الخميس، 19 يونيو 2014

فرصة للنجاح في مصر


النجاح في بلدي ليس هناك أسهل منه ، ربما ستسخرون مني وتبادرون باتهامي بأني غير واقعي ، ولكني في الحقيقة لست كذلك ، فأنا أعي ما أقول ، فمن المفترض إن كنت ستجد صعوبة في النجاح في مجتمع ما أن تجد منافسة شرسة وقوية من أشخاص متميزين مما يتطلب منك مجهوداً لتنجح وتتفوق عليهم ، وبالقياس على واقعنا المصري فلن تجد هذا الإفتراض ، فلا هناك أشخاص متميزون ستجهد نفسك لمباراتهم في مضمار سباق المجتمع ولن تحتاج لبذل أي مجهود لتقوم بذلك ، فقط عليك مخالفة العادة والسلوك والتفكير بشئ من المنطقية والرؤية بمنظور مختلف وستجد نفسك مبدع في نظر من حولك ، مثلاً إن كنت موظف فكر في أن تستيقظ مبكراً وتذهب إلى عملك مبكراً وتشغل كل وقتك في أن تنفذ ما يطلب منك بإتقان وتلتزم بكل سلوك سوي غير منحرف وكف عن التزويغ والمراوغة والكسل وادعاء الجهل وعود نفسك أن تتعلم من ذوي الخبرة شيئاً ليس فيك وتدرب على كل جديد وكل ما فيه تكنولوجيا ويخدم عملك وواظب على ذلك لفترة من الزمن وستجد نفسك بعد مدة ليست بالطويلة مميزاً في عملك بدون مجهود فوق العادة ، وإن كنت طبيباً مثلاً فكر في أن تلتزم بالكشف على المرضى بإخلاص أثناء عملك في المستشفى وأن تقدم لهم النصيحة والتشخيص الصائب وأن تتابعهم دون النظر إلى الإستغلال والإتجار في البشر ونفس الشئ في عيادتك الخاصة مع تخفيض الفيزيتا وحضور المؤتمرات الطبية باستمرار وستجد نفسك طبيباً مشهوراً يتهافت عليه الناس لصدقه ومهارته ومساعدته للناس ، وإن كنت مثلاً تعمل ميكانيكياً فكر في أن تتعلم كل جديد ممن هم أهل خبرة وأن تتقن عمل الإصلاح لسيارات الناس وتترك النصب والإحتيال لتستنزف أموال الزبائن وستجد نفسك فنياً مشهوراً وصاحب صيت طيب ، وهكذا الحال في كل المهن ، فكر فقط في أن تتوقف عن السلوك المجتمعي الذي إعتادت الناس على فعله وحاول أن تصلح من نفسك وستجد النجاح أسهل مما تتوقع ، فأنت لست في أمريكا أو أوروبا ، تلك المناطق الجغرافية التي تحتاج إلى مستويات عقلية وفكرية متقدمة ، الحمد لله أننا في مصر ، فمصر حالياً للطامحين في النجاح فرصة لن تعوض ، فقط كن مختلفاً وفكر بعمق وستجد المعوقات التي كنت تتخيلها جبالاً من المستحيل جبالاً من الثلج الذي أذابته أشعة الشمس ، أريدك أن تكون مختلف ليس لتعرف ولكن لتتفوق ، فالأمل في إصلاح المجتمع يبدأ من عندك أنت ، فابدأ بنفسك وتوقف عن لوم الأخرين فالأخرين يلوموك وأنت لا تدري ومصر تغرق في بحر من النقد ونحن لا ندري حتى أصبحنا "أمة لا أدري" .

وفقي فكري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق