![]() |
سنظل نكتب حتى تنكسر أقلامنا أو يسمعنا أحد |
المشهد الخامس : خد فلوسك
سبونا بقى من المدينة الجامعية ومغامرات صاحبنا فيها ،
تعالوا نروح نشوف أيه أحواله في الكلية خصوصاً بعد ماعدت سنه أولى على خير كان
فيها مثال للإلتزام والمواظبة على حضور المحاضرات ، بصراحة صاحبنا كان في السنه دي
نموذج للطالب الملتزم المحترم اللي كل حياته تحصيل العلم ولا بهرته أضواء المدينة
ولا حاجه ، يصحى من الصبح بدري يتوضى ويصلي ركعتين لله ويلبس وينزل بسرعة على
الكلية علشان يلحق أول محاضرة ويرجع أخر النهار يادوبك على ميعاد الغدا يتغدى
ويطلع يريح شوية وبعدين يبدأ يذاكر ويبيض في المحاضرات اللي كتبها ورا الدكاترة ،
وعلشان كده والحمد لله ابن الفلاحين عدى سنه أولى جامعة بتفوق وحصل على تقدير جيد
جداً وكمان كانت البشرى الجميلة اللي خلته مبسوط أوي إنه حصل على أعلى درجات في أصعب
مادة في سنه أولى في كليته وده معناه إنه هيتكرم وهياخد جايزة مالية في يوم
الإحتفال بيوم الخريجين اللي هيتنظم أول شهر في سنه تانية إن شاء الله ، صاحبنا
ابن الفلاحين طار من الفرحة لما جاتله برقية الدعوة لحضور حفل التكريم واستلام
جايزته وكان فخور جداً بنفسه ، حس كده بشعور الإمتنان والثقة في نفسه ، الحمد لله
تعبي مراحش هدر وصحيح اللي يتعب يلاقي ، ومن سهر الليالي نال العلا ، وكلام من ده
كتير صاحبنا حس بيه ، وكمان موضوع المكافأة المالية من الكلية دي فرحته أكتر ،
أكيد هيكون مبلغ محترم يساعده شوية على الحياه في القاهرة ، وكمان أهو يفك عن نفسه
شوية ويروح يشتري كام حاجه كده نفسه فيهم وعلشان كده مجابش سيره خالص لأهله في
البلد عن موضوع المكافآه دي واكتفى بس بإنه يفرحهم بالتكريم المعنوي واستلام شهادة
تقدير ، وطبعاً أهله صدقوه علشان محدش فيهم هيحضر الحفلة بتاعة التكريم ، مين
هيسافر ده كله ويصرف كل المصاريف والتعب ده علشان يحضرها ، لكن صاحبنا لازم يتفشخر
قدام حبايبه وأصحابه ولازم الكل يعرف إنه هيتكرم ويحصل على مكافآه مالية وكمان
هياخد شهادة تقدير ، ابن الفلاحين ما صدق ودعا كل الأحباب والأصدقاء وحتى أخوه
الوحيد اللي معاه في القاهرة دعاه للحفلة ، وجه اليوم الموعود ، صاحبنا من فرحته
صاحي من بدري كالعادة ، لبس هدومه ونزل راح الجامعة ، ما شاء الله الكلية متروقه
ومتنضفه على غير العادة ومرشوشه ميه وكمان فيه قصريات ورد في كل حته ، أيه الحلاوة
دي كل ده علشاني أنا وزملائي ده هيبقى يوم ولا في الأحلام ، اليوم عدى منه شوية
والطلبة اتجمعوا وجت فرقة موسيقية علشان تزف الطلبة من المبنى الرئيسي للكلية لحد
قاعة الإحتفالات بالمبنى الجديد ، لكن فجأه العمال جم وشالوا قصريات الورد اللي
ماليه المكان ، صاحبنا خاف وقلبه اتقبض ، سأل ليه يا جماعة بتشيلوا الورد هو
الإحتفال اتلغى ولا أيه ، رد عليه واحد منهم وهو شايل الورد وماشي لأ يا أستاذ
الإحتفال متلغاش بس نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم اللي كان هيحضر الحفلة نيابة
عن رئيس الجامعة مش هيجي وعلشان كده بنشيل الورد ، الإحباط مسك قلب ابن الفلاحين ،
ده الورد مطلعش لينا ، أمال أيه يا برنس هو انت فاكر نفسك مين علشان يجيبولك ورد
ويحطوه في كل حته كده ، إحمد ربنا إنهم أصلاً عبروك وخلوك تحضر الحفلة ، جمع
صاحبنا شتات نفسه وطرد إحباطه وقال في نفسه وأيه يعني ولا يهمني الأهم إني واثق في
نفسي ، وكمان فيه زفة بالطبول والمزمار لينا وكفاية علينا أوي كده مش عايزين ورد
من وشهم ، أخونا لبس الروب الإسود والكاب بتاع الراس وبقى شكله زي بتوع الجامعة
الأمريكية اللي بيجوا في التليفزيون ، ياحلاوة يا ولاد واصحابه فرحانين بيه أوي وبيحقدوا
عليه كمان ، مين قدك يا عم هيكرموك وهتاخد شهادة وكمان فلوس يا حظك يابن المحظوظة
، هات الروب ده نتصور بيه ، ده يشد الروب ويلبسه يتصور بيه والتاني يلبسه وياخد
بيه صوره تانية ماهو فرح بقى ، وأخيراً الزفة بدأت والطلبة المتكرمين ماشين في
صفوف منظمة وقدامهم الفرقة الموسيقية والمنظر بصراحه حلو أوي ، وبعد كام متر وصل
الموكب للقاعة والكل دخل والمكان بقى على أخره والمنصة مشرفها الساده الدكاترة
والعمداء والضيوف وبدأ الحفل وصاحبنا أد أيه مبسوط ، بس القلق مسكه ، إنتوا عارفين
إنه بيتكسف وأكيد هينادوا على اسمه علشان يستلم شهادة التقدير وظرف الفلوس ، هيطلع
إزاي قدام دول كلهم ، بص يا عم الحاج إنت النهاردة عريس ولا يهمك جمد قلبك وارمي
كسوفك ورا ضهرك وخليك شجاع واطلع ولا تبص لحد خالص ، خلاص أنا مش هبص حواليا وأنا
طالع وهركز بس في الطلوع بشجاعة وأهم حاجه أأكد على زمايلي اللي هيصوروني وأنا
بستلم الجايزة دي هتبقى صورة العمر علشان اهلي يشوفوها ويفرحوا شوية من نفسهم ،
الحفل بصراحة كان فيه تكريم كتير ، إشي أوائل الدفعات السابقة والخريجين والدكاترة
والمتميزين وغيره وغيره ، عدى ساعة وكمان ساعة والحفلة قربت تخلص ولسه صاحبنا
متندهش على اسمه علشان يطلع للمنصة ، اصبر يا سيدي إنت من متفوقي المواد الصعبة
أكيد هتكون في الأخر ، أخر اسم اتنده وصاحبنا مستني ، الدكاترة بدأوا يمشوا
والحفلة بتلم أذيالها وصاحبنا قاعد مستني ، مستني ايه يا برنس ما تقوم تسأل هو فيه
أيه ، قام صاحبنا وبطنه بتكركب من الزعل ، راح للأستاذ اللي كان بينده الأسماء
وقاله ، حضرتك أنا اسمي من أسماء الطلبة اللي هيتكرموا في المواد الصعبة ليه
مندهتش اسمي ، رد عليه الموظف وهو بيقفل ماكينة الصوت وقاله ، اسمك ايه ، اسمي
فلان الفلاني ، بص في الورقة اللي معاه وقاله ايوه صح اسمه موجود ، طب ليه حضرتك
مندهتوش ، معلش أصل الدكتور الفلاني عميد الكلية مستعجل علشان عنده اجتماع وعلشان
كده شطبنا الحفلة علشان يلحق إجتماعة ، معلش روح استلم شهادتك وفلوسك من شئون
العاملين في المبنى الرئيسي ، صاحبنا رجع لأصحابه ، هيقولهم أيه بس ، أكيد
هيتريقوا عليه ، وعمال أقول يافلان خد بالك صورني كويس وأنا بستلم الجايزة ، وقال
ايه قاعد مكسوف من الطلوع على المنصه ، وقال أيه بتفشخر وبدعوا كل أصحابي وحبايبي
للحفلة ، يارب الأرض تتشق دلوقتي وتبلعني ، كلية بنت جزمة صحيح ، ربنا يولع فيكي
يا كلية ياواطية ، رجع صاحبنا والكل طبعاً عرف وابن الفلاحين في نص هدومه من
الكسوف ، سابهم وهما بيتريقوا عليه ومشي من غير ولا كلمة وراح لشباك شئون العاملين
يستلم الشهادة والظرف وهو في غاية الإحباط ، طلب من الموظف الحاجه بتاعته فسلمه
ظرفين واحد فيه شهادة تقدير والتاني فيه عشرة جنيه ، وقاله الموظف وقع هنا وخد
فلوسك ، ربنا ياخدكم ، هي دي أخرتها عشرة جنيه ، هو ده التفوق اللي الواحد سهر
علشانه الليالي ، يعني لو حسبنا الليلة سهر هتطلع بقرش ، بص يا باشا خد العشرة
جنيه هتلك بيها شوية لب سلي بيهم نفسك وخلاص ، معلش المره الجايه تاخد حاجه أحسن
من كده ، هارد لاك مصبتش المره دي ، مش كل حاجه الفلوس شد إنت بس حيلك وربنا
هيكرمك أخر كرم ، مش عايز اسيبك وانت محبط ، قزقز لبك وشوفك نفسك ونشوفك على خير
إن شاء الله في سنه تانية جامعة .
وفقي فكري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق