الثلاثاء، 25 يونيو 2013

دعوة لتحكيم العقل حتي ينجو الوطن


يكتبها : وفقي فكري
المشكلة الأن أن الشعب المصري انقسم إلي ثلاثة فرق ؛ الفريق الأول يتكلم بسم الدين وأن دين الله في الأرض لن يقوم إلا علي أكتافه هو فقط ، وبالتالي فهو يُسفه من كل من يعارض نظريته ، ومعارضته ليست بالتي هي أحسن كما يدعو باسم سماحة الدين ولكن يغلظ كثيراً ويهاجم أكثر حتي وصل الأمر إلي القتل باسم الدين مثلما حدث من قتل اربعة من الشيعة بزاوية بأبو مسلم بالجيزة ، والفريق الثاني وهو الطبع التيار المعارض للأول ويتحدث هو الأخر باسم الدين ولكن يدافع عن نظريته بأن الفريق الأول يسعي باسم الدين للتحكم في البلاد والعباد وأنهم أبعد ما يكونوا عن الدين لأنهم يشوهون الدين وينفرون المجتمع منه ، وأن الدين الصحيح هو مايدعو لأن نحبه ونقدره ونجله ونسعي من خلاله إلي نشر لغة التراحم والتواصل لا الفرقة والنزاع ، كما يدعون إلي عدم زج الدين في السياسة.
أما الفريق الثالث فهو حزب الكنبه الصامت ، هذا الفريق الذي كان ومازال يقبع ليشاهد من قريب ما تؤول إليه الأحداث بين الفريقين الأخرين ، ولكن هذا الفريق الثالث عُرف عنه السلبية وسوء الإختيار ، لأن النتائج هي التي تهمه ، فهو لا يشارك ولا يناصر فريق علي الاخر وإنما يسعي لأن يحجز مقعد وسط المتفرجين .
والفريق الثالث هو في الحقيقة من كان السبب فيما نحن فيه الأن من مخاطر تحف بالوطن ، لأن الفريق الأول استغله ليفوز بمعركة الدستور والإنتخابات البرلمانية وأيضاً الانتخابات الرئاسية .
وفي الأيام القليلة القادمة ربما يذوب هذا الفريق بين الفريقين الأخرين ، فهناك من سيميل إلي دعوات نصرة الدين ضد الكفرة والعلمانين - علي حد قول الفريق الأول- ومنهم من طحنته الحاجه وزاد فقره من شدة الأزمات التي لحقت به من بعد الثورة فجلبه الفريق الثاني ليحفزه ليحتج علي سوء الأوضاع ويُمنُونه بتحسين وضعه في حالة خلع الجماعة الحالية من الحكم .
وفي الحقيقة فإن الفريق الأول سيعتبر قتلاه في الجنة لأنهم شهداء الدفاع عن العقيدة والفريق الثاني سيحتسب قتلاه في الجنة لأنهم شهداء الحرية ، وإن لم يحتكم الجميع إلي العقل فإن الأيام القادمة ستؤدي بالبلاد إلي ماهو أسوء ، من حيث زيادة حالة الإنقسام داخل الوطن لتتحول إلي كتلة من التعصب بين فريقين ؛ أحدهما يدعو إلي نصرة الدين والأخر يدعو إلي خلع من يشوهون الدين ويستغلونه من أجل السلطة ، وإنني أحذر من بدء سلسلة إراقة الدماء ، لأنها إن بدأت لن تتوقف إلا بعد أن يخسر الجميع المعركة ، فالدماء كلها دماء مصرية والخسارة ستكون كبيرة إن لم يحتكم الجميع إلي العقل والتريث .
ولعل هناك من يتهكم علي الأن ليقول ، أي عقل تدعو إليه في ظل هذا التطرف من الجميع ، وأقول لابد أن يكون العقل هو القائد خلال الأيام القليلة القادمة وفي كل الأحوال وعلي الحكماء وذوي الخبرة والرأي أن يتدخلوا من أجل حماية مصر من الدخول في طوفان لن يهدأ إلا بعد أن يقضي علي الكثير ، وفي النهاية سيعود الجميع إلي العقل.
دعوة مفتوحة للجميع بأن ينحي الدين جانباً من الصراع السياسي الحالي ، فقضية الدين والعقيدة قضية حساسة ستزيد الامر تعقيداً والتهاباً وستؤدي إلي فتنة لن يعلم مداها إلا الله ، اللهم احمي مصر وشعبها من الفتن وألهمهم الصواب والحكمة إنك علي كل شئ قدير.
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق