السبت، 1 مارس 2014

وزارة محلب الجواب بيبان من عنوانه




يكتبها : وفقي فكري
حين تم تكليف المهندس إبراهيم محلب بوزارة الإسكان في حكومة الدكتور حازم الببلاوي أظهر نشاطاً ملحوظاً مغايراً لأي وزير في ذات الحكومة وجاءت خطواته مختلفة تماماً من حيث التفكير والأداء عن قرناءه الذين حتماً حقدوا علي نشاط رجل بلغ عامه الـ65 ويتحرك كشاب عمره 20 سنه وفور تقلد محلب كرسي وزارة الإسكان لم يجلس بمكتبه إلا قليلاً حيث إعتاد أن يبدأ جولاته النهارية منذ السادسة صباحاً علي كافة المشروعات المتأخرة أو المتوقفة ليدفع بها إلي سرعة الإنجاز والتسليم وكانت تستمر حتي وقت متأخر في المساء وشملت ربوع مصر من الشمال إلي أقصي الصعيد واستعان محلب في هذا الإنجاز بشركة المقاولون العرب التي سخرت كل إمكاناتها لتنفيذ أوامر وزير الإسكان باعتبارها أهم وأكبر الشركات المصرية والعالمية في مجال عالم التشييد والبناء .
وفي وقت لاحق أعلن محلب عن سياسة جديدة بوزارة الإسكان وهي تصعيد الشباب وإسناد مناصب قيادية لهم بالوزارة وأعلن عن ذلك إعلامياً وأنها الوزارة الأولي التي ستطبق ذلك إيماناً منها بالثورة وحق الشباب في التصعيد والقيادة ولكن ذلك توقف فقط عند التصريحات الإعلامية ولم يتحقق علي أرض الواقع ولم تنفذ السياسة الطموحة لوزير الإسكان وتلاشت الفكرة ورغم أن محلب دشن لفكرة قادة المستقبل خلال رئاسته لشركة المقاولون العرب ونظم لها قرارات تنفيذية وتم بالفعل تشكيل مجالسها بمختلف إدارات وأفرع الشركة إلا أنها لم تتعدي كونها حبر علي ورق وواجهات تلك المجالس بيروقراطية العقول المتحجرة والغير مستوعبة لأي تجديد وفشلت الفكرة في أن تفرز أي قيادات للصف الثاني والثالث للتصعيد بالمناصب العليا بالشركة وحدث الأمر ذاته في وزارة الإسكان ولم تري الفكرة النور وربما واجهت حرب أصحاب المصالح أو كانت خطط بدون دراسة واقعية للتحديات التي ستواجهها .
واليوم ونحن نراقب تشكيل وزارة محلب الجديدة نري نفس الأسلوب المعتاد يغلب علي شكلها فالأسماء التي تم الإعلان عنها سواء الباقية من حكومة الببلاوي المستقيلة أو الحقائب الجديدة لا تبشر بتغير محتمل في الأداء ورغم ما يظهره محلب من رغبة في الإعتماد علي الشباب والعمل بأسلوب وفكر مختلف رأينا منه نموذجاً اثناء وزارة الإسكان إلا أننا نري وزراء لا يشملهم ذلك وحكومة تعتمد علي وجوه قاتمة معتادة لا تنبئ عن مساعي حقيقية نحو الإدارة بشكل مختلف وقد يكون هناك قيوداً معينة مفروضة علي محلب في الإختيار ظهرت في تصريحاته حين قال أن الوزارات السيادية سيتم التنسيق فيها مع الرئاسة ولكن تلك القيود لن تفيد محلب في حالة فشله لأنه هو وحده من سيتحمل المسؤولية كاملة وسيتلقي سهام الهجوم بصدر منفرد دون غيره في حالة الإخفاق في مهمته ، وأعتقد أن علي محلب أن يتأني في إختياراته لتكون بشكل مختلف يواكب فكره المختلف في القيادة وإلا واجه مشاكل في إستيعاب هؤلاء الوزراء لفكره وأسلوبه ولن يصمدوا طويلاً معه وسيكونون هم كالعادة معول الإنهيار المبكر لوزارته وعليه أن يبرهن عن ثقته في الشباب التي ظل مؤمناً بها ولم تنجح في مؤسستين فيما قبل بإسناد حقائب وزاريه لتكون التجربة الأولي لإختبار قدرتهم في التطوير والتحسين ويستفيد من تجاربه مع المقاولون العرب ووزارة الإسكان ولا يكفي فقط التصريحات الرنانة التي لم تعد تسمن أو تغني من جوع ولابد أن يفرض أسلوبه الطموح وألا يركن إلي الضغوط فما نراه الأن من تشكيل وزاري محبط ولا يعبر عن رغبة حقيقية في التغيير فالجواب بيبان من عنوانه كما يقولون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق