني فسرت حرصها أن تكون متواجدة كل يوم بذات المكان ، أنها تعلقت بالحديث معي ، أو أنها وجدت الأمان وتشعر به في لحظات جلوسي بجانبها ، شعرت في حواراتي معها والتي امتدت بإستمتاع بالغ لأوقات لم أحسبها ، أنني أتكلم مع بالغه وليست طفلة ، شعرت أني أنا الطفل وتحول عقلي إلي سلوك الصبى ، فعلي الرغم من التفاوت الكبير بيننا في العمر والخبرات وكل شئ ، لم أشعر للحظة أننا كذلك فهي لديها عقل ناضج وملئ بالحكمة .
يوماً مثل كل الأيام الذي عشقت فيه أن أمر بهذا المكان ، فأجد إشراقة وجهها وقد تحول من الخوف إلي الإطمئنان بمجرد أن تراني ، كل يوم أردت أن أسألها عن اسمها ولكني كالعادة أنسى من فرط إعجابي بها ، لكن فجأه تداركت الموقف في هذا اليوم فبادرتها بالسؤال "لقد نسيت أن أسألك عن إسمك" ، تأخرت قليلاً عن الجواب ثم قالت "لا تسألني عن إسمي ، فيوم أن تعرفه لن تجدني " استغربت كثيراً لذلك وملئت الدهشه ملامح وجهي ، ولكني تداركت واعتبرت إجابتها نوع جديد من الغموض الذي يجب أن اضمه إلي قائمة غموضها ، ولا داعي لأن أجبرها علي ذلك ، وبالفعل راودني إحساس بالخطر ، وخشيت إن قالت لي عن اسمها أن تختفي  ، وأنا من بلغ بي التعلق مبلغه حتى أنني لم أعد أتصور أن يأتي يوم ولا أجدها.
تمر الأيام وتتوالي إشراقات الشمس ، ويأتي ضوء النهار وينجلي الليل ، ويزاد تعلقي بتلك المحطة وبكل كرسي خرساني بها ، وبمن تجلس عليه كل يوم تنتظرني ، تناقشنا في كل شئ ، وتعلمت منها كل شئ ، وضافت لي الكثير وكانت تمر بنا الساعات ، وكأنها لحظات ، ولكنها كبرت وترعرعت وأصبحت بالغه ناضجه في عيوني وكأننا قضينا سنوات على المحطة ، تمر أمامنا العشرات من الحافلات كل يوم ولم تستقل يوماً واحداً منها ، لم أفكر أن أسألها يوماً لماذا لا تستقل إحداها ، قد أكون لا أشعر بمرورهم أمامي ، أو أن عقلي يرفض أن تذهب وأصبحت على يقين أني سأجدها في اليوم التالي .
مرت حافلة بجوارنا ، مثل كل الحافلات التي كانت تمر كل لحظة ، ولكنها فجأة توقفت عن حديثها معي علي غير العادة ، ونظرت للحافلة بتأمل ثم تحولت إلى وجهي بنظرة فاحصة ثم قالت " أنا إسمي فرحه" فتمددت حدقة عيني لتتلقى ضوء الإبهار المفاجئ الذي فاجأتني به ، فرحت كثيراً ، واعتقدت أن الثقه وصلت بيننا إلي حد أن تأتمني علي إسمها ، كل المشاعر الجميله إجتمعت داخلي حين عرفت أخيراً اسمها .
رجعت إلي بيتي وليلاً تذكرت قولها "لا تسألني عن إسمي ، فيوم أن تعرفه لن تجدني" ولكني لم أسألها ، هي من قالت لي بمحض إرادتها ، لايمكن أن ترحل ، أنا لم أسئ لها بشئ فلماذا ترحل .
شعوري كان يحدثني طيلة الليل علي أنني لن أجدها غداً ، ظللت أعد الساعات حتي جاء الميعاد اليومي ، انطلقت بسرعة إلي المحطة متلهفاً فلم أجدها ، كذبت إحساسي رغم الرعب وقبضة الروح التي سيطرت على أحشائي ، حدثت نفسي ربما تأخرت لسبب ما وستأتي .
جلست أنتظر علي الكرسي الخرساني بمحطة الحافلات ، ولم تأتي ويبدو أنها لن تأتي ، فتذكرت أنها قالت لي إسمها ، الآن فهمت معني نظرتها الفاحصة لي لحظة وصول الحافلة ، لقد حان ميعاد الرحيل ولكنها لم تشأ أن تقول لي ، فضلت الرحيل في صمت .
لقد وهمت يوماً ، أن أداوم علي حوار دائم بمحطة حافلات هي نفسها دائمة التغير  ، أصررت ألا أفقد الأمل ومررت اليوم التالي علي المحطة لعلها تأتي ، ولم أجدها ، ولم أجد المحطة ، لقد أزالوها على مايبدو ولم يبقي لها أثر ، هل هذا معقول لا أثر ، كيف يحدث ذلك .
أين محطة الحافلات ، أين المقاعد الخرسانيه التي كانت هنا ، لا أثر لأي شئ.
سألت أحد المارين بالمكان ، أستفسرته عن المحطه ، نظر إلي في استغراب وكأنه ينظر إلي مجنون قد ذهب عقله وقال"لايوجد محطه للحافلات هنا " ، ولكنني متأكد أن المحطة كانت موجودة وحتى أمس .
سألت أخر وسألت أخرون ، سألت الجميع ، فأكدوا لي أنه لا وجود لمحطة للحافلات هنا ولم تكن يوماً موجودة .
قد أكون مجنوناً ، قد يكون حلماً ، قد يكون وقد يكون ، ولكن الذي أعلمه جيداً أني جلست يوماً علي محطة الحافلات والتقيت الفرحة التي يوم أن عرفتها كانت النهاية قبل البداية.

 وفقي فكري

الاثنين، 23 مايو 2011

بلدي حتي أخر نفس

هذه ليست قصه اكتبها من وحي خيالي وليست مذكرات أو خواطر أسطرها هنا ولكنه موقف حدث معي وأردت أن أوصفه وأصف معه إحساسي بما قابلت وأنا أخرج من محطة قطار مصر،فلقد قابلت بالصدفه وبمحض القدر إمرأه طاعنه في العمر قد يقارب عمرها علي الثمانين عاماً وأحد الشباب يطلب مني أن اساعدها في مشوارها للوصول إلي محطة المترو الشهداء (مبارك سابقاً) لم أهتم حين إستلمت يدها اليسري لأساعدها للنزول علي درجات السلم بأن أسألها عن إسمها فهذا سؤال غير منطقي ولكني ومن أول وهله حين نظرت لها توقعت أن تكون من الصعيد فسألتها "إنتي جايه من الصعيد ياحاجه "فردت علي في صوت ضعيف مرهق "لأ يابني أنا من بورسعيد ولسه جايه دلوقتي من هناك" ثم سكت الكلام وسرنا نحبوا بالخطوات فهي لاتستطيع إلا أن تنقل قدم وتؤخر الأخري بثقل وبطئ شديد وللحقيقه فقد كنت منزعج في البدايه من بطئ حركتها التي أفقدتني اثنين من زملائي كانوا قادمين معي في رحلة سفري وتركوني وأسرعوا حينما وجدوا هذا البطء في المسير،وسرت مع المرأه التي لا أعرف اسمها وأنا أساعدها في صعود وهبوط درجات سلالم نفق المترو وصوت تلاحق أنفاسها يرتفع مع ارتفاع السلالم ويكاد يسمعه من يمر بالقرب منا لكثرة تعبها من السير لمسافه تعتبر طويله علي مسنه في عمرها.
وبعد أن كنت ناقم علي تعثري في طريق هذه المرأه تحولت فجأه إلي محب وسعيد بهذه الصحبه حينما انطلق لسانها يدعو لي بكل ألوان الدعاء لما أقدمه لها من جميل الصنيع وهي وحدها التي تقدر كم هو صنيع خير لإحساسها بالضعف واحتياجها للمساعده،وتمنيت أن يطول النفق أكثر من هذا لأغتنم هذا الوابل من الدعاء الذي حط علي رأسي من كل صوب وحد وتحول كالسيل يغمرني بغزاره فلقد قدمت لي مكافأة كبيرة علي مساعدتي لها وقبولي تحمل بطئها فلم تجد بيدها حيله إلا الدعاء والذي أرجو من الله أن يتقبله منها .
هذه المرأة أردت أن أستغل وجودها معي وأن أسألها بعض الأسئله فقلت لها "طب ليه ياحاجه تعبتي نفسك وجايه المشوار ده كله" فجاوبتني "لأ أنا ساكنه هنا بالمرج الجديدة مع أختي وكنت في بورسعيد علشان بيتي ولسه راجعه من هناك"إنتهي الكلام حتي هذه المرحله واستقلينا المترو إلي اتجاه المرج ووجدت لها مكاناً لشاب تطوع أن يجلسها بمقعده وجلست بالمقعد وظللت أنا واقف أنظر إلي تلك المرأة.
حينما نظرت لوجهها بتدقيق وجدت أنه قد رسم الزمن عليه خطوطاً عميقه وكل خط يحكي حكاية من الشقاء والتعب ولون بشرتها السمراء التي أحرقتها شمس الزمان تتلون بلون طين وطننا ،يدها اليمني متورمه وقد ترتعش أحياناً وتسكن أخري،إحدي عيناها معطبه ولا تري بها والأخري في طريقها إلي ذلك ،طولها لايزيد عن مائه وخمسون سنتيمتر ووزنها قد لا يتجاوز الأربعون كيلوجراماً، أما ثيابها فترتدي جلابية سمراء مما ترتديه امهاتنا الطيبات في الأقاليم،بإختصار هذه المرأة لأول مرة تنظر لها ستشعر بأن هموم الدنيا وأقدار الزمن قد إرتسمت علي كل تفصيلة بها.
شدني هذا التأمل لها أن أشعر أني أريد أن أتحدث معها ولو لبعض الجمل لأستكشف خبرة من الزمن أو علي الأقل أنال وابل أخر من الدعاء فهذه فرصه لايجب أن أفوتها وعلي اغتنامها حتي أخر لحظة.
كان قد توقف المترو في محطة نزولي وكان لابد أن أعبر بها من رصيف إلي أخر لتستقل المترو القادم لتكمل طريقها إلي المحطه التالية فوجدتها فرصة عظيمة وجلست أحاورها فسألتها "إنتي ياحاجه روحتي بورسعيد ليه؟" فردت علي قائلة "علشان استلم بيتي"واستطردت مبتسمه "مش هما خلاص هيدوني بيت تاني وهرجع بلدي" فقلت لها "هي بورسعيد بلدك ياحاجه" فردت علي"أيوه بورسعيد دي بلدي وأنا ساكنه هنا مع أختي مؤقت لحد ماأرجع تاني"فسألتها ولماذا تركتي بورسعيد واكتشفت المأساة قالت لي "أصل بيتنا لما اضرب في أيام الحرب أصل بيتنا كان جامد وكانوا حاطين عليه مدافع بتضرب العدو فضربوا بيتنا وبقي سوي الأرض ولما جوزي شاف البيت كده زعل ومرض مرض شديد فجيت بيه هنا للمستشفي لحد ما مات وفضلت أنا قاعده مع أختي في المرج الجديدة وقدمت علي بيت بدل بيتي اللي اضرب وبعتولي علشان اروح اشوفه" فقاطعتها "واستلمتيه ياحاجه" فقالت لي"لأ لسه هما قالولي هناك علي طول هنبعتلك علشان تستلمي البيت"فقلت لها مستعجباً"بس ياحاجه دي سنين طويلة من أيام التهجير اللي حصلت من خط القنال لحد دلوقتي ولسه هيبعتولك بعد كده علشان تستلمي البيت"فجاء ردها بنبرات الرضا والإستسلام"وماله يا بني هما قالولي هنكلمك ونقولك إن شاء الله قريب تيجي علشان تستلمي البيت"فجال في خاطري سؤال لهذه المرأة المتمسكة بالأمل في العودة بعد عشرات السنين إلي بلدها وسألتها سؤالاً"إنتي ياحاجه حاسه بغربة وإنتي بعيد عن بورسعيد "ففاجئتني بروح تدب في كل رعشة من جسدها الواهن وقوه مفاجئة  ورفعت يدها اليمني المتورمة وخبطت بها علي صدرها "طبعاً دي بورسعيد دي بلدي اللي اتولدت فيها وهرجع ليها " واستمرت في حديثها بالروح التي دبت فيها فجأة وقالت "دا أنا بس اروح هناك وأحط رجلي في المية المالحة وأنا أخف من كل حاجة في جسمي ويضيع كل الأمراض ".
في نهاية هذه الجمله وجدت دموعي تنهمر من عيني دون قصد فلم أشعر بها إلا وقد سالت تروي وجناتي كم هذه المرأة مصرة أن تعود إلي بلدها حتي وإن كان العمر قد وصل إلي اقتراب موعد الرحيل عن الدنيا ولكنها مازال بداخلها هذا الأمل الأخضر اليانع بالعودة إلي بلدها لتموت بها ،لقد شعرت في الحياة التي دبت فيها لحظة سؤالي عن إحساسها بالغربة في القاهرة وحركة يدها التلقائيه التي تحركت نحو قلبها لتشير دون قصد إلي قلبها وهي تقول "بورسعيد دي بلدي اتولدت فيها وهرجع لها"بأنها تقاوم لتسلم روحها إلي بارئها وهي علي أرض بورسعيد .
أليس عيباً علينا أن تظل هذه السيدة الطاعنة في العمر ورغم طول فترة غيابها عن بلدها مصرة أن تعود وستعود فكل كلمة منها تؤكد علي ذلك،ونحن الشباب مستعدون أن نتخلي عن وطننا لمجرد يأسنا من المستقبل أو إحباطنا مما يحدث حولنا من متغيرات ،إنها تعلمنا كيف نصبر علي بلائنا وأن نصر دائماً علي الوقوف في وجه التحديات من أجل أن نظل نحيا تحت ظل وطننا وتطء أقدامنا علي ترابه.
هذه العجوز البورسعيدية ملحمة في الصبر علي البلاء،دليل في عمق الوطنية وحبها وعشقها لتراب موضع ميلادها فهي تصر أن تعود إليها حتي أخر نفس لديها.
مرت الدقائق سريعاً وجاء المترو لتستقله في طريقها إلي المحطة الأخيرة وهي مازالت تمطرني بهذا الوابل من الدعاء وأنا أودعها ويتحرك بها المترو في مشوارها للوصول إلي منزل أختها وقلبي كله خشوع وانكسار مما شاهدت من مثل حي علي الوطنية المصبوغة بالفطرة من عجوز لا تشعر أن ما فعلته وما ستفعله هو الوطنية بعينها وسألت نفسي هل ستصل تلك العجوز إلي محطة وطنها ومسقط رأسها لتموت به في اطمئنان أم أن القطار سيتأخر بها ولن يصل إلي محطتها الأخيره وهي حية .

وفقي فكري

الجمعة، 20 مايو 2011

روشتة الحب

قالوا عن الحب الكثير وكتب عنه الملايين،فلن تجد إنسان علي وجه الأرض لم يشعر يوماً أنه يحب،وكلما دق القلب لأي إنسان أطلق لنفسه العنان في أن يعبر عن معني الحب الذي يتدفق داخل أوردته وشرايين قلبه ويضخها في كل أنحاء جسده فعبر عن ذلك بقلمه أو لسانه أو تعبيراته أو سلوكه،الغايه والهدف هو أن يعبر كل إنسان عن شعوره الجميل بالحاله التي يشعر بها الأن.
ولأني لا أملك غير الكلمات التي أستطيع بها أن أنسج خيوطها لأحيك سترة من مجسمات هذا الشعور عندي أو أرسم بها لوحه فقد أردت أنا أيضاً ان أعبر عن معاني الحب عندي.
والحب احساس مرهف عالي المكانه في قلوب جميع المخلوقات وليس البشر فقط وليس صحيح أن البشر هم وحدهم من لديهم القدره علي التعبير عنه فجميع المخلوقات التي اوجدها الله في الدنيا رزقها الله قلباً لتشعر بالحب وتعبر عنه.
كما أن الحب بمفهومه الشامل ليس فقط الحب العاطفي ولكنه يشمل علي جميع أنواع الحب وتعريفاتها وإن كان أكثر الأنواع شهرة هو العاطفي لأنه يجمع بين قلبين في قلب واحد ويوحدهم في نفس واحده وروح مدمجه لايمكن التفريق بينهما،وأيضاً لأن الحب العاطفي هو الذي يجمع بين جنسين مختلفين هم في الأساس خلقهم الله في تجاذب وتجاوب وجعلهم من قطبين سالب وموجب ولذلك قد تجد أغلب الأحاديث والنقاشات تتناول العاطفي لما فيه من لذة القرب وروعة الإندماج بين القطبين
ولو ظللنا نتحدث عن الحب لن نأتي بالجديد فلقد قتل هذا الموضوع بحثاً وكتابه ولكني أردت أن اتناول الحب العاطفي من خلال احساسي به وشعوري بمفعوله وتأثيره علي النفس.
والحب في نظري أشبه في عالمنا الحالي بعنصر اليورانيوم الإشعاعي الذي يبني عليه مفاعل نووي ينتج طاقه هائله،فالحب ينتج طاقه هائله ويحدث تغييراً شاملاً في المكان الذي يصيبه أما القلب فهو مبني المفاعل النووي الذي يحتضن هذا العنصر ويضمن خروج الطاقه بشكل مستمر للمنتفع بها.
ومن يحب حباً حقيقاً لايمكن أن نخاف منه لأن هذا العنصر المؤثر يحوله إلي مستأنس وديع لايمكن أن يري أو أن يفعل إلا ماهو جميل وطيب،ولن تري منه شراسه إلا إن اقترب أحداً من حبيبه أو حاول حتي الإقتراب فلن تري منه إلا كل سوء وقتال.
والحب يحول تعاسة الحياه إلي ربيع دائم وسعاده غامره فلا يشعر المحب إلا بجمال الكون حوله ويطير يهفو إلي أعالي السماء ولا يرغب أبداً في الحط علي الأرض فالسماء بالنسبة له أفق واسع له ولحبيبه والأرض تحجمه وتمنعه من الحريه.
والحريه في نظره هي أن يظل أسيراً في حب قلب أخر ،قلب دق من أجله وانتفض له ، وسلم له نفسه دون خوف أو خشيه من المستقبل .
والمستقبل مع حبيبه في أمان وكل لحظه تأتي ستكون مستقبل مشرق وحتي لو كانت غير مشرق فهو لن يشعر بهذا لأن حبيبه معه فلا يهم إن كان هناك مستقبل أم لا،فالمستقبل في نظر الحبيب هوحبيبه.
 والحب والعمر لا يتفقان ولا يتوازيان ولكنهم قد يتقاطعان فقد يقطعنا الحب في صبانا وقد يأتينا في شبابنا وحتي قد يقتحمنا في خريف عمرنا ودون سابق إنذار،وقد يأتينا في أوقات مناسبه وغير مناسبه،فالحب لا يتقيد بسن أو ملائمه لوقت أو ظروف فمثله مثل القدر ومن يستطيع أن يمنع القدر من الحدوث أو يأجله من الهطول فوق رؤسينا مثل المطر الغزير وإن كان المطر الغزير نتواري ونختبئ منه فإن الحب نعرض قلوبنا لموجاته وأعاصيره حتي تخضر معه نبتات ربيعنا وتزدهر له زهور أعمارنا.
وإقتحام الحب للقلوب مثل اقتحام الفرسان الشجعان لأسوار المدن المحصنه فهو لايهاب صلابة قلب ولا قسوة روح ولايعرف حلاوة وجوه أو قتامة ملامح فالكل أمامه سواسيه.
ولأن الله عزوجل خلق القلوب مجهزه بأجهزة إستقبال عالية التقنيه فإن فيروس الحب يخترق تلك الأجهزة والمعدات ويعطلها حتي لايمكن أن تستقبل إلا إشارات الحب.
وما أن يدخل الحب إلي القلب حتي يبدأ في تصفية وتكرير القلب من أي حقد أو هم أو غم وأي رواسب للحزن وينحيها جانباً فلا يبقي إلا اللين والفرحه والسعاده الغامرة.
والمصاب بمرض الحب لايتمني الشفاء منه مطلقاً فهو المرض الوحيد الذي يصيب القلب ويدعوا الله أن يظل عالقاً بداخله لا يبرأ منه أبداً ويستمتع بكل ألم قد يصيبه كأعراض له والأهات تتحول إلي تلذذ وهيام.
بالفعل الحب هذا سحر للأرواح والقلوب ومحفز للجميع علي النشاط والعمل ومجلب للفرحه والسرور ومهدئ للأعصاب والإنفعالات،بإختصار الحب روشته لكل من أراد أن يعيش حياه هانئه وسعيده،إملئ قلبك بهواء الحب وتجرع رشفات من لوعته وتناول كبسولات من هيامه ولتأخذها كل لحظه ومع كل نفس تتنفسه ولا تنقطع عن هذه الوصفه لتعش سعيداً ماحييت   
                                                                                      وفقي فكري 

بائعة الأحلام

براءة الأطفال ترتسم علي وجهها الجميل الصافي،لايمكن أن تنظر إليها ولا تبتسم فهي تبيع للماره المناديل لتجفف بها دموعهم وهمومهم وتشتري منهم أحلاماً لها.
بشري ذات السبع سنوات لاتعلم من الدنيا شئ إلا بيع المناديل ولا تعرف صديق لها إلا الشارع ولا ونيس لخطواتها إلا الأسفلت فهي تجوب الشوارع والطرقات تبحث عن لقمة عيش ولا تعرف أنها تفعل هذا فسنها لا يمكن أن يجعلها مستوعبة لما تقوم به من عمل،هذا العمل هو كل خبراتها في الحياه ولا تعرف غيره ولا تعرف أنه عمل لأنها ببساطه لا تعرف معني كلمة العمل.
رأيتها في أحد الشوارع المطله علي نهر النيل تتحين اشارات المرور لتبيع أكبر قدر من المناديل لقائدي السيارات والماره وفي اللحظات التي لا يمكن أن تبيع لقائدي السيارات تعبر الطريق وتتجه إلي الكورنيش لتبيع للواقفين عليه حزمات من الفل والورود.
بشري مثلها مثل الكثير من أطفال الشوارع تقتات من فتات ما يعطيها الناس في الشوارع ولكنها مميزه عنهم جميعاً في ملامح وجهها.
هذا الوجه الممتلئ بالسماحه والحب والهدوء،وجه تنظر إليه فيملئك بالراحه لايمكن أن تتصور انها تعاني شقاءاً أو بؤساً،ملامحها كلها رضا وطيبه.
إنها توزع علي الجميع باقات من الحب والرضا وتشعرك أنها قدوه يجب أن تحتذي،بشري هي فعلا بشارة خير لمن يطالعها.
ولكن في قلب هذه المشاعر تلمس بداخلها انكساراً وخوفاً دفين مختبئ وراء كل تلك المشاعر النبيله الغير مقصوده من طفلة السبع سنوات،تري ماذا يخيف بشري وماسبب الإنكسار المدفون بداخلها؟.
تأثري بموقفها وبشكلها جعلني أراقبها وأتبع خطواتها وتحينت الفرصه وهي تعبر الطريق في حرص وهدوء متجهه إلي الكورنيش لتبيع الورود وجذبتها لأساعدها علي عبور الشارع ولأعطيها الإحساس بالأمان ولأتمكن من الكلام إليها.
"ماأسمك ياحلوه"هذا كان اول اسئلتي لها وفردت علي بصوت رقيق عذب "بشري"فقلت لها "وماذا تبيعين" فقالت"ابيع الزهور والمناديل...ثم سكتت للحظه وأطرقت تقول"تشتري ورده انها جميله ولها رائحه جميله"فقلت لها بعد أن عبرت بها الشارع إلي الكورنيش "سوف أعطيكي مالاً دون أن أشتري شيئاً" فتلون وجهها وسحبت كفها من يدي وقالت "شكراً فأنا لا أأخذ مالاً إلا لما ابيعه فقط".
استغربت كثيراً هذه الطفله ذات السبع سنوات ترفض مالاً بدون بيع أوشراء كيف تعلمت هذا،ومن أين أتت بتلك العزه وشموخ النفس رغم ظروفها وقسوة الحياه التي مازالت تعيش مهدها الأول.
هذه الطفله هي طفله مصريه ولدت علي تراب هذه البلد ولا تعرف غيرها وتعلمت منها العزه والكرامه والشموخ رغم الظروف القاسيه التي تطحن كل يوم في جسدها النحيل ،إنها رمز لكل المصريين رغم الظروف ورغم ضيق العيش فلديهم نفس صفاتها والتي علمتهم جميعاً هي أرضها الطيبه السمراء .
لا يتهاونون في حقوقهم ولا يقبلون لقمة عيش من غيرهم ورائها ذل أو مهانه.
لقد رأيت في بشري بشرة خير في اجيالنا الجديده التي ستتفتح زهورهم علي ارض مصرنا بهواء جديد ونسمات الحريه التي جلبتها لنا ثورة الشباب .
بشري عندما علمت أنني لن أشتري منها منديلا لأجفف به دموعاً جرات من عيني أو أبعد به أذي لحق بعيني أو أمسح به عرقاً تصبب من جبيني ورأت أني لن أشتم عبق ورودها وأزهارها لتسعد به قلبي إستلت كفها الصغير من يدي وابتعدت لتبحث عن غيري ،لتبحث عن محتاج للمساعده فيشتري منها منديلا أو تبيع له حلماً جديداً وتنشر في قلبه الرحمه والسعاده من رائحة زهورها.
علي هذا القدر تشعر أن لديها مسئوليه يجب أن تتمها اتجاه الأخرين وليس علي الأخرين مسئوليه تحملها هي لهم ،إنها علي العكس تجدها تجوب الشوارع تبحث عن من تساعده وتبيع له أحلاماً جديده.
بشري حقاً بإبتسامتها تبشر الجميع داخل وطني أن السعاده قادمه فلا تخافوا
بشري تبيع أحلامها الصغيره للكبار ليتعلموا منها كيف يعيشون برضا
علمتنا بشري الكثير وباعت لنا الكثير وبشرتنا بالكثير فأنا الأن مطمئن وسألحق ببشري لأشتري منها حلماً لمستقبل وطني وأتعلم منها كيف أرسم البسمه الصافيه علي ملامحي مثلها
                                                                                                                        وفقي فكري

الجمعة، 13 مايو 2011

عم عبده والصالون الذهبي

الحيطان مشققه والسقف مقشر والمساحه يادوبك مترو نص في اتنين متر، الأرضيه مسفلته بالأسمنت والزلط ،والأثاث بسيط علي أد كنبه من الحديد صنعت خصيصاً للمكان ده ومكسيه بمرتبه اسفنج مقطعه وكرسي وحيد بيسموه كرسي السلطان اللي يقعد عليه لازم ياخد باله لأنه ممكن يتقلب في أي وقت،أما الديكورات فلو بصيت هتلاقي مرايتين في ظهرك عليهم سواد وطبقة انعكاس الصوره متآكله ولو بصيت فيهم مش هتعرف تشوف نفسك هتشوف أدامك شبح، أما المرايتين اللي في وشك أحسن حال شويه وشكلهم كده بقالهم بس حوالي عشر سنين يعني لسه جداد لانج زي مابيقولوا.
ده كان وصف صالون الحلاقه بتاع عم عبده صاحب محل حلاقة المقص الذهبي اللي بيحب يقول علي نفسه دايماً أنه صاحب المقص الذهبي وأن مقصه مفيش زيه ،راجل وصفه ميفرقش عن وصف محله تحس كده انهم الاتنين اتولدوا في يوم واحد ،فلو لقيت الحيطان مشققه هتلاقي وش عم عبده برضه مشقق ولو لقيت السقف مقشر هتلاقي راسه مفيهاش ولا شعرايه يعني هو ومحله اتنين في واحد،فوله وانقسمت نصين جاكت دوبل فيس،قول عليهم زي ماتحب.
وحلاقة عم عبده متختلفش كتير عن عباقة وقدم محله فهو مازال متمسك بالقصات القديمه،الزبون اللي يدخل عنده يقعد يقنع فيه يقصله قصه انجليزي ولا كابوريا وعم عبده مصمم يقصه علي كيفه قصه ملوكي زي بتاعة زمان قصه بشواتي من أيام الملك،ماهو اصله قديم من أيام الملك وطول ماهو شغال يقعد يعيد ويزيد في ذكرياته وأيامه الحلوه والزبون يلعن اليوم اللي دخل فيه عند عم عبده وفي الأخر يقصله علي كيفه ويشتغل في الراس كأنه بيجز خروف مدبوح علشان كده صالون عم عبده مبيدخلوش إلا العواجيز اللي زيه اللي لسه عايشين معاه زمن الباشوات ووقف بيهم الزمن ولسه موصلش لمحطتنا الحاليه.
واللي بيدخلوا صالونه ناس قليله جداً زي الحاج مختار بياع غزل البنات وعم أبومحروس اللي بيصلح بواجير الجاز والأسطي حنفي العجلاتي وغيرهم من الناس اللي ممكن تعدهم علي ايديك الإتنين وكمان شغلهم قديم زيهم ولكن تلاقي فيهم اصرار غريب في مزاولة مهنتهم.
أما الشباب فلا يدخل عنده أي واحد من المنطقه لأنهم كلهم عارفينه كويس أما لو صادفت ودخل عنده شاب يبقي غريب مش من المنطقه وده في الغالب بتنتهي حلاقته بخناقه مع عم عبده علشان القصه ويخرج من غير مايدفع ولا مليم وهو عمال يسب ويلعن في المحل وصاحبه ويقول لنفسه أيه اللي دخلني عند الراجل الغريب ده.
في يوم من الأيام دخلت عنده أحلق شعري وكنت من السكان الجدد في المنطقه ومكنتش أعرف أي حلاق وبالصدفه لقيت محل عم عبده ولما بصيت لشكل المحل قلت في عقل بالي المحل ده شكله كده علي قده ومش هياخد فلوس كتير في الحلاقه أصلنا في أخر الشهر والحاله ضايعه علي الأخر وكمان أنا لسه جديد ومعرفش غيره ودخلت من باب المحل اللي مغطيه بستاره من القماش الخفيف وبمجرد ما أن دخلت وكأني دخلت عالم تاني خالص.
الراجل عم عبده واقف بيوسعلي الكرسي علشان اقعد وماسك في أيده منشه عاملها من فتائل شكاير الخوص ، وعنده راديو خشب قديم بيقول أنه غالي عليه أوي لأنه وارثه عن أبوه ، أما لو بصيت أمامك هتلاقي أشكال والوان من الزجاجات اللي معظمها فارغ ومفيش غير زجاجه واحده بس فيها حاجه شبه الشوربه مصفره وشكلها مفيش حد لمسها من قرن،ولا يوجد أمامك أي دليل لاستخدام التكنولوجيا فلا يوجد استشوار ولا ماكينة حلاقه بالكهرباء ولا غيره مفيش إلا المقص المصدي اللي ماسكه عم عبده وداخل عليا بيه، أنا لقيت كده وشوفته داخل عليه بالمقص وكأني داخل لأخرتي حسيت كده بقبضة في قلبي وكرشة نفس ولأول مره أحس أني دخلت مكان خطأ.
وسألني عم عبده بصوت مهزوز زي شكله عايز القصه عامله إزاي يا أفندي ،قلتله أفندي رد عليا وقالي أيوه افندي لسه بدري عليك علشان تاخد البهويه.
بدأت أعرق وأحس أني قاعد قدام محمد علي باشا أو الملك فاروق فقلتله ماشي ياعم الحج أنا عايز.....قاطعني عم عبده وقالي ولا تسبني أنا أحلقلك قصه علي كيفي ، فلقيتني بقوله انا عايز ادخل الحمام،رد عليا في عصبيه مفيش حمام هنا إلا دورة الميه اللي في الجامع اللي جنبنا والجامع لسه مفتحش،لسه بدري علي الأدان،يلا يا أفندي خلينا نخلص ورانا شغل كتير وبصيت حولي ملاقيتش ولا واحد قاعد طب فين الشغل الكتير اللي بيتكلم عليه.
طب أعمل أيه اخلص منه إزاي؟ كل اللي بفكر فيه دلوقتي إزاي أخرج من باب المحل وانفد بجلدي من المجزره اللي هتحصلي دلوقتي ،وفجأه جه صوت مهزوز من بره المحل بينادي علي عم عبده وكأنه طوق النجاه اللي هيلحقني وينجيني من أيده...
ياسي عبده... ياعبده افندي.... انت فين يا أفندينا.
ورد عليه تعالي ياحبيبي انا موجود ادخل برجلك اليمين ويدخل المنقذ،دخل عم ابومحروس اللي بيصلح بواجير الجاز علي ناصية الحاره اللي انا ساكن فيها.
تعالي ياراجل ياطيب... ويرد عليه عم ابومحروس وحشتني والله ياراجل ياأبو مقص دهب... بس أنا النهارده عايزك تحلقلي بسرعه اصل فيه زبون هيروح المحل دلوقتي علشان يستلم باجوره وانا سايب المحل لوحده وعايز أرجع بسرعه.
ويرد عليه عم عبده طب خلاص روح انت يا ابومحروس وانا هخلص الراس اللي معايا دي واندهلك.
وفي اللحظه دي لقيت نفسي فطيت من فوق الكرسي الملوكي ولقيتني بقول لا والله العظيم ولايمكن أبداً مينفعش تعالي ياعم ابو محروس احلق انت الأول وأنا بعديك....ويبصلي ابومحروس ويقولي لا والله ماينفعش يابني عيب خلص انت الأول.
اخلص ايه بس ياعم الحج قصدك يخلص عليا(ده كلام في سري) هو انا مستغني عن روحي(لسه الكلام في سري)دا أنا ماصدقت لقيتك دا انت نجده وجاتلي من السما(منك لله ياعم عبده خليت كل كلامي في سري زي المجانين).
ويادوبك قلت الكلمه دي ولقيت عم عبده وكأن الدمعه هتفر من عنيه زي اللي شاف مشهد مؤثر من مسلسل مهند ونور وقال خلاص بقي يابو محروس الولد ده محترم والحمد لله لسه فيه حد منهم بيحترم الكبير اقعد بقي وخليني احلقلك وهخلصك بسرعه.
ده ولا احترام ولا حاجه ده انا ماصدقت(برضه الكلام في سري).
ولسه عم ابومحروس بيقعد علي الكرسي وانا قلت لعم عبده لامؤاخذه ياعبده افندي هروح الحمام بس وارجع تاني علي ماتخلص علي الحج ولقيت ابومحروس فط من علي الكرسي وهو بيقول لا والله ولا يمكن أبداً احلق انت الأول طالما انت مستعجل فرديت عليه في لحظه وقلتله خلاص أنا مش مزنوق أوي هستني وخلاص لبعد ماحلق.
وعدت الثواني والدقايق وانا بقول يارب تقع قنبله علي عم عبده تشيله، أصل كل دقيقه بتعدي بتقربني من أخرتي،وحاسس كده إن مقصه سنجه هتنزل علي رقبتي تجزلها من جدورها.
ورغم إن عم عبده ايديه تقيله وقطع راس ابومحروس وخلاها شوارع وكل مللي من راسه بيشر منها نقطة دم وحجته إن دي كلها التهابات وهتخف ان شاء الله طالما الموس فتحها،وابو محروس مقتنع بكلامه ومبسوط.
وخلص علي ابومحروس وقالي تعالي ياولد علشان نكمل الحلاقه ولسه ابومحروس بيحط ايده في جيبه علشان يطلع فلوس الحلاقه وأنا قلتله لا والله ابداً ياعم ابومحروس لا يمكن الحساب عندي وابتسم الراجل وقالي بارك الله فيك يابني وخرج وطلعت بريزه فضه وقلتله اتفضل ياعم الحاج حساب الحلقه بتاعه عم ابومحروس ولقيت الراجل بيقول ايه ده بريزه،قلتله ايوه بريزه انت عارف البريزه دي بتجيب أيه عد معايا، رطل لحمه ووقيتين خضار وكيسين فاكهه والباقي خليه معاك للزنقه.
وش عم عبده جاب ستين لون وقالي يابني ده كان زمان فرديت عليه وقلتله ما انت برضه من زمان وعايش من زمان اشمعنا دلوقتي افتكرت اننا دلوقتي مش زمان ....
عم عبده اللي كان وشه مشقق تحول لوش وحش كاسر ولقيته بيقولي يعني لو حلقتلك هتديني بريزه زي دي قلتله لأ طبعاً هديلك شلن فضه ابيض من بتوع زمان .
ودي كانت أخر كلمه قلتها وانا جوه محل الصالون الذهبي ولقيتني في الشارع وورايا ايد عم عبده بتزقني وتقولي روح ياجدع شكلك كده مجنون إحنا ناقصين.
ورغم كده خرجت الشارع وانا استنشق هواء الحاضر الجميل وبقول لعم عبده سلام ياعبده أفندي..أخيراً الحمد لله لقد أنقذتني العناية الإلهية من الموت المحقق.

وفقي فكري

الجمعة، 6 مايو 2011

اشراقة العيون العسليه



انطلق المنبه بصوته الصاخب ليوقظ حنين من نومها فلقد اشارت العقارب إلي تمام السادسه صباحاً وتسلل الضوء إلي مخدعها منذراً بحلول وقت الذهاب إلي المدرسه،اسكتت صفير المنيه المزعج ولملمت كسلها وتراخيها وشدت من حماستها ونهضت مسرعة إلي غرفة أخيها ذو السبع سنوات تلاطفه وتوقظه برويه حتي لا تفزعه ،تحاول معه مره وأخري والطفل لايزال يغلبه النوم،يفرك عيناه وينظر إلي حنين في أمل أن تتغاضي عنه لحظات ولكنها مصره،ترفعه من فراشه وتتجه به إلي الحمام وتصفعه بنوبات من الماء ثم تتجه به إلي غرفته تبدل ملابسه وتلبسه زي المدرسه وتنطلق به إلي الشارع مسرعة قبل السابعه ليلحق بطابورالمدرسه.
صارت حنين وسار معها أخيها وصحبتهم همة ونشاط بداخلها وأمل يشبه نسيم الصباح،فلكم تحب حنين هذا النسيم وتعشق أن تستنشقه كل صباح وتلمس فيه متعة لا يضاهيها متعه ،يتخلل هواءه بصدرها وهي تلهث في ذلك الطريق الشرقي الذي يطول لدقائق في إتجاه البحر والمدرسه،هذا الصباح مثل كل صباح إعتادت أن تخرج فيه وتسير بطريقها،ولكنه تلك المرة تملؤه نشوة البهجه والسعاده،هي لا تعلم لماذا ولكنها تحسه وتشعر به،تشعر أن الطريق نهايته إلي الجنه،لا تعلم لماذا هذا الصباح مختلف ربما لأن نسماته تلمس وجهها ببرودة البحر أو ربما لأن الشمس لم تخرج إلي كبد السماء حتي الأن وتشعر أن الأزقة المطلة على الطريق خاوي من الماره وهو لها وحدها تملؤه بأحلامها وتزحمه بأمنايتها،ولكن هذا يحدث كل يوم فلماذا هذا صباح مختلف؟هي لا تريد أن تفكر كثيراً ولكنها الآن سعيده أكثر من أي يوم مضي فالأمنيات تنطلق بداخلها فلا يهم لماذا هذه السعاده ولكن الأهم أنها سعيده.
 تجر حنين يد أخوها وتدفعه دفعاً في لهفه وتكمل قطع طريقها وقد جعلتها السعاده بنسمات البحر التي تهفهف وتراوض خدها ملحه لأن تستمتع ولو لبضع لحظات علي الشاطئ تحتاج أن تراقب أمواجه وتستزيد من نسمات عبيره ورزاز أمواجه،تحلم بأن تنتهي رحلة المدرسة وتترك يد أخاها وتعبر الطريق لتعانق البحر بعيناها وبصدرها وتفتح رئتيها لهوائه وتقبل موجه بشفتاها.
ومع اللحظات وفي منتصف الطريق يبزغ قرص الشمس في إستحياء ويطل علي هذا الطريق الشرقي بهدوء تام ويستقبل وجه حنين ذرات شعاع الشمس فتنعكس لمعة علي عدسات عيناها العسليه فتشرق كما أشرقت الشمس وتلمع ببريق وتتلألأ بنور فتعانق الشعاع ويزداد أمالها ويزداد حنينها وتتلهف أكثر للوصول إلي أخر الطريق ودون أن تشعر تتحمس خطواتها وتتلاحق أنفاسها وتسحب يد أخاها وتصل به إلي نهايته وتلقي به إلي صفه وتتراجع ناحية البحر تناديه وتتلهف عليه.
ماكل هذا الإنسجام والشعور بالسعاده وماهذا البحر الذي يناديني ولا أملك إلا أن ألبي النداء،وهاقد جئت إليك أيها المتيمة بك وياعشقي الوحيد يا سارق حاضري وملقيني إلي أحلامي وتخيلاتي،ماكل هذا العبير الفواح وماأجمل نسمات الصباح الذي تلسعني برودته وتأسرني رائحته،يا عالم الأحلام يا أيها البحر العميق لا تلقيني في طموح التمني ولا تنسيني أيامي وتسرق ماضي وتدوس علي واقعي وتتركني أغرق فيك ثم أعود بلا شئ.
إني أعيش بقلب طفلة ترق دقات قلبها إلي هيامك فأتركني وشأني ودعني أعود إلي بيتي فلقد مرت الدقائق ولن أكتفي من النظر إليك ولن تتوقف أحلامي علي ضفافك وسيسحبني موجك داخلك ولن أنجو منك لأني لا أريد النجاه.
انت الوحيد الذي يفهمني ويحاورني فأنت صديقي وأنت حبيبي وأنت كاتم أسراري فكم من المرات بوحت لك وفضفضت علي شاطئك بمكنون قلبي وغسلتها أمواجك وخبئتها داخل جوفك ولم تذيع يوماً لي سراً أو فضحت يوماً أمري.
لن أبوح يوماً بسري إلا لك وستظل صديقي الأوحد الذي جربته واستشرته فلم يخيب أمالي ولم يهزمني بأفكاره فلك مني التحيه ودمت لي حبيباً ودمت لي خليلاً.
وتستدير حنين وقلبها قد ملئ بالحنان وتسيرعكس الإتجاه............
تسير عكس الإتجاه وتولي ظهرها للشمس ولصديقها البحر وتعود إلي الطريق وهي حزينه لفراقهما ولكنها علي موعد جديد في صباح جديد تتمناه أن يجمعها معهم دون شريك لتدخل معه عالم الأمنيات وتعاود المسير إلي الجنه ولكن في الصباح الجديد تتمني يوماً أن تسير فيه وحدها لتقابلهم دون يد أخاها لتستطيع أن تحتضنهم بكلتا يداها دون أن تعطلهم يد أخري فهل سيأتي هذا الصباح؟

وفقي فكري

الثلاثاء، 3 مايو 2011

اكنسهم بمأشه ياحج



كل يوم الحج عبدالحق يصحي من النوم بدري علي صوت هيصه وطبله وزمبليطه يفتح الشباك وينادي"ياد انت وهو وهي روحوا إلعبوا بعيد،الله يخرب بيتكوا مش عارفين ننام شويه"والبت بهيه بنت الحاج عوضين واقفه متنحه لعم الحاج عبدالحق والواد عز إبن المعلم مسعود الجزار بخدوده المكلبظه بينادي عليها "يابهيه سيبك منه دا كل يوم بيقول كده ومبيعملش حاجه"الحاج عبدالحق متغاظ دي مش أول مره دا كل يوم الحال هو الحال مش عارف ينام شويه،طب بيفكر يعمل أيه راح قال"والله ياولاد الإيه انا خارجلكوا واللي همسكه مش عارف هعمل فيه أيه"ويجري الحاج عبدالحق علي الباب علشان يفتحه ويطلع يجري في الشارع ورا العيال والعيال تشوفه وهو خارج بالفانيلا والشورت وتضحك وتقول العبيط أهوه....العبيط أهوه.
خلاص هو سمع الكلمتين دول والراجل جالته الجنونه يبص لنفسه يلاقيه فعلا عبيط ،فيه حد يجري ورا العيال في الشارع بالفانيلا والشورت ويبص حواليه يلاقي الناس بتبص وهي مستعجبه وكل ده خلي الحاج عبدالحق جنونه زاد واقعد يجري ويجري ورا العيال وفجأه خرجت أم حسنات من بيتها بترمي شويه مايه في الشارع والحاج عبد الحق يعدي في نفس اللحظه يتزحلق ويقع علي ظهره والفانيلا البضا بقت سودا والعيال تضحك أوعي العجل وقع........ههههههههه أوي العجل وقع.
الناس تجري ناحية الحاج عبدالحق بتشيله من الطينه وهو عمال يبرطم بكلام لا هو عارف يقول أيه يشتم العيال ولا يقول أي كلام يداري كسوفه من اللي حصله هو وهدومه،الحاج عبدالغفور إمام الجامع بيقومه وهو بيقوله"معلش ياحاج حصل خير،فيه حد برضه كده ياحاج يعمل عقله بعقل شوية عيال"ويبصله ويقول "أعمل أيه بس كل يوم مجننيني مش عارف أنام"ويرد عليه الإمام ويقول"خلاص ياحاج علشان ميلعبوش عند شباكك ابقي غرق تحت الشباك مايه وهما ميعرفوش يلعبوا تاني وتنام براحتك".
رجع الحاج عبدالحق للبيت وكلام إمام الجامع بيرن في ودنه "ابقي غرق تحت الشباك مايه "ويقول بينه وبين نفسه والله فكره جهنميه انا كل يوم من الفجريه أصحي ارش المايه وارجع انام نومه هنيه ويبقوا يقولولي هيعملوا أيه في الحركه ديه.
وينام الحاج عبدالحق ويصحي زي ماقال ويرش الميه تحت الشباك ويرجع ينام وهو مستغرق في الأحلام وفجأه ودون سابق انذار يصحي الحاج علي صوت العيال هما هما نفس العيال البت بهيه والواد عز والهيصه عاليه وماليه الدنيا ويجري الحاج عبدالحق ناحية الشباك مستغرب بيلعبوا إزاي وهو فيه مايه ويفتح الشباك ويبص يلاقي مفيش مايه ،الله راحت فين المايه اللي رشتها من الفجريه مفيش مايه،راحت فين كالها عفريت ويصرخ في هستريه والبت بهيه أول مافتح الشباك بصاله مستنيه موشح كل يوم"ياخرب بيتكوا طب أعمل فيكوا أيه وراحت فين المايه،ياولاد المجانين فين المايه ياملاعين"والعيال مستنين علشان يخرج من الباب زي كل يوم علشان يجري وراهم وهما مبسوطين ماهو كله لعب دا حتي أحسنلهم يلعبوا مع الحاج عبدالحق لعبة عسكر وحراميه.
وفعلا يجري الحاج عبدالحق زي كل يوم يفتح الباب ويجري في الشارع ورا العيال وفجأه وهو معدي تخرج الست أم حسنات بس من غير المايه،خارجه تشوف أيه الحكايه ديه،وتسأله فيه أيه ياحاج ويقف يقولها "ولاد العقاريت جابولي كالوا في دماغي كل يوم يصحوني من أحلي نومه من بدري مش عارف أنام قلت أرش مايه يمكن يخفوا عن دماغي شويه وصحيت ملقتش المايه وهما برضه قاعدين يلعبوا من الصبحيه" وبصتله الست وقالته "ماهو أنا اللي حطيت تراب عليها كنت خايفه وانت بتجري وراهم تزحلق زي الوقعه اللي وقعتها عند بابنا إمبارح،معلش يا حاج عبد الحق والله النيه خير"ويلف الحاج وهو بيبرطم تاني ويقول "يعني هلاقيها منك ولا من منهم".
وتعدي الأيام والحال هو الحال والحاج عبدالحق مش عارف ينام وفي يوم من الأيام جتله فكره تانيه بس يارب تكون جهنميه مش زي افكاره التانيه.
قال أحسن حاجه أخلي كل الحاره ترمي الزباله تحت الشباك علشان العيال تبعد ومترضاش تلعب جنبها وأنا كل يوم أبقي اكنسها لما أصحي ،معلش اتعب شويه بس أهي فكره تخلي العيال تحل عني شويه.
وفعلا صحي الحاج عبدالحق ولف علي بيوت الحاره بيت بيت وقالهم ابقوا هاتوا زبالتكم وحتوها تحت شباكي علشان عايزها في حاجه ضروريه،هعمل منها سماد للأرض بتاعتي علشان أغذي بيها محصول السنه ديه"
ونام الحاج عبدالحق وصحي الصبح براحته من غير مايسمع صوت العيال ولا فيه ازعاج ولا موال ويقول في نفسه دا الخطه دي عال العال أول يوم أصحي براحتي من غير مااسمع صوت العيال،الله عليك ياعبدالحق يا فنان،تسلم وتسلم افكارك الجامده ديه ،الله ينور عليك وعلي افكارك الجهنميه....جهنميه بجد ياسلام".
ويفتح الحاج عبدالحق الشباك بس فيه حاجه غريبه.
أيه ده راح فين الشارع؟!!!!!!!!!!!!!!!
فين الشارع؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فين الشارع؟!!!!!!!!!!!!!!!!!
وأيه التل ده ،يانهار اسود أيه الزباله دي كلها دا جبل ويطلع الحاج عبدالحق تاني للشارع ويبص ويلاقي جبل من الزباله تحت شباكه وينادي علي الست أم حسنات ويقولها مين ياست اللي حط كل الزباله دي وترد وتقوله "مش انت اللي قلت انا عايز الزباله علشان الأرض،أي خدمه ياحاج الحاره كلها بقت نضيفه ربنا يخليك طول عمرك محترم ،بس والنبي ياحاج شيل الزباله دي بسرعه علشان شكلها وحش أوي وأوعدك بكره هتلاقي تاني إحنا في خدمتك ياحاج"ويبص الحاج ويقول "أنا اللي جبته لنفسي،فكرت إزاي اطفش العيال الحلوين علشان أبقي من الزبالين".
ويشمر الحاج عبدالحق عن أيديه ويقول "استعني علي الشقي بالله"،وفجأه تمر عليه البت بهيه والواد عز فيبتسم ويقولهم ساعدوني ياولاد أشيل الزباله من تحت الشباك وأنا هخليكوا تلعبوا كل يوم تاني من غير إزعاج،ويرد عليه الأولاد ويقولوا "لأ ياعم الحاج مش عايزين نلعب تحت الشباك المقرف ده ،بيت الحاج أبو أمنيه في أخر العطفه ديه تحته نضيف وهنلعب تحتيه ".
ويمشوا بسرعه وهما بيجروا مبسوطين وينادي عليهم الحاج عبدالحق "طب وأعمل أيه في الزباله ديه"فيلف الواد عز أبو خدود مكلبظين ويقول .............
 "ابقي اكنسهم بمأشه ياحاج"

وفقي فكري

الاثنين، 2 مايو 2011

المرأه ذات الوجهين

صفه تلازم بعض النساء ،يمكن أن نسميها بأحد صفات بعض نساء العصر الحالي،مثل الكذب تماماً هي الأخري صفه مميزه لكثير منهن ،إن النساء تهوي أن تلعب دور جيمس بوند فتتقمص الدور وتدور تجمع الأدله وتنصب الأفخاخ لتوقع بالمتهم أقصد المطلوب في شر أعماله وتتعامل مع هذا الموقف بذكاء وأسلوب تعتقد أن فيه مهاره واختلاف.
تتخفي وتضع المكياج لتخفي معالمها وحتي لا يعلمها أحد وتظل تتلاعب بالمتهم حتي تتأكد أنه فعلا المطلوب وينجح في الإمتحان.
والغريب أن المرأه تستطيع أن تتكيف مع الظروف بسرعه شديده وأن تتحول من الدفاع إلي الهجوم في لحظات وتشعرك بالإنكسار ثم بالوحشيه فجأه دون سابق إنذار.
وقد يجد الرجل قليل الحيله أنها لا حول لها ولا قوه ثم يصعق في لمح البصر ليظهر له جبروت الملاك الذي كان نائماً وأسيقظ .
والتاريخ يثبت ذلك،والبراهين كثيره وأكثرها مثالاً كليوباترا التي كانت قمه في الحب والحنان مع أنطونيو وحكمت شعبها بقوة لا مثيل لها، المرأه فعلا غريبه، كليوباترا تكون أمام أنطونيو قطه وديعه ومع شعبها ملكة وأسد له أنياب .
ولماذا نذهب بعيداً هكذا أنظروا في التاريخ علي شجرة الدر تلك المرأه التي تربعت علي عرش مصر في زمن دولة المماليك وأستطاعت بجمالها وحيلتها أن توقع بقطبي الحكم في مصر بعد موت زوجها الذي استطاعت أن تخفي خبر موته علي جنوده في حربهم مع الصلبين في المنصوره وهي الوحيده التي استطاعت أن تقضي علي عزالدين أيبك وأقطاي في ضربات متلاحقه دون رحمة رغم مايظهر علي وجهها من وداعه ورقه،فقد كان لها وجهين وجه وديع يقرب منها الفريسه والوجه الثاني ينقض في إبتسامه ليقتل الجميع من أجل مصلحتها الخاصه.
احذر النساء ولا تغتر بالإبتسامه فليس كل ابتسامه في وجهك صدقه فقد تجد بعدها ما يحزنك.
وقبل أن تبتسم في وجه امرأه تأكد أن وجهها حقيقي دون مكياج أوتخفي ،فلعبة تغيير الوجوه هي لعبة النساء والموت الدافئ دون ألم مهنة بعضهم.
ولكن النساء أكثر مخلوقات الدنيا ضعفاً ومن قوتها وجبروتها يتولد ضعفها وتصبح فريسه في لحظه.
فالمرأه كما هي قوتها شديدة الضعف امام الكلمه الحلوه التي قد تنسيها نفسها وتجعلها أضعف مخلوف عرفته الأرض.وأحذر أن تخدعها لأنها علي قدر ضعفها يكون انتقامها شديد من المخادع،مثل أنثي الأسد تحنو علي أليفها وتخفي عنه أظافرها وهي تداعبه ولكن إن هاجمها تحولت يداها إلي مخالب مميته.