الجمعة، 14 يونيو 2013

المقاولون العرب تحصد أخطاء بالجملة خلال أول انتخاباتها الداخلية



يكتبها : وفقي فكري
أجرت أمس شركة المقاولون العرب تجربتها الأولي في إجراء انتخابات لإختيار أعضاء جدد بمجلس إدارة صندوق التأمين الخاص بالعاملين بشركة المقاولون العرب ، وهذه التجربة هي أولي التجارب التي قررت الشركة الدخول فيها ، حيث تعتبر أول طريقة يتم فيها اختيار عضو مجلس إدارة للصندوق منذ تأسيسه من عشرات السنين .
وفي الحقيقة فإن كانت تلك التجربة هي الأولي من نوعها بصندوق التأمين ، فإنه سبقها بعض المحاولات التي لحقت قيام ثورة 25 يناير 2011 ، حيث نظمت بعض الإدارات مثل صيانة القصور والأثار انتخابات لإختيار مدير لوحدة ترميم الأثار، وتلاها تجارب أخري انتخابية لإختيار بعض ممثلي الإدارات والأفرع العمالية لتمثيلهم نقابياً مثل انتخابات فرع شبرا وترسانة المعصرة ، ورغم ماقدم من نقد لمثل تلك التجارب إلا انها تحسب كتجارب وليدة تسعي للحبو نحو الطريق .
أما انتخابات صندوق التأمين الخاص بالشركة والتي تمت أمس فإنها كانت تجربة وليدة هي الأخري تسعي لتطبيق اللوائح والقوانين بعد غيابها لسنين طويلة ، وهذه الإنتخابات التي جاءت بإرادة جديدة من الشركة لم تكن موفقة من حيث التجهيز والتنظيم وماترتب عنها من نتائج ، فقد جاء القرار بالتنظيم وفتح باب الترشح لها والدعاية في وقت سريع جداً ولم يعطي الفرصة لنجاحها النجاح المأمول منها .
وكانت أول الأخطاء هي عدم وضع قواعد محددة للمتقدم للترشح ، وكان الشرط الوحيد أن يكون متمتعاً بكافة حقوقه المدنية والسياسية حسب اللوائح المنظة لذلك ، وكان ينبغي أن تضع الإدارة العليا شروطاً خاصة بطريق اقرارها بلجنة السياسات أو إصدار قراراً رسمياً من قبل رئيس مجلس الإدارة لضمان ترشح من يصلح فقط لذلك .
وثاني تلك الأخطاء هو عدم ترك وقت كاف لإعطاء فرصة للمرشحين للدعاية وعرض برامجهم الإنتخابية .
أما الخطأ الفادح والذي أبرز نتائج غير واقعية هو عدم العدالة في اعطاء فرصة لكافة المرشحين لإستغلال امكانيات الشركة ووسائلها للتسهيل علي الناخبين لإختيار من يمثلهم اختياراً صحيحاً ، فاحتكر اثنان من المرشحين استخدام تلك الوسائل ؛ من سيارات لنقل الناخبين ، وتمكين الناخبين من الحضور مبكراً لمقر الإنتخاب مع منع المرشحين الاخرين لإستخدام نفس المميزات ، مما جعل النتائج موجهه في النهاية إلي مرشحين بعينهم وهم من يملكون السلطة والوسائل والنفوذ ، وكأن تلك الإنتخابات جاءت كشكل صوري واجرائي أقرب منها إلي التعيين تحت غطاء شرعية الإنتخاب وأبعد مايكون عن الإنتخابات الحيادية التي تلزمها أي نمط من أشكالها المعروفة .
وفي الحقيقة فإن تلك الإنتخابات بإعتبار أنها أول تجربة تخوضها الشركة منذ تأسيسها فكان لابد أن تكون بهذا المستوي من عدم النظام ، رغم محاولات الإجتهاد في التنظيم من العضو المنتدب وفريقه المساعد ، إلا أنها جاءت هزلية بشكل لا يعبر عن ارادة أعضاء الجمعية العمومية للصندوق .
ورغم الأخطاء والسقطات الهائلة خلال التنظيم أمس إلا أننا يمكن أن نرصد بعض النقاط المضيئة تلمع من وسط بحر الأخطاء الذي تم أمس ، فلأول مرة نجد أصواتاً تحصد لمرشح بنسبة جيدة وضعته في المركز الثالث ، فرغم محاولات التضييق والمنع وسوء التنظيم استطاع بفريق عمل من أعضاء النقابة العمالية الجديدة أن يحصدوا المركز الثالث ، مما يجعل كل صوت حصده بقيمة تماثل عدد الأصوات التي حصل عليها الفائزين بالمركز الأول والثاني ، كما كشفت التجربة عن جيل جديد من فرق العمل التي يمكنها أن تعمل تحت ضغط وفي وقت ضيق لتحاول أن تنجح بأقل الإمكانيات وتردي الظروف المحيطة .
وفي النهاية فإن تقييمنا لتلك التجربة يجب أن يكون ايجابي بعض الشئ ، كونها تجربة وليدة ، تعبر عن رغبة في انتهاجها خلال الفترة القادمة ، وعلينا جميعاً أن نرصد كم السلبيات الهائلة التي حدثت خلالها لنحاول تفاديها خلال المرات القادمة ، وعلينا أيضاً أن نسعي إلي تحسين الإيجابيات لنجعلها أكثر تأثيراً مع تجارب انتخابية أخري قادمة إن شاء الله تعالي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق