الأحد، 6 أكتوبر 2013

المقاولون العرب ونصر اكتوبر 73



يكتبها : وفقي فكري
إن القاصي والداني لا يستطيع أن ينكر قيمة ومكانة شركة المقاولون العرب في مصر خاصة وفي الوطن العربي والإسلامي عامة ، ومنذ أنشئت الشركة وقد قدر لها أن تكون ملاذ القادة والزعماء وقت الخطر والأزمات وفي ذكري نصر أكتوبر لا نستطيع إلا أن نتذكر مساهمتها في رسم لوحة النصر في حرب ردت للعرب قبل مصر شرفهم واعتبارهم بعد أن ذاقوا مرارة النكسة ، فربما يغيب عن البعض أن المقاولون العرب كانت هي أداة البناء العسكرية التي بنت بسواعد أبناءها كافة القواعد العسكرية وحظائر الطائرات ومنصات الصواريخ لأغلبية الدول العربية ، وفي مصر بلد المنشأ لم تتأخر الشركة عن نداء الواجب حين تعاونت مع القوات المسلحة المصرية في إنشاء قواعد منصات الصواريخ علي طول خط القناة الغربي استعداداً لحرب اكتوبر المجيدة ولم تتأخر في ان تكون مشاركة بجزء من دماء عمالها من أجل النصر .
يقول عثمان أحمد عثمان مؤسس المقاولون العرب في كتابه "صفحات من تجربتي" متحدثاً عن عملية إنشاء قواعد الصواريخ (وكان أن أسندت الدولة إلي المقاولون العرب مهمة بناء قواعد الصواريخ لقطع الذراع الطويلة للطيران الإسرائيلي وحظائر الطائرات حتي لا تكون طائراتنا في متناول يد الطيران الإسرائيلي ... والحمد لله نجحت المقاولون العرب في تنفيذ تلك المهمة الوطنية الكبيرة في اوقات قياسية وقوة فنية خارقة ... إن بناء دشم الطائرات وقواعد الصواريخ كان ملحمة نضال رائعة للمقاولون العرب وكان لنا شهداء شرفاء سقط منهم في يوم واحد علي الضفة الغربية للقناة 500 شهيد) نعم 500 شهيد من أبناء المقاولون العرب ضحوا بحياتهم من أجل أن ترفع مصر رأسها علي الدوام واستطاعت أن تساند الشركة قواتنا المسلحة في أن تحمي سمائنا من موجات الإختراق المتواصل من الطيران الإسرائيلي.
ولن نجد أفضل من مذكرات المعلم عثمان أحمد عثمان دليلاً لأن نكمل معها قصة المقاولون العرب في حرب أكتوبر حيث يستكمل عثمان القصة ليقول ( ذات يوم اتصل بي قائد سلاح المهندسين في القوات المسلحة المصرية وطلب مني أن تقوم ورش الشركة في شبرا بتصنيع معدية حمولتها دبابة أو دبابتين علي الأكثر بحيث يتم تزويد العوامة بطلمبة تضخ الماء بقوة دفع شديدة... أوضحوا لي أن الطلمبة ستقوم بفتح الثغرات في الساتر الترابي الذي اقامه الإسرائليون ... وبدأت علي الفور بعدما استمعت إلي ذلك الشرح في تنفيذ ماطلبته مني القوات المسلحة في ورش المقاولون العرب في شبرا ... وعقدت اجتماعاً لجميع المسئولين في ورشنا وطلبت منهم أن يتركوا أي عمل في أيديهم مهما كان وأن يتفرغوا تماماً لتصنيع ذلك العدد المطلوب من المعديات في الوقت الذي حدده اللواء جمال محمد علي مهما كلفهم ذلك من جهد أو مواصلة الليل بالنهار، وللحقيقة فإن رجال المقاولون العرب إذا وعدوا أوفوا وعلمتهم التجربة التي خاضوها في كل ما قامت به الشركة من مهتم ألا يعرفوا شيئاً اسمه المستحيل وعلمتهم الأيام القاسية التي عشناها أن التصميم والعزم لا يعرف العوائق والمصاعب مهما كانت لذلك قاموا بتنفيذ المهمة في ذلك التوقيت القياسي بكل معدلات الأداء.
وفي ذكري حرب اكتوبر من كل عام وتكريماً لما قامت به المقاولون العرب من بذل لدماء شهداء الواجب تقوم القوات المسلحة المصرية الباسلة بتكريم اسر الشهداء من عمال الشركة ممن ضحوا بأرواحهم فداءاً لوطنهم وتقدم دروع الواجب والوفاء لقيادة الشركة تقديراً لها علي ما قدمته من أجل نصر اكتوبر المجيد ، فتعيش قواتنا المسلحة درعاً لمصر علي الدوام ولتبقي شركة المقاولون العرب ذراع التشييد لمصر في السلم والحرب مهما كانت التحديات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق