الثلاثاء، 15 أبريل 2014

شخبطة مواطن



سنظل نكتب حتى تنكسر أقلامنا أو يسمعنا أحد


بصفتي مواطن أملك أدواتي لذلك أمسكت بأدواتي من ورقة وقلم ثم بدأت أشخبط بقلمي على ورقة بيضاء ببعض الأفكار والذكريات ، تذكرت الثورة فكتبت في وسط الورقة ثوره  25 يناير2011، ثم تذكرت مبارك وخطابه المؤثر يوم 1 فبراير 2011 وكيف أن نصف الشعب المصري تأثر وربما بكى على هذا الرجل فكتبت مبارك ثم تذكرت ثاني يوم 2 فبراير 2011 يوم موقعة الجمل فلم أجد فائدة من خطاب عاطفي رومانسي لرئيس قتل المصريين في اليوم الثاني فشطبت على كلمة ثورة 25 يناير ومبارك وقلت في نفسي هذا بذاك والحصيلة دم الشهداء
ذهبت إلى أقصى اليمين في الورقة وعاودت الشخبطة وتذكرت استفتاء 19 مارس 2012  وفرحة المصريين بالحرية والزحف على اللجان للتصويت وما دعا له السلفيين والإخوان للتصويت بنعم على التعديلات الدستورية فكتبت كلمة استفتاء مارس ، ثم تذكرت المجلس العسكري وتحمله للمسئولية في بداية المرحلة الإنتقالية فكتبت في ورقتي المجلس العسكري ومعه تذكرت الإعلانات الدستورية المخيبة للأمال وتأخر خارطة الطريق عن الوعود التي خرجوا علينا بها واعتراف الجميع بالخطأ الذي وقعوا فيه بسبب الإستعجال والرغبة في التمكين لإجراء إنتخابات مجلس الشعب أولاً وما ترتب عليه من فشل فشطبت على الإستفتاء والمجلس العسكري وقلت هذا بذاك والنتيجة ندم وحسره .
عاودت الأمل فذهبت إلى أقصى يسار ورقتي من أعلى وتذكرت الإخوان في وقت انتخابات مجلس الشعب ووعدهم بعدم الترشح لإنتخابات الرئاسة بشرط أن يدعمهم الناس في إنتخابات الشعب فكتبت بقلمي كلمة الإخوان ثم تذكرت الإنتخابات الرئاسية فسطرت على ورقتي بجوارها كلمة انتخابات الرئاسة ثم تذكرت حنث الإخوان بعهدهم ووعدهم للمصريين ودفعهم لمرشح رئاسي بحجة أنه لا يوجد مرشح جيد يدعمونه ولابد من وجود مرشح فاحبطت من ذلك وشطبت على كلمتي الإخوان وانتخابات الرئاسة وقلت في نفسي هذا بذاك وحصدنا الكذب و فقدان الثقة.
إلى أقصى اليمين بأسفل ورقتي كان هذا ركني الثالث الذي بدأت أكتب فيه كلمة مرسي حين تذكرته وهو يقول سأترك منصبي إن تظاهر ضدي بضع مواطنين ثم كتبت بجوارها كلمة قصر الإتحادية حين تم قتل الكثير من الثوار حينما خرجوا ضد مرسي فشطبت على كلمتي مرسي والإتحادية وقلت هذا بذاك والحصيلة للمرة الثانية دم الشهداء .
في أقصي الركن الأيسر بأسفل ورقتي كتبت في أخر جزء أخر شخبطاتي حين تذكرت 30 يونيو 2013 فكتبتها وتذكرت يوم 3 يوليو حين تم عزل مرسي وخرج علينا السيسي يرسم خارطة طريق جديدة للثورة ووعد بأنه لن يترشح لمنصب الرئاسة لأنه لايطمع فيها فكتبت السيسي ولكني حين تذكرت أنه حنث بوعده مع الشعب وترشح للرئاسة بحجه طلب الجحافل الشعبية منه ذلك وأنه لا يستطيع أن يدير ظهره لهم فشطبت على كلمتي 30 يونيو والسيسي وقلت هذا بذاك وحصدنا للمرة الثانية الكذب و فقدان الثقة .
حاولت مرة ثانية أن اشخبط في ورقتي بأشياء أخرى فلم أجد مكاناً لموضع قلم ، تحير قلمي وطالعت ورقتي وتأملتها فلم أجد فيها شيئاً جديداً يمكن أن يضاف فالدائرة تدور في كل الأركان وتتكرر حول نفس الكلام ولو ظللت أكتب فسأكرر في كل موقف نفس الذكريات ، يأست من أدواتي ومللت من قلمي وأحبطت من الشخابيط التي أتلفت بها ورقة بيضاء بتفاهات من جرة قلم مجنون أراد فقط أن يكتب فلم يجد خارج حدود الورقة مجال ولم يبدع أي جديد رغم أنه اعتقد أن بإمكانه التغيير ، فأمسكت بالورقة وطويتها ثم مزقتها في هدوء وأودعتها سلة المهملات وأتبعتها بقلمي فلقد أصبح خاوياً من المداد ولم يعد لي بهم حاجه ورجعت إلى غرفتي القديمة وألقيت بجسدي المتعب على سريري وعدت إلى نومي العميق لأنسى أفكاري المجنونه .

وفقي فكري 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق