الجمعة، 17 مايو 2013

لا تقف عند الصخور وفكر في العبور


يكتبها : وفقي فكري
كثيراً نشعر باليأس حين نقابل صخرة ضخمة تعترض طريقنا فنجلس بجوارها نتحسر علي سوء بختنا ، وكلما جلسنا ونظرنا إلي الصخرة نجدها تتضخم ويكبر حجمها أكبر فأكبر حتي تصبح كالجبل فننهار ويتحول اليأس إلي إنهيار تام ربما يجعلنا نبكي ، ونظل نبكي ودموعنا تبلل الصخرة ربما تحن علينا وتفتح لنا الطريق ، أو يمر بطريقنا من يستطيع أن يساعدنا ، ولكن لا فائدة فالصخرة لا تشعر ولا تعقل ، فقد خلقها الله جماد لا يملك إرادة أو قرار ، نستعجب من صلابة الصخرة وحجمها ويأخذنا الوقت ونحن نجلس ننظر للصخرة بحسرة وألم ، دموعنا جفت من منابعها والصخرة كماهي ولم يمر أحد بطريقنا .
لم نفكر يوماً كيف نزيح تلك الصخرة من طريقنا ، منا من ظل يبكي فضاع عمره علي قارعة طريق مستقبلة فلم يتقدم قيد أنمله ، ومنا من علم أن الصخرة جماد لا يملك إرادة ولكنه هو يملك الإرادة ، علم أن الصخرة لاتملك عقل ولكنه هو يملك العقل ، فأراد أن يزيحها من طريقة ففكر كيف يكون ذلك ، فكر مرة ففشل ولكنه تعلم شيئاً جديداً من التجربة ففكر ثانية وحاول فتزحزحت قليلاً ولكنها مازالت تعيقه من المرور ، فكر مرة ثالثة والإبتسامة تعلو وجهه فقد شعر أن الحل قادم فتملكه التفاؤل ، وحينما فكر رأي أن يفتتها فحاول وصبر وأخيراً تحطمت الصخرة وانفتح الطريق فأنطلق يهرول وهو يشعر بالحماسة والتفاؤل لنجاحه في إزالة المرور ليعوض ما فاته من طريق المستقبل .
إننا نحن البشر هكذا ، منا من يحاول أن يستخدم ماوهبه الله من عقل وإرادة ليتغلب علي كل الصعاب والعوائق التي تقابله في طريق حياته فينطلق دون منافس إلي المقدمة ، ومنا من يظل يجلس إلي جوار أول صخرة تقابله في حياته ويظل يبكي ويتحسر علي سوء حظه ، وينسي أن الله خلق له العقل وقوة الإرادة ليعبر بهما الصعاب .
إن كنت ترغب في النجاح فلا تنظر إلي  العوائق التي تقابلك في حياتك علي أنها جبال شماء لن تستطيع التغلب عليها ، ولكن حاول أن تتريث قليلاً وفكر كيف تتخطاها ، وستجد الحل وستُلهم بطريقة العبور ، وحاول ألا تنظر خلفك لتعود من حيث أتيت ، فبالتأكيد ما قطعته في طريقك أطول بكثير ، لا تلوم الأخرين وتتهمهم علي أنهم من وضعوا الصخور في حياتك وتشغل وقتك بمحاربة أعداء الطريق ، حاول أن تستعين بهؤلاء من أجل أن يساعدوك في المرور نحو النجاح ، فإن كانوا يرغبون في إشغالك أو إلهائك عن الإستمرار في التقدم فلا تشغل بالك بمحاربتهم ولكن ابحث عن صديق يعينك علي ذلك فإن الصديق الصدوق هو خير معين علي النجاح ، وهو أنيسك في الطرق المهجورة .
نصيحة لك ، فقط ركز في إختيار الطريق الصحيح من خلال تحديد هدفك للنجاح وحاول بكل السبل المشروعة أن تركض في طريقك الذي إخترته من أجل تحقيق ما خططت له من أهداف ولا تنظر لمن يحبطوك فهؤلاء لم يستطيعوا أن ينحجوا مثلك فيحاولون أن يشدوك إلي فشلهم لتكونوا سواء .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق