![]() |
سنظل نكتب حتى تنكسر أقلامنا أو يسمعنا أحد |
المشهد الحادي عشر : حمام الهنا
لأول مرة يشعر فيها ابن الفلاحين أن المدينة لها طعم تاني ، بقى ليه فيها
شلة ، أي نعم هما غلابة زيه ، بس جميل إنه يخرج من قوقعة الطيبة والهبل ويبدأ يندمج
شوية مع أصحابه ، وطبعاً بعد حرب الزبادي والبيض المعفن اللي شنها طلبة المدينة
بينهم احتفالاً بيوم شم النسيم على طريقتهم الخاصة كان لازم الكل يقوم يستحمى
وياخد دش سخن لذيذ يختموا بيه اليوم الجميل وينضفوا من البلاوي اللي بوظت هدومهم ،
النهاردة البطل هيكون الأخ الزميل برنس مرسى مطروح ، ملك الإشتغالات والتظبيط في
المدينة الجامعية ، الأخ حميد أبو حمدان ، الأخ حميد قرر إن يوم الإحتفال منتهاش ،
وقلب دماغه لقى فيها فكرة جهنمية ، ليه ميعملش الصح مع كل اللي هيستحموا ويحتفل هو
كمان بطريقته الخاصة بعيد شم النسيم ، النهاردة السخانات المركزية في مباني
الجامعة شغالة على أخرها وفي أخر الطرقة هناك حوالي 10 حمامات ، كل واحد من الإخوه
طلع جري يحجز حمام ويلحق قبل الميه السخنة ماتخلص إلا الأخ حميد مكنش مستعجل خالص
، ركن على جنب وساب الكل يدخل ياخد الدش المتين ، وطبعاً صاحبنا ابن الفلاحين من
ضمن العشرة اللي لحقوا دش فاضي ، وبما إن الحمامات مفيهاش شماعة أو كان فيها
واتسرقت كعادة الحمامات العامة في بلدنا ، اضطر كل واحد إنه يحط هدومه على باب
الحمام ويستمتع بدش ساخن ممتع بعد يوم من الشقاوة ، الأخ صاحبنا ابن الفلاحين هاص
في المية والجلالة خادته وبدأ يجرب حلاوة صوته في الغناء والتقسيم والسلطنة ، في
الحمامات التانية الكل بدأ يدندن بأغاني نشاز غاية في الوحاشة والإزعاج والغريب إن
الكل فاهم نفسه ملك الأغنية ومطرب مصر الأول ، وطبعاً إنتوا عارفين الحمام ياما
بيخدع ناس وبيخلي صوتهم الوحش أحلى من الأناناس ، المهم الصوت والضوضاء ملت كل حته
في الحمامات وكل العشرة اللي في الحمامات بيستحموا فاكرين إنهم أنصح ناس لأنهم
حجزوا الدُش الأول ، لكن الأخ حميد كان له رأي تاني ، لأنه قرر إنه يسرق كل هدوم
اللي بيستحموا من على الأبواب ويرجعها لأوض الزملاء كلاً في أوضته وفعلاً بهدوء
وخباثة اتسحب الأخ حميد ولّم كل الهدوم من على الأبواب في غفلة من الجميع وراح
وزعها على الأوض ، واختفى من المكان ، ساب الحمامات وراح عمله كوباية شاي أخر
لذاذه وقعد يمزمز فيها في البلكونة واستنى يتفرج على اللي هيحصل ، وبدأ إخوانا
ضحايا الحمامات يكتشفوا اللعبة ، كل واح يمد أيده يجيب هدومة من على الباب ميلقهاش
، ياخبر راحت فين الهدوم ، في الأول أعتقد ابن الفلاحين إن هدومه اتسرقت ، لكن
بسرعة فهم إنه مقلب لما لقى الكل بيندهوا على بعضهم علشان نفس الموضوع ، هدومنا
اتسرقت يارجالة ، لأ دي اتاخدت ، واحد رخم هزاره تقيل لّم كل هدومنا وخلع بيها
علشان نطلع ملط ، للأسف مسابش أي قطعة هدوم الواحد يستر بيها نفسه لما يخرج من
الحمام ، طب الحل أيه ، بالصدفة صاحبنا ابن الفلاحين كان حاطط فوطته جوه الحمام ،
كان معلقها فوق الدش بالصدفة وعلشان كده متاخدتش ، فكر يلف الفوطة حوالين وسطه
ويطلع يشوف الموضوع ، كل الإخوه اللي في الحمامات بيندهوا ياكابتن ياللي خدت
الهدوم عيب كده ، ده مش هزار دي رخامه لو سمحت هات الهدوم خلينا نطلع ، ولكن الأخ
حميد قاعد في البلكونة سامع الكلام ولا هوه هنا ، عايش حياته مع كوباية الشاي
وعامل نفسه مش سامع ، ابن الفلاحين لف الفوطة على وسطه وخرج من الحمام وطمن الباقين
وقالهم هروح اجيبلكم هدومكم من الأوض ، وطلع جري على أوضته ، بصراحة شكله كان عار
، بقى بيدعي ربنا محدش يقابله في الطرقة من الحمام لأوضته وإلا هتبقى مشكلة ، طلع
جري زي اللي هربان من البوليس ودخل أوضته والحمد لله محدش قابله ، لبس هدومه ورجع
لزمايله يطمنهم ، متخافوش ياجماعة هجيبلكم هدومكم ، ورجع يدور على الهدوم ملقاش في
أي أوضه هدوم لحد ، أصل الأخ حميد صاحب المقلب لما عرف إن ابن الفلاحين هيخرج بالفوطة
طلع جري ولم كل الهدوم وحطها في صفيحة زبالة في أول الطرقة ومش هيخطر على بال حد
منهم إنها محطوطة في الزبالة ، طب ابن الفلاحين يعمل أيه لزمايله ، جاتله الفكره ،
قالهم ياجماعة أنا مش لاقي هدومكم وعلشان كده هدي لكل واحد فيكم الفوطة بتاعتي
يلفها حوالين وسطه زي ما أنا عملت ويخرج يروح أوضته ويتصرف ، وفعلاً بدأت الأفواج
تخرج واحد ورا التاني ، اللي يروح أوضته يبعت فوطة ابن الفلاحين للتاني علشان يخرج
بيها ، وأخيراً خلص الموقف الزبالة ، بس بصراحة الغيط ماسك كل اللي شربوا المقلب
وأولهم ابن الفلاحين لو يعرفوا مين اللي عمل فيهم كده كانوا ادوه علقة سخنة ميخِفِش
منها قبل أسبوع ، بس على مين الأخ حميد أول لما عرف خرج من المبنى خالص ورجع بعد
شوية وكأنه كان بره وميعرفش حاجه ، ولما سألوه عمل نفسه ولا فاهم أي حاجه ، زي ما
بيقولوا صدر ليهم العبيطة لكن جواه كان ميت من الضحك عليهم ، وزاد غضبهم وغيظهم
لما لقوا هدومهم مرميه في صفيحة الزبالة ، يامين ينولنا رقبة اللي عمل المقلب ده
كنا نقرقشها خصوصاً بعد ما تحولت الحمامات فجأة لطشت غسيل كبير ، لأن كل واحد أخد
هدومه من الزبالة على الحمامات في جولة من جولات فومين الغسيل والدعك والذي منه واتحول
يوم المرح بفضل عبقرية الأخ حميد لماتش غسيل ، ادعكوا ادعكوا يامعلمين أهو مقلب
وشربتوه وتعيشوا وتاخدوا غيره ، وعشت يا أخ حميد عملت الصح معاهم وإنت ولا هنا ، الله
ينور ، عقبال المقالب الجاية ، واللي يعيش ياما يشوف .
وفقي فكري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق