الأحد، 3 مارس 2013

المقاولون العرب هل ستكون نموذج يحتذي ؟

 يكتبها : وفقي فكري
مما لاشك فيه أن التغيرات التي قام بها الدكتور أسامة الحسيني منذ أيام قليلة في تشكيل مجلس إدارة شركة المقاولون العرب يعتبر خطوة جريئة نحو الإصلاح وبداية طريق طويل من تصحيح المسار ، وسواء كنا متوفعين ذلك أو كتبنا عنه في مقالات سابقة فإن النتيجة هي ماتستحق أن نقف عندها لنحللها ونعطي لها تقييم عادل بعيداً عن الأهواء الشخصية .
وإذا ماأردنا أن نحصر مدي فاعلية هذه التغييرات في مجلس الإدارة فإننا سنجد وبلاشك أن ذلك يظهر في مدي رضاء الكثير من العاملين بالشركة عنها وزيادة ثقتهم برئيس مجلس الإدارة الجديد ، وربما تكون تلك الخطوة بادرة أمل من أجل رؤية بريق الأمل يتجدد مرة ثانية داخل أروقة شركة المقاولون العرب من أجل تحريرها من نظام إدارة قديم بال ، وسيطرة كاملة لوجوه سادت دون رقيب وخرجت عن السيطرة سنوات عديدة .
وفي الواقع فإن الدكتور أسامة الحسيني لا يعمل منفرداً من أجل الإصلاح داخل الشركة ولكنه يستعين بمجموعة من المجددين في الظل يتسمون بالحيوية والنشاط والأفكار الخلاقة التي ربما ستنقل الشركة إلي أفاق جديدة بين مصاف الشركات العالمية ، ومن الطبيعي أن يلاقي رئيس مجلس الإدارة الجديد هجوماً من البعض علي تغيراته بمجلس الإدارة وخروج سته من الوجوه القديمة ودخول أربعة أخرون من المشهود لهم بالكفاءة والحيوية ، وأيضاً دخول أربعة من خارج الشركة من ذوي الخبرة من الأعضاء الغير تنفيذين السابقين بالشركة ، والنقد والإختلاف مع تلك التغييرات مقبول طالما ظل في إطار النقد البناء والتعبير عن وجهات النظر بأسلوب محترم ومسئول ، وليس معني خروج سته من الأعضاء السابقين من مجلس الإدارة أن نتهمهم بالتقصير أو أي شئ أخر ، ولكنها سنة الحياة في التغيير وتجديد الدماء ، ولسنا جهة رسمية ندين أو نلقي بالتهم الجزافية عليهم دون أسانيد ، فبالفعل تم إحالة اشخاص للنيابة الإدارية ولأول مرة داخل الشركة بل وبالفعل تم حبسهم 15 يوماً علي ذمة التحقيق ، وجاري التحقيقات في قضايا فساد لأول مرة ، وستظهر التحقيقات المدان من النظيف.
والأهم في الأمر أننا وجدنا الأن تغييراً كبيراً في توجهات الإدارة العليا نحو الإعتماد علي الشباب من أبناء الشركة من ذوي الخبرة أو الأفكار المستنيرة والإستماع لهم جيداً ، وفتح باب التواصل علي مصراعيه من أجل إستقطابهم دون النظر إلي واسطة أو مسمي وظيفي أو حتي سن ، فالأهم هي الأفكار والخبرات والجديد لدي هؤلاء مما سيفيد شركة المقاولون العرب .
نحن الأن في فترة إنتقالية نرجوا أن تستمر داخل شركة المقاولون العرب نحو تسطير نموذج مميز لتطبيق روح ثورة يناير في القضاء علي الفساد والإعتماد علي الشباب الكفء جنباً إلي جنب مع أصحاب الخبرة للإستمرارية في بناء شركة نحو مزيداً من القوة ، ولتصبح نموذجاً يحتذي به في كافة مؤسسات الدولة لنطهر مصر كلها من ألوان واشكال الفساد الذي تغلغل داخل مؤسسات ومرافق الدولة كافة.
والتحدي الأهم الأن هو الإستمرار في الضرب وبشدة علي أي يد تريد أن تعبث بمصلحة ومستقبل شركة المقاولون العرب والإصرار علي إكمال المسيرة حتي تتحقق أهداف التطوير والتحديث المنشود بكل جرأة وشجاعة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق