الاثنين، 13 أكتوبر 2014

شنطة الدولارات الزملكاوية والزحمة الشبراويه



ياللهول،يالا سخرية القدر،اللعنة على الحاقدين،كل ذلك هو لسان حالي،حين سمعت عن تأخر مدرب الزمالك الجديد باتشيكو،عن حضور المؤتمر الصحفي،الذي كان مقرراً له منتصف نهار الأحد،للإعلان فيه أمام الصحافة عن التعاقد معه كمدير فني جديد للفريق الأول لكرة القدم بالنادي،والسبب طبعاً هى الزحمة الملعونة ، بالتأكيد الرجل صعق،حين وجد أول يوم له في طريقه إلى النادي مزدحم،لدرجة أنه غير قادر للوصول في موعده المقررإلى مقر النادي بميت عقبه ، ربما لم يكتسب حتى الآن العدوى المصرية،التي تقضي بضرورة تحركك من مكانك إلى مقر مقابلتك قبلها بخمس ساعات على الأقل،لتصل بالكاد في موعدك ، المدرب البرتغالي الجديد لم يكلف نفسه أن يسأل مواطنه مانويل جوزيه عن مصر وزحمتها،ولخبطة الساعة ما بين توقيت شتوي وصيفي ، ولم يعلم أننا نحدد في مصر المواعيد بأوقات الصلاة،فنقول "لاقيني بعد صلاة الظهر بالنادي يا كابتن باتشيكو" أو باليوم الشمسي فنقول "منتظرينك ياكابتنا الجديد في العصرية في ميت عقبة،عندنا مؤتمر صحفي بتاع ساعه كده وننجز ونتكل" ، أنا عن نفسي لا أجد هذا المدرب الجديد مخطئ في شئ،فالخطأ راكب مرافقه المصري في كل الأحوال ومدلل رجليه،لأنه كان عليه أن يخرجه من الفندق في الوقت المناسب،طبقاً لقاموس المواعيد المصري.
عموماً الموضوع رغم أن الصحف خصصت له أخبار متتالية،وكأنه كارثة،لكنه وبحمد الله انتهى ومرت الأزمة الإعلامية الشنيعة المريعة بسلام،ومعلش ياجماعة حصل خير ، ولكن الأهم عندنا الآن،أن باتشيكو وبفضل من الله وقع اليوم على عقد لتدريب الفريق الأول بالزمالك لمدة موسمين،مقابل 45 ألف دولار شهرياً ، تأخير عن مؤتمر صحفي صدعوا به رؤسنا،ليعلنوا لنا أن مدرب ساحر مجبتهوش ولاده،جاء ليقبض من نادي مصري 45 ألف دولار مرتباً شهرياً ، يابن المحظوظة ياباتشيكو ، أكثر من 315 ألف جنيه شهرياً تخرج من خزينة نادي مصري لمدرب برتغالي،من المفترض أنه سيحقق للزمالك معجزة "رجل الكيكي" ، أنا بصراحة لو كنت في مكانك اتحمل أي زحمة من أجل العقد،الذي لو وقعه مصري لمدة شهر واحد،لقدم إستقالته من أجدعها وظيفة في أنضفها شركة وأنتخ في البيت ، كل ذلك لم يضايقني مطلقاً،ولكن برغم عني وجدت تساؤلات أفلاطونية تدور بعلقي،من عينة ، هل هذا المبلغ الشهري خالص من الضرائب ، هل المرتب يشمل الإقامة والإنتقالات يعني "شاكب راكب" ، ولا الإقامة واللذي منه لهم حساب أخر ، ثم توقفت عن التفكير في الموضوع برمته،خوفاً من إصابتي بسكتة دماغية مفاجأه .
حين قرأت تأخر المدير الفني الجديد عن المؤتمر الصحفي،الذي نظم في الحقيقة ليقبض الكاش ماني بالدولار،شعرت وكأن دمعة بدأت تفر من عيني،حزناً على تعذيب هذا الرجل السوبر مان الذي حصل ياحسره على بضع آلاف من الدولارات، قطعت تلك اللحظة الرومانسية رنة تليفون من صديق عزيز لي ، وعلى قدر معزته عندي كرهته،لأنه قطع علي لحظة شعور بالإمتنان للخواجات،الذين يهبطون علينا دائماً من السماء،يعلمونا فن اللعب والإشتغالات ، هذا الصديق بدا عصبياً من نبرة صوته ، وفاجأني بأمر غاية في التفاهة ، قال لي أن الزحمة بلغت منتهاها معه،خلال رحلة اليوم من أطراف القاهرة لمقر عمله بوسط القاهرة،وتسائل،كيف أن ميدان المؤسسة،الذي افتتحه معالي رئيس الوزراء منذ أيام،وصممه استشاري عالمي في مجال الطرق والمرور،لا يستوعب كوبري المشاه به زحمة أول يوم دراسه ، وأسهب في شرح المشكلة ، صراحةً أنا عقلي وفكري كان مع مدرب الزمالك،وصديقي يرغي ويقول بسرسعة فظة تشبه الصريخ أو العويل ، احسبها كيفما تشاء ، أنه انتظر نصف ساعة ليضع قدمه الأولى على أول سلمة لكوبري المشاة بالميدان من شدة الزحمة،واستغرقت مدة عبوره هذا الكوبري ساعة،حتى وصل إلى شباك تذاكر المترو،الذي بدا له وكأنه تجمع للغلابة على تريله توزع اللحمة مجاناً على المواطنين ، سألني وأنا صامت لا أعيره أي اهتمام ، كيف يكون التصميم الذي قال عنه خبير المرور والطرق الدكتور أسامة عقيل،أنه صمم محاور الميدان لتستوعب الإزدحام المروري مستقبلاً لمدة لا تقل عن 15 عاماً،لا يتحمل أول إختبار حقيقي له من طلبة المدارس،خلال رحلة العبور فوق الميدان الرائع للطرف الأخر وصولاً لمحطة المترو ، بالطبع أنا عقلي شارد مع باتشيكو ، هذا الرجل ياحرام،تأخر عن استلام أول 45 ألف دولار له بسبب الزحمة اللعينة ، كيف لك ياصديقي أن تقارن هذا الرجل بتلميذ مدرسة ملابسه اشتراها بالقسط،أو طالب جامعة في جيبه بضع جنيهات والده مقترضها من جاره لحين ميسره،أو موظف يلهث في الشارع مسرعاً،خوفاً من خصم كام جنيه كجزاء بسبب تأخره عن موعد التوقيع اليومي ، ياصديقي لكل مقام مقال ، بدلاً من أن تصرخ في أذني بسبب شوية غلابة،ابحث لنا عن طريقه نقترب منها من المدرب باتشيكو،وأهو كما يقولون ، من جاور السعيد يسعد،حتى لو بنفسين ريحه من الكباب اللي سيادته  بيسلك بيه سنانه في الفندق ، مازال صديقي على الخط يصرخ في أذني ويقول،يا صديقي ألم تكن حاضراً هذا المؤتمر الصحفي الذي دشن فيه العمل في ميدان المؤسسة،واستمعت للشرح والعبقرية في تنفيذ مخطط المرور بالميدان ، كيف إذاً يحدث هذا الإهمال في كوبري المشاه ، في تلك اللحظة شعرت أني لابد أن أقطع شرايني حتى يستريح صديقي ويحل عن سمايا ، قلت له نعم ياصديقي حضرت،ومعك حق في كل ما تقول ولكني سأسألك سؤالاً ، ماذا كان سيكون شعورك لو كنت ساكناً مثلي داخل القاهرة ولم تقابل هذا الموقف ، هل كنت ستصرخ بأعلى صوتك مثلما تفعل الآن ، عند تلك الكلمة أغلق صديقي الخط،وربما انقطع الإتصال رغماً عنه،أو أنه شعر أننا جميعاً لايهمنا إلا مصلحتنا فقط ، نتأثر بما يعرقل طريقنا فقط ولا نعبأ بما يعاني به الأخرون طالما كان بعيداً عن ؟؟؟رؤسنا،فشعر بالخجل وأغلق الخط ، ولكن لماذا تخجل ياصديقي هذه عادة مصرية لا تسوئك بمفردك ، نعم هى عادة مصرية،تماماً مثل تخطيطنا الذي يأتي دائماً ناقص "حته"،لأننا ننظر أسفل أقدامنا ولا ننظر لأبعد من ذلك ، فالنظر عن بعد يصيبنا دائماً بالدوار والدوخة ، في العموم أنا ممتن لصديقي لأنه اغلق الخط،وتركني أعود لمعايشة اللحظات الحالمة مع رجل الزمالك المحظوط،وكيف عانى "ياعين أمه من الزحمه حتى وصل للـ45 ألف دولار" ، لكن مهلاً ألا يمكن أن تكون مكالمة صديقي هذا إشارة من السماء على أن الأمرين لهما علاقة ببعضهما ، لماذا لم أفكر في أن كوبري المشاه الجديد بميدان المؤسسة قد يكون هو نفسه السبب في تأخر مدرب الزمالك الجديد،من الممكن أن يكون باتشيكو قرر أن يتمشى في شبرا قليلاً،فواجه زحمة هذا الكوبري الجديد الملعون،وأن الله بعث لي تلك المكالمة،كعلامة من السماء،لأنتبه للسبب الحقيقي لمأساة الخواجة البرتغالي،إن كان الأمر كذلك،فلابد أن يبحث مرتضى منصور عن عقاب للمواطنين الذين عرقلوا مسيرة فنان الزمالك الجديد،حتى وإن أظهر لكل مواطن سي دي خاص به،أنا لايعنيني "فعصة" المواطنين والمواطنات خلال العبور،ولا يهمني إنحشارهم بداخل علبة سردين المترو،فهذه عادتهم أم سيشتروها،أنا كل ما يهمني الآن كيف سيخرج باتشيكو بشنطة الدولارات،وهو متوجهاً إلى دبي ممضياً فترة نقاهه نفسية،بعد ما تعرض له من أذي نفسي بسبب الزحمة ، لك الله ياباتشيكو وكان الله في عونك،أرجو لك التوفيق وأنت تدرس فريق الزمالك من خلال الفرجه عليه في دبي،عبر السيديهات التي سلمها لك مرتضى لكل لاعب،الغريب أني أهلاوي،ولكني مهتم جداً بنادي الزمالك،أو بمعنى أدق برُزم الدولارات التي دفعها الزمالك وأتمنى له التوفيق ، وعلى الشعب المصري المحشور كل صباح أعلى كوبري مشاة ميدان المؤسسة الجديد،أو داخل محطات المترو،أن يكفوا عن الدلع ويسّلكوا أنفسهم من أجل أن تدور عجلة العمل لابد أن يتحملوا المرحلة الصعبة التي تمر بها مصر،ويبعدوا عن نفوسهم المريضة الحقد والحسد على مايحصل عليه باتشيكو من مقابل مادي،فكما قلت لكل مقام مقال،ومقالك يامواطن إن شعرت بالغضب أن تستمتع بأغنية "مشربتش من نيلها.. طب جربت تغنيلها" غني يامواطن لمصر،واحمد الله أنك شربت من نيلها،فغيرك يتمنى أن يشرب مثلك ولكنه يمتنع خوفاً من المغص .
وفقي فكري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق