![]() |
سنظل نكتب حتى تنكسر أقلامنا أو يسمعنا أحد |
منذ فترة ليست بالقليلة تم تغيير اسم الدولة
المصرية إلى اسم الدولة الإخوسيساوية والعجيب أن هذا التغيير لم ينشر في الجريدة
الرسمية مما قد يجعله غير دستوري ويعرضه للطعن أمام المحاكم المختصة ، فقد استيقظ
الشعب في صباح أحد الأيام على رائحة غريبة في الجو المصري اعتقدها العامة في
البداية معطر جو لتنقية المجال الجو المصري من الشوائب والعوالق ، حيث امتاز هذا
الرزاز برائحة ذكية جاذبة لحاسة الشم ، واتضح بعد ذلك أن هذه الرائحة هى رياح
تغيير اسم الدولة إلى اسمها الجديد وأن هذه هى أحدث الصيحات العالمية والتي يُستخدم
فيها تقنيات العلم الحديث في نشر القرارات والقوانين الجديدة ، وفي الحقيقة فإن
الشعب هو المخطئ لأنه ولأول مره لم يكن على دراية بالأسلوب الجديد في إعلام الشعوب
بأهم القرارات وخصوصاً بعد أن اتضح أنه تم عمل تعديل دستوري تم معه اقرار هذا
الأوبشن الجديد ، والدولة الإخوسيساوية هى دولة تستقي مسماها الجديد من التنوع
العرقي المستحدث للشعب المصري القديم ، والذي تمثلت ضفتيه حالياً في كتلة الإخوان
ومن ناصرهم ومن ناسبهم ومن تعاطف معهم ، وكتلة السيسي ومن تشيع له ووقف بظهره ، وبما
أن من هو غير ذلك قلة وليسوا على الخريطة فبالتالي هم طوائف غير معترف بهم لأن
أنسابهم خليط وغير معروفة الهوية وخصوصاً طائفة المصري ، فالمصري اتضح أنه عنصر
غير أصلي لهذا الوطن ولا يحق أن تسمى الدولة باسمه ولذلك لزم التغيير .
الدولة الإخوسيساوية دولة لا يسمح فيها
للأقلية بالحديث في السياسة إلا بعد أن يُعلن توبته ويبدأ في إعلان انتماءه لأحد
الكتلتين الرئيسيتين ليتم التعامل معه على هذا الأساس ، ومن يتمسك منهم بانتماءه
لغيرهما يطلق عليه اسم عام كصفة تطلق على كل من خالف الطائفتين في آن واحد ، يسمونهم
طائفة "مسك العصا من النص" وهى طائفة تتهم بالنفاق الشديد والمصلحة
الخاصة وتتصف بالخوف والتردد وعدم تحديد المواقف ، وهذه الطائفه في الحقيقة أيسر
حالاً وأهون وطأة من المنتمين لإحدى الكتلتين الأساسيتين ، فمن يُنسب إلى كتلة
الإخوان يطلق عليه السيساوية لقب إرهابي متطرف ، ومن ينتمي لكتلة السيساوية يطلق
عليه الإخوان لقب انقلابي خائن ، وهذا ما يؤدي في الغالب ودائماً لنزاعات طائفية
بين الكتلتين ينتج عنها سفك دماء .
نعود مرة ثانية للرائحة الذكية التي اشتمها
الشعب الإخوسيساوي يوم تم تغيير اسم الدولة ويبدو أن الشعب أعجبته تلك الرائحة
فأراد التغيير ، وربما تكون المطالب الشعبية بالتغيير ليست لأسباب حقيقية وإنما
لأسباب تلكيكيه ليشتم الرائحة الحلوة مرة أخرى فبالتأكيد ومع التشريع الجديد سيتم
رش المجال الجوي بتلك الرائحة اللذيذه التي تبعث على التفاؤل والراحة النفسية ،
ولذلك يتم الآن تشكيل لجان شعبية للمطالبة بتغيير اسم الدولة مرة أخرى لأسم جديد
لم يُستقر عليه حتى الآن ولكن اللجنة التنسيقية العليا لتلك اللجان أعلنت عن بارقة
أمل في التنازل عن مطالبهم مقابل بخ رشة جريئة جديدة للشعب من المعطر الفريش
لإنعاش الجو وتلطيف الأجواء ، ولكن الأدهى وما يدعو للقلق هو ما استيقظنا عليه من وجود
جماعة تُسمي نفسها جماعة الإخوفلولية ويطلق عليها أحياناً اسم عقيم وهو ثورجيه وتلك
الجماعة اتهمت القيادات بتزييف اسم الدولة ، حيث أن الإسم الأول الذي كان متفقاً
عليه أن يكون اسم الدولة الجديد عليه هو الإخوفلولية ولكن في ظل ظروف غامضه تم
إختفاء كتلة الفلول والتي كانت تمثل 90% من الشعب وكان معها كارنيهات تُثبت ذلك ، ولم
يُعثر عليها حتى الآن وربما وراء اختفائها شبهة جنائية ، واتهمت تلك الجماعة أشخاص
لم تُسمهم بالتسبب في ذلك وتسائلوا عن سر بزوغ الكتلة السيساوية فجأة على سطح
المجتمع في ليلة وضحاها ، والعجيب والغريب أن تلك الجماعة أسسها في البداية مجموعة
من الشباب الذين كانوا يُطاردون الفلول ولكنهم اختفوا من أمام أعنيهم فجأه على
غرار أفلام تومي وجيري ولأن هؤلاء لم يعُد هناك من يطاردونهم فقد أجمعوا أمرهم على
مهاجمة جماعة السيساوية واتهامهم بتبخير الفلول ونشرهم في الهواء الطلق لتلويث
الشعب بالجينات الفلولية ، ولكن للإنصاف فإننا لن نُجزم بتلك العملية الخطيرة إلا
بعد أن يُثبتها العلم الحديث ويُؤكد لنا طريقة التبخير هذه والتي لم يتعود عليها
الشعب من قبل أو أن يخرج علينا مسئول كبير يؤكد أو ينفي الخبر ، وإلى أن يحدث ذلك
فإن الصراع قائم بين الكُتل المتنازعة مع اضطهاد الطوائف التي تمثل الأقلية ونرجوا
ألا يُحدث ذلك حرباً شعواء على غرار حرب النجوم وربنا يستر على عباده ، اللهم أمين
.
وفقي فكري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق