الاثنين، 23 سبتمبر 2013

زعيم إلا ربع


يكتبها : وفقي فكري
جلست مع صديقي لبعض الوقت نتكلم في السياسة مع أني كنت قررت من بعد يوم 30 يونية وعزل محمد مرسي أن امتنع عن الحديث في السياسة ولا أدخل في جدل مع أحد لأن الحديث لن يثمر عن مكاسب  بالعكس ربما يحدث مشاكل أنا في غني عنها الأن ، لكنني لست متذكراً بالظبط السبب الذي جعلني اتنازل عن قناعتي مؤقتاً وأخوض معه في حديث السياسة ، ولكي تعرفوا خلفية كل واحد منا قبل الحديث فإن صديقي كان من مرشحين الفريق شفيق في انتخابات الرئاسة السابقة وانا كنت ضده ولم أجد أمامي إلا محمد مرسي في الجولة الأخيرة لأعطيه صوتي نكاية في شفيق أي أني من الأصوات العقابية التي حصل عليها مرسي.
المهم أخذنا الكلام عن الفريق السيسي والترويج الإعلامي الذي يرشحه حالياً لحكم مصر واختلفنا في نقطة هل يستحق الفريق السيسي أن يحكم مصر نظير لما قدمه للشعب من حمايه ضد كل التقلبات السياسية التي حدثت بعد الثورة وخصوصاً بعد ثورة 30 يونية التي قادها السيسي ضد الإخوان وهل يعتبر بذلك زعيم شعبي ويمكن أن نطلق عليه لقب وصفة زعيم ؟
صديقي قال انه رغم ان السيسي يستحق كل التقدير ويعتبر في نظره بطل قومي لأنه أنقذ مصر من الإخوان وأنه يعتبره بذلك زعيم تحتاجه الفترة الحالية ليعبر بمصر إلي شواطئ الامان إلا أنه يخشي عليه من الترشح للرئاسة خوفاً من أن يحرق في حالة ما كان سقف المطالب غير واقعية ولم يستطع أن يلبيها فتنطفئ زهوته وتحرق ورقته وأن الخطر ليس علي شخص السيسي ولكن لأنه سيدخل صراع الرئاسة برمزية الجيش ولو انطفئ تأثيرة فربما ينعكس علي الجيش كافة بالسلب ويؤثر علي العلاقة الطيبة بين الشعب وجيشه وهذا اشد ما يخشاه.
وبدت لي وجهة نظر صديقي منطقية وتحليله للواقع هو قمة الواقعية ورغم اني احترم السيسي واحترم جيش مصر لأنه حمي الشعب من كارثة سفك أنهار من الدماء أيام الثورة بانحيازة لصفوف الشرعية الثورية إلا أنني اختلفت معه من حيث اعتبار دخول السيسي معترك الرئاسة بصفة زعيم ، فالزعامة لها مواصفات ومتطلبات وظروف خاصة حال توافرها يمكننا أن نطلق علي من يعايشها تلك الصفة الفريدة ،فالزعيم دائماً ما يأتي من قاع المجتمع من بين صفوف الشعب ويعايش مشاكله حتي يستطيع أن يكون هدف غير تقليدي يسعي لتحقيقه ثم يكون هو السبب في التغيير حين يقود مسيرة التحول بكارزمة فريدة تستطيع أن تسيطر علي العقول للإيمان بمنهجه فيصير الجميع طواعية أمره لينفذ بهم أهدافه حتي ينجح في قلب الموازين وتحويل الدفة إلي التغيير وبذلك تكون الزعامة التي تبدأ فور تقلده قمة الحكم وبداية تطبيق ما خطط له بقوة دون النظر إلي المعارضين او المؤيدين فقوته وسطوته تجعل سفينة قراراته تمضي دون توقف.
 والأمر يختلف بالنسبة للفريق السيسي لأنه لم يقود مسيرة التغيير ولم يبدأها ولكن الشعب هو الزعيم الحقيقي الذي قاد ثورة بلا زعيم وسارت تتخبط عبر أمواج جامحة حتي كان القدر الذي وضع السيسي علي رأس الجيش ويتعرض إلي ضغوط مهولة من الشعب للتدخل وهذا ما أبرز دوره حين استجاب لصوت الشارع وأطاح بمرسي والإخوان دون رجعة فرسمه البعض بمساعدة الإعلام علي أنه زعيم ولكنه في النهاية رجل مصري وضعه القدر ليكون زعيم ينقذ الثورة من التخبط أو اللجوء إلي الحرب الاهلية .
ورغم أن صديقي كان صبوراً وهو يستمع إلي وجهة نظري إلا أنه عارضني في قضية الزعامة وظللنا نتحدث طويلاً يحاول كل واحد منا أن يقنع الأخر بوجهة نظره حتي وصلنا إلي طريق واحد وهو اعتبار السيسي شخصية متميزة ولكني فضلت أن أطلق عليه لقب زعيم إلا ربع وأني اتفق معه أنني لا أرغب في ترشحه للرئاسة ولكن ليس لأسباب صديقي وإنما لرفضي عودة مصر لحكم الجيش مرة أخري والقضاء علي حلم الرئيس المدني مع تقديري الكامل لمواقف الفريق السيسي ولكن الإختلاف لا يفسد للود قضية كما يقولون .












































































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق