الجمعة، 5 أبريل 2013

التجربة الإخوانية


 يكتبها : وفقي فكري
أنا كمواطن حين وضعت صوتي لصالح محمد مرسي لأرشحه رئيساً للجمهورية كانت حُجتي لمن يعارضني أني لن أختار أحمد شفيق لأنه من نظام مبارك ، واعتبرت أني لو اخترت شفيق فإن دم شهداء ثورة يناير سوف يضيع وستتلاشي سيرتهم بأدراج الرياح ، وكنت أدافع عن من يهاجم مرسي بأنه إخواني ، بقولي أني انتخب مرسي وليس الإخوان المسلمين ، وأني لو فاضلت بين شفيق ومرسي فسوف أختار مرسي لدينه ، ويكفيني أني اخترت عقيدتي عل ذلك يكون في ميزان حسناتي .
اليوم وبعد أن اصبحنا علي مسافة قريبة من بلوغ مرسي سنته الأولي في حكم مصر أستطيع أن أقول أني حين اخترت مرسي لم يكن ذلك إلا إختيار لأحد وجهي عملة نحاسية قديمة لم يعد يعتد بها الأن ، فالرئيس مرسي هو وشفيق وجهين لنفس العملة ، فبعد مرور 9 أشهر من تسلم مرسي للحكم لم يرجع حق الشهداء وبالفعل ضاعت سيرتهم أدراج الرياح ، بل واكتشفت أني انتخبت الإخوان وليس الرجل صاحب الدين والخلق ، وأني قد وضعت في ميزاني بدلاً من الحسنات ذنب أرجوا أن يغفره لي وطني .
وفي المستقبل أرجوا ألا أعيد الكره وأكرر خطئي ، فهل سيكرر الشعب المصري نفس الخطأ ويكتوي لمرة أخري بنار التجربة الإخوانية ؟
التجربة الإخوانية التي ظلت تصارع جبروت الأنظمة السابقة ، وعاشت في غياهب السجون والمعتقلات عشرات السنين وذاقت ويلات العذاب والتنكيل حينما طفت علي قمة هرم السلطة تبادلت الأدوار مع الشعب ، وأصبحت الأن تذيق الشعب ويلات الكوارث والمصائب ، وحولت الشعب إلي معمل لتجربة القرارات الملتهبة القابلة للإشتعال ، فمرة نجد قرارات عشوائية تخرج من حكومة أقل ما يقال عنها أنها ضعيفة ، وخطب رنانة تخرج من رئيس بات منفصلاً عن الشعب ومتعايش مع جماعته فقط ، وأصابته لعنة كرسي الرئاسة ، فأصبح يصرح في كل مكان أن مصر بأمان وأن التنمية والإستقرار يعودان إلي مصر بخطي ثابته ، ثم أنظر حولي فلا أجد إلا البلطجة وغياب الأمن ، والتقاتل بين ابناء الشعب الواحد وغياب الشرطة وانتشار الهمجية وغلاء الأسعار وتوالي الأزمات والمصائب  ، ثم يعود فيظهر لنا ليقول بكل صرامة أنه لن يسمح بمن يعبث بأمن مصر سواء من الداخل أو الخارج ويتوعد من يفعل ذلك بقطع يده ، ثم أنظر حولي فأجد شرذمة العابثين في كل شبر من أرض الوطن يعبثون ، يقتلون وينتهكون ويُرعبون ولا نجد من يقطع له يد أو يمنعهم من العيث في الأرض فساداً .
لقد جربنا عليك سيادة الرئيس من قبل الرئاسة الخطب الرنانة فلم نجد بعد الرئاسة إلا الأفعال الطنانه ، صوت بلا فعل ، نسمع طاحوناً يضج بالأصوات ولا نري طحيناً ، لقد رأيناك تقول قبل الرئاسة أنك لن تضع يدك في يد أبناء الخنازير من اليهود ثم نكتشف رسالتك التي تقول فيها عزيزي وصديقي شيمون بريز ، قلت أنك ترفض التدخل الأمريكي في الشأن المصري وهانحن نراك تستضاف بالبيت الأبيض ، ولأول مرة نجد الصوت الأمريكي يعلوا بالتهديد بملئ فيه ويأمر بتوسيع الحريات ولا نجد رد فعل ، قلت أنك تعلم خطورة المد الشيعي في المنطقة وأنك لن تسمح به ، وهانحن نري زيارات مكثفة بين البلدين والأحضان تتلاصق وتتعانق بين البلدين وعقد اتفاقيات لملايين السياح الإيرانين ، قلت أنك ستعيد محاكمات قتلة الشهداء ، وهانحن نري الجميع يأخذ البراءات وصفوت الشريف يعود مرة أخري في عهدك يكتب التويتات بكل حرية من بيته ، قلت أنك ستقضي علي مشاكل الزبالة والمرور وغياب الأمن في مائة يوم من توليك الرئاسة وهانحن نصبر مئات الأيام لنكتشف أنها كانت في أحلامك فقط وغير قابلة للتحقق .
لقد اكتشفنا بعد قرابة العام من حكم الرئيس مرسي أن الثورة قد تمخضت فولدت خيبة أمل وحسرة علي ضياع طموح الشباب وأحلام الصبايا ، وإهدار الدماء بلا مقابل أو سعر ، نحن شعب صبور وسننتظر حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً ، ولكن تأكد أنت والجماعة أنكم قد أخذتم فرصتكم كاملة ولن نسمح لكم بالتجربة مرة أخري في الشعب ، تلك التجربة لن تصبح في التاريخ إلا نقطة سوداء في عمر وطن عريق ومدود الجذور في أعماق التاريخ السحيق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق