السبت، 18 يناير 2014

بالبرامج لا بالهوي تحكم مصر




يكتبها : وفقي فكري
مصر وطن كبير ومحوري ليس في الوطن العربي فقط وإنما في افريقيا والشرق الأوسط كافة ولذلك فقد آن الأوان أن تحتل مكانتها الطبيعية وسط العالم ، وعلي الرغم أن المكائد والمؤامرات تحاك حولها من كل جانب إلا أنها لم تتحول إلي ليبيا ولا العراق أو سوريا ولا حتي تونس التي حتي الآن لم تستطع أن تصيغ دستوراً واحداً منذ الإطاحة بزين العابدين بن علي ومصر هي وحدها التي قامت بثورة وموجات تلتها في 30 يونيه وصاغت دستورين في ثلاثة سنوات فقط من قيام الثورة .
والمتأمل والدارس للطبوغرافية السكانية لهذا الوطن سيجد توائم غريب واتحاد بين أهلها علي الرغم مما يظهر ويطفو علي السطح من مشاكل ، فعلي الرغم من التوتر والإضطراب مازال وسيظل المصريين وحدة واحدة متآلفة مهما حدث ومن يقول أن مصر علي حافة هاوية الحرب الأهلية فهو مخطئ لأن وطننا مر فيما قبل بأزمات ومحن أصعب من الآن بكثير ولم يتفتت أو ينهار بل بالعكس ظل صامداً متماسكاً وسط ذهول كل من تآمروا عليه .
ولهذا فإن هذا الشعب يستحق بعد ما قدم من تضحيات من دماء أبناءه أن يحصل علي دستور يكفل حقوق المساواة بين الجميع ولكن هذا الدستور ليس وحده الضمان الحقيقي لحماية الوطن من الفساد وسرقة أحلامه وإنما هو الخطوة الأولي لشعب يرغب حقيقة في العودة إلي التميز والنهوض ولابد من إرادة لإنهاء الموروث الفاسد من نظم حكم وإدارة صارت متخلفة وتحرمنا من تحقيق العدالة وإنهاء الإقطاع القيادي لفئة دون غيرها واعتبار هذا الشعب قطيع يجب أن يساق ، والذي سيحقق كل هذا هو منظومة متكاملة من رئيس قوي يحترم إرادة الوطن وشعبه ومجلس نواب يعبر عن طموحات ظلت مكبوتة طوال عقود طويلة يحوي بداخله علي نواب يحملون أفكاراً ورؤى جديدة تتحدي الروتين وتقف في وجه الرجعية الفكرية والتسلط والخوف من كل جديد وحكومة تعتبر نفسها خادمة للمواطنين وتسهر علي راحتهم وأمنهم بدون إعتداء علي الحقوق أو إستغلال نفوذ يستفز الشعب ويستعبده.
ولست مع من يعتمدون علي العاطفة والحب والإرتياح لأشخاص بعينهم لينصبوهم علينا رؤساء أو نواب لنا ، ولكني أرى بعيداً عن الإفتتان بكاريزمة أو أسلوب لشخص ما أن نعمل العقل ونلتزم بفحص وتقييم آداء لمن نري فيهم أنهم مناسبين لقيادتنا ، وأعتقد أن تقييم برامج عمل مقترحة تحقق سبل العيش المناسب والمحترم لأفراد هذا الشعب هي السبيل الوحيد لإختيار هؤلاء القادة ، فنحن لا نستحق بعد كل هذا الألم والمعاناة أن نرجع مرة أخري لسيطرة فصيل بعينه أو هيمنة سلطان حاكم قابض علي أمور ومقدرات الشعب دون غيره ، لابد أن يقدم لنا المرشح الرئاسي القادم برامجه التي يطمح في تحقيقها لهذا الشعب ويقدم كشف مسؤوليات سيواجهها في سبيل أن نختاره ليحكمنا ، ونفس الأمر لأعضاء مجلس النواب القادم لن ننخدع فيهم مرة أخري من أجل تحقيق مطالب شخصية لأفراد بعينهم للوصول إلي الكرسي ، فإن كانت عضوية مجلس الشعب في الماضي سبيلاً للحصانة وتحقيق أرباح طائلة من وراء استغلال النفوذ فإن مجلس النواب القادم خطير وسيتكفل بتعديل آلاف القوانين وسيراقب آداء الحكومة وسيحد من سلطة وقوة الرئيس القادم ويحقق التوازن بين مصالح المواطنين ومسؤلياتهم .
كفانا ارتكان إلي العاطفة والتهليل والتطبيل وتضخيم آذاننا لأبواق الإعلام الموجه لتوجيه الشعب إلي مصلحة اتجاه معين علينا نحن الشعب ألا نعطي صوتنا الثمين والغالي إلا لمن يستحق ولمن يعبر بصدق وحق بهذا الوطن لآفاق التكنولوجيا الحديثة وننهي عشرات السنين التي تأخرنا بها عن ركب التقدم وسط سلطات فاسدة وأشخاص سرقوا أحلام شعب طيب يستحق الحياه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق