الجمعة، 13 يونيو 2014

السيسي وداعش





تحيرت كثيراً في أن أجد مدخل يبدأ منه الرئيس عبدالفتاح السيسي تبني قضية ما تجعل الشعب المصري يلتف حوله ويقضي على الإنقسام الموجود حالياً بين أطيافه المختلفة ، وهل سيكون هذا المدخل سياسي أم اجتماعي أم اقتصادي ، ولكن يبدو أن الرئيس درس جيداً منهج الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في جذب الشعب المصري والعربي نحوه بشكل يوصف بالعشق العميق ،  وأول تحرك نحو الهدف كان أثناء خطاب التنصيب حينما وجه شكره للأشقاء العرب وعبر عن استعداد الجيش المصري للدفاع عن العرب حينما قال " أنا قولتلكم قبل كده كلها فركة كعب ، يادوب مسافة المشوار " أي أننا مستعدون للزود عن الدول العربية وعن أي خطر يهاجمها مهما بعدت ، فالمسافة بيننا وبين أشقائنا فركة كعب بسيطة فقط على قدر المشوار، والآن نجد أنه ظهر على الساحة تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق المسماه بداعش وقد أغرقت فيديوهاتها النت ، وأنباء عن اقترابها لاحتلال العاصمة العراقية بغداد بعد أن أوجدوا لهم قاعدة قوية في سوريا ،  وقد أعلنوا أنهم متجهون إلى مصر قريباً للقضاء على السيسي ، لأن مفتاح القدس هى مصر ولابد من السيطرة عليها لاستلام مفتاح الأقصى ، إضافة لما أعلنوه من تهديد لدول عربية أخرى ، وهذا الأمر بكل تأكيد فرصة سانحة ليبرهن الرئيس السيسي عن وعده للعرب ، فالعراق أصبحت مهددة تهديداً حقيقياً وداعش أعلنت صراحة نيتها مهاجمة مصر ، ولذلك يحق للرئيس أن يتدخل عبر الجيش المصري ، أولاً لينقذ العراق ، وثانياً ليقضي على تنظيم الدولة الإسلامية ويقطع دابرها خارج مصر باعتبار أن مواجهة هذا التنظيم مبكراً يعد تطهيراً وبعداً استراتيجياً هامة لحماية مصر ، ونعود الآن إلى نظرية المشروع أو القضية القومية التي سيلتف حولها المصريين والعرب ، وتتبلور أمامنا بكل وضوح ، القضية التي ستوحد صفوف المصريين وتلحمهم مع جيشهم ووراء رئيسهم وستحوله إلى زعيم حقيقي يحلف به المصريين والعرب جميعاً وهى بداية الحرب على إرهاب تنظيم داعش المستفحل في العالم العربي ، وهناك أسئلة كثيرة تدور في ذهني أولها إلى أين ستأخذنا تلك القضية وكيف ستدار خلال المرحلة القادمة ولماذا ظهرت فجأة قضية داعش والتصريحات الكثيرة حول مصر والسيسي بصفة خاصة ، وهل تصريحات داعش حول مصر حقيقية ، وهل الرئيس سيتجه لإنقاذ العراق ، وهل هذه العملية تعد توريطاً لمصر وجيشها من جانب جهات خارجية ، أم أنها صناعة داخلية خالصة ، عموماً سنرى ما ستسفر عنه المرحلة القادمة من أحداث ، وفي كل الأحوال مهما اختلفنا في وجهات نظرنا سنظل نتمنى الإستقرار والأمان لمصرنا لأنها رمانة الميزان للعالم العربي والإسلامي وقلبه النابض ومحوره الإقليمي الذي تدور حوله كل الأحداث . 
وفقي فكري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق