السبت، 21 ديسمبر 2013

ألا ليت المترو يعود يوماً




يكتبها : وفقي فكري
"لعبة حماده ومياده ، اللعبة السحرية بتلزق علي الحيطة وبتمشي عليها كمان " ، "المبشرة السحرية لتقشير البطاطس والجزر " ، كارت الشحن العشرة بعشرة " ، اللي عايز شمعة فواحه " ، "ميزان يبقي معاك في كل مكان بـ2 ونص " ، "ربنا مايوريكم وحش في عيالكم ياأخواتي بصرف علي 5 بنات يتامي وبجيب ليهم علاج " ، " ولاعة نازلة لأول مرة بكشاف ليزر بخمسة جنيه " ، طقم مشط تتسرح بيه خمس قطع بـ2 ونص " ، "القلم ده مش قلم رصاص عادي ده ممكن تعمل منه أشكال مش هقولك بـ3 جنيه كل اللي هيطلع جنيه هياخد قلم " ، " اللي عايز الميدالية الكريستال السيريا بـ2 جنيه بس الخمسة بعشرة " .
ده مش منظر من داخل سوق شعبي ، ده بيحصل في المترو ياحضرات لفت نظري كثرة الباعة الجائلين فقلت أطلع مفكرتي وقلمي وأكتب عددهم وكل ما يعدي عليا واحد منهم أكتب بيبيع أيه وبيقول أيه وفي خلال 35 دقيقة و15 محطة مترو علي الخط الأول لمترو الأنفاق مر عليا 8 بياعين جائلين وشحاته واحدة و2 بياع كارت شحن يعني مر عليا وأنا قاعد 11 واحد في 35 دقيقة يعني تقريباً كل 3 دقايق كان بيعدي عليا واحد وطبعاً الـ3 دقائق بيكونوا الوقت اللي بيعرض فيه البائع بضاعته أو تشرح فيه الشحاته حالتها ليدفع الناس لها المال .
نروح بقي للمحطات نفسها وهنشوف فيها نصف شبابيك قطع التذاكر وخصوصاً في المحطات الزحمة مغلقة ولا يوجد بها موظفين والزحمة كلها علي شباك أو اتنين بس هما اللي مفتوحين أمام الجمهور ، خذ تذكرتك وتوجه إلي ماكينات الدخول لتجد أن معظمها تالف والناس مزدحمة علي واحده أو اثنتين فقط للدخول بالمئات وخصوصاً في وقت الصباح أما موظفي الأمن يقفون من الداخل ليراقبوا دخول الناس بلا تذاكر أو يقفزون من فوقها وهناك ظاهرة مشتركة في كل المحطات بوجود باب يفتح ليدخل منه الناس بدون تذاكر أو يقوم مراقب الدخول بقطع التذكرة للعابر وكأننا في أتوبيس هيئة نقل عام ، أما الأرصفة والمحطات من الداخل فمعظمها علي الخط الأول يتم تطويرها منذ قرابة العام ولا جديد في منظر الرمل والبلاط المشون أو الرخام ، ومن الطريف أن السلالم المتحركة تم تركيبها بالمحطات ولكن 99% منها لا تعمل ويستخدمها الناس كسلم عادي للصعود والنزول مما يهدد بتخريبها قبل أن تعمل أصلاً .
أما المحطات من الخارج فقد تم إحتلالها من الباعة الجائلين ، استولوا علي المداخل والسلالم ومخارج المحطات علي الشارع وكتر الله خيرهم لأنهم سمحوا لنا بالعبور من مساحة لا تتعدي النصف متر عرضاً لنخرج من المحطة وسط مضايقات الباعة للنساء والبنات وحتي إضاءة نصبات هؤلاء الباعة بيتم توصيلها جهاراً نهاراً من داخل المحطات بكابلات مكشوفة تهدد الأطفال والماره وتحت مرأي ومسمع من المسئولين بالمحطة ولا حياة لمن تنادي .
والطريف أن رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو يرد علي مقدمة برنامج مساء الخير يامصر علي البرنامج العام بالإذاعة المصرية علي ذلك بأننا في جو لا يمكننا من مواجهة ذلك وأن الأهم عندنا هو تشغيل القطارات دون توقف وإلا واجهنا مشكلة كبيرة إن تعطل قطار واحد علي أي خط ، وأنهم يحاولون منع ظاهرة الباعة الجائلين ولكن الركاب هم من يدافعون عنهم ويتكلم عن مشاريع مكافحتهم في المستقبل بالداخل والخارج .
ياسيادة رئيس الشركة إحنا مللنا من الخطط والمشاريع المستقبلية والله يرحم أيام زمان لما كنا بنطوق علشان ركبنا محطة زيادة عن حقنا حسب التذكره وكمان الله يرحم لما كنا مبنعرفش ندخل المترو بكرتونة والله يرحم كمان لما كانت مكاتب الشرطة في المحطات مثال للضبط والربط ، فينك يامترو زمان والله كانت أيام ولا في الأحلام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق