السبت، 17 نوفمبر 2012

حكومة قنديل تخصص كوارث

 كتبها وفقي فكري

في عصر حكومات مبارك التي كنا نصفها بالظالمة جلسنا بجوار الحوائط وداخل الغرف نبكي بأنين خوفاً من أن يخرج صوتنا خارج جدران بيوتنا علي إحتراق قطار الصعيد الذي راح ضحيته الكثير من أبناء الوطن ، ولم نكن نستطيع أن نقول شيئاً إلا لاحول ولا قوة إلا بالله وربنا ينتقم من المسئولين الفاسدين ، ولكننا كنا ندعوا عليهم في سرنا خوفاً من سطوة الأمن التي لم تكن تترك فرصة لأحد ليعبر عن غضبة من الظلم.
اليوم وبعد أن خرجت أصواتنا تحت مسمي حرية ثورة يناير 2011 إعتقدنا أننا سنودع تلك الأيام السوداء التي عشناها مع حكومات مبارك التي كنا نحلم أن ينقشع ظلمها يوماً ما ، وبعد الثورة ظللنا نحلم بالأمان فلم نشعر به حتي الأن ، حلمنا برغيف عيش نظيف لمواطن كريم فلم نجده حتي اللحظة ، تمنينا حد أدني وحد أقصي للأجور لضمان العدالة الإجتماعية ولكن إكتشفنا أنه وهم وسراب .
ظللنا بعد الثورة ولمدة مايقرب من عامين نصبر أنفسنا ونقول "معلش" نحن في ثورة والحياة مضطربة وسنتحمل الأمور حتي نصل إلي رئيس مصري منتخب يحقق أمانينا وحكومة دائمة تنفذ خطط الرئيس ، وجاء الرئيس وخرج علينا بصدر مكشوف يقول أهلي وعشيرتي وقال في ميدان التحرير "أنا لا يحجبني عنكم حرس ولا أخاف من الموت لأنكم أهلي وعشيرتي وأنا بابي مفتوح للجميع" وتوسمنا فيه خيراً ولم نري حتي الأن أي خير عاد علي المواطن البسيط .
وحتي الحكومة التي إختار الرئيس المنتخب رئيسها وشكل وزرائها جاءت عديمة الخبرة في الحياة السياسية والإقتصادية وقوبلت بلوبي من الثورة المضادة التي صنعت أمامها المعوقات ، ولأنها حكومة ضعيفة لا تعبر عن حكومة ثورة فلم تستطع أن تحرك ساكناً أمام الحوادث والمصائب التي تقابلها كل يوم .
فمنذ تولي حكومة قنديل العمل وهي لم تقدم أي شئ للمواطن وللثوار الذين ماتوا من أجل أن يري أهليهم وابناء وطنهم تغيراً حقيقياً في بلدهم ، فلن نجد أي تغير ملموس طرأ علي حياة المواطن لنقارن به بين حكومات مبارك وبين حكومات مابعد الثورة ، بل أصبحت الحياة أصعب من ذي قبل وأصبح يعاني المواطنين من المشاكل والجوع أكثر من ذي قبل .
الرئيس مرسي خرج علينا في إستاد القاهرة ليسرد علينا أرقاماً في مجال المرور والمخالفات وأراضي الدولة والأمن والنظافة وخلافة ، وظن أننا لا نسير في شوارع القاهرة ولا نري بأعيننا تسيب المرور وفوضي الأمن والتعدي علي الشوارع وتلال الزبالة التي في كل مكان ، ياسيادة الرئيس لقد كانت مصر قبل الثورة أنظف من بعد الثورة ، فهل الثورة هي التي لوثت شوارعنا بكل ذلك أم أنهم القائمون علي أمورنا بعد الثورة هم السبب ؟.
لسنا ساذجين لتقولوا لنا أرقاماً كان مثلها ينجز في عصر مبارك ، نحن نريد واقع نلمسة ونشعر به نحن المواطنين العاديين .
وإليكم الأن الواقع الذي نشعر به ، أنبوبة البوتاجاز كانت قبل الثورة بأقل من عشرة جنيهات في الشوارع ، الأن أصبحت ثابتة علي 25 جنيهاً فأعلي ، البنزين كان متوفراً في كل مكان ، الأن لا نجد البنزين إلا بعد صراع طويل في المرور علي البنزينات ، الشوارع كان أنظف من الأن بكثير ، والأن نجد تلال القمامة متناثرة في كل مكان ، كان هناك أماكن لإنتظار السيارات والباعه الجائلين كانوا محجمين في أماكن معينة ، الأن الإنتظار في كل مكان والطرق مغلقة من الباعة الجائلين ، كنا نجد رغيف العيش ب5 قروش ولو حتي بصعوبة ولكننا كنا نجده وكان يباع رغيف العيش الحر حتي نصف جنيه ، الأن ظهر في عصر مرسي رغيف عيش ب75 قرشاً وبجنية بالسوق الحره ولم نعد نستطيع الحصول علي الرغيف المدعم ، كنا نري الأمان وسطوة الشرطة في كل مكان ، والأن لا نجد من ينجد أبناءنا من السرقة بالإكراه والتعدي من البلطجية وأخيراً الحد الأدني والأقصي للأجور الذي قلنا أنه سيكون أول ما يطبقة الرئيس مرسي ولم يحدث حتي تاريخه.
وأخيراً وبعد أن إقتربنا من تمام العامين من قيام الثورة نجد دماء ابناءنا وأشلاءهم تتناثر علي قضبان السكك الحديد وأرواح أخواننا وأبناءنا تزهق داخل عربات القطارات ولا نجد رد فعل ثوري يشفي صدور أهل وذوي الصرعي والمتوفين .
كل ما نطالعة الأن هي الجملة التي أستوردوها من النظام السابق "سنحاسب كل المسئولين عن الحادث" ولا نجد اي حساب.
سنسأل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء من المسئول عن حادث تصادم قطار الفيوم ،ومن المسئول عن حادث تصادم قطار أسيوط مع أتوبيس المدارس ، ومن المسئول عن إضراب عاملين مترو الأنفاق ، ومن ومن ومن ... ؟
من هو المسئول عن الإهمال والتسيب الذي نعيشهم منذ تولي دكتور هشام قنديل رئاسة وزارة مصر بعد الثورة ؟
كنت أري الدكتور مرسي والإخوان المسلمون يتهمون الحكومة تحت قبة مجلس الشعب ويطالبونها بالإستقالة في حادث إحتراق قطار الصعيد ، وأراد الله أن تكونوا أنتم اليوم أهل القيادة فمن سيستقيل منكم إحتراماً لما كنتم تنادون به سالفاً؟
نحن نريد حكومة ثورية وليس حكومة تسيير أعمال ، حكومة علي قدر حدث الثورة ، لديها الجرأة لتحمل المسئولية والعمل بكل حزم لتعيد لنا الأمن والوقود والعيش والنظافة والوقود وتحمي أرواح ابناءنا من الهلاك ، حكومة تعمل بثورية لا تعمل بروتين تستمده من حكومات سابقة ، نريد عقليات خلاقة تبتكر وتطبق ، فأين أنتي أيتها العقول ؟
هل حياة المصري تساوي عندكم 5000 جنيه فقط ، وإن كان هذا هو التعويض والإجراء الذي تواسون به أهالي الضحايا ، فماذا فعلت الثورة إذاً ، هل الثورة رخصت دماء أبنائنا لتجعلها أقل من ثمن سعر موبايل حديث ؟
الشئ الوحيد المختلف الذي صنعته الثورة هو أننا أصبحنا نبكي ابنائنا وإخواننا في الحوادث بصوت مرتفع ولم نعد نبكي عليهم داخل الجدران ، اصبحنا نتألم بكل ما فينا من قوة ولا حياة لمن تستجير به ، وكأننا نحاول أن نسمع أموات ، وكل ما إختلف هو إستقالة وزير من منصبة ، فعلاً ثورة جعلتنا نري وزير يستقيل والحمد لله ، ولكن ماذا بعد ؟
هل إتخذت حكومة قنديل إجراءات حاسمة ضد التسيب والإهمال الذي تكرر مرات كثيرة في قطاع النقل ونتج عنه الكثير من الضحايا ، لا لم يحدث ، هل وضعت حكومة قنديل بدائل للتعامل بها في حالات الطوارئ مثل إضراب عاملي مترو الأنفاق ونفذته لعدم تعطيل مصالح الناس ، لا لم يحدث .
لقد مر الصيف وعانينا كثيراً من مشكلة إنقطاع الكهرباء فهل تعمل حكومة قنديل الأن من أجل حل المشكلة في الصيف القادم ، أتمني رغم أني أشك في ذلك .
نحن مازلنا نعيش ونتصرف حسب الحدث وحسب تداعيات الموقف ولا يوجد عندنا حتي الأن ما يمكن أن نسمية الخطط البديلة وخطط الطوارئ في مواجهة الكوارث ، وأنا كاحد افراد الشعب لا ألمس أي تغير بين حكومة نظيف كمثال من عصر مبارك وحكومة قنديل كمثال من حكومة الثورة ، بل بالعكس نحن في وضع أسوء وكوارث متتالية حتي أنني سأطلق علي حكومة دكتور قنديل حكومة الكوارث .
لكي الله يامصر علي ما أنتي تعاني منه الأن وماتفقدية كل يوم من أرواح أبنائك ، واللهم أرزقنا بحكومة ثورية تحقق أحلام الثورة وأحلام المواطنين البسطاء .  
            

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق