الخميس، 7 مارس 2013

مطرقة الفساد

يكتبها : وفقي فكري
كثيراً ما صرخنا من إنتشار الفساد واتساع دائرته داخل كل قطاعات الدولة ، ونبح صوتنا من أجل التنظيف واقتلاع كافة جذوره ولكن الصوت يذهب أدراج الرياح ، والأن وبعد أكثر من سنتين علي ثورة الشباب نري هذه الأيام سلسلة من قضايا الفساد تظهر فجأه علي السطح وبقوة ، منها حكم أمس الذي صدر ضد أحمد عز وأخرين بسجنه 37 سنه مع تغريمهم مبلغ ستة مليارات جنية ، ثم نجد اليوم خبر بأن النائب العام يأمر بسرعة تحصيل المبلغ المستحق علي أحمد عز ورفاقه بقيمة تتعدي السبعة مليارات جنية من حساباته بالبنوك المصرية ، ثم نجد أمس أيضاً قرار من القضاء الإداري بوقف تنفيذ قرار رئيس الجمهورية بوقف الدعوة لإجراء انتخابات مجلس النواب يوم 22 ابريل القادم وإرجاع قانون الإنتخابات البرلمانية إلي المحكمة الدستورية العليا لمراجعته .
ومن يومان أعلن المتحدث الرسمي بإسم النيابة الإدارية عن الكشف عن قضية فساد جديدة تخص مبارك وبعض وزرائه بقيمة تتعدي المليار و100 مليون جنية ، وتورط موظفين بشركتي المقاولون العرب وحسن علام في تلك القضية التي تحمل رقم 2 لسنة 2013 .
وبالمجمل فإن كافة تلك الخطوات جيدة ، وخطوة علي طريق القضاء علي اخطبوط الفساد المنتشر أذرعه في كل مكان داخل مصر ، ولكن السؤال الملح لماذا في هذا التوقيت كل تلك القضايا التي طفت فجأه علي السطح وخصوصاً في قضايا الفساد ؟، ألم تكن معلومة من قبل ؟ أم أن البحث فيها ظل علي مدار سنتين كاملتين حتي تم السيطرة علي كل أطرافها ونور الله بصيرة القضاء والنيابة وبدأت الطاحونة تدور راحاها ؟
في كل الأحوال وعلي كافة الأصعدة نحن نتفاءل خيراً من هذه البداية للقضاء علي الفساد ونرجوا أن تستمر دون وجود حافز لها ينشطها في أوقات معينة ويجعلها خاملة في أغلب الأوقات ، فليس شرطاً أن نجد مكسب سياسي مطلوب تحقيقه من أجل أن نستمر في هذا الإتجاه ، لابد أن نجد الإرادة القوية لدي من يدعون الإخلاص للوطن من أجل الأستمرار في تفعيل الضرب علي رأس الفساد بمطرقة ، وقطع أذرع الأخطبوط بسكين حام يضمن عدم إنباتها مرة أخري ، وهنا سيري كل مصري إدعاء الإخلاص حقيقة واقعة بأفعال صادقة .
إن محاربة الفساد والعبث بمقدرات الوطن ليست بالهينة ولن نستطيع أن نقضي عليه بهذه السرعة التي قد يتخيلها البعض  ، فاقتلاع الجذور من الأعماق صعب بل وشديد الصعوبة في مناخ يسوده التخوين والبلبلة والإضطراب ، نريد فقط أن نجد الإخلاص من ولي الأمر تجاه هذا الوطن لنستمر في هذا الإتجاه ، وألا ننتظر مبرراً سياسياً مناسباً لإظهار بعض الإنجازات علي سطح الشارع السياسي .
إن الوطن يحترق ويحتاج أن يتصدي كل صاحب ضمير وحب لهذه البلد ومخلص لتلاعب أي طرف حاقد بمصير أمة اصبحت ممزقة ومتهالكة ، إن التاريخ لن يرحم كل الموجودين حين تكتب أسطره  ، ولا نريد أن نحول مصر إلي دولة المماليك التي تتصارع من أجل السلطة ، نحن نبحث بملقاط وعدسة مكبرة عن قائد شديد البأس يجمع شتات الوطن ، ويجبر الجميع علي إحترام الدستور والقانون ، ويضرب بيد من حديد علي كل يد تعبث بجدار الوطن القوي ووحدته الواحده ، فهل سنري رئيساً بمثل تلك المواصفات ، أم أننا سنظل نحمل الملقاط والعدسة المكبرة لنبحث عن المنقذ ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق