الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

تجميد أموال الجمعيات ضرب للفقراء في مقتل




يكتبها : وفقي فكري
كل يوم في السادسة والنصف صباحاً أمر من أمام الجمعية الشرعية المجاورة لمقر سكني لأجد عشرات الأمهات كلهن من المسنات والأرامل والفقراء يفترشون الأرض أمامها منتظرين فتح باب مخزن العيش المدعم ليصرفوا حصتهم اليومية منها ، ولا أعلم كيف يأتي الخبر المدعم إلي مقر الجمعية ولكن الذي أعلمه أن هؤلاء يفترشون الأرض كل يوم رغم البرد ويتحملون عناء ومشقة الإستيقاظ مبكراً لأنهم لايملكون المال الكافي لشراء الخبز السياحي ، وكل يوم جمعة تأتي سيارتان ممتلئتين باسطوانات البوتاجاز توزعهم باسعار مخفضة جداً علي سكان المنطقة وأنا واحد من هؤلاء المستفيدين من ذلك ، وعلمت من أحد مدراء الجمعية الشرعية حين سألته عن سبب تكدس النساء بالشارع في يوم ما ، أن هؤلاء هم من يصرف لهم معاش للأطفال اليتامي ويقدر عددهم بالألاف يصرف لهم مبلغ شهري لا أتذكره تحديداً ولكنه بمئات الألاف ، وحين كان لدى إبنتي مشكلة مع التسنين ذهبت إلي مستشفي الجمعية الشرعية المجاورة لبيتي وكانت أول مرة أدخلها وشاهدت مئات بل ألاف الحالات المترددة علي العيادات الخارجية بها من الفقراء ومتواضعي الحال وعلمت لماذا يتكدسون عليها حين أخذت تذكرة الكشف بعشرة جنيهات وعلمت أيضاً أنها كانت بخمسة جنيهات حتي وقت قريب ، وعملت ايضاً أن بالأدوار العليا بمجمع الجمعية الشرعية هناك مركز كبير لتحفيظ القرآن لأطفالنا وبه عدد كبير بالإضافة إلي مساهمات كبيرة تخرج للمساعدة في تجهيز البنات اليتامي والفقراء ، كل هذا من تمويل المصلين وأهل الخير المترددين علي الجمعية ومسجدها ويحدث من عشرات السنين وليس وليد مابعد الثورة حتي لا يقول لي أحد أن ذلك منهج للإستقطاب ثم يأتي قرار الحكومة بتجميد أموال 1055 من تلك الجمعيات علي رأسها الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة و الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة و جمعية الشبان المسلمين فى بعض المحافظات والمفاجأة بنك الطعام المصري الذي يساهم مساهمة كبيرة في إطعام ملايين المصريين والغريب أن هذا الموقف من الحكومة يأتي بعد حكم محكمة الأمور المستعجلة بالتحفظ على أموال جماعة الإخوان حيث قام مساعد وزير العدل بإعداد 72 كشفاً تضم أسماء 1055 جمعية مطلوب تجميد أموالها لارتباطها بشكل أو بآخر بالإخوان ، ومن أدراكم ياسادة أن هناك ارتباط بينها وبين جماعة الإخوان المسلمون ، هل تحرياتكم قالت لكم ذلك وإن كان كذلك ألم تعلمكم بالملايين من البشر الذين تخلت عنهم الحكومات المتعاقبة وتركوهم لتلك الجمعيات والمؤسسات فتكفلت بيهم والتخلي عنهم حالياً سيجعلهم عرضة للإنفجار بعد تشريدهم وقطع سبيل العيش الوحيد لهم ، وإن كنت تعلمون مدي الإرتباط بين أموال تلك الجمعيات والجماعة فالأولي بكم أن تعرفوا أيضاً كيف تمنعون ذلك بدلاً من أن تضربوا الفقراء في مقتل بدون رحمة ولا هواده ، لقد جلست بالصدفة البحتة علي مائدة واحدة مع المدير السابق لفرع الجمعية الشرعية بالمنطقة التي أسكن بها في أحد الأفراح وعلمت منه في أثناء حديثنا أنه تم استبعاده من الإدارة لأنه إخواني ، إذاً أنت تعلمون من هم الأخوانيين فاستبعدوهم إن كان هذا سيمنع تحقق الكارثة ، ربما سيؤدي ذلك إلي ردة فعل عكسية تؤثر بالسلب أكثر مما ستفيد فمن الممكن أن ينضم هؤلاء الفقراء أكثر إلي الجانب المعاكس لمن تحاربونهم للتعلق بأي أمل في النجاه أو بسبب الغضب والحنق علي تصرف الحكومة وبالتأكيد إن كنتم جمدتم أموال البنوك فمازالت تلك الجمعيات لديها ممول ثابت ومستمر وهو أهل الخير ولن يتوقفوا عن التمويل فإما أن يتم سرقة أموال هؤلاء أكثر من ذي قبل من قبل القائمين عليها أو يتم إخفاءها بعيداً عن أنظار الدولة خوفاً من الملاحقة وفي كل الأحوال الأمر كارثي .
ارحمونا من فزاعة وفوبيا الإخوان واتركوا الفقراء يتكففون عيشهم كما كانوا وإن كان علي موقفكم ضد الأخوان ومن حالفهم فهذا شأنكم افعلوا ما تشاؤؤن بهم بعيداً عن لقمة عيش الغلابة والمساكين وإلا ستجدون غضب شعبي لهؤلاء غير متوقع وأعذروهم حينئذ لأنهم لن يقاتلوا من أجل السياسة ولكنهم مستعدون للموت من أجل أن يعيش أولادهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق