الاثنين، 21 أبريل 2014

فلاح تحت القبه (8)



سنظل نكتب حتى تنكسر أقلامنا أو يسمعنا أحد

المشهد الثامن : ماراثون الخمسين جنيه
أهلاً وسهلاً بيكم ، رجعنالكم بعد أسبوع على ما صاحبنا خف من تمزق العضلات اللي جاله بسبب التهور في التمرين بصالة الجمانيزيوم ، عامل أيه دلوقتي يا باشا يارب تكون بقيت أحسن ، حمد الله على السلامه ، قوم روح الكلية تلاقيها وحشاك بقالك كتير مروحتش ولا شوفت زملاء الدفعة ومحبوس ياعين أمك في المدينة بتكلم نفسك ، صاحبنا وبعد طول غياب نزل راح الجامعة وقابل زملاءه وأصدقائه ووقف مع شلته قدام المبنى الرئيسي للكلية وهما واقفين دخل عليهم واحد مش غريب ، لا علينا ولا على ابن الفلاحين ، تعرفوا هو مين ، هو نفس الشخص اللي عمل فيه صاحبنا مقلب الملبوس بجن لما النور قطع ، هو اسمه فريد محمد ، فريد محمد منظره ميديش على أي بني أدم رياضي خالص ، يعني مش زي صاحبنا بتاع الجيم ، تخين وكرشه قدامه مترين ، لما بيمشي تحس إن عنده كساح ، بس الواد فريد ده كلب فلوس ، يعني يعمل أي حاجه مقابل الفلوس ، ابن الفلاحين طقت في دماغه وبعد التسخين من الشله إن يراهن فريد على عمل حاجه ، وبما إن فريد منظره ميديش على أي حاجه فيها نشاط وحيوية فصاحبنا كان مطمن إنه يراهنه على رهان بخمسين جنيه لو قدر يلف تراك ملعب كرة القدم القانوني بتاع استاد جامعة القاهرة 25 لفه متواصله بدون راحه ، وفريد لأنه دايماً بيأكد إنه رياضي قبل الرهان ، ولأن فريد لا يملك أي فلوس معاه خلع الساعة بتاعته الكاسيو وراهن بيها وصاحبنا كان لسه راجع من البلد ومعاه 60 جنيه وبما إنه واثق من إنه هيكسب الرهان فطلع الخمسين جنيه بكل ثقه وبدون تردد وراهن بيها ، بصراحه الموضوع سخن والتحدي بقى ملهلب والجماعة المسخنتيه واللي عايزين يتفرجوا كتير ، تم إختيار لجنة تحكيم من الزملاء وخدوا بعضهم وطلعوا على الإستاد في عز الضهر والشمس مولعة نار ، قعدت اللجنة في المدرجات وواحد من الحكام استلم الرهانات ، الساعة الكاسيو والخمسين جنيه ، وبدأ التحدي ، صاحبنا ابن الفلاحين مبطلش تريقه على فريد أبو كرش ، وأبو كرش مبيتكلمش كتير ، أعطت لجنة التحكيم إشارة البدء وأول لما بدأ فريد يجري تقريباً أغلب اللي حضروا نزلوا يجروا معاه في التراك وأهو كل واحد يشوف نفسه هيكمل لحد اللفه الكام ، ومنهم صاحبنا ابن الفلاحين ، الكل بيجري جنب فريد ، بعد أول لفه كل اللي بيشربوا سجاير ركنوا على جنب ، بعد اللفه التانية الباقيين هما كمان ركنوا على الجنب التاني ، مفضلش إلا فريد وصاحبنا في اللفة التالتة ، بيجروا جنب بعض ، ابن الفلاحين بعد اللفه الرابعة بدأ يحس بالتعب ولكنه كمل اللفه الخامسة بصعوبة طلع بعدها من التراك وطلع للمدرجات يكمل المتابعة كمتفرج أحسن ، فريد لف اللفه العاشرة ولسه متعبش ، أكيد هيوقع من طوله دلوقتي ، عدت نص ساعة وفريد مكمل ، خلاص بدأ التعب يخلي وشه يحمر ويخضر والعرق نازل يشر ، خلاص كلها كام خطوة وهيقع أهوه ، الله ليه موقعش ، ده لسه مكمل ، اللفة الخمستاشر واللي وراها واللي وراها ولسه مكمل ، أيه ده الواد ده مركب حجارة انيرجيزر ولا أيه ، يابني اتهد بقى واقع ، بدأ اللي في المدرجات يهتفوا ، شقع بقع يارب تقع ، وفريد ولا هو هنا ، الظاهر معدش شايف قدامه إلا الخمسين جنيه بتلعلط  قدامه ولازم ياخدها ، عدت ساعة وأكتر وبقينا في اللفة العشرين وصاحبنا بدأ يقلق فعلاً ، الخمسين جنيه بقت في خطر و الواد فريد ده شكل كرشه فوتوشوب والكساح اللي عنده بقى قطر بيفرم التراك ، يخرب بيت أم كرشك يا فريد ، بصراحه بطل ، الواد مكمل وسط ذهول الكل ، حتى اللي كانوا بالصدفه في الملاعب خدوا بالهم وبدأوا يشجعوه ، هتدخل موسوعة جينس يابن المحظوظه ، طبعاً ابن الفلاحين دلوقتي افتكر شكله وهو مشلول في صالة الجمانيزيوم من اللعب الغلط وكان فاكر نفسه ياما هنا ياما هناك ، أهو فريد أبوكرش عريض هيخسرك الخمسين جنيه اللي حلتك ، مالها الدنيا ملخبطة معاك كده يا كابتن ، ليه الدنيا مش ناويه تظبطها معاك وتيجي على هواك ، بقالك حوالي سنتين ولسه بتاخد من القاهرة الأفا وراه الأفا يا أفا ، خلاص فريد في أخر لفه ومع الأمتار الأخيرة ليه صاحبنا ودع الخمسين جنيه للأبد وفعلاً خسر الرهان ، عملها فريد ، عمل المعجزة ، الواحد مكنش يعرف إن الفلوس بتجيب الإرادة دي كلها ، أمال أيه يابني إنت فاكر القاهرة دي كلها أيه ، كل اللي بيحرك الناس اللي فيها الفلوس ، الفلوس وبس ، ولو معاك جنيه تساوي جنيه ، معكش ميلزمكش ، نزلوا الناس شالوا فريد على الأكتاف وكان باين عليه الإرهاق والعب الشديد وبصراحة 25 لفه في التراك مش هينه ، بس برافوا عليه ، على الأقل عزيمته وصلته للفوز بالخمسين جنيه ، لكن رجليه معدش قادر يمشى عليها فشالوه اصحابه وودوه لأوضته ، تمام زي اللي حصل مع صاحبنا في المشهد السابق بس الفرق إنه كسب تحدي وبقى بطل لماراثون الخمسين جنيه ، وانت بقى يامعلم شوف بقى هتقضي أيامك السودا اللي جايه منين ، قضيها بقى سلف وربنا يكرمك وتلاقي حد يحن عليك بكام جنيه لحد الشهر الجاي ، أصل إنت فقري أخر حاجه والفقر هو توبك ونصيبك ، شد حيلك وفكر هتكمل الشهر دلوقتي ازاي بصراحه مشكلة ربنا يعينك .

وفقي فكري 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق