الأحد، 27 أكتوبر 2013

معك أو عدوك



يكتبها : وفقي فكري
عجيب أن تكتب مقالة مكونة من سطور متتالية تعبر فيها عن رأيك دون توجيه الإتهام لأحد أو سب وقذف لطرف ثم تنشرها لتري التعليقات تنهال عليك من كل صوب وحدب تلعنك وتكيل لك الإتهامات والسباب ، والغريب أن كل شخص يقرأ ماكتبته من منظوره هو فقط فهذا واحد يتهمك بالخيانة للشرعية والثاني يتهمك بالعمالة للإخوان وأخر يذكرك بأنك أكثر من استفاد من وجود الإخوان ورابع يلومك علي الهجوم علي السيسي والنظام الحالي وخامس يسبك بأنك لاعق بيادة العسكر وسادس يتهمك بخيانة مصر وشعبها الحر.
هذا هو حال التعبير عن الرأي الأن في مصر، ينتظرون منك كتابة أو نطق كلمة لتري وتسمع مالا يحمد عقباه ، لا يقرؤن ماتكتب وإنما يحكمون عليك من الخارج وبالظاهر ويؤمنون بأنك تهاجم طرف علي حساب الأخر ، والعجيب أن هذا يضطرك إلي إعادة قراءة ماتكتب فلعلك أخطأت في التعبير أو كتبت دون قصد جملة فهم منها ماهو خطأ ولكن لا تجد إلا الإندهاش يلجم لسانك وتعلو تعبيرات وجهك الدهشة ، التعليقات تنهال عليك وكلاً عكس بعضها ، فسروها كما يشاؤون وتركوك تعاني قسوة الظلم ، حتماً هؤلاء لا يقرأون ولا يريدون أن يقرؤا ماتكتب فكل ما يعنيهم الهجوم من أجل الهجوم ، كل طرف يشدك إلي حزبه واعتقاده وعليك أن تعبر عن ذلك بكل وضوح وإلا لاقيت ماتكره .
إما أن تكون معه أو تصبح عدوه ، سياسة المرحلة الحالية لا هدنة مع الغير ولا سماح لوجود مصطلحات الإختلاف والنقاش وتبادل وجهات النظر والحياد ، إنعدمت تلك المصطلحات من مجتمعنا وصرنا نستبدلها بالعنف والصياح والصراخ والسباب في وجه من يختلف معنا في الرأي .
أنا لست معك ولكني لست عدوك ، أنا لست حليفك ولست ضدك ، أنا مع مصر ومصريتي لا تحتاج إلي بطاقة انتماء إلي حزب أو جماعة أو حركة أو تيار ، حياديتي ليس معناها أني أخاف التعبير ولكن معناها أني أرغب في التوضيح بدون عصبية أو إنفعال ، رؤيتي تعبر عما أري وأرصد وليست مبنية عما يراه لي غيري أو يحشو به الناس عقول بعضهم البعض ، لا يعنيني الألقاب ولا الأشخاص ولا المسميات أو المناصب ولكن يعنيني تراب وطني وأفديه بكل ما أملك لأنني ولدت هاهنا وعشت هاهنا وتزوجت وأنجبت هاهنا ، لست عميلاً أو منافق أو صاحب مصلحة ، لست كاذب أو جبان أو متسلق ولكني أملك أدوات عقلي ولباب تفكيري وأملك حريتي ولن أرغم علي الإنحياز لأحد إلا لمصر فهي صاحبة التيار الأقوي الذي ينبغي أن ينتمي إليه الأخرون ومن دونه زائلون.
دعوة للتوحد والإتحاد من أجل الوطن فوطننا يحتاج إلينا ونحن متحابون ومتقاربون ولن ينشرح قلب الوطن وقد سادتنا صفات الإنشقاق والخلاف والإنقسام ، إعملوا جميعاً من أجل الوطن ولا تعملوا من أجل أفراد ، فهم أصحاب مصلحة ومصر وحدها صاحبة القلب الحنون الذي يضمنا بلا مقابل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق