الاثنين، 31 ديسمبر 2012

ياسيادة الرئيس إقتصاد مصر علي حافة الهاوية


 يكتبها : وفقي فكري
لا يمكن أن نظل كما كنا قبل ثورة يناير ونظل نكذب علي الشعب ونحاول أن نخدعه من أجل تمرير مصالح معينة لفئة وحيدة ، لم يعد أحد يستطيع أن يضحك علي الشعب ويرسل رسالات إطمئنان توضح أن الإقتصاد المصري قوي ومعافي ولا خطر عليه ، في الوقت نفسه الذي يعلن فيه تقريرعن البنك المركزي المصري يؤكد إنخفاض الإحتياطي النقدي الإستراتيجي لمصر إلي أقل من 15 مليار دولار منهم مبلغ كبير عبارة عن ودائع لا يجوز التصرف فيها .
الوضع الإقتصادي ينهار كل يوم عن الأخر والحكومة تنفي ذلك وتؤكد أن إقتصاد مصر بخير ، كيف يكون ذلك وخزينة الدولة بإعتراف البنك المركزي في طريقها إلي الفراغ ، ومن جانب أخر تؤكد حكومة قنديل في تصريحات لها الاسبوع الماضي أنها ترفض إتهامها بأنها "حكومة جباية ضرائب" رغم أنها فرضت ضرائب جديدة علي المياه والكهرباء والغاز الطبيعي وجعلت بنزين 95 بالسعر الحر ، وسعت إلي فرض ضرائب علي المبيعات علي أكثر من 50 سلعة هامة ستؤثر علي مئات السلع الأخري التي تتشابك معها في التصنيع أو الإستخدام ، كل ذلك والحكومة تنفي تهاوي الإقتصاد المصري ثم ترفض وصفها بأنها حكومة جباية ضرائب .
ثم يأتي في النهاية خطاب الرئيس مرسي الذي وجه فيه إلي عمل تعديل وزاري بقيادة الدكتور هشام قنديل مرة أخري ، رغم أنه فشل في أن يحسن من الوضع الإقتصادي لمصر ، ولم تحرز وزارته أي تقدم في أي مجال يذكر ، والسبب ليس في شخص الدكتور قنديل علي المستوي الشخصي ولكنه يرجع إلي قلة خبرته سواء في المجال الإقتصادي أو السياسي ، فلماذا إذاً يادكتور مرسي تعيد تكليف الدكتور قنديل بالتشكيل الوزاري الأخير ؟!!!
والمفاجأة أن الإنهيار السلبي للإقتصاد المصري لم يأتي وليد هذه الأيام وإنما سار في منحني تنازلي من بعد الثورة ولكنه زاد بشكل أشد إنحداراً في ظل الحكومة الأخيرة ، ثم لماذا لم يظهر هذا الإنهيار إلا بعد إقرار الدستور الجديد .
هناك الكثير من نقاط الغموض تتتسم بعدم المكاشفة والوضوح للرؤية الحقيقية لمستقبل مصر، والشعب لم يعد مثل ماكان عليه قبل الثورة ، الشعب أصبح يعرف كل شئ وأصبح علي وعي تام بما يجري حوله ، ولم يعد من المقبول أن نجد حكومة تصرح للشعب بعكس ما يحدث علي أرض الواقع ، فالشعب لن يصدق ، وكان الأولي أن تواجهه الحكومة بحقيقة الأمور منذ فترة وأن تتخذه شريك أساسي في المشاركة في حل أزمة الوطن كله .
والسؤال الأن موجه للدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية ، أين مشروع نهضة مصر ياسيادة الرئيس ، ولماذا إختفي الحديث عنه الأن بعد إنتخابات الرئاسة ؟ ، أم أنه سيعاود الظهور مرة أخري في إنتخابات مجلس النواب القادمة ؟ .
متي سنتوقف عن التعتيم ونتوجه إلي المصارحة والمكاشفة ، متي سنعتمد علي علماء الإقتصاد الحقيقيون في المساعدة من أجل مستقبل مصر ؟ ، هل يعقل أن نظل نعتمد علي أهل الثقة في القيادة بنسبة مائة بالمائة ونجنب أهل العلم حتي وإن كانوا مختلفين معنا سياسياً خوفاً علي السلطة مثلما كان يفعل النظام السابق .
نداء إلي الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية لقد إنتخبناك لأننا توسمنا فيك خيراً ، فلتصفي النية لوجه الله تعالي وضع كل صاحب علم ورأي سديد في موضعه ليساعدك في حمل الأمانة وابعد عن الإنصياع إلي فصيل معين فأنت رئيساً لنا جميعاً ، وسأذكرك بقولة الشيخ محمد حسان لك حينما قابلك فقال لك " ياسيادة الرئيس هل تعلم أن عمرو بن العاص قال ولاية مصر تعدل الخلافة " أعتقد أن هذه الجملة تحملك مزيداً من الحمل تجاه هذا الوطن العظيم وتبين لك أن مصر ليست كمثيلاتها من الدول ، فأجعل مصلحة الوطن قبل أي شئ وتأكد أن عملك مراقب من قبل الله عز وجل وسيجازيك عنه في الأخرة  فاخلص العمل من أجل الله أولاً ثم من أجل مصر صاحبة الأمانة الثقيلة علي كل من حملها حتي ننتشل مصر من هبوطها المستمر ونصعد بها نحو النمو علي كافة الأصعدة لننعم جميعاً بحصاد ثورة يناير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق