الأربعاء، 13 أغسطس 2014

رسائل مبارك من داخل قفص الإتهام




لعلها المرة الثانية التي نستمع فيها إلى مثل هذه النوعية من خطابات الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ، فعلى مدار 30 عاماً سمعنا فيها الكثير من خطاباته لم نرى تلك النوعية في مخاطبة الشعب إلا في الخطاب الأخير الذي ألقاه مبارك بتاريخ 1 فبراير 2011 وخطاب اليوم أمام قاضيه وأمام الشعب المصري والعربي والعالم بأسره والذي إعتمد فيه على نبرة مخاطبة ضمير الأمة وسرد إنجازاته وماحققه لمصر على مدار فترة حكمه.
ولقد رتب مبارك بشكل منظم وخطوات متتالية رسائل محددة للشعب استعمل فيها جمل وكلمات مازالت عالقة في أذهاننا منذ إستخدامه لها في خطاب 1 فبراير الشهير وألهبت دموع الجماهير وقتئذ وكأن من كتب الخطاب الأخير وكلمة المحاكمة اليوم شخص واحد أو أن مبارك تعمد استعمال تلك النوعية من الخطابات لتؤتي ثمارها مع شعب عاطفي طيب ، وعلى كل الأحوال فقد أرسل مبارك من خلال كلمته رسائل كثيرة منها :
-        الرسالة الأولى تمثلت في سرد إنجازاته الداخلية خلال فترة "عصيبة" على حد المصطلح الذي وصف به بداية فترته وماقام به من قضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره وإنشاء بنيه أساسية قوية وإعادة بناء إقتصاد أنهكته الحروب وإسقاط نصف ديون مصر وتحريره للإقتصاد وفتح المجال للإستثمار حتى وصل النمو إلى أعلى معدلاته وبناء المؤسسة التشريعية والقانونية وحرصه على الرعاية الإجتماعية والعدالة الإجتماعية والمواطنة .
-        الرسالة الثانية كانت تهدف إلى التأكيد على حرصه الحفاظ على الكيان المصري من فرض السيطرة الخارجية وحكمته في مواجهة إسرائيل والحفاظ على السلام معها والإهتمام بفلسطين وغزة ورعايته للقضية الفلسطينية بشكل عام ووحدة صفه وإنشاءه سياسة خارجية قوية تعتمد على الندية في التعامل مع كافة الأطراف والتكافؤ ورفضه وجود أي كيان عسكري أجنبي على أرض بلاده وإعادته للعلاقات المصرية العربية وإعادة مقر الجامعة العربية من تونس إلى القاهرة.
-        الرسالة الثالثة أعرب خلالها عن اعتزازه الإنتماء للقوات المسلحة المصرية وحرصه خلال الكلمة على سرد مراحل تدرجه في العسكرية المصرية حتى وصوله لمنصب الرئيس وهذه الإشارات تكررت خلال كلمته مرات كثيرة لإعطاء إقتناع تام لدى المتلقي بأنه ابن المؤسسة العسكرية وربما أراد أن يستفيد من نجاحها في إنقاذ البلاد من الإنجراف الذي كانت متجهه له وتأييد الشعب لذلك .
-        الرسالة الرابعة تمثلت في الرد على كل من شوه صورته وتعمد الإساءه له ولأسرته وما تعرض له من إفتراءات ظالمه على حد قوله مؤكداً أنه لايبالي بمن يسعى إلى التعتيم على دوره في حرب أكتوبر المجيدة أو محو اسمه من على المشروعات القومية أو المؤسسات التعليمية والثقافية مؤكداً أن التاريخ سيحكم بما له وماعليه .
-        الرسالة الخامسة شملت وصف مبارك للثورة بأنها مظاهرات استغلها المتاجرين بالدين والمتحالفين معهم من الداخل والخارج مما حولها إلى تخريبية ثم تطرق إلى قراراته التي اتخذها في الأيام الأولى لإحتواء تداعيات الأمر منها موافقته على وضع خطوات واضحة تضمن انتقال السلطة طبقاً للدستور والقانون ولكنه في النهاية تنحى لتأكده أن المتاجرين بالدين يسعون إلى إسقاط الدولة ومؤسساتها وهذا جعله يتنحى من أجل الحفاظ على البلاد ولكي لاتنجرف مصر إلى الإنهيار .
-        الرسالة الأخيرة أصر خلالها على أن يؤكد على استمرار اعتزازه بما قدمه لبلده ولبني وطنه مكرراً أنه لم يكن ابداً ليؤمر بقتل المصريين وهو الذي أفنى عمره في خدمة هذا الوطن ومعترفاً أن قراراته ربما جاءت في بعض الأوقات أقل مما تطلع له المصريين .
واختتم مبارك كلمته القصيرة المرتبة بعناية برسالة خاصة جداً للشعب المصري طالبهم فيها بالحفاظ على وحدة الوطن والإلتفاف حول قيادته والإنتباه لما يحيط بهذا الوطن من مكائد ومؤامرات وبقى حكم الشارع المصري على كلمات مبارك ورسائله وبقى الأهم وهى كلمة القضاء التي سينطق بها يوم 27 سبتمبر القادم لينسدل الستار مرحلياً على قضية القرن .
وفقي فكري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق