الأحد، 7 سبتمبر 2014

للنخبة..بتبرعكم ستحيا مصر




في القرن العشرين كان صفوة المجتمع ورموزه هم القدوة في العمل وكان يتبعهم عامة الشعب في تقليد أفعالهم ، وسواء كانت القدوة حسنة أو سيئة كانت تؤثر على الشارع المصري العادي بالإيجاب أو السلب ، ولعلنا كلنا نتذكر سر إنتشار السجائر وبروز ظاهرة التدخين وتفشيها بين فئات المجتمع العالمي حين صُنعت الأفلام التي جعلت السجائر سمة ورمز للأرستقراطية والغنى الفاحش حين كنا نرى البطل يبتاهى في مشاهد الفيلم بإمساكه للسيجار فما كان من المجتمع إلا أن يحذو حذوهم وتسير ظاهرة التدخين كالنار في الهشيم ، وبالتأكيد الجميع يتذكر أمثلة كثيرة للقدوة الحسنة للطبقة الأرستقراطية وصفوة المجتمع المصري وأهمها ما يتبادر الآن لذهني من خلال قصة إنشاء جامعة القاهرة ، تلك الجامعة التي أنشئت في البداية بمبادرة خيرية من قبل الأميرة فاطمة بنت الخديوي إسماعيل حين وهبت أرض الجامعة الحالي لها بالإضافة إلى وقف أراضي أخرى بالدقهلية للصرف على المجهود العلمي للجامعة .
من كل ما سبق يتضح لنا أن طبقات المجتمع الثري ومن يطلق عليهم صفوة المجتمع ورموزه كانت فيما سبق دعماً قوياً لمصر في أوقات أزماتها ومن هنا جائتني الفكرة ، فلماذا لا يسير رموزنا الآن على نهج عاداتنا وتقاليدينا ويقودوا المجتمع الشعبي والطبقات الوسطى والفقيرة للإحتذاء بهم في أفعالهم ، نحن لدينا طبقة الفنانين من ممثلين ومطربين والمشتغلين بكافة الفنون المختلفة ولدينا لاعبي كرة القدم والإعلاميين والكتاب الصحفيين وغيرهم الكثير ، لماذا لا يتقدم هؤلاء مسيرة العطاء والتضحية من أجل مصر بشكل علني من خلال مثلاً إنتاج مسلسلات وأفلام للممثلين يسلم منتجها شيكات أجرها بأسماء أصحابها لدعم صندوق تحيا مصر ، وكذلك المطربين المشهورين لماذا لا ينظموا حفلات تجارية داخل مصر وخارجها يكون دخلها بالكامل لصندوق تحيا مصر على غرار ما فعلته كوكب الشرق أم كلثوم والعندليب عبدالحليم حافظ سابقاً أثناء دعم المجهود الحربي لمصر بعد نكسة 1967 م ، ولماذا لا ينظم منتخب مصر والأندية ذات الشعبية الكبيرة أمثال الأهلي والزمالك مباريات خارج مصر يذهب محصلتها لدعم صندوق تحيا مصر أيضاً ، ولماذا لا يتنازل مقدمي البرامج التلفيزيونية والمشهورين في الحقل الإعلامي التليفزيوني والمسموع بأجر حلقات محددة لدعم صندوق تحيا مصر .
ياسادة ليس كل شئ في هذا الزمن يبنغي أن يرمى على كاهل المواطن الفقير ، فليس هذا الرجل الذي لا يملك أكثر من 800 أو 900 جنيه بأغنى من هؤلاء الصفوة الذين ندعوا الله أن يبارك في أموالهم ولكن يجب عليهم أن يتقدموا المسيرة وأن ترى الطبقات السفلى من المجتمع عطائهم ليفعلوا مثلهم وليكون الجميع في صف واحد وخندق واحد من أجل مصر ، فليس الكلام الجميل والشعارات الرنانة التي نسمعها ونراها عبر وسائل الإعلام المختلفة لهؤلاء هى السبيل للنهوض بمصر ، كفاكم يا مجتمع النخبة والأغنياء كلاماً وتعالوا نضع الفكرة التي أقدمها قيد التطبيق لنفرز بصدق من يقول ما لا يفعل ممن يفعل ولا يقول ونكشف خبايا النفاق والصدق على الجميع وأمام أعين الناس في إختبار حقيقي سيفرز المحب الصادق لبلده ووطنه ممن يمتهن الكلام صنعة لتحقيق أغراض تجارية بحتة لا تقدم إلا الخراب لنا وتبلبل الرأي العام أكثر مما تفيده ، فتبرعكم العلني وعطائكم المادي مثلما يفعل الفقير ستحيا مصر  .
وفقي فكري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق