الجمعة، 11 أبريل 2014

فلاح تحت القبه (7)

سنظل نكتب حتى تنكسر أقلامنا أو يسمعنا أحد



المشهد السابع : بطل العالم في التسخين
هى بقت كده ، محراب العلم وقبلة التعليم ومنارة الثقافة اتحولت لكازينو الحب والغرام وأنا اللي كنت جاي وفاكرها ياما هنا ياما هناك وبسبب القبة وانبهاري بيها اتسرقت واتمرمطت ، عجبت لك يازمن ، واضح جداً من كلام صاحبنا إن مفاهيمه اتغيرت ونظرته للقاهرة ولشموخ الجامعة بدأ يتحول وشويه شوية الموضوع هيختلف والدنيا هتبقى فُله مع ابن الفلاحين ، وبما إن المعلم بتاعنا اكتشف إن الجامعة مش دح ومذاكره وبس قرر إنه يهتم شويه بالجانب الرياضي ولأول مره يقرر إنه يشترك في صالة ألعاب القوى اللي في ملاعب الجامعة والموضوع بسيط بجنيه بس في اليوم يقدر يروح ويتدرب على أحدث الأجهزة الرياضية ومع مدربين محترفين بسعر رمزي للطلبة ، خلاص صاحبنا جهز عدة اللعب ، جاب بنطلون جينز قديم وقصه وحوله شورت وشاف عنده تي شيرت قديم ، والحمد لله إن الكوتشي اللي كان جاي بيه في أول يوم للجامعة لسه محتفظ بيه ، حط كل دول في شنطة بلاستيك سودا وخد بعضه وطلع على صالة الجمانيزيوم وزي ما توقع دخل الصالة لقى مستوي تجهيز أيه أخر صيحة وأحدث الأجهزة وكمان مدربين ميه ميه ، فتح الشنطة ولبس الطقم الرياضي بتاعة وبقى جاهز للتمرين ، إنضم لمجموعة كبيرة من الزملاء والأصدقاء وبدأوا في البداية يلعبوا سويدي ، والسويدي ده نوع من  الإحماء يعني التسخين بالبلدي لتليين العضلات قبل الدخول على الأجهزة ، بدأ السويدي والمفاجأت توالت ، ده مش سويدي ده انتحار ، إشي ضغط على تمارين بطن على زحف على جري لقدام وورا وخلافه ، بصراحه ابن الفلاحين بدأت الدنيا تسود في عنيه ، وبدأ يشوف نقط سوده بتجري قدام عنييه زي المصرصر تمام ، بس عزيمته وإصراره خلوه يكمل ، وبعد ما اتشاهد مع إنتهاء التسخين بص حواليه ملقاش إلا كام واحد من الزملاء هما اللي كملوا معاه والباقي فلسع من التعب ووقعوا في الأرض نفسهم مقطوع ، الفخر كان مسيطر على صاحبنا وكأنه حصد المركز الأول في الأوليمبياد ، أنا بطل ، أنا فلاح عضمي ناشف ولا سويدي يهزني ولا أمريكي يلمني ، شهيق زفير ، شهيق زفير ، كانت فين الرياضة دي من زمان ، الظاهر الرياضة دي هتبقى هى مستقبلي الحقيقي خلال الفترة المقبلة ، اتفتح الباب ودخل صاحبنا الصالة ، واوووووو ، أيه كمية الأجهزة الرياضية الكتير أوي والحديثه أوي أوي دي ، أنا دلوقتي كلي حماس للتدريب وعمري ما هسيب الصالة دي أبداً ، ربنا يخليكي لينا يا جامعة القاهرة ، وصل مدرب الأحمال لصاحبنا وسأله ، إنت أول مره تلعب ، فرد عليه صاحبنا أيوه أول مره ، طب تعالى ، نام على ضهرك تحت الجهاز ده وارفع رجليك على المقبض ده وارفع ونزل في البار برجليك وأنا هحطلك في الأول حاجه خفيفه علشان أول مره ليك ، جاب المدرب ثقل 10 رطل وقاله إلعب لحد ما أرجعلك ، بدأ صاحبنا بقمة الحماس وهو في دماغه شغاله أغنية فيلم النمر الإسود بتاع أحمد زكي "إتقدم ... إتقدم " رفع الثقل ونزله لقاه خفيف ، يرفع وينزل يلاقيه خفيف ، أيه لعب العيال ده بقى ، هو أنا جاي ألعب زي الأطفال ، هو ده ثقل ألعب بيه ، أنا عايز أكون بطل ، قام صاحبنا وهو في قمة التحمس وجاب أثقال تانية بوزن 90 رطل وركبهم على الجهاز ، ونام على ضهره وكمل التمرين ، يرفع وينزل وهو مبسوط إنه شجاع وقوي ، شكلك كده هتبقى مشروع بطل بجد ، استمر ربنا يوفقك إن شاء الله ، صاحبنا رفع الثقل ده كتير ويرفع وينزل فيه بسرعة كبيرة ، يالك من فتى قوي ومتميز ، الحمد لله كفاية كده على الجهاز ده نقوم بقى نشوفلنا جهاز تاني نجربه ، هيلا هوب ، ويجي صاحبنا يقوم ميقومش ، فيه أيه قوم يابني ، طب حاول تاني ، هيلا هوب ، برضه مفيش أومان خالص ، حصله ايه ده ، ومالها رجله ، ليه مش حاسس بيها خالص ، أنا اتشليت ياناس ، يخبط على رجله ولا هى هنا ، صاحبنا خاف وحس إنه اتحسد من حد متابعه من بعيد وعلشان كده جاله شلل ، نده على المدرب ، يا كابتن ، يا كابتن ، أيه مالك ، مش قادر أقوم ، لمح المدرب بطرف عنييه الأثقال اللي حطها البرنس بتاعنا ، ياخبر أيه ده يابني ، أيه اللي خلاك تعمل كده ، أنا لقيت البار خفيف قولت اتقله شوية علشان العضلة تستفيد ، تستفيد ، طب اشرب بقى قليل إن ما جالك تمزق في العضله ، يعني أيه تمزق في العضلة يا كابتن ، يعني اللي إنت حاسس بيه دلوقتي ، ربنا يستر بقى عليك ، الكابتن نده على أصحابه وقالهم خدوا صاحبكم الأهبل ده من هنا ، شيلوه وودوه أوضته وتستريح أسبوع في المدينة متتحركش علشان العضلة تشتغل تاني ، عملت أيه في نفسك يامنيل ، إنت افتكرت نفسك بجد أحمد زكي في فيلم النمر الإسود ، والله يا أخي أنا معدتش عارفلك حل ، ولا نافع في أي حاجه ، وعامل نفسك بطل رياضي من أول يوم تلعب فيه رياضة ، أهو إنت كده هتخلينا نبطل كتابة أسبوع على ما نستناك تخف من اللي هببته في نفسك وربنا يسترها بقى على عضلاتك وتعرف تمشي تاني ، يلا يابني إنت وهو شيلوا الفلاحين من هنا ونصيحة ليك يا معلم متجيش هنا تاني .
وفقي فكري 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق