الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

متي ستنهض مصر


يكتبها : وفقي فكري
في ضوء التقرير الأخير الذي خرج عن مؤسسة "استاندرد آند بورز" الأمريكية من تخفيض جديد لتصنيف مصر الإئتماني فإن ذلك يوضح أن خط الإقتصاد المصري مازال في الهبوط أكثر وبسرعة إلي الهاوية ، ويعني أيضاً أن الحكومات المتعاقبة من بعد الثورة وحتي وزارة قنديل الحالية لا تمتلك أي سياسة مخططة لبناء الإقتصاد المصري ، وإنما كل تلك الوزرات التي اعقبت الثورة بما فيها الوزارة الحالية تسير بمفهوم اليوم بيومة ، ولا تمتلك أي جديد قد ينفع في دفع الإقتصاد المصري خطوة إلي الأمام ، وهذا أمر طبيعي لأنها وزارة ضعيفة وفقيرة لا يوجد بينها من يمكن أن نطلق عليه صاحب خبرة من أي نوع ، فهي وزارة إما لأساتذة جامعات أو رجال الصف الثاني بوزراتهم الذين حالفهم الحظ في الوصول إلي منصب وزير.
وبالتأكيد فإن شماعة الإضطراب السياسي والوضع المتأزم في الشارع المصري هي التي سنعلق عليها فشلنا ، وردود الوزارة الحالية جاهزة سواء حالياً أو بعدما يتم إقالتها من أنها كانت تعمل في مناخ غير عادي ، وأنها إستطاعت أن تعبر بالبلاد من عنق الزجاجة في وقت تسود فيه حالة من الفوضي ، وفي الحقيقة أننا كنا نعتقد أن هذه الوزارة ستعمل بقوة مستوحاه من الثورة ، وأنها لن تعتمد علي كونها وزارة مؤقتة وستعمل من أجل الصالح العام ، والمخيب للأمال أنها تحولت إلي وزارة تسيير أعمال أو "مشهلتيه" بل وأضعف من ذلك بكثير .
والسؤال الأن متي ستنهض مصر في ظل وزارة باركة علي ركبتيها تتوسل أن تنصلح الأحوال ليظهر إنجازاتها ، أم أننا سننتظر الحلم الواهي الذي وعدنا به الإخوان المسلمون تحت مظلة "مشروع النهضة" الذي إكتشفنا أنه ليس مشروع بل مجرد عنوان لمرحلة إستفاد منها الإخوان المسلمون وأصبح الأن مصطلح عديم الفائدة نكرة لا يتعرف به أحد .
لن تنهض مصر إن كانت تنتظر مشروع النهضة ، ولن تنهض إن كنا ننتظر وزارة قنديل لتخرج من غرفة الإنعاش ، ولكننا سننهض إن وعي كل فرد داخل هذا الوطن أن بلده في خطر ويجب أن يخلص النية في أن يعمل من أجلها ، وأن يعزم علي وضع لبنة جديدة في بناء مصر الحديثة ، ليس من الجيد أن نقف علي سلالم المؤسسات المشهورة نرفع لافتات الإعتراض ونصر علي مواصلة الإعتصام حتي تصورنا كاميرات الفضائيات وتطبخ علي جسدنا شوربة إعلامية شيقة للخارج ، ولكن المطلوب الأن أن نتوجه إلي ثورة العمل ، علينا جميعاً أن نبدأ في تفعيل ثورة العمل والتكنولوجيا لنري ثمرة 25 يناير تتحق أمامنا ولنصنع نهضتنا بأيدينا وعرقنا نحن المصريين.
زيادة الإنقسام والتكالب علي المنصب الأرفع في هذه الدولة لن يزيدنا إلا إنخفاضاً أكثر في تصنيف مصر ، ليس فقط إئتمانياً ولكن في كل المجالات ، وإني في إعتقادي أن الكثير ممن يتشدقون بطلب الديمقراطية من أجل الحرية هم أصحاب أطماع علي حساب الثورة ، وأن اقوي ما يعمل في أجسامهم هي أفواههم فقط ، أما بقية أعضائهم فقد اصابها الضمور من قلة العمل .
ستنهض مصر فقط عندما يتوقف الكلام وتتحرك الأيدي والأقدام سعياً للعمل ، ستنهض مصر فقط حينما يفهم كل مواطن ماعلية قبل ماله ، سنصبح رجال مصر الأوفياء إذا وضعنا أيدينا بأيدي بعض لنحمل مصر ننقلها نحو إشراقة النهضة الحقيقية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق