الثلاثاء، 2 أبريل 2013

الدائرة المغلقة وقتل الفرص



يكتبها : وفقي فكري
لقد فوجئنا يوم 1 ابريل 2013 بنشر إعلان علي الناشر الإلكتروني لشركة المقاولون العرب يخص إدارة جديدة من أحد إدارات الهيكل التنظيمي الجديد للشركة والصادر بتاريخ 20 مارس 2013 ، والذي تطلب فيه عدد عشرة مهندسين من مختلف التخصصات أو كلية تجارة قسم إدارة أعمال للعمل بإدارة تنمية الأعمال والدراسات الإستراتيجية ، علي أن يشترط بالمتقدم إجادة اللغة الإنجليزية أو الفرنسية ، إجادة الحاسب الألي ، حسن المظهر ، إجادة التفاوض ، وتفضيل من لدية معلومات عامة عن دراسة الأسواق .
وفي الحقيقة فإن هذا الإعلان يعبر عن فشل إدارة وليدة قبل بدايتها في العمل ، حيث أن إقتصار الطلب علي مهندسين فقط أو بدائل لهم من كلية تجارة قسم إدارة أعمال أمر يدعوا إلي الإندهاش ، ليس من قسم إدارة الأعمال بكلية التجارة فهذا مجالهم وحقهم في مزاولة تلك المهنة فالأولوية لهم لما لذلك من تخصص في صميم مجالهم المهني والدراسي ، أما المستغرب أن يتم إقحام المهندسين دون غيرهم في التنافس علي العمل بتلك الإدارة ، وربما جاء طلب المهندسين أولاً بالإعلان ليعطيهم الأولوية قبل خريجي قسم إدارة الأعمال مما يضع علامة استفهام كبيرة ، لماذا المهندس دون غيره من المؤهلات الأخري بالشركة ؟؟ .
وبالتأكيد فإنه سيبادر البعض بالإجابة علي هذا السؤال بأن من طرح هذا التساؤل لا يعرف ماهية وطبيعة عمل تلك الإدارة وبالتأكيد فسوف يقول أنه لابد من وجود مهندس بتلك الإدارة لأننا بشركة مقاولات والشق الهندسي لابد من وجوده في عملية التفاوض علي أعمال جديدة أو فتح أسواق جديدة .
وفي البداية فإني أود أن أعترف بأن وجود مهندسين في تلك الإدارة هام للغاية - مثلها مثل أي مكان بالشركة- لما يمثله بالفعل من ضرورة وجود خبرة هندسية أثناء مناقشة أو التطرق لأي موضوع يخص الشركة لأننا بالفعل شركة مقاولات تقوم في الأساس علي أكتاف مهنة المهندس ، ولكن دعونا نتطرق أولاً إلي طبيعة عمل تلك الإدارة الوليدة والتي ينقسم اسمها إلي شقين اساسين ؛ " تنمية الأعمال " و " الدراسات الإستراتيجية " ، وبما أننا لم يصلنا قرار تفصيلي يوّصِف طبيعة عمل تلك الإدارة وصلاحيتها ومسئولياتها ونطاق عملها والهدف منها من الإدارة العليا بالشركة يتبع أو يصاحب قرار تشكيلها وتسمية مديرها ، ولا نعرف المسمي الوظيفي الذي سيسمي به من سيعمل بها ولا بطاقات الوصف الوظيفي للعاملين بها ، فإننا سنحلل صلاحياتها وطبيعة أعمالها طبقاً لتسميتها الظاهرة لنا ، فالشق الأول يتضمن مصطلح تنمية الأعمال ومعني ذلك أن ذلك الشق سيركز علي تنمية أعمال الشركة من خلال تطوير الأعمال والتي تضم عدداً من التقنيات والمسئوليات التي تهدف إلى كسب عملاء جدد وأختراق الأسواق الموجوده. وتلك التقنيات المُستخدمة يتمثل بعضها في :
  • تقييم فرص التسويق والأسواق المستهدفة 
  • جمع المعلومات الإستطلاعية علي العملاء والمنافسين
  • تقديم المشورة والصياغة والفرص بشأن سياسات وعمليات التسويق
  • متابعة نشاط تسويق أعمال الشركة
وتطوير الأعمال تشمل تقييم الأعمال ومن ثم تحقيق كامل إمكاناتها، وذلك باستخدام أدوات مثل :
  • التسويق
  • إدارة المعلومات
  • خدمة العملاء
أما الشق الثاني وهو الدراسات الإستراتيجية فيتمثل أساساً في تقديم دراسات نتيجة لرؤية مستخلصة من نظرية التخطيط الاستراتيجي والتي هي عبارة عن تخطيط بعيد المدى يأخذ في الاعتبار المتغيرات الداخلية والخارجية ويحدد القطاعات والشرائح السوقية المستهدفة وأسلوب المنافسة. ويجيب على سؤال "الى أين نحن ذاهبون" آخذاً في الاعتبار الرؤية المستقبلية للشركة وعلاقة الإرتباط والتكامل بين جوانب المنظمة والأنشطة المختلفة بها والعلاقة بين المنظمة وبيئتها ويعتبر التخطيط الإستراتيجي أحد المكونات الأساسية للإدارة الإستراتيجية ويختلف عن التخطيط التقليدي حيث يعتمد على التبصر بوضع الشركة في المستقبل وليس التنبؤ بالمستقبل والاستعداد له.
ومن خلال التعريفات السابقة لطبيعة عمل تلك الإدارة فإن ذلك يوحي بأن نظام العمل داخلها سيكون معتمداً علي روح الفريق والتكامل فيما بينه ، بمعني توزيع الإختصاصات والتنوع في هذا الفريق ، فربما سيكون داخل فريق العمل الواحد في دراسة معينة مهندس ومفاوض وتقني وخلافه ، فهل وجود عشرة مهندسين يفي بذلك الغرض وطبيعة العمل داخلها ؟ ، وهل المهندس دارس لكل تلك العلوم المطلوبة لممارسة ذلك العمل ؟ ، أم أنه من المفضل أن يقتصر علي خريجي تجارة قسم إدارة الأعمال ، أم أنه من الأفضل طلب مؤهل عالي مناسب لديه تلك الخبرات من تفاوض ولباقة وحسن مظهر وإجادة للغة والكمبيوتر وخبرة في دراسة الأسواق علي أن يكون من ضمن الفريق مهندس أو اثنين يمثلوا الجانب الفني التخصصي في مجال المقاولات .
ياساده ليس من التطوير إقحام كلمة مهندس في كل مجال داخل شركة المقاولون العرب واقتصاره عليه ، فهناك أعمال ودراسات تستوجب وجود تخصصات أخري ستكون أكثر جدوي من المهندس ، ونحن نعلم جيداً الدور الهام والناجح للمهندس في الشركة ولكن إقحامه في كل شئ داخلها ليس من الإنصاف ، حددوا أولاً الهدف من تلك الإدارة  والمستهدفات المرحلية ونطاق عملها وتوصيف شاغلي الوظائف داخلها ليتسني طلب التخصص الصحيح والذي سيحقق نجاح تلك الإدارة وفاعليتها في التطوير ، أو أن تفتحوا المجال لكل من ينطبق علية الشروط من حاملي المؤهلات العليا بالشركة  للوصول إلي افضل العناصر وإتاحة الفرصة أمام الجميع واصحاب المهارات من مختلف المجالات مع وضع معايير واختبارات حازمة لإختيار العنصر الأفضل ،أو أن تقتصروها فقط علي تخصص إدارة الأعمال ، لا تغمضوا أعينكم وتسيروا في ركب التقليدية والتعصب الأعمي وحركوا الأفكار المستنيرة التي ستتواكب مع ركب التطوير داخل إدارة هي في الأساس تعبر عن نافذة التطوير نحو المستقبل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق