السبت، 26 أكتوبر 2013

إختيار أم إجبار


يكتبها : وفقي فكري
بعيداً عن توصيف ماحدث في 30 يوليو هل هو ثورة أو انقلاب وبعيداً أيضاً عن من كفروا بثورة يناير وسموها احتجاج ، فإن الملاحظ أن هناك اتجاه قوي يحضر الفريق السيسي ليكون رئيس مصر القادم ، تلك الحملة التي بدأت بغزارة من قبل الإعلاميين بتوجيه من مالكي القنوات الفضائية بعد أن تنفسوا الصعداء بعد أن كانوا علي شفا حفرة من تعتيم شاشاتهم وحظرها للأبد وتهديد استثماراتهم ومروراً بالفنانين ومحيط الوسط الفني والعاملين به الذين تعرضوا إلي حملة شعواء وشديدة الوطأه من قبل الإسلاميين أيام مرسي وانهيال التهم بالفسوق والمجون لهم عبر الشاشات وتبادل الشتائم والسباب علي الهواء مباشراً وانتهاءاً بفلول النظام الذين بدأ نظام الإخوان يقصيهم بسرعة ملحوظة من كل مؤسسات الدولة في مسلسل الأخونة الغاية في السرعة .
واليوم وبعد أن لاحظت الحب والولع الشديد للفريق السيسي من قبل الكثير حتي وصل لحد التوسل له بأن ينقذ مصر ويلبي أمنيات الجماهير بحكمها لأن مصر علي حد قولهم محتاجه "لدكر" مثله ينهي هذا الهزل والفيلم الهندي الذي نعيش فيه منذ سنوات فإنني أجد نفسي مضطر لأن أقارن ما قام به السيسي في 30 يوليو بما قام به المشير طنطاوي في 25 يناير أو بالتحديد في 28 يناير ، تقول الحكايات التي سربت من لقاءات طنطاوي مع مبارك أثناء الأحداث أن مبارك طلب منه أن يتحرك الجيش ليضغط علي الشعب لينهي المظاهرات ولكن طنطاوي رفض بشكل قاطع رغم أنه خدم مع مبارك كوزير للدفاع لمدة 20 عاماً وكان الأولي أن يكون ولاءه الكامل له وخصوصاً أن الشعب كان ساخط عليه بسبب انتماءه لنظام فاسد ومحسوب عليه ولكن ذلك لم يحدث وفضل أن يقف مع إرادة الشعب في وقت لم يكن متأكداً فيه من نجاح الثورة أو فشلها ، كما أنه نشر قواته بعد انسحاب قوات الداخلية يوم 28 يناير وأرسل رسائل اطمئنان للشعب من خلال تفقده للوحدات في الشارع ولقاءاته مع افراد الشعب والتفاعل معهم بشكل طيب وايجابي ورغم ذلك لم يغفر له الشعب وطالب في بعض الأحيان بمحاكمته كونه من الفلول علي الرغم من أنه منع حمامات من الدم كان من الممكن أن تسيل لو أشار بإصبعه لجنوده وعاش في نار الحكم الصعيب خلال مرحلة حكم المجلس العسكري وتقبل الهجوم الشرس عليه بصدر رحب مقدراً المرحلة الثورية التي تعيشها مصر وبلغ الإعتراض عليه حتي أنه حين تقاعد من قبل مرسي انسحب بهدوء ومعه الفريق سامي عنان وكثير من قيادات الجيش مفضلين عدم إحداث بلبلة داخلية وعندما أقاموا محوراً مرورياً جديداً اسموه بإسمه هاج الناس وتعجبوا من الفساد الذي يخلد اسم رجل عاون نظام فاسد وعاش فيه سنوات طوال .
أما عند الحديث عن الفريق السيسي فالأمر مختلف سواء من حيث الأحداث أو النتائج ، فالسيسي خليفة طنطاوي فترة ظهوره علي الساحة كانت قصيرة وارتبطت بتقلده منصب وزيراً للدفاع وزامن ذلك إطلاق اشاعة انتماءاته الإخوانية وأن ذلك مؤشراً علي أخونة الجيش واعتقد الإخوان أنهم ملكوا الجيش بتعيين السيسي قائداً عاماً له ، ولكن مهمة السيسي كانت سهلة لأنه جاء في مرحلة إلتهاب ثوري مستمر زاد مع سخط الناس علي أفعال الإخوان الغير متعقله أو محسوبة فكانت المأمورية سهلة بعد الدعم الكبير الذي أظهرته الأنظمة الإعلامية والفلول وأصحاب السطوة والمال والنفوذ لرغبة التحول والتخلص من حكم الإخوان المسلمون فما كان عليه إلا أن يستجيب للملايين والرغبة العامة ويكرر ما قام به طنطاوي من قبله ولكن هذه المره رافق ذلك اجراءات تعسفيه واسعة صاحبها تطبيق لقانون الطوارئ والحظر ودراسة لقانوني التظاهر والإرهاب وقرب لتطبيقهم وأحكام بحظر جماعة كان لها جمعية أهلية وبوادر تكميم للأفواه وعودة قوية للفلول وأصحاب النفوذ وشللهم المصاحبة لهم وتوجيه عام للصحافة والإعلام نحو تبني اتجاه واحد صارخ والبعد عن الحيادية .
والأن هل يمكن أن ننادي بطنطاوي رئيساً لمصر لأنه بطل أنقذ الثورة مثلما فعل السيسي وأن نغني له أغنية تسلم الأيادي ، وهل يمكن أن نختار أحد مصابي ثورة 25 يناير أو نختار واحداً من أهل أحد شهداء الثورة الأبطال لنروج لهم برئاسة مصر لأنهم أبطال وقفوا ضد الظلم وواجهوا المدرعات والرصاص بصدور مكشوفه دون خوف حتي أصيبوا أو لقوا حتفهم من أجل مصر ؟
هل يمكن أن ندعوا توفيق عكاشة ليكون الرئيس القادم لأنه ادعي أنه مفجر ثورة 25 يناير وملهم ثورة 30 يوليو وأسد الإعلام رغم أن هذا الرجل انقلب علي وصفه وكفر بـ25 يناير واتهم كل من يسميها ثورة بأنه حمار وطابور خامس؟
كم عدد الأبطال الذين يمكن أن نضمهم إلي صف بطولة الفريق السيسي ليدخلوا معه في قائمة الترشح لرئاسة مصر القادمة ومن منهم سينال تسليط الأضواء الإعلامية عليه ومن منهم سيكون نصيبه من شرف الترشح مجرد استماره ؟
إن كان الفريق السيسي بطل لأنه لبي رغبة الوطن فهناك مثله أبطال كثر ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن وإن كنا نقدره لشجاعته فنحن نقدر كل شجاع عاش ومات من أجل مصر ولكن حكم الوطن يحتاج إلي التجرد الكامل واقتناع الشعب بمن يختاره دون ضغط منظم أو فتون من قبل شاشات ومقالات إعلامية تفرض رأي واحد بطريقة بيروقراطية مُجبرة رغم الصمت التام من قبل السيسي عن التعليق أو التصريح ، إن كان الشعب أحب الفريق السيسي حقيقة بسبب مافعله لمصر فالشعب هو الذي سيجلسه علي كرسي الحكم وإن كان هناك من يتفوق عليه في قلوب المواطنين فسيتربع علي عرش مصر رغماً عن أنف الجميع ، لا تصنعوا فرعون جديد بإرادتكم ثم تنقلبون عليه اتركونا نختار من يحكمنا بكل ديمقراطية وحيادية فنحن شعب لم نقم بثورة من أجل أن نخضع خوفاً من الملاحقة أو حبس الحريات.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق