تحيرت كثيراً في أن أجد مدخل يبدأ منه الرئيس
عبدالفتاح السيسي تبني قضية ما تجعل الشعب المصري يلتف حوله ويقضي على الإنقسام
الموجود حالياً بين أطيافه المختلفة ، وهل سيكون هذا المدخل سياسي أم اجتماعي أم
اقتصادي ، ولكن يبدو أن الرئيس درس جيداً منهج الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في
جذب الشعب المصري والعربي نحوه بشكل يوصف بالعشق العميق ، وأول تحرك نحو الهدف كان أثناء خطاب التنصيب
حينما وجه شكره للأشقاء العرب وعبر عن استعداد الجيش المصري للدفاع عن العرب حينما
قال " أنا قولتلكم قبل كده كلها فركة كعب ، يادوب مسافة المشوار " أي
أننا مستعدون للزود عن الدول العربية وعن أي خطر يهاجمها مهما بعدت ، فالمسافة
بيننا وبين أشقائنا فركة كعب بسيطة فقط على قدر المشوار، والآن نجد أنه ظهر على
الساحة تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق المسماه بداعش وقد أغرقت فيديوهاتها
النت ، وأنباء عن اقترابها لاحتلال العاصمة العراقية بغداد بعد أن أوجدوا لهم قاعدة
قوية في سوريا ، وقد أعلنوا أنهم متجهون
إلى مصر قريباً للقضاء على السيسي ، لأن مفتاح القدس هى مصر ولابد من السيطرة
عليها لاستلام مفتاح الأقصى ، إضافة لما أعلنوه من تهديد لدول عربية أخرى ، وهذا
الأمر بكل تأكيد فرصة سانحة ليبرهن الرئيس السيسي عن وعده للعرب ، فالعراق أصبحت
مهددة تهديداً حقيقياً وداعش أعلنت صراحة نيتها مهاجمة مصر ، ولذلك يحق للرئيس أن
يتدخل عبر الجيش المصري ، أولاً لينقذ العراق ، وثانياً ليقضي على تنظيم الدولة
الإسلامية ويقطع دابرها خارج مصر باعتبار أن مواجهة هذا التنظيم مبكراً يعد
تطهيراً وبعداً استراتيجياً هامة لحماية مصر ، ونعود الآن إلى نظرية المشروع أو
القضية القومية التي سيلتف حولها المصريين والعرب ، وتتبلور أمامنا بكل وضوح ، القضية
التي ستوحد صفوف المصريين وتلحمهم مع جيشهم ووراء رئيسهم وستحوله إلى زعيم حقيقي
يحلف به المصريين والعرب جميعاً وهى بداية الحرب على إرهاب تنظيم داعش المستفحل في
العالم العربي ، وهناك أسئلة كثيرة تدور في ذهني أولها إلى أين ستأخذنا تلك القضية
وكيف ستدار خلال المرحلة القادمة ولماذا ظهرت فجأة قضية داعش والتصريحات الكثيرة حول مصر والسيسي بصفة خاصة ، وهل تصريحات داعش
حول مصر حقيقية ، وهل الرئيس سيتجه لإنقاذ العراق ، وهل هذه العملية تعد توريطاً
لمصر وجيشها من جانب جهات خارجية ، أم أنها صناعة داخلية خالصة ، عموماً سنرى ما
ستسفر عنه المرحلة القادمة من أحداث ، وفي كل الأحوال مهما اختلفنا في وجهات
نظرنا سنظل نتمنى الإستقرار والأمان لمصرنا لأنها رمانة الميزان للعالم العربي
والإسلامي وقلبه النابض ومحوره الإقليمي الذي تدور حوله كل الأحداث .
وفقي فكري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق