السبت، 6 يوليو 2013

تمرد الشباب من أجل مصر الشابه


يكتبها : وفقي فكري
الأمة المصرية أمة شابه ، وليست كالدول التي أصابتها الشيخوخة والعجز ، فمصر تمتلك قوة شبابية هائلة لا تملكها دولة أخري ، حيث كشف تقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في شهر سبتمبر 2012 أن عدد سكان مصر وصل إلي 91 مليون نسمة بالداخل والخارج وأن الفئة العمرية بين 25 و49 سنة تشكل 32.3 في المائة من مجموع السكان، والفئة العمرية بين يوم واحد و14 عاما نسبة 31.7 في المائة ، أي أن نسبة الشباب في تلك الفئات تمثل نسبة 64% من اجمالي التعداد السكاني لمصر كلها .
وبالتالي فإن مصر تملك قوة شابة هائلة وثروة عملاقة من العقول الشابة التي تحسدنا عليها كافة الدول التي أصابها الهرم والشيخوخة وتتمني وجود هؤلاء الشباب علي أرضها ، ولكن ليس العمر وحده هو مايميز المواطن المصري ، فالمصريون معروفون بذكائهم وقدرتهم علي العطاء والإبتكار والإبداع في كافة المجالات ، ومايلزمهم من الوقود هو التشجيع والثقة فيهم وفي تلك القدرات من أجل الوصول إلي صناعة الإعجاز الذي لايملكه إلا المصريين .
والمتأمل لموجات الثورة المصرية في عام 2011 وحتي الأن سيجد أن الشباب هم من قادوا لوائها وتصدروا المشاهد الصراعية بينهم وبين الأنظمة الفاسدة ، فخالد سعيد الشرارة الأولي كان شاباً تحدي الظلم فمات قهراً وعدواناً ، وقبل خالد سعيد كان انتفاضة عمال الغزل والنسيج بمدينة الصناعة المحلة الكبري ، الذي خرجوا عن صمتهم وتحدوا الجميع ونظموا أول نوع من الإضرابات المنظمة ضد الظلم والفساد وكان أغلبية هؤلاء العمال من الفئات العمرية العاملة والتي يتراوح متوسط أعمارها في مرحلة الشباب .
ومن خرجوا في يوم 25 يناير تراوحت أعمارهم بين الـ16 إلي الـ25 عام ، ومن قتلوا بميادين المواجهات خلال الثورة أغلبهم شباب ، ومن خرج ضد المجلس العسكري حتي سلم الحكم للمدنيين هم الشباب ، ومن قام بالموجة الثالثة من ثورة 25 يناير كانوا هم من تبنوا حملة تمرد من الشباب في العقد الثاني والثالث من أعمارهم بعد فشل كل المرتزقة من عواجيز الثورة والإنتهازيين من الشيوخ الذي رسبوا بدرجة ممتاز في قيادة الثورة بعد أن سلمها لهم الشباب .
لذلك فإن الشباب أثبتوا أنهم هم الأحق في الريادة ولكن يبدوا أن قادة مصر حتي الأن لم يدركوا أن الشباب هم الملاذ ولم يؤمنوا بقدراتهم رغم أنهم أبهروا العالم ، ولكننا للأسف نجد اقصاء متعمد لهم في كافة الهيئات والمؤسسات بالدولة مما يجعلنا نسير في دائرة مغلقة ، يصحح الشباب الثورة ويسلموها للقادة فيتنازعوا فيما بينهم علي السلطة ويفكرون فلا يأتوا بأي جديد ، فلا يوجد لديهم ابتكار أو فرصة للتطوير ، ثم تشب النار ويتدخل الشباب مرة أخري ليصححوا المسار وهكذا .
إن كنتم تريدون التطوير والغد المشرق فعلي القادة أن يستعينوا بالشباب ، وعليهم أن يغيروا افكارهم المريضة نحو الشباب ، فالشباب ليس بالضعيف ولا بالتافه وإنما هم أجيال فاقت التصور في التكنولوجيا والعطاء ووصلوا واطلعوا علي مالم يطلع عليه أهل الخبره ، فمن عاش عمره يجني الخبرة فإن الشباب اختصرها في وقت قصير جداً بفضل التقدم العلمي والتكنولوجي الرهيب .
علي مصر وعلي كافة مؤسساتها وهيئاتها الكبري أن تعتمد علي الشباب وأن تعطي لهم الفرصة ليعبروا بمصر نحو الخروج من الدائرة المغلقة والسير نحو المستقبل بخطي سريعة .
مصر دولة شابة فلا تجبروها علي الشيخوخة قبل الأوان ، قدموا كل صاحب فكر وكفاءة ولا تقصوهم خوفاً علي كراسيكم فمصر أكبر من كل الكراسي والمناصب ومصيرها أن يبنيها شبابها في ظل خبرة المخلصين من أهل الفهم والمعرفة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق