الجمعة، 4 أبريل 2014

فلاح تحت القبه (2)


سنظل نكتب حتى تنكسر أقلامنا أو يسمعنا أحد



المشهد الثاني : عبده صف جيزه
صاحبنا الروش ابن الفلاحين زي ما عرفنا دخل الجامعة وبعد ما عدى عليه أول يوم في القاهرة شاف فيه العجب العجاب واتسرق واتنصب عليه ، بدأ يحس إنه في عالم مختلف خالص عن بلده الأرياف اللي جاي منها فحاول يكون مفتح ويحط عنيه جوه راسه زي ما بيقولوا ويكون واعي وصاحي ، ما احنا في القاهرة ياعم الحاج والبلد دي اللي فيها غلبان حقه ضايع ، المهم الواد الفلاح صاحبنا ده وبعد طول معاناه أخيراً دخل يسكن في المدينة الجامعية ، والسكن في المدينة الجامعية يعني عيشة ببلاش ونومة بلوشي وكله بلوشي في بلوشي والموضوع ده فرح أوي صاحبنا لأنه فقير وعدمان وحالته تصعب على الحي والميت ، بس خد بالك يا برنس المدينة الجامعية مطب كبير إنت مش أده ، دي عامله زي السوق اللي لامم من كل حته أشكال وأصناف ، خلينا في المشكلة الجديدة بتاعة صاحبنا ، أول يوم كان يوم مش عادي بس هو عنده خبره من مطب أول يوم في الجامعة فبالتأكيد مش هيشرب المقلب مره تانية ، دخل المدينة واستلم أوضته في الدور الثالث بالمبنى رقم 11 ودخل الأوضه وهو فرحان وسعيد لكن السعادة مدامتش كتير لما لقى سريرين يعني هيسكن معاه طالب تاني ، يا وقعه دقي هو أنا ناقص بلاوي ده أنا بكلم نفسي بالعافية هسكن إزاي مع واحد تاني في أوضه واحده وأكيد هيطلع واد صايع وهيمرمطني ، ياعم هو إنت فاكر نفسك دافع في الليلة ألف جنيه علشان تسكن في أوضه لوحدك ، إصحى يابا إنت في القاهرة اللي ربع سكانها ساكنين على الرصيف ، قعد الواد الروش ، روش مين بقى ، إحنا من النهاردة هنسميه الواد الغلبان ، قعد الواد الغلبان يعد النجوم وبعد شوية من السكوت طلع مصحفه وبدأ يقرأ آيات من القرآن الكريم علشان ربنا يرزقه بزميل في الأوضه طيب زيه كده ، وأخيراً دق الباب واتفتح ودخل عليه الطالب اللي هيسكن معاه ، والحمد لله طالب زيه تمام ، من أول لحظة اتكلم معاه عرف إن هو كمان كان خايف زيه ليسكن مع واحد من إياهم والحمد لله ما جمع إلا ما وفق ، نصيبك وحظك حلو يا معلم عديت من أول مطب ، عدت الأيام وبدأت المدينة تعمر بالطلبة وكل الأوض سكنت والواد الغلبان بتاعنا يروح الجامعة ويجي يدخل أوضته ميطلعش منها تاني وزميله في الأوضه عايش أغلب وقته في النوم وفي يوم وهو قاعد بالليل دق الباب ، مين ، أنا ، فتح الباب ، لقى زميل بيقوله ، لو سمحت أنا عبده واصحابي بيندهولي عبده صف جيزه ، زميلك في نفس الكلية وساكن جنبك في نفس الجناج بعد إذنك ممكن شوية شاي ناشف في الكوباية دي وشوية سكر علشان عايز أعمل كوباية شاي علشان عندي صداع والمونه عندي خلصت ، الواد الغلبان بدون أي تفكير رد بكل احترام ، طبعاً لحظه واحده ، دخل لجوه جاب برطمان الشاي والسكر ورجع وظبطله تلقيمة الشاي وشكره الزميل ومشي ، بعد شويتين زميل تاني وتالت ورابع وأخيراً وبعد طول معاناه من التسليف خلص باكو الشاي وباكو السكر وبقى صاحبنا على الحميد المجيد ، فاكرين الحميد المجيد دي بتاعة وصف أول يوم في الجامعة ، وطبعاً الواد الغلبان جاي القاهرة ومعاه عاداته ، يعني بينام بدري علشان يحصى بدري يلحق أول محاضرة ، وبعد ما نام وفي تمام نص الليل الباب خبط تاني ، قام فط ونط وفتح في خضه لقى عبده صف جيزة بيقوله معلش يا حبيبي صحيتك من النوم بس أصل الواحد جعان والمحلات قفلت ، ألاقيش عندك رغيف عيش وحتة جبنه نستو ، رجع صاحبنا وجابله اللي هو عايزه من غير ولا كلمة ورجع نام ، تاني يوم حصل نفس الموضوع ، وصاحبنا ولأنه أهبل وغلبان مش بيتعلم بسرعة وكان في كل مره يجيب السكر والشاي يخلصوا في لحظات على السلف وأخيراً فهم الفوله وبدأ يعمل إحتياطه ، في الكام أسبوع اللي قعد فيهم صاحبنا في المدينة إتلم على شله زيه من العيال الغلابة وقرروا يعملوا خطة لإخفاء السكر والشاي عن الأنظار وكمان الأهم إنهم ينجحوا في إدخال أكياس السكر والشادي للأوضه بتاعة الشلة من غير ما حد يعرف من المستغلين فعملوا أيه ، بقوا يطلعوا للسوبر ماركت مجموعة من 3 أفراد ويشتروا المونه وهما داخلين للجناح اللي فيه الأوضه واحد يسبق يعمل إستطلاع للجناح ولو لقى أوضه مفتوحه وفيها طلبه يقف ويسد الباب ويشغلهم بالكلام لحد ما زمايله يعدوا بالحاجه وهما مخبينها جوه هدومهم وبكده محدش يعرف إن فيه شاي وسكر عندهم ويقولوا لأ معندناش والله وبالفم المليان وكمان صاحبنا بقى ينام ويحط المخده على دماغه ولو الباب اطربق على راسه ولا يفتح لعبده صف جيزة بتاع رغيف العيش والجبنه النستو ، والله واتطورت يا برنس واتعلمت الخبث والدهاء ، عموماً كويس إنك بتتقدم في المفهومية ، بس عبده صف جيزة كان أكثر خبرة منه فبقى يفضل يخبط على الباب لحد ما يضطر صاحبنا يصحى ويتقلق منامه فقرر مع شلته إنهم يقفلوا الباب عليه من برضه بالإقفل ويفتحوا الصبح عليه لما يصحى وبكده عبده صف جيزة أول لما يجي يشوف القفل يعتقد إن محدش موجود ويمشي ، والحمد الله تخلص الواد الغلبان من زن عبده صف جيزة ورخامة السلف بس بعد أيه ، بعد ما خسر كتير ، عموماً كويس عديت من كام مطب في أول أيام ليك في المدينة الجامعية ، ياترى هتعمل أيه في اللي جي يا طيب وخصوصاً إن عبده صف جيزة مش هيسيبك في حالك ، نشوفك في يوم تاني يمكن ترفع راسنا في المره اللي جايه ، إتغطى ونام وتصبح على خير وأشوفك قريب ، سلام  .
وفقي فكري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق