الأحد، 16 يونيو 2013

هل سينجو مرسي من موقعة 30 يونيو القادم ؟


يكتبها : وفقي فكري
وسط الأزمات المتلاحقة التي تمر بها مصر حالياً ، تلمع لنا أزمة جديدة في الأفق ألا وهي مظاهرات يوم 30 يونيو القادم ، ذكري تولي الرئيس مرسي مقاليد الحكم بمصر ، ففي تمام هذا اليوم يكون قد أمضي عام كامل في رئاسة جمهورية مصر العربية .
والمتابع للأحداث يجد أن العام الذي قضاه مرسي بالحكم لم يستطع أن يحدث به تغييراً ملموساً ، فالبلد تنتقل من حال سيئ إلي أسوء ، وجماعة الإخوان المسلمون والإسلام السياسي بصفة عامة يعزون ذلك إلي تحركات الفلول في الخفاء وأصحاب المصالح الذين يقلبون عليهم الدوائر ، ومن جهة أخري نجد جبهة الإنقاذ الوطني وكتلة المعارضة تعزي ذلك إلي الفشل الزريع الذي مُنيّ به الإخوان وممثلهم مرسي في قيادة البلاد إلي حال أفضل .
وربما أرجع البعض الأخر أسباب الحالة المتردية إلي تدخلات خارجية لها مصالح مع كافة الأطراف وتسعي إلي ابقاء مصر علي وضعها الحالي .
وفي الحقيقة فإنني اعتقد أن الأهم الأن هو يوم 30 يونيو القادم والذي تأهبت له كافة الأطراف وانطلقت شرارته الأولي من وحي حملة "تمرد" والتي تجمع منذ وقت قريب توقيعات لسحب الثقة من الرئيس مرسي ،  وانتهزت هذا اليوم لتنهي به حملتها بحشد من يؤيد حملتها ليكون يوم سحب للثقة بالشرعية الجماهيرية والقانونية - علي حد قولهم- وبالطبع فإن كتل المعارضة هي الأخري وجدت في ذلك متنفساً لها لتعود إلي المشهد سخونته وتحجز مقعداً في الصفوف الأمامية إذا ما أسفرت الحملة عن مكاسب حقيقية علي أرض الواقع ، خصوصاً وأن تلك الحملة قد جمعت ملايين التوقيعات .
وفي المقابل فإن الحزب الحاكم والجهات الموالية له قد بدأت هي الأخري في رد عدوان "تمرد" بإطلاق حملة مضادة تحت شعار "تجرد" لجمع توقيعات لتأييد مرسي ويقال أنها هي الاخري جمعت الملايين منها .
ووسط كل ذلك بدأ النظام الحاكم يأخذ بعض الخطوات التي من شأنها تنفيس تلك المظاهرات القادمة في 30 يونيو وذلك من خلال جمع الجميع خلف قضية قومية متمثلة في قضية الخطر المائي وسد أثيوبيا ، ولكن المعارضة لم تستجب لذلك وانتهي الأمر علي الهدوء النسبي وعملت الحكومة علي هذا الملف بأسلوب العمل الدبلوماسي والمتمثل حالياً في نشاط وزير الخارجية محمد كامل عمرو لأثوبيا والمتوقعة خلال الساعات القليلة القادمة .
بعد فشل الرئاسة في جمع المعارضة والجهات الموالية للحزب الحاكم علي قضية السد الأثيوبي لجئت أمس رئاسة الجمهورية إلي الأسلوب الناصري في التعامل مع الشعب المصري ، حيث نظمت جماعة الإخوان المسلمون والأطراف الموالية لها مؤتمراً شعبياً حضره مرسي لمناصرة الشعب السوري ، وأعلن مرسي في كلمات ذكرتنا بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر قطع العلاقات المصرية السورية وغلق السفارة السورية بمصر وسحب القائم بالأعمال المصرية بدمشق ، وتأمل الرئاسة وحزبها الحاكم بذلك أن تلهب الذات المصرية بقضية مناصرة الشعب السوري ، علي اعتبار أننا شعب عاطفي، لتعبر بها فوق مظاهرات 30 يونيو القادم .
ويبدوا أن الجميع يترقب وينتظر وضوح الرؤية في هذا اليوم وخصوصاً بعد إعلان الحرية والعدالة والجماعات الإسلامية الحشد من يوم 25 يونيو لإيجاد رد فعل توازني في تلك المرحلة ، ونحن جميعاً نرقب بحذر وتخوف ما يمكن أن تسفر عنه تلك المظاهرات من نتائج ، فربما تمر كأي يوم عادي، وربما يتحول إلي يوم جديد من أيام التوتر والنكسات التي يلقاها الشعب المصري منذ قيام 25 يناير ، فهل سيستطيع الرئيس مرسي وجماعته أن ينجو من تبعيات ذلك اليوم ، وهل سينجو مرسي من الخطر المحدق به في الرئاسة ؟ ، هذا ماسوف تكشف عنه الأيام القليلة القادمة      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق