الخميس، 23 يناير 2014

ياشباب الثورة اتحدوا




يكتبها : وفقي فكري
في يوم 25 يناير 2011 كنت أجلس في مقر عملي وقد سمعت عن خروج مظاهرة للشباب ضد الحكومة ومثلي ومثل كل المصريين كنا نعتقد أن هؤلاء الشباب سيقوم الأمن ذو القبضة الحديدية بلمهم من الشوارع ، وعن هذا اليوم الأول يذكر لي أحد زملائي من أصحاب المحلات بمحيط ميدان التحرير أنه شاهد شباب يتراوح عمره بين الستة عشر عاماً والخمسة والعشرون عاماً يعبرون بكميات كبيرة متجهين إلي الميدان وهم يطمئنون الأهالي وأصحاب المحلات قائلين "متخافوش محلاتكم وبيوتكم في أمان ويرددون سلمية سلمية" .
أنا لست من ثوار 25 يناير 2011 ولكني عشت يوماً واحداً في الميدان وكان هذا اليوم هو يوم 10 فبراير التالي أي قبل تنحي مبارك بيوم واحد وشاهدت ما هالني داخله من نظام وحب وترابط حتي أنني كتبت مقالة وقتها سميتها "ميدان التحرير والمدينة الفاضلة" لأني رأيت فيه من الفضائل ما لا كنت أتخيله ، وجدت في الميدان النظام والتعاون بين الجميع ، وجدت الحب والتأخي بين المسلم والمسيحي ، وقت الميدان وقد تحول منسكاً للصلاة وكأنها الكعبة المشرفة ، وجدت النظافة ، وجدت معاقاً يسير بكرسية وقد أمسك بكيس لجمع القمامة يمر به بين جوانب الميدان للتنظيف ، وشاهدت الوطنية وحب الإنتماء في مواطن شاب شعره وقد أمسك بلوحة مثبت عليها العديد من جوازات السفر الخاصة به ويتجول في الميدان ويقول بصوت عال ودموع منهمرة " أوعوا تسيبوا مصر" واتخذت تلك الجملة عنواناً لمقالي الثاني عن وصف هذا الرجل وحب تراب الوطن .
حين دخلت في الصباح إلي الميدان وعلي لجان التنفيش وجدت كل من يقف شباباً صغيراً يقوم بالتأمين في غياب الجيش والشرطة وسلموني بسكويتاً وحين سألتهم ما هذا قالوا لي هذا وجبات كنتاكي التي يروج عن وجودها بالميدان عبرالتليفزيون الحكومي .
كل ملمح رأيته في تسجيلي لمشاهد ثورة 25 يناير 2011 كان يتصدره الشباب الصغير الذي قام وقاد ثورة توارت خلفها خوف وجبن العواجيز ، شباب صغير استطاع عبر الفيس بوك أن يؤسس لمعجزة نزلت من السماء علي شعب سخرت كل مقدراته وثرواته لحماة الفساد والمصلحة ولم يكن أحداً يتخيل يوماً أن يكون شباب البنطلونات الساقطة والشعر الهايش وأصحاب السلاسل الذهبية التي تطوق الرقاب هم الشرارة الأولي لثورة صنعت التاريخ وأذهلت العالم .
واليوم وبعد ثلاثة سنوات نحتفل بالذكري الثالثة لتلك الثورة ولكن بحال مختلف ، حال اختفي فيه هؤلاء الشباب خلف الأنظار ووراء الأسوار وسيطر علي الساحة شيوخ ذو عقول كل همها السرقة والسلطة والكراسي رغم أن هؤلاء هم من سكتوا حين تكلم الشباب واختفوا حين ظهر الرجال وساروا في مسيرات هزت جوانب مصر تحت قيادة الشباب ، ولكن الآن الحال يتبدل والمواقف تتغير وتتحول الثورة مرة أخري عن أصحابها والخطأ لا يلام عليه إلا الشباب الذين تخلوا عن ثورتهم وحلوا كل الكيانات الثورية الشبابية بعد شهور بسيطة من قيام الثورة وتركوا الساحة لوجوه قاتمة بائسة ليس لديها أي جديد ، وجوه تخاف التجديد أو التفكير إلا بالطرق التقليدية الرجعية .
اليوم لابد أن نحتفل بشباب الثورة الذين حققوا لنا ثورة داست علي خوفنا جميعاً وتحدت المدرعات والمصفحات ورشاشات الأمن ومدافعهم بشجاعة السلمية وإصرار القضاء علي الفساد .
لابد أن ترجع القوي الشبابية الثورية مرة أخري علي السطح ولابد وفوراً أن تتجمع تلك القوي وتشكل إئتلافاً واحداً قوياً يمنع سارقي أحلام الشباب ويحقق التوازن بين قوي فاسدة كثيرة موجودة الآن ويقود الثورة إلي تحقيق أهدافها التي صارت درب من دروب الخيال .
ياشباب ثورة 25 يناير اتحدوا من أجل مصر التي هببتم من أجلها أول يوم للثورة وسالت دمائكم علي أرصفة شوارعها من أجل " العيش والحرية والعدالة الإجتماعية " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق