الخميس، 2 أكتوبر 2014

خالد عبدالعزيز يروي ظمأ السينما الهادفه

بعد انتشار أفلام السبكي التجارية وسيطرتها على الساحة الفنية كنمط تجاري هدفه الربح المادي البحت دون النظر إلى المضمون أو تبعية التأثير السلبي على المجتمع حتى أصبحنا نرى ماسورة أفلام السبكي وقد انفجرت في وجه الشارع السينمائي وأصابت الأخضر واليابس فقضت عليه ، فأفلام السبكي مثل وهم المخدرات ، ربما تشعرنا بالضحكة العابرة في وسط تلال همومنا فنعتقد أنها الملاذ ولكنها في الحقيقة تدمر صحتنا الأخلاقية وتقضي على مبادئ المجتمع من خلال مشاهد العنف تارة والسفاهة والرعونة والرقص والأغاني الهابطة تارة أخرى ، والشعب يدفع والسبكي يقبض ثمن ضياعنا ، وقد تكون بعض أفلامه تناقش قضية وتتناول موضوعاً يعبر عن مشاكلنا ولكنها قليلة وطريقة معالجتها تهدم أكثر مما تبني .
أخيراً جاءت دعوة المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة لصناعة أفلام مصرية هادفة تناقش قضاياه وهمومه وتسهم في رفع ذوق الشباب والإرتقاء بقيمه ، بالتأكيد تلك الدعوة جاءت في وقتها بعد عدة أزمات أحدثتها سينما الأفلام التجارية والتي كان أخرها فيلم حلاوة روح الذي أوقفه رئيس الوزراء بقرار جرئ وبعد الحالة المستمرة في الإنحدار لحال صناعة السينما المصرية حتى أننا نكاد لا نتذكر فيلماً واحداً صاحب علامة مؤثرة كفيلم الأرض مثلاً للفنان محمود المليجي وصفوة من الفنانين العملاقة ، ابحث معي عن فيلم يعد علامة بارزة في السينما المصرية حالياً ، لن تجد ، لذلك تلك المبادرة التي أطلقها وزير الشباب والرياضة إن اكتملت ولم تكن مجرد شعار أو أفكار من تلك التي تسطر على الورق ولا نرى منها إلا شبح الأمنية وتهيئات الخيال فستكون الأمل في إضافة مادة ثقافية أخرى إلى مكتبة الإبداع المصري .
وأعتقد أن الفترة الحالية تشهد حالة من الإستنفار المجتمعي ضد كل بزاءة وخروج عن نص العُرف المصري وتقاليد ه للحفاظ على كيانه ومقوماته ولعل نجاح الحملة التي قادتها الرموز الدينية المعتدلة من رجال الدين الإسلامي والأزهري خير دليل على ذلك بعدما استطاعت أن تمنع عرض برنامج الراقصة على أحد القنوات الفضائية ، للحفاظ على ماتبقى من تدين هذا الشعب المصري الذي عُرف عنه وسطيته المأخوذه من وسطية الأزهر الشريف .
بقى الآن أن نحقق الحلم وأن نرى في القريب العاجل ثمار هذا المشروع المتميز للعودة بالسينما المصرية إلى عصر الإبداع الذهبي وسيكون إلتفاف السينمائين والمخرجين وما أظهروه من تحمس وتشجعهم للفكرة دليل على العزم والإصرار لإخراج منتج حقيقي يناقش القضايا الحقيقية التي تهم الجمهور وتعيد الثقافة المحلية المبنية على الترابط والإحترام والإلتزام بعد أن لجأت السينما في الفترات السابقة للإقتباس من الثقافات الخارجية والتي لا تتلائم وطبيعتنا وتقضي على هويتنا المصرية فلم تزيدنا إلا عنفاً وتدني وتفاهة لا تسمن ولا تغني من جوع .
وفقي فكري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق