الخميس، 3 أبريل 2014

فلاح تحت القبه (1)




سنظل نكتب حتى تنكسر أقلامنا أو يسمعنا أحد


المشهد الأول : الطقم الفسكوز
دخل الواد الروش الجامعة،يا فرحت أبوه بيه،أصله من الفلاحين،وكان ده أول يوم ليه في جامعة القاهرة،تحب أوصفهولكم،شاب طويل أسمر ونحيل الجسم،شعره واقف من قدام،الظاهر عليه حاول يسرحه لورا،وشعره رافض الموضوع ده،ورافض الكلام فيه من الأساس،صاحبنا أمنية حياته يرجعه لورا بس شعره راسه وألف سيف ولا يرجع أبداً ثابت على موقفه،المشكلة إن الواد الروش مقتنع إن شعره متسرح لورا،ماعلينا.
 يعني هى دي المشكلة الوحيدة،لو على مشاكل صاحبنا فهنلاقيها كتير،يعني مثلاً النهاردة،وهو جي من الأرياف للقاهرة،نزل من القطر وخرج لميدان رمسيس،وهو في الحقيقة تايه،ولا عارف هو فين ولا رايح على فين،ودي مشكلته التانية،إنه مبيعرفش يسأل على العناوين،قولوا عليه مكسوف أو مخضوض،قولوا عليه اللي إنتوا عايزين تقولوه،راح على محطة الأتوبيس،قعد يدور ويمقق عنيه في خط سير كل أتوبيس،وبمجرد ما لقى واحد مكتوب عليه جامعة القاهرة،ركب على طول،صاحبنا استنى كتير والأتوبيس ولا اتحرك،بعد شوية نزل يستكشف الموضوع،لقى الأتوبيس قدامه أتوبيسات كتير على نفس الخط،والدور مش على ده،ماقولنالك يا فالح اسئل وإنت اللي مكسوف،يابني محدش بيتكسف في مصر .
أخيراً ركب الأتوبيس الصح،وبمجرد ما ركب،لزق فيه واحد من إياهم – اوعوا تفهموني غلط - أنا قصدي واحد من النشاليين،وفي لحظة واحدة قامت خناقة جنبه بين اتنين،دخل أخونا بشهامة أهل الفلاحين يحجز بينهم،وخلص الموضوع ونزلوا الإتنين المتخانقين،وأخيراً صاحبنا نزل من الأتوبيس،قدام الباب الرئيسي للجامعة ويافرحة قلبه،لأول مره يشوف القبة اللي بتيجي في التليفزيون،بس وهو واقف مسبهل في إعجاب للمنظر،حس بهوا جي من ورا،حسس لقى جيب البنطلون القماش بتاعة مقطوع،والمحفظة باللي فيها مش موجودة،صاحبنا اتسرق ساعة الخناقة،والإتنين كانوا نشاليين وشهامته ضيعته،يابني قولتلك مفيش شهامة في مصر،أهي دي النتيجة أشرب بقى يامعلم،ابقى شوف هترجع بلدك إزاي،صديقنا الفلاح العزيز اتخض وقلبه قعد يدق،بس الحمد لله المحفظة أصلاً مكنش فيها حاجه،والفلوس كانت في الجيب التاني فقلبه ارتاح،حمد ربنا وكمل اسبهلال للقبة .
نرجع بقى دلوقتي لوصف الواد الشقي،بغض النظر عن الجيب المقطوع،حبيبنا الفلاح اللي مش فصيح،كان فاكر نفسه اشيك واحد في القاهرة كلها،وده لأنه كان لابس بنطلون قماش تفصيل،عم نجيب اللي عندهم في البلد بصراحة تسلم أيديه، فصله أخر حلاوه،بس أيه ولا تفصيل بناطيل الصيادين، من نوعية واسع زي المحيط من فوق، ونازل بضيق من تحت، لحد ما يقفش في الكوتشي،أيوه كوتشي، بس أيه كوتشي قديم مقشر وحالته أخر مصيبة،بس صراحة هو معتز بالكوتش ده أوي،ليه معاه ذكريات من أيام الإعدادية،وده السبب اللي خلاه يختاره المرافقه ليه في أول ظهور في القاهرة،وخاصة إنه مغطي الشراب اللي فاطط منه صباع رجله الكبير،تعالوا بقى نشوف لبس المنقطة العليا من الجسم،بسم الله ماشاء الله أيه ياعم الشياكه دي،قميص فسكوز مشجر أخر صيحة،وزي مااتعودنا بقى، صديقنا الفلاح،مش بيلبس حاجه إلا وليها معنى،وللسبب ده لبس القميص ده بصفة خاصة لأنه مستورد،من سلطنة عمان،أخوه جابه ليه وهو جي من بره،وده خلاه أخر زقططه لأن مفيش حد لابس زيه،والله عندك حق ياأخي مفيش حد لا لبس ولا هيلبس قميص زيه .
الحمد لله طالب الفلاحيين المتميز،صاحب الزي المتألق،أخيراً اجتاز البوابة الرئيسية للجامعة في فخر وفي همة وكأنه عبر خط برليف،وبعد ما عدى البوابة حان وقت الإختبار الأصعب،إزاي هيوصل للكلية وسط المساحة الواسعة دي كلها،طبعاً زي ما إنتم فاكرين مشكلته إنه مش بيحب يسأل،بس هيروح فين وسط الفراغ الكامل حوله ده،لأ ده مش فراغ ده كتل مباني كتيرة أوووووي،يروح فين ويجي منين،في الأخر عقد العزم على البحث بنفسه بدون سؤال كالعادة،فلحوس من يومك يا برنس،على بركة الله،شد من حيله ومد رجليه وبدأ يمشي،صاحبنا مشي يمين وبعدين كسر شمال،وكمان شمال في شمال،وهوب لقى نفسه في نفس المكان،رجع تاني،يلف يمين في يمين،وبعدين كسر يمين في يمين،وهوب لقى نفسه في نفس المكان،وبعدين بقى ، طب كمان لفه،قصدي كمان محاولة،المحاولة التالتة النتيجة برضه لنفس المكان،كده مش كويس أنا في ورطة طب أعمل أيه دلوقتي،ده صاحبنا الواد الفلاح الشقي بيكلم نفسه.
أخيراً قرر يسأل ويكسر كل قواعده الفولاذية،ماقولنالك من الأول بدل وجع الدماغ،وقف يختار اللي هيسأله،خد بالك بلاش تسأل بنات،إنت مطقم وأخاف عليك من الفتنة،أخيراً إختار واحد جي من بعيد حس إنه بتاع علم،واطمئن قلبه ليه فسأله ، ودله على الطريق،وأخيراً وصل للكلية بتاعته بعد طول لف ودوران،يابني خدها قاعدة وخصوصاً في القاهرة،اللي يسأل ميتوهش بس حصل خير،صاحبنا أول لما دخل لشارع الكلية،لقى بنات حلوين لابسين قصير وأخر حلاوة مقابلينه،إوعى تنسى وصايانا ليك،إنت شيك وإحنا خايفين على البنات منك،ياخبر أيه ده،فيه بنت قربت منه،صراحة هو جاب ورا عكس شعره اللي لسه واقف لقدام،إختبار صعب عليك يابرنس،صراحه هو أخره يادوبك يحلم بالبنات،لكن بنت تقرب تلاقيه جاب ميه من فوق لتحت وممكن يغمى عليه،قربت البنت أوي، منطقة الخطر ضاقت لأقل من متر مربع،والواد الشقي مبقاش شقي،بقى فار عايز يجري من القطة،وبصراحة البنت قطة،وقف اتسمر في مكانة،والبنت قالتله في ابتسامه،إنت طالب جديد،مردش،إنت في سنه أولى معانا،مردش،إنت جي تسجل في شئون العاملين،مردش،صاحبنا جاتله صدمة كهربائية وهنج،ولا عرف ينطق مطلقاً،مازال العرق نازل زي المطر،قالتله البنت يا كابتن مترد،ورد صاحبنا وأخيراً قال أه،وعلى ما قال أه كانت البنت فلسعت،صراحة ليها حق تتهق منه،أمال فالح تعملي جان ومان أخر جمال وخلاص، كدك نيله،يابني افهم بنات مصر مش بيستنوا حد،دول زي القطر المجري اللي إنت جاي فيه من بلدك بالظبط،ولا إنت جاي في القشاش،مش مشكلة المهم أنه وقف مع بنت من بنات مصر،وهيرجع يحكي لأصحابه عن مغامراته معاها دي هتبقى ولا حكايات أبو زيد الهلالي،أكيد طبعاً هتكون كلها فشر،صديقنا الفلاح ساب البنت أو هى اللي طهقت منه،ودخل لشباك التسجيل .
أول لما وصل للشباك،شاف شباب كتيروزحمة،وطبعاً هو ذكي فهم الفوله،قالك أكيد دول عاملين زحمة علشان ينشلوني زي ما حصل في الأتوبيس،لا ناصح ياوله،دب أيده في جيبه طلع الفلوس،وطبق عليها أيده ولا فيه سلاح نووي يقدر ياخدهم من أيده،ودخل وقال كده ولا يهمني،أيش ياخد الريح من البلاط ياغلبان،دخل سجل وطلع وبعد ما خلص اللي وراه،بقى وجوده النهاردة في الكلية لا محل له من الإعراب ،فحاول يطلع لبوابات الخروج مره تانية،المره دي كانت العودة سهلة،خلاص الفلاح اتعلم،سأل طبعاً وبسهولة خرج من الجامعة.
وقف تاني من بره الجامعة يبص للقبة،واضح جداً إنك مغرم بيها ياصديفنا،عموماً ياسيدي افرح إنت هتشوفها كل يوم،ولمدة 4 سنين،وفجأه جاله حد طبطب على كتفه من ورا،أول ما صاحبنا لف،التاني قاله،مين حماده بالحضن يا حبيبياستنوا لحظة لحد ما الحضن يخلص،ازيك يا حماده واحشني والله جي تعمل أيه هنا،صاحبنا مذهول،حماده مين ياعم،مين ده يكونش حد أعرفه وناسي،عموماً اهلا وسهلاً،أنا الحمد لله بخير مين حضرتك،ضحك التاني وقاله إنت مش عارفني أخس عليك ياحماده،رد عليه لا والله مش واخد بالي،رد عليه،مش إنت حماده محمود بتاع فيصل،لأ مش أنا،طب أنا أسف معلش أصلك شبهه أوي سلام، مشي الحرامي،أه حرامي ياذكي،ماهو ده يا أستاذ يا ناصح حرامي برضه،ولما حضنك علق منك الكام جنيه اللي كانوا في جيبك يا فالح،وخدك في عشرة بلدي،وأنا اللي قولت عليك اتعلمت،هوانت يا صاحبنا متعرفش إن في مصر السرقة والنصب ليها ألف لون ولون،شكلك كده أهبل بالطقم بتاعك ده اللي عامل زي لبس شعبان عبدالرحيم،هو ناقصك بس ساعتين من على الرصيف تلبسهم في نفس ذات الوقت وتبقي صورة طبق الأصل منه،والله لهسيبك تشوف هتروح إزاي،بعد ما بقيت على الحميد المجيد،وابقى قابلني ده إنت لسه ياما هتشوف في مصر،والنعمة لهاتشوف أيام في الجامعة أسود من قرن الخروب،وعاملي فيها ناصح،كتك خيبة،باي يا واد يا روش يا مقطع السمكة وديلها،أشوفك في حلقة تانية،علشان أشوف عملت أيه في أيامك اللي مش باين ليها نهار دي،إنجوي بقى ياناصح وخلينا على تليفونات .

وفقي فكري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق