الاثنين، 7 أبريل 2014

فلاح تحت القبه (3)

سنظل نكتب حتى تنكسر أقلامنا أو يسمعنا أحد



المشهد الثالث : شلوت مظبوط
النهاردة الواد الغلبان هيكون غلبان بجد والمطب اللي هيقابله في المدينة الجامعية مطب صعب شوية عليه ، يمكن يكون المطب الوحيد اللي هيبكي فيه ، أكيد في المواقف السابقة اتعلم شوية حاجات بس مش هى كل حاجه ، جراب الحاوي فيه لسه كتير ، في يوم من الأيام رجع ابن الفلاحين لأوضته كالعاده غير هدومه ونزل يتغدى في المطعم وبعد ما رجع نام شوية صغيرين على غير عادته وصحي علشان يذاكر وهو قاعد الكهربا قطعت عليه يعني لا مذاكره ولا غيره ، وهو أصلاً مفيش عنده غير المذاكره ونيس ، أكتر من كام واحد من اللي شبهه من شلته متلاقيش ، بس النهاردة وبما إن الكهربا قطعت والشلة كلها مسافرة ومش موجودة بالمدينة فقعد في شباك أوضته يعد النجوم بس للأسف ملقاش نجوم في سماء القاهرة ، غريبة كان متعود في بلدهم يبص للسما بالليل يلاقيها صافية والنجوم منورة السما زي ما يكون بيشوف فرح من بعيد ، لكن هنا الجو ضلمة ومفيش نجوم ، متشتغربش يابني القاهرة التلوث فيها خلى أقصى حد للرؤية هو صوابع ايديك ، المهم مطولش عليكم صاحبنا زهق وسمع وهو قاعد بيتأمل من شباكه صوت كاست جاي من أوضه قريبه منه في نفس جناح سكنه ، استغرب وقال في باله مين اللي مشغل كاست بدون كهربا ، حب يمشي رجله ويستطلع الأمر وأهو يضيع شوية وقت لحد ما يجيله نوم ، مشي في الطرقة مع الصوت ودخل أوضة أحد الزملاء ودخل وياريته ما دخل ، أول لما دخل لقى شيله وهيصه وهلمه قاعدين حوالين كاست شغال بالبطارية ، منهم اللي بيشرب سجاير واللي بيشرب شاي ومزاجهم أخر حلاوه ، بس في الحقيقة الشله دي عيال مخلصة وجايبه من الأخر يعني أخر صياعة  وهو مش قدهم ، أول لما دخل لقى نفسه جوه دايره من شلة شباب مبيرحمش وكمان هما عارفين إن أخره يقول سلاموا عليكوا ، وفعلاً أول لما قالها والإفيهات اشتغلت ، بقولك أيه يابرنس إنت لسه صاحي لحد دلوقتي ليه ، روح اشرب اللبن ونام ، ده واحد من إياهم بيقول لصاحبنا والتاني يرد عليه ويقول ألا قولي يا كابتن إنت جايب هدومك التحفة اللي بتلبسها دي منين ، والتالت يبصله ويقوله حاسب حاسب اللي وقع منك يبص صاحبنا ميلقيش حاجه وقعت وإخوانا البعده ينزلوا ضحك وتريقه على الواد الغلبان ، المشكلة كمان إنه مش قادر ينطق بكلمه ، لسانه كأن عليه جبل مبيتحركش ، صعبت عليه نفسه وحس إنه اتهان ومش قادر يرد عليهم ، رجع بضهره وخرج بعد وصله من التريقه والإشتغالات وهو كل اللي قاله سلاموا عليكوا ، خرج من الأوضه ورجع أوضته وقعد يعيط ، حس إنه أهبل ، عبيط ، تافه ، حس بكل إحساس ممكن تحسه وإنت مقهور ومغلوب على أمرك ، وعدى اليوم اللي كان أسوء يوم في حياته ، بس بعد ما عدى فهم حاجه جديدة ، فهم إن اللي يعيش غلبان وسط الحيتان يتاكل ، لازم يكون زيهم ، بس أخلاقه وتربيته تمنعه ، بس وماله مش لازم يتنازل عن أخلاقه علشان يبقى زيهم ، لازم تكون مدردح شويه يا عم الحاج ، فكك من الأوهام اللي إنت عايش فيها دي وشوف الدنيا من حواليك ماشيه إزاي ، صاحبنا كالعادة ضم اليوم ده لأيام تانية سابقة وقرر إنه يتغير ، تاني يوم الصبح وهو داخل الحمام شاف واحد زميله من دمياط بيلمح عليه بكلام تريقه وهوب طلع جري عليه من ضهره وعلى غفلة وداه بالشلوط ، بصراحة الشلوت كان شلوت غيط ومتكلف ، لبس في الواد الدمياطي مظبوط لدرجة إن الواد وقع يتلوى من الألم والناس اتلمت والكل عرف إن فلان ضرب فلان ومن ساعتها بقى كل اللي يقابله في الروحه والجيه يسلم عليه بكل إحترام ، أه يابلد ياللي مبتجيش إلا بضرب الجزم ، يعني لازم الواحد يقل أدبه علشان الناس تحترمه ، الظاهر مش هتمشي بعد كده إلا بالنظام ده ، بس برضه الطبع يغلب التطبع ورغم إنه حس لأول مره بنشوة النصر ورد الإعتبار إلا إنه بعد كام ساعة رجع واعتذر لزميله الدمياطي بتاع الشلوت ، برضه ياجماعة ابن الفلاحين صعب يتغير أوي كده بسرعه بالراحة عليه شوية شوية ، أه يا واد يا غلبان نفسي اشوفك بعد أربع سنين هتقضيهم في الجامعة هيكون شكلك عامل إزاي ، ياتري هنكمل معاك حكايتك لحد نهايتها ونشوف اليوم ده ، خليكوا معانا جايز في الأخر نشوف التغيير وتأثير سحر القاهرة على الفلاح متستعجلوش إن غداً لناظره لقريب زي ما بيقولوا . 
وفقي فكري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق