الخميس، 4 سبتمبر 2014

بين 30 يونيو و6 أكتوبر أين 25 يناير




لفت إنتباهي خبر يقول أن الإدارة العامة للموسيقى بوزارة الثقافة فتحت باب التقدم للراغبين في التنافس على تأليف وتلحين وغناء أغاني وطنية بمناسبة الإحتفال بانتصارات أكتوبر وثورة 30 يونيو ونحن نعلم مدى الإحتفاء السنوي بذكرى إنتصارات أكتوبر المجيدة وهذا تعودنا عليه ونحتفل به كل عام ، ولكن يبدو أن الإحتفال بثورة 30 يونيو سيبدأ من هذا العام وبشكل مختلف ، وما لاحظته بشدة أن هذه المسابقة الفنية لم تنظم لإنتصارات أكتوبر ولكن أقحم فيها الإسم عنوة على سبيل "عيب ميصحش" والدليل على ذلك أن المسابقة ستنتهي من إختيار الأعمال الفائزة نهاية شهر أكتوبر ، أي أن الإحتفال بذكرى أكتوبر سيكون مر بسلام إن شاء الله مما يؤكد أن تلك الأغاني ستُعد بمناسبة الإحتفال بـ 30 يونيو فقط وحتماً سيكون لدينا نتاج لتلك المسابقة متمثل في أعمال مؤلفة وملحنة ومغناه قبل موعد الإحتفال بوقت كاف، وهذا لاعيب فيه ،  ولكني أردت فقط أن ألفت إنتباه الساده المتقدمين للمسابقة أن يأخذوا في اعتبارهم تلك الملاحظة وأن يكتبوا لثورة 30 يونيو حتى يستطيعوا أن ينافسوا على المراكز الأولى بالمسابقة .

الملاحظة الثانية أنه كعادة المؤسسات الحكومية في بلدي متأخرة عشرات السنين عن الواقع ، بل منفصلة عنه إنفصالاً كلياً ، فما تلك المسابقة الوطنية التي يكون فيها الجائزة الأولى 9 آلاف جنيه ، ومن سيتعب نفسه ويشكل فريق فني من مؤلف وملحن ومغني ويصرف أضعاف هذا المبلغ ليحصل في النهاية على 9 آلاف جنيه ، وكأني أرى من وضع شروط المسابقة الذي اشترط مواصفات معينة حديثة منها تسجيل الأعمال على CD من عالم مختلف إختلافاً كاملاً عن من وضع المقابل المادي وكأنهم استدعوا الأخير من القبر كخبير مثمن وضع المبلغ الباهظ الذي نستطيع به شراء عماره بروكسي مثلاً أيام الخمسينات ثم رقد بسلام مرة أخرى في قبره.

الملاحظة الثالثة أن هذا الإعلان معناه أننا سنرى تنظيم لنفس المسابقة أو مثلها في نهاية العام الحالي لعمل أغاني وطنية بمناسبة ثورة 25 يناير أسوة بشقيقتها الصغرى ، أم أن هذا ليس على الخريطة ، أم سقط سهواً عدم ذكر ثورة 25 يناير في هذه المسابقة ، أم أن هذا مقصود ولن يتم الإحتفال بها ، وهل ذلك يعتبر تجاهل وطمس للثورة الأم التي أسست عليها 30 يونيو مبادئها ، ومن المسئول وراء هذه التوجه الجديد ، وهل معنى ذلك أن 25 يناير تم الحكم عليها على أنها انتفاضة بلطجية وبالتالي فهى وسمة عار على الشعب المصري وقد صدر الحكم الغير قابل للنقد بإعدام ذكراها ومحوها وكأنها لم تكن .


كل ما سبق أسئلة تحمل علامات استفهام كبيرة نريد الإجابة عليها وأرجو أن يكون ما أتوجسه من خيفة نحو موت معالم ثورة 25 يناير مجرد أوهام تدور في عقلي الباطن فقط وأن الأيام القادمة ستحمل لنا تأكيدات من قبل النخبة السياسية والحاكمة تؤكد على إيمانها بأن 25 يناير 2011 هى الشعلة الغاضبة التي طهرت أرض الوطن من براثن أخطبوط السلطة الغاشمة والقوة المطلقة التي استعبدت شعب مصر فترات طويلة وأرجو من الله أن يخيب ظني فإن بعض الظن إثم ، وإن غداً لناظره لقريب .
وفقي فكري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق