الثلاثاء، 18 فبراير 2014

لا تتركوهم يشتكون للأشباح


يكتبها : وفقي فكري
لايمكن أن يري قيادات شركة المقاولون العرب كل هذه الإضرابات والإحتجاجات التي تضرب الكثير من الأماكن العمالية الهامة ولا يحركون ساكناً ، هناك الآلاف من العمال في ورش العامرية بالأسكندرية وورش شبرا وترسانة المعصرة منذ منتصف الأسبوع الماضي يمتنعون عن العمل وكأن شيئاً لا يحدث ، لماذا يلتزم مجلس الإدارة الصمت الرهيب ولا يتجاوبون مع مطالب واحتجاجات هؤلاء العمال ، لماذا يتركونهم فريسة للشائعات ولتسخين الصحافة والتليفزيون حتي نسمع أن مطالبهم وصلت إلي صرف 20 شهراً ميزانية وقرأت بنفسي تصريحات محرفة وغير حقيقية عن العمال علي صفحات الجرائد تقول أن الميزانية إنخفضت من 15 شهر في الأعوام الماضية إلي 4 شهور فقط هذا العام وهذا غير صحيح  ، بالتأكيد يري مجلس الإدارة كل يوم الصحف والقنوات ويعلمون ما يحدث ورغم ذلك نتعجب من الجموح المتعمد عن التواصل مع هؤلاء العمال .
نري وزير الإسكان يزور إدارة الحاسب الآلي في منتصف الليل ليتابع طباعة شيتات الميزانية ولاوجود للمهندس محسن صلاح في الصورة ثم يذهب اليوم للمضربين بترسانة المعصرة ولا يسبق ذلك زيارة من رئيس مجلس الإدارة للتواصل مع العمال رغم أنهم من أيام علي نفس الحال ، هل التواصل مع العمال أصبح حقاً فقط لوزير الإسكان مع عمال الشركة في غياب من مجلس إدارتها ، وهل سيعتبر العمال هذا الإحجام تكبراً وعناداً أم تعالي وتقليل لحجم تلك الإضرابات .
ألا يعنيكم دراسة تلك المطالب والنقاش مع العمال والنظر في طلباتهم ، ألا تتواصلون معهم وقد علمتم أن ألاف العمال يمتنعون منذ عدة أيام عن العمل مما يكلف الشركة كل يوم خسائر بالملايين ، ألا تهتمون بمصلحة الشركة وما تتكبده كل يوم من ملايين تهدر علي الأرض ، لقد كان من السهل أن يتدارك مجلس الإدارة كل هذا العناء منذ البداية بتواصل مباشر مع العاملين وشرح الموقف لهم ومواجهتهم بالحقائق وإشراكهم في الأمر ومناقشتهم في مطالبهم وكان من السهل أن تحل الأزمة بكل بساطة ولكن سياسة الغموض والأمر الواقع لن تزيد الأمر إلا إلتهاباً وسخونة ، أرجو من مجلس إدارة الشركة أن يستمع إلي العمال لأن هذا أحد أهم أولوياتهم فبدون العامل لن تكون هناك شركة ولن يكون هناك مجلس إدارة ، نرجوكم ألا تتركوا العمال يتحدثون إلي الأشباح التي تحرضهم علي العنف ورفع سقف المطالب فالحاقدون كثُر والمتربصون بالشركة كثُر والعمال لهم حقوق ومطالب تستحق المناقشة والحوار فلما التأخر ولما نتركهم يضربون رؤسهم في جدران من الصخر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق