الاثنين، 21 أبريل 2014

حلان لوقف اضرابات عمال شركة المقاولون العرب



متى سنصبح جميعاً على قلب رجل واحد


إلى متى سنظل هكذا ، يثور العاملون كل يوم في مشروع جديد من مشروعات شركة المقاولون العرب ويُتركوا لا يسأل فيهم أحد لبضع الأيام ثم يذهب إليهم رئيس مجلس الإدارة ومعه بعض أعضاء مجلس الإدارة ويطيبون خاطرهم ثم يعودون للعمل ، وطبعاً في كل مره يكون السبب هو تجاهل القيادات بمواقع العمل لمطالب هؤلاء العمال وتعسفهم في المعاملة ، وبكل تأكيد هؤلاء القيادات مازالوا يعتقدون أنهم يعيشون فيما قبل 25 يناير ، فيتركون العمال يضربون رؤسهم في الحائط ويبادرون بردود فعل استفزازية وأكثر قمعية مما يزيد لهيب الموقف ولا يتوقف إلا بعد حضور رئيس مجلس الإدارة والأعضاء للعمال والتحاور معهم ، وعُمالنا طيبون بكلمة حانية ورفع للظلم الواقع عليهم يستجيبون على الفور وينهون إضرابهم ويعودون للعمل كما كانوا .
إذاً إلى متى ستظل تلك الكَره تتكرر كل يوم بدون أن نستخرج منها نتائج تُساعدنا في تلافي هذه المشكلات في المرة المقبلة ، هل سنظل هكذا في كل مرة ننتظر حتى يضرب العمال - وما أكثر إضرابهم عن العمل – ثم نتركهم قليلاً ونذهب لنحاورهم ونسترضيهم بعد أن تكون الشركة قد خسرت الملايين ، من يتحمل كل تلك الخسائر ، بالتأكيد العامل ، من الخاسر الوحيد من وراء ذلك ، إنه العامل ، ومن المُلام ، إنها بالطبع قيادة الشركة لأنها رغم تكرار الإضرابات لم تضع آلية تحل بها هذه القضية التي من الواضح أنها تستفحل يوماً بعد يوم ، ولن يتوقف معها العمال عن الإحتجاج طالما كانوا مظلومين بإقرار مجلس إدارة الشركة نفسها وإلا ما كانت استجابت قبل ذلك لمطالب العمال ونقلت قيادات وأبعدت أخرى عن هذه الأماكن وأمرت بصرف بدل وجبة وغيرها من الأمور التي أقرتها في إضرابات سابقة ، إذاً الموضوع واضح وضوح الشمس ولكننا نتكاسل أن نبحث له عن حل ، بل ونُصِر على الحلول التقليدية مع العمال ونترك المدراء يمارسون عليهم أساليب الإستفزاز التي تحركهم وتجعلهم يثورون أمام هذا الضغط المتواصل .
ولعل من يقرأ كلماتي هذه الآن يقول لي ضع حلاً لذلك ، والحلول كثيرة ولكن ينقصها الإرادة والرغبة الحقيقية من إدارة شركة المقاولون العرب لتخرج من حيز الورق إلى حيز التنفيذ ، فهى لا تحتاج إلى إنفاق مالي ولا تكاليف باهظة على قدر إحتياجها لفكر تتعاطى معه وتقتنع به وتسعى لتنفيذه ، ومن تلك الحلول أن تُفَعل اللجنة النقابية داخل الشركة والتي لا وجود لها أصلاً ولا تهتم بالعامل ولا تقدم له أدنى سبل الدعم ، فالدعم ليس ببضع جنيهات تُعطى في حالة الزواج أو المرض أو الوفاه أو الرحلات والتي لا يعلمها ولا يحصل عليها إلا القليل ، ولكن الدعم الحقيقي هو أن نرى نقابة قوية تقف في ظهرهم وتساعد إدارة الشركة في القضاء على مشاكلهم وهى في مهدها قبل أن تتفاقم وتتحول إلى أزمات تنتهي بتعطيل العمل وتكلف الشركة خسائر بالملايين ، والسبب بالتأكيد هو تغول قيادات الشركة على اللجنة النقابية وتشكيلها من مديرين عموم ورؤساء قطاعات ومديري ادارات لا يعبئون بالعامل ولا مشاكله وخلت من التمثيل الحقيقي للعمال والشباب .
وثاني تلك الحلول هو البحث عن حلول غير تقليدية لمواجهة تلك المشكلة ، فمنذ فترة تقارب الشهر أو أكثر تقدمت إلى رئيس مجلس الإدارة باقتراح لتشكيل وحدة من الشباب تحت اسم "وحدة الإستشعار والتواصل المجتمعي والدعم" مهمتها استشعار المشاكل والسعى لحلها قبل تفاقمها من خلال التواصل مع العمال في مواقع عملهم والتعرف على مشاكلهم وإيجاد الحلول لها واقتراح الدعم المناسب من مجلس إدارة الشركة للقضاء على تلك المشكلات وكتبت مقالة تحت نفس العنوان ورغم ذلك لم يتواصل معي أحد للتناقش في هذا الإقتراح واقرار رجاحته أو رفضه وبيان عيوبه وصعوبة تنفيذه وكأن ما تقدمت به من اقتراح نكته بايخه لا تستحق حتى النظر إليها وربما كان المصير إلى سلة القمامة ، لماذا لا تعترف قيادة الشركة بفكر الشباب ولماذ لا يناقشونا في أرائنا ويعتبروننا أصحاب عقول مضمحلة ويتعاملون معنا عكس ما يتعامل العالم كله مع شبابه ، لست أنا وحدي من يرجو أن تستمع قيادة الشركة لمقترحاته ولكن هناك الكثير من الشباب والمفكرين والمحبين لشركتهم يحلمون بخدمة مصدر رزقهم ، فكم من مخترع بارع داخل مواقعنا يعاني من الإهمال وكم من صاحب فكر مستنير تنطفئ شمعة عقولهم وراء الإحباط والسلبية والإستهزاء بعقولهم ، على مجلس إدارة شركتنا أن يبحثوا عن حلول لمشكلة الإضرابات المتكررة التي تحدث داخل مواقع العمل وتكلفنا الكثير إن كانوا غير مقتنعين بأفكارنا واقتراحاتنا ، ففي النهاية ما نريده جميعاً واحد والهدف واحد وهو مصلحة وطننا وشركتنا العظيمة .
وفقي فكري 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق