الأربعاء، 6 فبراير 2013

المقاولون العرب فيس بوك


 يكتبها : وفقي فكري
لعل من أهم عوامل بل وربما يكون العامل الأساسي في قيام ثورة مصر في 25 يناير 2011 هو أداة التواصل الإجتماعي الفيس بوك ، والذي إستغله الشباب المصري حينئذ في التسويق الكامل لكل سلبيات وظلم نظام مبارك ، علي إعتبار أنها وسيلة سهلة وبسيطة وسريعة التأثير في مختلف أرجاء العالم ، حيث تعتبر الوسيلة الأكثر والأسرع إنتشاراً بين مستعمليها ، ولديها وسائل ووسائط يستطيع بها الناشر أن يظهر مايشاء من معلومات أو تنويهات من حيث إرفاق صور أو فيديوهات أو مناسبات وخلافه يؤثر بالإيجاب علي المتلقي .
وإبان قيام الثورة وإطاحتها بالنظام السابق بدأت مصر تتحرك نحو الفكر الثوري العشوائي ، علي إعتبار أن الكبت والحرمان من ممارسة الحريات جعلت العطش إلي ممارستها يطبق بصورة إرتجالية فوضوية عمت كافة أرجاء الوطن من أقصاة لأدناه ، وظهرت فور ذلك مظاهرات الإحتجاج علي تدني المعيشة والتجويع الذي أحدثه النظام البائد ، وانتشرت الإعتصامات والإضرابات بعد ذلك أيضاً إعتراضاً علي عدم تحقيق الثورة لمطالب جموع الشعب من العيش بحرية وتحقيق الكرامة الإنسانية وتطبيق مبدأ العدالة الإجتماعية .
وبما أننا نمثل نحن العاملون بشركة المقاولون العرب قطاعاً لايستهان به في نسيج العمالة المصرية والإقتصاد الوطني فإنها لم تسلم من التأثر السريع بما يحدث علي المستوي العام للدولة ، فرغم الإستقرار النسبي في الأحوال المالية للعاملين بها وعدم تأثرهم بالأزمات الشاملة التي ضربت كافة قطاعات الدولة فإن ذلك لم يمنع أن يثور عامليها علي الفساد الذي إنتشر بها ، حالها حال كل مؤسسات الدولة ، ومثلما كان الفيس بوك هو أداة الثوار لإنطلاق الشرارة الأولي لثورة مصر فإنه أيضاً كان الملاذ الأهم والوحيد للعاملين بشركة المقاولون العرب للتعبير عن إحساسهم بالظلم والكبت الوظيفي وبإعتبارها ايضاً وسيلة آمنه في التخفي خوفاً من التعقب ، وبسرعة البرق ظهرت عشرات الصفحات والحسابات والجروبات التي أسست بعد نجاح الثورة تحمل إسم شركة المقاولون العرب أو شعارها ، وتباري المؤسسون والمشتركون عليها في نشر كبتهم ومشاكلهم ومعاناتهم علي صفحاتها .
وفي محاولة من إدارة المهندس إبراهيم محلب الرئيس السابق لمجلس إدارة الشركة لإحتواء ذلك ومحاولة السيطرة علي تلك الظاهرة الجديدة ، أعلنت الشركة رسمياً عن تأسيس صفحة رسمية لشركة المقاولون العرب علي الفيس بوك سعياً منها لمجابهة ذلك التيار أو قيادته نحو الإتزان أو حتي السيطرة ، وظهرت تلك الصفحة لأول مرة ووضع لها رابط علي الموقع الإلكتروني للشركة في شهر مارس 2011 ، ولكن هذه الصفحة مالبثت أن تم إغلاقها بعد تأسيسها بحوالي شهرين تقريباً لسببين أولهما أن إدارة الصفحة كان بالأسلوب التقليدي القديم والذي غلب عليه صفة الروتينية والتأخر في النشر وثانيهما هو فشلها في مجاراة الصفحات الخاصة ومهاجمتها بصفة مستمرة من الجميع ، مما اضطر الشركة لإغلاقها لعدم تحقيقها الهدف المرجو منها ، وإتجهت إدارة محلب إلي محاولة إستقطاب بعض الصفحات والجروبات الخاصة لتنشر من خلالها سياستها وتقود توجية تلك الطاقة الجديدة نحو خدمة مصالحها ، وكان بالفعل وتم لها ما ارادت واستقطبت إدارة الشركة مجموعة ممن ساهموا في الحشد لأكثر من مرة لإظهار التأييد الكامل لمحلب سواء علي صفحات الفيس بوك أو الدعوة إلي تنظيم تجمعات حب وتأييد له أمام المركز الرئيسي للشركة .
واليوم وبعد مرور أكثر من عامين علي قيام الثورة وبعد إستقالة محلب وتجديد دماء الشركة برئيس جديد لمجلس إدارتها من خارجها يمتاز بالعمل الأكاديمي العلمي بالإضافة إلي العمل التطبيقي إختفي ذلك التوجية علي تلك الصفحات والجروبات وبدأت تعزف منفردة كلاً فيما يري من وجهة نظره الخاصة وظهر نوع أخر من الصفحات بعدت عن الهدف التقليدي واتجهت إلي نشر الأخبار وحققت به نجاح نسبي حتي الأن كمؤثر لنضوج الفكر والتوجيه نحو أهداف أسمي للخدمة الحقيقية للعاملين ، وتبعاً لذلك إنفرط العقد وظهرت الإعتصامات والمظاهرات في كل أرجاء الشركة وتحولت إلي الظهور علي أرض الواقع وكأنها ماسورة من الإحتجاجات التي إنفجرت فجأه في وجه مغلقها .
ولكن هذه المره إنفجرت في وجه من لم يشرف في السابق علي كبتها وكتمها ، وأصبح الدكتور أسامة الحسيني يواجه معضلة حل مشاكل ليس هو سبباً فيها ولكن وظيفته علي رأس الهرم الوظيفي وضعته في هذا المأزق ، ولكنه إتجه بسرعة إلي ألية جديدة بديلة إلا وهي تصعيد وإبراز العمل النقابي داخل الشركة ليعود ويقوده العاملين بالشركة ليكون البيت الذي يحتوي تلك الأزمات وبديل متميز لعودة الإستقرار للشركة ، ولكننا مازلنا ننتظر وضع حلول غير تقليدية أخري لشبكة الفساد التي تنتشر بالشركة ومشاكل أخري علي غرار النقابة لتنطلق الشركة إلي الأمام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق