![]() |
سنظل نكتب حتى تنكسر أقلامنا أو يسمعنا أحد |
المشهد السادس : رحلة سعيدة
معلش ياجماعة أخونا ابن الفلاحين راجع
الجامعة في السنه التانية وهو زعلان شوية ، بعد ما خلص سنه أولى وقضى الأجازة في
البلد وراجع لكليته تحس جواه كده بحزن دفين ، إحساس بالإنكسار ، رغم إنه كان جي في
أول يومين مبسوط وسعيد لكن أول لما شرب مقلب التكريم بتاع المتفوقين وهو بقى عنده
إحباط كبير ، معدش كده مقبل على الحياه زي الأول ولا مقبل على المحاضرات زي زمان ،
بقى عنده زي ما تقولوا كده شوية لامبالاه ، ماهو مش معقول يقتل نفسه مذاكره وفي
الأخر يتكرم وياخد عشره جنيه ، طب نعمل ايه معاه علشان يفك شوية ويرجع لطبيعته ،
بص ياكابتن إنت تلزمك رحلة نيلية تغير فيها جو وتشم فيها الهوا وأهي فرصة تخرج من
مودك الوحش ده ، هو ده فعلاً اللي حصل معاه ، رغم إنه كان راجع من البلد شكله
ميسرش لا عدو ولا حبيب وهدومه زي ما انتوا عارفين عار ع الأخر لكنه عزم الأمر على
طلوع رحلة إلى القناطر الخيرية وكمان كويس إنها مش مكلفة وبدل ما كان بيفكر يعمل
أيه بالعشرة جنيه اللي خدها من التكريم اهو يحط عليها كمان خمسه جنيه ويدفعهم
اشتراك لرحلة القناطر ، وفكك يا عم من جو العلم والعلماء ده اللي مش بيأكل عيش ،
هو يعني الواحد هيعيش كام مره في حياته ، يعني معقولة تكون في القاهرة ومتطلعش
رحلة للقناطر الخيرية ، صديقنا الفلاح العزيز وضب أموره ، و لم شلته واتفقوا
يطلعوا مع بعض الرحلة وعملوا اللازم ، خرجوا اشتروا أكل وشرب ، شوية فينو على شوية
جبنه ولانشون وكام خياره على كام حاجه ساقعة واشتروا كوره ع الأد وبقوا جاهزين
للمتعة والإنبساط ، صباح يوم الرحلة تحركت شلة المدينجية متوجهين لكورنيش النيل
علشان يركبوا المركب اللي هتوديهم للقناطر ، كويس إن الشنط مش كتير يعني هيحطوا
فيها أيه يا حسره وكمان ده كل يوم وراجعين أخر النهار ، بفضل الله وحمده وصلوا للمركب
وطلعوا عليها وبسم الله ماشاء الله عليها خلق أيه بالآلاف يا أخي ، أيه الخلق دول
كلهم ده ولا مولد وصاحبه غايب ، مركب بدورين وكبيرة وشرحه وبرحه بس مليانه شباب ،
شباب وبنات من جامعة القاهرة وجامعة عين شمس وحلوان على كل لون يا بطيستا ، إنت
فاكر يوم ما عيطت من كام واحد اشتغلوك في المدينة ، طب قولي هتتعامل إزاي مع الخلق
دول كلهم ، صاحبنا مش مهم عنده اللمه والناس الكتير طالما معاه شلته من العيال
الغلابة اللي زيه أهم هيونسوا بعض ، وبعدين هو أصلاً بيعشق البحر ، ده مش نجاه ولا
محمد منير ، فعلاً ابن الفلاحين بيحب أوي البحر وكفاية عليه يقعد طول الطريق يبص
للميه وهو ده اللي حصل ، طلع فوق مع شلته وادى وشه للميه وسرح في تأملاته ، بس كل
الشباب والبنات اللي على المركب مش بتوع كده خالص ، في لحظة وأول لما المركب
اتحركت المزيكا اشتغلت ، شوية شيك شاك شوك على همام في أمستردام على ياليله ياليله
يا ليله بتاعة هشام عباس ، أغاني الدي جي خلت العيال سخنت ونزلوا رقص بلدي شباب
وبنات ، بصراحه ابن الفلاحين أول مره يشوف كده ، ورغم إنه بيحب النيل لكن المزز
والمسخره عجباه أكتر ، لف وادى ضهره للترعه ، قصدي للنيل وقعد يبص ويبحلق ،
ياخرابي أيه اللي بتعمله البت دي ، دي سايبه خالص ، وأيه الرقص المسخره ده ، أيه
العيال دول مش لاقيين حد يلمهم ، صاحبنا من الخضه قعد يتلفت حواليه افتكر إنه في
بيت دعاره والبوليس هيكبس فجأه على المركب ويلم كل اللي فيه ، بس هو كان مستعد أول
ما هيشوف كده هيرمي نفسه في النيل على طول ، أي نعم هو مبيعرفش يعوم بس أهي موته
وخلاص أحسن من الفضيحة ، المركب وبحمد الله وفضله وصلت للقناطر والكل نزل من عليها
، كل شله عارفه هى رايحه فين وشكلهم كده خبره في المكان إلا شلة الغلابه بتوع
صاحبنا وقفوا مش عارفين يروحوا فين ويجوا منين ، تيجوا نركب خيل ، معناش فلوس ،
تيجوا نروح الملاهي برضه مفيش فلوس ، يقطع الفلوس على اللي بدعها ، طب وبعدين ،
أقولكم أنا تعملوا أيه ، إنت وهو وهو ادخلوا حديقة عامة من اللي بقرش صاغ دي
واتنيلوا فيها إلعبوا بالكوره بتاعتكم دي ولما تجوعوا كلوا لحد ما يجي ميعاد
الرجوع وترجعوا وخلاص ، وفعلاً ده هو اللي حصل ، حطوا بوزهم في بوز بعض وقعدوا طول
النهار في الحديقة العامة وجه ميعاد الرجوع والمركب مشيت على القاهرة ، صاحبنا قال
أحسن حاجه وأنا راجع اقعد اتفرج زي الصبح على المزز وهما بيرقصوا ، لكن أخر النهار
مش زي اوله يا باشا ، كل واحد خد واحده من المزز دول واترصوا على حافة المركب
يحبوا في بعض ، يا كباتن إنتوا مش هترقصوا وتهيصوا زي الصبح ، هش سكوت تام بنحب ،
ده كان حال كل اللي متسطحين على حافة المركب وباصين للميه ، أيه ده هما كلهم فجأه
بقوا رومانسيين ليه كده ، ده أنا كنت فاكر أنا بس اللي كده ، حاول صاحبنا يدور على
مكان يقعد فيه ويبص على الميه مفيش خرم إبره ، إتاخر يا كابتن إنت والآنسه عايز
اقعد ، ولا كأنه بيتكلم ولا حد حاسس بيه أصلاً ، هو وأصحابه بقوا تايهين وفضلوا
طول طريق الرجوع للقاهرة واقفين بيعدوا نجوم السما ولا بلاش نجوم السما دي علشان
إحنا بالنهار ، خليهم واقفين يكلموا نفسهم زي المجانين ، والحمد لله أخيراً وصلت
المركب مع أذان المغرب لماسبيرو وانتهت
الرحلة ، يمكن يكون صاحبنا مستمتعش بيها أوي بس برضه أهو تغيير أحسن من مفيش وأهو
برضه أخد خبره عن الرحلات وأهم حاجه فهمها إن الرحلات النيلية بيكون فيها مزز كتير
، الصبح بيرقصوا وبيتنططوا مع الشباب وأخر النهار بيتشألطوا برضه مع الشباب والمره
الجايه يا كابتن ابقى اتعلم إزاي تعلق بنت من دول ترقص معاها الصبح وأخر النهار
تحب فيها على شط المركب ، أكيد دلوقتي فهمت إن الرحلات دي ليها ناسها وليها
برامجها وزي مابيقولوا كل وقت في يوم الرحلة وله أدان ، إفهم بقى خنقتنا معاك ،
هقعد لحد إمتى أعلم فيك ده أنا لسه كنت بقول عليك بتفهم بسرعه ، يلا شوفلك مترو
ولا أتوبيس إنت واصحابك التحفه دول وروح للمدينة اتعشى ونام وأشوفك لما تصحى بقى
يا برنس على خير ، سلام .
وفقي فكري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق