الخميس، 28 مارس 2013

نحتاج إلي ثورة شباب ثانية



 يكتبها وفقي فكري
إن الذين قاموا بالثورة منذ عامين ليس هؤلاء الذين يحكمون أو يعارضون ، من قام بالثورة شباب منهم من مات ومنهم من جرح ، منهم من وارت جثته التراب وأكله الدود ومنهم من أصيب بعاهة مستديمة ومازال يعاني منها وسيظل يعاني منها علي الدوام ، إن من يحكمون  ليس هم أصحاب مبادرة الثورة علي الظلم ، ولم يدعوا إليها ، بل هم أول من تنكر لها في أول أيامها إلا من شبابهم الذين شاركوا بدافعهم الوطني ولم ينصاعوا إلي قادتهم ، لقد تخفي القادة في مكاتبهم يتمنون نجاحها ويراقبون فعاليتها من مكاتبهم وعبر شاشات التلفزيون ، فإن نجحت فنعمةٍ وفضل ، وإن فشلت فهم لايعلموا شيئأً عن أي شئ ، والمعارضون الموجودون الأن كانوا يسمونها مظاهرة وقليل منهم من شارك بعد التأكد من نجاحها وتحولها إلي ثورة ، والبعض الأخر كان يراقب من خارج حدود البلاد ، والبعض الأخر كان مجهزاً لحقيبته وبجيبه جواز السفر ينتظر لحظة الخراب ليهرب خارج بيت الغراب .
إن نخبة إحراق مصر الأن من الحزب الحاكم والمعارضة قفذوا علي كراسي الصفوة ونصّبوا أنفسهم حماة للثورة ، يعطرون ملابسهم وينمقون مظهرهم ليخرجوا أمام عدسات الإعلام يفتحون أفواههم ببراميل البنزين التي تحرق مصر ، ورغم أن أزمة البنزين والجاز طلت علي الشعب المصري في كل مكان إلا أنها مخزنة بكفاية ووفرة لديهم يسكبون منها القدرالغزير علي الشعب ليحترق ويخرج دخان كثيف يغطي علي كل الحقائق ، أما الحزب الحاكم فهو يتولي تمثيل دور رجل الإطفاء الذي يمسك بخرطوم ملئ بالهواء يسلطه علي مركز النار لتتطاير شظاياه علي المواطن الغلبان وتسرع في موته محروقاً بنار الصراع الدامي أو مخنوقاً بدخان الإنهيار الإقتصادي والأمني ، والثوار الحقيقيون من عاش منهم ينظر ليتحسر علي إصابته التي ضاعت هباءاً منبثاً ، ومن مات تبكي أمهاتهم عليهم دماً عوضاً عن الدموع علي زهق أرواحهم بلا جدوي .
نحن لم نقم بثورة بل قمنا بمعايشة كابوس ظننا فيه أنه رؤيا صالحة لواقع سيقوده الصالحون ودعاه الحرية والأمانة والخير ، ثم صحونا لنجد أحدي ليالي الشتاء القارص تلتهم ضلوعنا ولا نجد غطاء يسترنا من شرها ، من قام من الشباب بتلك الثورة ظن أن الوطن عادت له روح الصبا ودبت فيه عزيمة الشباب ولن يعود إلي حكم العواجيز والعقول الخربة التي تربت علي الرجعية والجبن والبيروقراطية ، ظلوا ينادي من علا صوتهم ويملكون الإعلام الفاسد بضرورة وجود صوت الخبرة من العواجيز لنعبر بأمان إلي المستقبل الجديد ونحقق حلمنا ، فما وجدنا إلا استحواذ علي مناصب الرأي والنفوذ لشلة من الكهال وهياكل الاشباح ذات العقول الخربة ، فهنا صراع بطرف جماعة وهناك قتال بطرف معارضة ، وكلاهما لا يملك ما يقدمه لمصر وتقدمها إلا الإستماته علي الحكم ، هم معزورون لما لاقوه من قتل للإبداع وذل لنفوسهم فيما سبق من قترات استبدادية وقامعه ، ولكننا نحن ما ذنبنا ؟؟
هم لن يقدموا أي جديد لأنهم جميعاً قد نفذ رصيدهم من عقود بعيدة وليس لديهم أي رؤية فالعمي أغشي أعينهم فهم لا يبصرون مهما ملكوا من نظارات معظمة ومهما علت قاماتهم وبلغوا بها الجبال طولا ً أو خرقوا الأرض بحثاً عن حلول .
الحل في ثورة ثانية ترفع عن شعبنا  الرويبضة وتقتلعهم من جذورهم وتصحح مسار الحق ، فالحق أن تعود الثورة إلي من قام بها ، كفانا شيوخاً شاخوا حتي نخر الخراب جذورهم لسابع أرض ، كفانا عقول متبلده مسحت بأستيكه وتعفنت من الركود ، هم الشباب من قام أول لحظة بما لم يقدر عليه العتاه من أصحاب الفكر والمعارضة ، وعجز عن توقعه المحللون الذين وصفوهم بالشباب التافه والمجوف من أي طموح وهدف .
لماذا لا يقود الشباب كل مؤسسات الدولة نحو الفكر المتجدد بجرأة وإقدام وروح التحدي والإرادة ، لماذا لا نمنع الهارمون من التصارع علي كرسي السلطة حتي حولوه إلي عظمة منحولة من أي لحم ، نحن شباب نصنع المعجزات ونملك الخبرات المتقدمة التي لا يمكن أن يستوعبها أصحاب العهود البائدة ، لقد علمت دول العالم المتقدم أن الشباب هم الأساس الأول والأخير للتقدم والنجاح ونحن نقول البركة في شيوخنا ممن يملكون الخبرة والدراية ، فلا نجد من يحكم إلا بعد سن السبعين ومن يعين وزيراً إلا بعد الستين ، ولا نري قيادي في منصب هام بأي مؤسسة حكومية أو هيئة إلا وقد تجاوز الخمسين ، ما تلك الدولة الشائخة التي إن حلم قادتها بالتغيير أصابتهم نوبات السكر وأزمات القلب وأمراض الضغط فدخلوا بغيبوبة من التحميل الزائد علي عقولهم ، نحن دولة لن ننجح إلا إن عملنا بروح الفريق ، ولن يكون هناك روح الفريق إلا إن كان فريقاً شاباً يتنافس من أجل إنجاز المستحيل ، أما شيوخ دولتنا فليتفرغوا إلي التسبيح والدعاء في أخر ايامهم لينالوا رحمة الله علي ما إقترفوه من أنانية في حياتهم ، وليتأكدوا أننا سنسعي بين الحين والأخر لننال بركتهم ونصائحهم ، شباب مصر المخلص الذي قام بالثورة ومات وأصيب وملك الجرأة لمواجهة الموت وتقبله بإبتسامة ورضا هو الأحق بقيادتها ، وهو الملام الأن علي ترك الأمانة ليحرقها المتحولون والمتلونون والمتسلقون ممن يملؤن جيوبهم وخزائنهم من نهب خيرات مصر دون ضمير ، لكي الله يامصر  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق