![]() |
سنظل نكتب حتى تنكسر أقلامنا أو يسمعنا أحد |
المشهد الرابع :علقة موت
يوم عمره مايتنسي ، يمكن إمبارح صاحبنا عيط
كتير ولكنه اتعلم أكتر ومفيش حد بيتعلم بالساهل ، وابن الفلاحين بيلقط بسرعة ومخه
بسم الله ماشاء الله عليه سريع الفهم ، هتقولولي عرفت منين هقولكم ليه ، المره
اللي فاتت لما قطع النور كانت ليله سودا فعلاً عليه وكان هو الضحية لكل اللي
حواليه ، والنهاردة الكهربا قطعت تاني لكن المره دي هيتصرف بشكل مختلف ، المره دي
هيعمل مقلب هيكون هو فيه المؤلف والبطل والمخرج كمان ، ودي أول مره يكتشف جواه ممثل عظيم ، ممثل أبهر
المشاهدين من سكان المدينة الجامعية كلها لأنه قدم ليهم عرض متميز كان هيوديه في
ستين داهية وهيفصله من الجامعة نهائياً ، الموضوع جه بعفوية خالص ، يعني مكنش
مترتب ليه وجه وليد اللحظة ، الليلة الواد الروش كان قاعد مع زميله في أوضتهم في
أمان الله ودخل عليهم واحد تالت صاحب زميله ، خدوا وادوا في الكلام ، يطلعوا من
موضوع يخشوا في غيره ، أهي ليلة زي كل ليلة هتعدي وخلاص ، وفجأه النور قطع ، أول
لما الجو بقى ضلمه كُحل مال عليه شريكه في الأوضه وهمس في ودنه وقال ، خد بالك
يابرنس صاحبي ده بيخاف من الضلمة موت ، يادوبك خلص الكلمة والوحي نزل على دماغ
صاحبنا ، قرر إنه يرعبه ويخليه يموت من الخوف ، وجاتله الفكرة على طول ونام على
ضهره على السرير وبدأ يتكلم بكلام مش مفهوم وزميله في الأوضه بدأ يساعده ، فهم
صاحبه إن صديقه ملبوس بجن خطير وفي نفس اللحظة ابن الفلاحين ساب السرير ونزل في
أرضية الأوضة يتلوى والأخ اللي بيخاف من خياله يسأل ويقول ماله ويرد عليه صاحبه
بقولك ملبوس ، وعلشان الموضوع يتسبك جري شريك ابن الفلاحين من الأوضه ، قال أيه خايف وجري وراه الواد صاحبه
وراحوا أوضه تانية وحكوا للطلبة اللي فيها ، رجعوا مع بعض لأوضة صاحبنا ولقوه مرمي
على الأرض بيتلوى وبيتمتم بكلام غريب والدنيا سودا أسود من قرن الخروب ، طبعاً
كلمة من هنا وكلمة من هناك ، واحد يزود كلمتين على الكلمة والخبر ينتشر والطلبة
تتلم ويجيبوا ايد مقشة خشب يحاولوا يلمسوا بيها ابن الفلاحين من بعيد كأنه متكهرب
وده ولا حس ولا خبر ، الدنيا اتقلبت والموضوع انتشر في كل حته من المدينة الجامعية
والطلبة من كتر الخوف أخلوا الدور اللي فيه الملبوس ، قصدي ابن الفلاحين ، وصاحبنا
تقمص الدور وعجبته الحكاية وكمل الموضوع ، قعد على الفيلم ده كتير ؟ ، قعد ساعة
تقريباً ، وبعد عذاب وخوف وزعر جت الكهربا وأصبح البرنس بتاعنا في ورطة هيتصرف
إزاي ، هو كان بيشتغل واحد بس دلوقتي بقوا آلاف والموضوع بقى فضيحة ، خلاص إنت
لبست في الحيطة يامعلم وشكلها قلبت بجد ، شوفلك طريقة تطلع بيها من المصيبة دي ،
حتى في هزارك فلاح وأهبل ، صاحبنا حس بالطلبة بالآلاف رجليهم بترن بره جايين عليه
ولو بص في وش أي واحد فيهم هيضحك ومش هيمسك نفسه ، يعمل أيه ، يعمل أيه ، أحسن
طريقة يعمل نفسه نايم ويستخبى تحت البطانية ، ودخل عليه زملاءه واحده واحده وبحرص
شديد ورغم إن الكهربا منورة الدنيا كلها لكن لسه برضه جواهم خوف ، تجرأ واحد من
زمايله وشد من على وشه البطانية وصاحبنا عمل نفسه نايم ، يافلان ياعلان إصحى ، صحي
صاحبنا وبص في وش زميله مقدرش يمسك نفسه فابتسم ولحق نفسه وغمزله ففهم الموضوع
فغطى وشه بسرعة بالبطانية وقالهم بسرعة ياجماعة هاتوله قرص مهدئ واسبرينه وسبوه
يستريح شوية شكله عنده صداع ، بصراحه الراجل ده خدمك أحلى خدمة ، وفجأه دخل إتنين
من مشرفي المدينة ، ياليلة كوبيه هى وصلت للمشرفين كده أنا ضعت ، المره دي صاحبنا
قلبه بيدق بجد من الخوف ، أكيد لو اكتشفوا اللعبة هيتفصل من المدينة والجامعة كلها
لا محالة ، طبعاً المشرفين سمعوا بالموضوع وجُم جري وقبل ما يجوا طلبوا عربية
إسعاف ودخلوا الأوضه وسئلوا ماله ، رد عليه الكل في صوت واحد ، لابسه عفريت يا فندم
، يخرب بيتكم ، الله يهدِكم هتودوني في داهية ، عفريت أيه بس ياولاد المجانين ،
قربوا منه رفعوا البطانية عن وشه وصاحبنا مغمض عنيه وطبعاً من طول التمثيل والتقمص
وش صاحبنا بيشر عرق من كل حته وأحمر جداً وفعلاً يساعد على إن الكل يصدق إنه ملبوس
بجن أو عيان بمرض خطير ، إصحى يابني مالك ، دلوقتي مفيش هزار إوعى تضحك ، أضحك أيه
بقى ياعم ده الموضوع قلب جد خالص ، قوم معانا ، مشي معاهم ونزل لأوضة الإشراف
وسألوه مالك ، رد عليهم تعبان شوية ، أصحابك بيقولوا إنك لابسك جن والنور قاطع
عملت حركات غريبة ، لأ يا فندم محصلش دول بس شوية تعب والحمد لله بقيت كويس حتى
إسألوا شريكي في الأوضة ، شريكه اتسأل وأجاب بمصيبة تانية ، صاحبه من كتر التقمص
صدق إنه لابسه عفريت رغم إنه اللي قاله في الأول على الفكرة ، فلما اتسأل أكد كلام
الطلبة وباع صاحبنا في لحظة وبدون أي تفكير ، واطي يامان ، طب عموماً فيه عربية
إسعاف واقفة بره هتاخدك توديك المستشفى ولو فيه حاجه هتحولك على مصحة نفسية ، يا
وقعة دقي ، عربية إسعاف أيه ومصحة أيه أنا كويس ، سكت صاحبنا للحظة وزي ما الإلهام
نزل عليه فجأه وخلاه يمثل الفيلم الهندي ده جاله تاني وألهمه يقول إن كل الحكاية
إنه رجع إمبارح من الكلية وهو عرقان ودخل أخد دش على طول والظاهر بسبب كده جاله
برد قلب معاه بحمى خلته يعمل كده واصحابه اعتقدوا إن لابسه عفريت ، الحمد لله
المشرفين صدقوا الحكاية وسابوه يطلع أوضته ومشيت عربية الإسعاف بس على وعد منه لو
حصله كده تاني يجيلهم علشان يعملوا اللازم ، صاحبنا أخد نفس عميق واتنهد تنهيده
أزاحت عن قلبة الهم والرعب اللي دخل فيه والحمد لله ربنا سلم المره دي ، دي كان
فيها فصل على الأقل يا معلم متبقاش تتقمص الدور أوي كده يحسن تلبس في حيطة سد ،
ابن الفلاحين طلع المبنى بتاعة وأول لما طلع الدور بتاعة بص لقى كل الزملاء
منتظرينه وأول لما شافهم مقدرش يمسك نفسه من الضحك ، صاحبنا جاتله هستيريا ضحك
متواصل وبضحكه الكل فهم اللعبة والغيظ ركبهم وهجموا عليه بالعشرات ضرب وفين يوجعك
، شلوت من هنا على بوكس من هناك على كوع من ده وصاحبنا يضرب ويضحك ، ضحك ايه مقلكوش
ضحك بهستريا من المقلب اللي شربه للكل ولا حاسس بالضرب ، بصراحة خد علقة موت ولا
علقة حمار في مطلع ، تستاهل ، يعني أول ما تشطح تنطح وتشتغل مدينة جامعية بحالها
ده انت فجرت والنعمة ، كويس إنها جت على قد كده ، إنضرب بقى وإنت ساكت ولو على
الضرب بسيطة كلها كام كدمه على سحله والموضوع يعدي مش أحسن من إن مستقبلك يضيع ، بقيت شقي أوي يا ابن
الفلاحين ولسه إحنا في سنه أولى وبدأت تتودك وتخش في المود بسرعة ربنا يوفقك وتبقى
بني آدم قاهري أخر حلاوه ، أشوفك في مشهد تاني على ما تكون خفيت من الضرب اللي
أكلته علشان نكمل حكايتنا معاك وربنا يستر علينا وعليك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق